602 Web Analyses Cover 2

البرمجة العسكرية الفرنسية 2024 – 2030

اعتمد‭ ‬البرلمان‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬‮«‬البرمجة‭ ‬العسكرية‮»‬‭ ‬الجديد،‭ ‬وذلك‭ ‬بزيادة‭ ‬قياسية‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬413‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2024‭ – ‬2030‭. ‬وذلك‭ ‬بالوتيرة‭ ‬التالية‭: ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ستزيد‭ ‬الميزانية‭ ‬بمقدار‭ ‬3‭.‬1‭ ‬مليار،‭ ‬ثم‭ ‬ستضاف‭ ‬إليها‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2027‭. ‬واعتباراً‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2028،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتلقى‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الفرنسية‭ ‬4‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬أخرى‭ ‬سنوياً‭. ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الزيادة،‭ ‬خصص‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬مبلغ‭ ‬13‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لتعزيز‭ ‬حماية‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية‭ ‬والتعاون‭ ‬العملياتي‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء،‭ ‬وتحسين‭ ‬قدرات‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬خصوصاً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭.‬

يرتكز‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬تحول‭ ‬الجيوش،‭ ‬ويتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬تزويد‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬بالوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تدهور‭ ‬السياق‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وعودة‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬أبواب‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتسارع‭ ‬الاضطراب‭ ‬التكنولوجي‭.‬

ويحدد‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬سياسة‭ ‬فرنسا‭ ‬الدفاعية‭ ‬للسنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬محاور‭ ‬رئيسية‭:‬

  • تكيف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الدفاعية‭ ‬الفرنسية‭ ‬مع‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭.‬
  • تعزيز‭ ‬أسس‭ ‬الدفاع‭ ‬الفرنسي‭.‬
  • ‬تكييف‭ ‬أداتنا‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬التهديدات‭ ‬المتطورة‭.‬
  • تحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭.‬
  • ترسيخ‭ ‬الصورة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭.‬

وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تمكين‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬قواته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬قوات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬ومصالحها‭ ‬ومواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬المتعددة،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭:‬

  • الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬وتيرتها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬
  • ‬القوى‭ ‬المناوئة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬
  • المتلاعبون‭ ‬بالمعلومات‭.‬

هدف‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬هو‭ ‬تحليل‭ ‬تداعيات‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭. ‬

عدد‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬ومكانتها‭:‬‭ ‬سيؤدي‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬عدد‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬بحوالي‭ ‬10‭ ‬آلاف،‭ ‬وذلك‭ ‬للأسباب‭ ‬التالية‭:‬

  • العديد‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬سيتلقون‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬مهام‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الروبوتات‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬الطائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬والحرب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والإنترنت‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬فوج‭.‬
  • ‬ينص‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬تلحق‭ ‬فرنسا‭ ‬بالرَّكْب‭ ‬‮«‬في‭ ‬مجال‭ ‬المسيّرات‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬تطوير‭ ‬نوع‭ ‬فرنسي‭ ‬من‭ ‬الذخيرة‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وتحقيق‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬أسراب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيؤثر‭ ‬بالسلب‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬أعداد‭ ‬جنود‭ ‬المشاة‭.‬
  • رغم‭ ‬أن‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬ظلت‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الدفاع‭ ‬الفرنسية‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الجنرال‭ ‬ديغول،‭ ‬فإن‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بشيء‭ ‬يذكر‭ ‬لصيانة‭ ‬وتحسين‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬والناقلات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬حملها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديدة‭ ‬ستخصص‭ ‬نحو‭ ‬54‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬لذلك،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬فهمه‭ ‬بأن‭ ‬زيادة‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬قوة‭ ‬الاشتباك‭ ‬البري‭ ‬التقليدي‭.‬
  • تحول‭ ‬ساحات‭ ‬الحروب‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬قاع‭ ‬البحر،‭ ‬مجال‭ ‬المعلومات،‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبراني،‭ ‬لذا‭ ‬ينص‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬الصراع‭ ‬الجديدة‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬أولوياته‭. 

القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬مقاطعات‭ ‬وأقاليم‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬البحار‭ ‬الفرنسية‭:‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أصبحت‭ ‬التهديدات‭ ‬الهجينة‭ ‬والتأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والتجرؤ‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬أكثر‭ ‬انتشاراً‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬رأى‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفرنسا‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬قدراتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬وسيادتها‭ ‬على‭ ‬إداراتها‭ ‬ومناطقها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬خصوصاً‭ ‬حين‭ ‬ينشر‭ ‬منافسو‭ ‬فرنسا‭ ‬قدراتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬قريبة‭ ‬منها‭.  ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬تعزيز‭ ‬القوات‭ ‬السيادية‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬هو‭ ‬إحدى‭ ‬أولويات‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية،

ولتمكين‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهامها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسيادة‭ ‬وحماية‭ ‬السكان‭ ‬وأيضاً‭ ‬ترسيخ‭ ‬تحالفاتها،‭ ‬يتوجب‭ ‬زيادة‭ ‬عددها‭ ‬والتحديث‭ ‬المستمر‭ ‬لمعداتها،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.. ‬إلخ‭. ‬لذا‭ ‬استهدفت‭ ‬البرمجة‭ ‬تدعيم‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أقاليم‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬البحار‭ ‬بـ‭ ‬619‭ ‬جندياً‭ ‬مقاتلاً‭ ‬إضافياً،‭ ‬وسيتم‭ ‬زيادة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬التشغيلي،‭ ‬وسيتم‭ ‬تحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بتكلفة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬800‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬وتجنيد‭ ‬800‭ ‬فرد‭ ‬لتحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬العسكرية‭ ‬للأقاليم‭ ‬والمقاطعات‭ ‬الفرنسية‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬البحار‭.‬

مخابرات‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭: ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭. ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬العسكري‭ ‬أو‭ ‬التكتيكي،‭ ‬فهو‭ ‬ضروري‭ ‬للتخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬وصنع‭ ‬القرار‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يقوم‭ ‬8000‭ ‬متخصص‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أفرع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬بجمع‭ ‬وفرز‭ ‬وتحليل‭ ‬وتفسير‭ ‬ملايين‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭.‬

وستستفيد‭ ‬المخابرات‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬المخابرات‭ ‬التابعة‭ ‬للقوات‭ ‬البرية،‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الذي‭ ‬سيضاعف‭ ‬ميزانيتها،‭ ‬لتتمكن‭ ‬فروعها‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬تجنيد‭ ‬آلاف‭ ‬الموظفين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬موارد‭ ‬إضافية‭ ‬لأقمار‭ ‬المراقبة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬واقتناء‭ ‬خوادم‭ ‬جديدة‭ ‬واستخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتسريع‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات،‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬التفوق‭ ‬التشغيلي‭ ‬على‭ ‬الخصوم‭.‬

ويضمن‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد،‭ ‬أن‭ ‬ميزانية‭ ‬المخابرات‭ ‬العسكرية‭ ‬قد‭ ‬تضاعفت‭ ‬مرتين‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2017‭ ‬و2030،‭ ‬ما‭ ‬سينعكس‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬مخابرات‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭. ‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬التوظيف،‭ ‬سيخلق‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬2024‭ – ‬2030‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بموظفيه‭ ‬الحاليين،‭ ‬الذين‭ ‬يغريهم‭ ‬أحياناً‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬وللاستجابة‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬كبيرة‭ ‬تبلغ‭ ‬خمسة‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭ ‬للعنصر‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬عناصر‭ ‬المخابرات‭ ‬البرية‭.‬

تجهيزات‭ ‬ومعدات‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬التقليدية‭:‬‭ ‬يركز‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالردع‭ ‬النووي،‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العسكريين،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬تخصيص‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭ ‬لذلك،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديث‭ ‬المعدات،‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬السيبرانية‭ ‬والفضاء‭ ‬والبحرية‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬سيتم‭ ‬تقليص‭ ‬المعدات‭ ‬الثقيلة‭ ‬من‭ ‬الدبابات‭ ‬وناقلات‭ ‬الجنود‭ ‬القتالية‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سيحصل‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬على‭ ‬2‭.‬3‭ ‬ألف‭ ‬مركبة‭ ‬مصفحة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬سكربيون‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬بـ30‭ % ‬مما‭ ‬كان‭ ‬مخططاً‭ ‬له‭ ‬سابقاً‭. ‬وسيستلم‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬137‭ ‬مقاتلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬رافال‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬185‭ ‬و35‭ ‬طائرة‭ ‬نقل‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬A400M‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬50،‭ ‬وستستلم‭ ‬البحرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬3‭ ‬فرقاطات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬فقط‭.‬

جنود‭ ‬الاحتياط‭:‬‭ ‬يؤكد‭ ‬السياق‭ ‬الحالي‭ ‬أهمية‭ ‬نموذج‭ ‬الجيش‭ ‬الاحترافي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬ترسيخه‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينات‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية،‭ ‬يرى‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬الاحتياطي‭ ‬التشغيلي‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬والذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬الأسمنت‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الأمة‭ ‬والجيش،‭ ‬وذلك‭ ‬بزيادة‭ ‬عدده‭. ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬جندي‭ ‬احتياطي‭ ‬عملياتي‭ ‬واحد‭ ‬لكل‭ ‬جنديين‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035‭. ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بإنجاز‭ ‬نفس‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬ينجزها‭ ‬نظراؤهم‭ ‬العاملون،‭ ‬مما‭ ‬سيجعل‭ ‬منهم‭ ‬لاعبين‭ ‬مهمين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭. ‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سيرتفع‭ ‬عدد‭ ‬جنود‭ ‬الاحتياط‭ ‬من‭ ‬قرابة‭ ‬40‭ ‬ألفاً‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬80‭ ‬ألفاً،‭ ‬وتخطط‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬والجوية‭ ‬والبرية‭ ‬والاستخبارات‭ ‬لتجنيد‭ ‬الجنود‭ ‬السابقين‭ ‬والمدنيين،‭ ‬مع‭ ‬البحث‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬عن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الحاسوب‭ ‬واللغويين‭ ‬والفنيين‭ ‬ذوي‭ ‬المهارات‭ ‬النادرة‭.  ‬كما‭ ‬سيتضاعف‭ ‬عدد‭ ‬جنود‭ ‬الاحتياط‭ ‬في‭ ‬أقاليم‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬البحار‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4200‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المتصل‭ ‬بالقوات‭ ‬البرية‭:‬‭ ‬يرى‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬القفزات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحالية‭ ‬أصبحت‭ ‬سريعة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تهديد‭ ‬استقلال‭ ‬الدول،‭ ‬لذلك‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬قدراتها‭ ‬التشغيلية‭ ‬وتصنيع‭ ‬أدوات‭ ‬التحقق‭ ‬الرقمي‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يسعى‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬لتحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الدفاع‭.  ‬ما‭ ‬سينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬BattleLab Terre‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬روابطه‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي‭: ‬الوزارات،‭ ‬والمصنعين،‭ ‬والشركات‭ ‬الناشئة،‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث،‭ ‬والمدارس‭ ‬الكبرى،‭ ‬والجامعات،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وتوقع‭ ‬التحديات‭ ‬المستقبلية‭. ‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬سيدعمها‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ميزانية‭ ‬مخصصة‭ ‬تبلغ‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭ ‬لدعم‭ ‬الابتكار،‭ ‬مجال‭ ‬إحلال‭ ‬الروبوتات‭ ‬محل‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬برية‭ ‬معينة‭. ‬والهدف‭ ‬ليس‭ ‬استبدال‭ ‬البشر،‭ ‬بل‭ ‬إعفاؤهم‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المهام‭ ‬المتكررة‭ ‬أو‭ ‬الخطيرة‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬الروبوتات‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬في‭ ‬أدائها‭. ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬يعد‭ ‬أساسياً‭ ‬لإيجاد‭ ‬أفضل‭ ‬تآزر‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬والأنظمة‭ ‬الآلية‭. ‬

سيسمح‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬لمشروع‭ ‬VULCAIN‭ ‬بتحقيق‭ ‬هدفه‭ ‬الرئيسي‭ ‬وهو‭ ‬ضمان‭ ‬وصول‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬إلى‭ ‬الأنظمة‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬اختارها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬تفوقه‭ ‬التشغيلي‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬والتحكم‭ ‬فيها‭. ‬شعار‭ ‬البرنامج‭ ‬هو‭: ‬يمكننا‭ ‬أتمتة‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬نحتاجه‭ ‬حقاً؟‭  ‬يجيب‭   ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬بأن‭ ‬فرنسا‭ ‬تتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬دفاعية‭ ‬شاملة‭ ‬للغاية‭. ‬لذا،‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مساهمات‭ ‬الروبوتات‭ ‬ستثير‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬أنظمتها‭ ‬الحالية‭ ‬أم‭ ‬ستكملها،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬هل‭ ‬تعتبر‭ ‬الروبوتات‭ ‬ثورة‭ ‬أم‭ ‬مجرد‭ ‬تطور؟‭ ‬

الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭:‬‭ ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬عودة‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬يؤكد‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديد‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬سياسة‭ ‬دفاعية‭ ‬تتجاوز‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بإشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬فرنسا‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاور‭:‬

  • زيادة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬التشغيلي‭.‬
  •  ‬تحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬للجنود‭ ‬وذويهم‭.‬
  • ‬تحديث‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬وذويهم‭.  ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬الأمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬وجيشها‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬تحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬للجنود‭ ‬وذويهم‭: ‬يستهدف‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬بناء‭ ‬مساكن‭ ‬جديدة‭ ‬لهم،‭ ‬ودعم‭ ‬الوالدين،‭ ‬والتعويض‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬الغياب،‭ ‬ودعم‭ ‬حركة‭ ‬الجنود‭ ‬وتحسين‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للعائلات‭. ‬ولتحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬750‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭. ‬ويأتي‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لتحقيق‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أهداف‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬وهو‭ ‬ترسيخ‭ ‬الصورة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭. 

التفوق‭ ‬التشغيلي‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭ ‬الفرنسية‭:‬‭ ‬سيساهم‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬برية‭ ‬فرنسية‭ ‬متمرّسة‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الصراعات‭ ‬وحتى‭ ‬المواجهة‭ ‬الكبرى‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التالية‭:‬

جنود‭ ‬قوات‭ ‬برية‭ ‬جاهزون‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المستقبلية‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المبادرات‭ ‬والأليات‭ ‬التالية‭:‬

  • ‬مشروع‭ ‬ATHOS‭ ‬وهو‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬لتحسين‭ ‬رعاية‭ ‬الجنود‭ ‬المصابين‭.‬
  • جيش‭ ‬يستثمر‭ ‬في‭ ‬الشباب‭.‬
  • ‬إنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭.‬
  • تجديد‭ ‬قوات‭ ‬الاحتياط‭.‬
  • ترسيخ‭ ‬مجتمع‭ ‬الجيش‭. ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الصورة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭. ‬

قوات‭ ‬برية‭ ‬مستعدة‭ ‬لحرب‭ ‬مستقبلية‭ ‬عالية‭ ‬الكثافة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬Titan،‭ ‬وذلك‭ ‬بتصميم‭ ‬شبكة‭ ‬معلومات‭ ‬عالية‭ ‬السعة‭ ‬لدخول‭ ‬الخدمة‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2040‭. ‬وينظر‭ ‬إلى‭ ‬Titan‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يغير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة،‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬التزامن‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬العقيد‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬Arnaud Goujon‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحادي‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬حول‭ ‬الأسلحة‭ ‬البرية‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬مؤسسة‭ ‬البحث‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الفرنسية‭. ‬

ويسعى‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬‮«‬السحابة‭ ‬القتالية‮»‬‭ ‬للقوات‭ ‬البرية،‭ ‬وهو‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬سيحل‭ ‬محل‭ ‬برنامج‭ ‬سكوربيون‭ ‬والذي‭ ‬بلغت‭ ‬تكلفته‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭ ‬لتحديث‭ ‬مركبات‭ ‬مدرعة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحجم،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬حاملة‭ ‬القوات‭ ‬متعددة‭ ‬المهام‭ ‬‮«‬Griffon‮»‬،‭ ‬ومركبة‭ ‬Jaguar‭ ‬القتالية‭ ‬والاستطلاعية،‭ ‬ومركبة‭ ‬‮«‬Serval‮»‬‭ ‬الخفيفة‭ ‬متعددة‭ ‬المهام،‭ ‬وهكذا‭ ‬إنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬قيادة‭ ‬وتحكم‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬المعركة‭ ‬Atos SICS،‭ ‬وتقنية‭ ‬الراديو‭ ‬المحددة‭ ‬ببرمجيات‭ ‬Thales Contact‭.‬

كما‭ ‬يضمن‭ ‬برنامج‭ ‬Titan‭ ‬قتالاً‭ ‬برياً‭-‬جوياً‭ ‬مستقبلياً‭ ‬وتعاوناً‭ ‬معلوماتياً‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬يسمح‭ ‬بتوصيل‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الوحدات‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬فهم‭ ‬مسرح‭ ‬العمليات‭ ‬لضمان‭ ‬التفوق‭ ‬التشغيلي‭.‬

شمولية‭ ‬التدريب،‭ ‬وذلك‭ ‬بإدماج‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والاعداد‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬وصقل‭ ‬المهارات‭ ‬في‭ ‬تدريبات‭ ‬عسكرية‭ ‬مثل‭ ‬تدريب‭ ‬ORION 2023‭. ‬

أداء‭ ‬أكثر‭ ‬عملية‭ ‬للقوات‭ ‬البرية‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

  • تبسيط‭ ‬النظام‭ ‬وتشجيع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭.‬
  • التآزر‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬الدعم‭ ‬المشتركة‭.‬
  • قوة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭.‬
  • ‬الاستجابة‭ ‬التشغيلية‭ ‬السريعة‭ ‬والمتقنة‭.‬

الخاتمة‭ ‬

من‭ ‬أهم‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬الباحثون‭ ‬لقانون‭ ‬البرمجة‭ ‬الجديد،‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬بذلك‭ ‬لن‭ ‬تسلك‭ ‬طريق‭ ‬بولندا‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬ألمانيا‭ ‬التي‭ ‬خططت‭ ‬لتضخيم‭ ‬أعداد‭ ‬جيشها‭ ‬وشراء‭ ‬عشرات‭ ‬الدبابات‭ ‬والطائرات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬بل‭ ‬سيبقى‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬تقريباً‭ ‬بالحجم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭. ‬ويقول‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬البرمجة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬مفارقة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يسمح‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بميزانية‭ ‬تاريخية،‭ ‬ولكن‭ ‬بمعدات‭ ‬وقوة‭ ‬بشرية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬سينتج‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬جيشاً‭ ‬أكثر‭ ‬حداثة،‭ ‬ولكن‭ ‬بقوة‭ ‬بشرية‭ ‬ومعدات‭ ‬محدودة‭.‬

وهناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬القانون‭ ‬يجعل‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬يقوم‭ ‬تقريباً‭ ‬بكل‭ ‬شيء،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬ليكون‭ ‬مستقلاً،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬غداً،‭ ‬كما‭ ‬الحال‭ ‬اليوم،‭ ‬من‭ ‬شن‭ ‬حرب‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬وشرسة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حلفائه‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لفرنسا‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السياق‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الحالي‭ ‬لفرنسا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬البطل‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬السياق‭.‬

‮» ‬‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬وائل‭ ‬صالح  (‬خبير‭ ‬بمركز‭ ‬تريندز‭ ‬للبحوث‭ ‬والاستشارات)

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض