صالح حمد القلاب​​
وزير إعلام سابق​

العراق .. وأمته العربية

إنه ضروري وبغاية الأهمية، أنْ يكون هناك انفتاح عربي على العراق، وأنْ لا يُترك للإيرانيين ليعزلوه عن أمته، فهذا البلد بقي ومنذ العهد العباسي، وقبل ذلك، الخندق المتقدم للأمة العربية، وحقيقةً أنّ أخطر ما تعرض له بعد حرب الثمانية أعوام، التي هُزم فيها الإيرانيون شرَّ هزيمة، أنّ أبوابه الشرقية فُتحت على أقصى مصاريعها أمام “الفرس” الحالمين باستعادة ما يعتبرونه أمجادهم القديمة، بتواطئ أمريكي مكشوف، وهذا يجب أن نقوله وبكل صراحة لمن نعتبرهم، وهم يعتبرون أنفسهم، أنهم أصدقاؤنا الذين يجب أن نصارحهم بهذه الحقائق بدون تردد!!

لا شكَّ أنّ هذا “التغلغل” الإيراني بهذا البلد العربي، وبأقطار عربية أخرى، هي بالإضافة لبلاد الرافدين: سوريا، التي يصفها الذين يتربعون على أرائك الحكم المزعزع فيها بأنها: “القطر العربي السوري”، وأيضاً لبنان، وتحديداً بعض أجزاء جنوبه، إضافة لضاحيته الجنوبية التي يهيمن عليها حسن نصرالله كوكيل سياسي وطائفي واستخباري وإرهابي، وبالطبع، جزء من اليمن الذي بقي يصفه العرب وعلى مدى حقب التاريخ بأنه سعيد.. وحقيقة أنه كان سعيداً، وأنه سيستعيد سعادته رغم أنوف “الحوثيين” الذين تخلوا عن عروبتهم لحساب أحلام وتطلعات “الولي الفقيه”!!

إنّ قول هذا كله، والتطرق إليه، هو من أجل توجيه ألف تحية للدول العربية التي فتحت أبوابها لرئيس الوزراء العراقي، واستقبلته بالأحضان، وأشعرته وأشعرت العراقيين كلهم، شيعتهم قبل سنتهم، بأنّ الوطن العربي وطنهم، وأنّ بلاد الرافدين كانت دائماً وأبداً، قبل العباسيين وبعدهم، عربية، وستبقى عربية، وإنّ أهلها كانوا وما زالوا عرباً أقحاحاً، “سنتهم وشيعتهم”، وإنه عندما تفتح الأبواب لـ “مصطفى الكاظمي” فإنها تُفْتح لأهل العراق كلهم، بما في ذلك “أشقاؤنا” الأكراد، والرئيس العراقي الكردي برهم صالح الذي له كل التقدير والاحترام.

والمؤكد أنه عندما يُسْتقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بدولة الإمارات العربية المتحدة في “أبوظبي”، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بكل هذه الحفاوة وكل هذا التقدير والاحترام، فإنّ هذا يعني أنه استقبال من قبل الأمة العربية كلها للشعب العراقي كله، وأنه لا يمكن الاستفراد ببلاد الرافدين وأهلها من قبل الذين من المفترض أنهم الجوار الشرقي الحسن، وأنهم “إخوتنا” في الإسلام وبالمسيرة التاريخية الطويلة.

 

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض