راشد ثاني المطروشي​
مدير عام الدفاع المدني بدبي

الدفاع المدني.. و(جائحة) كورونا المُستجد!

منذ نشأت أجهزة الدفاع المدني في العالم، كانت المهمة الرئيسية لها (مواجهة الحوادث والأزمات والكوارث) عند وقوعها، ومع تطور منظومات واستراتيجيات العمل الاحترافي، صارت الرؤية المستقبلية والخطط الاستباقية ( إدارة الحوادث والأزمات والكوارث) منذ المراحل التي تسبق وقوعها، هي محور فِكر وتطبيق هذه الأجهزة.. وتشكلت الوحدات التنظيمية، ووضعت البرامج التدريبية، وتوفرت المعدات والآليات الحديثة، واستخدمت التقنيات المتطورة للتعامل مع تلك الأزمات أو الكوارث.
وعند ظهور (جائحة) كورونا المُستجد كتحدٍ عالمي، يهدد حياة الناس في كل مكان، واستنفرت لمواجهتها الطاقات المختلفة، كانت دولتنا سبّاقة لإدارة هذا التحدي داخلياً من خلال الهيئة “الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث” و”وزارة الصحة” و”وزارة الداخلية” والأجهزة المختصة المختلفة، إلى جانب مبادرات دولتنا بدعم الدول التي تضررت، بإرسال المعدات الطبية الكفيلة بتمكينها على مواجهة هذه الكارثة التي تهدد الانسانية، بل إن قيادتنا الرشيدة كانت الرائدة عالمياً في نقل واستضافة مئات الأشخاص العالقين في الصين وفي غيرها من مختلف الجنسيات وتوفير الرعاية الصحية لهم داخل الدولة، وإعادتهم الى بلدانهم سالمين.
وتولى الدفاع المدني كعضو نشيط في لجان إدارة الأزمات والكوارث الاتحادية والمحلية، مهام محددة في الاستراتيجية الوطنية للتعقيم، فنفذت فرق الدفاع المدني بكفاءة وفعالية عمليات التعقيم الوقائي في عشرات المواقع الرئيسية، الاقتصادية والخدمية والسكنية ذات الكثافة السكانية العالية، في ساعات الليل والنهار، وإلى جانب ذلك، قامت تلك الفرق بزيارة مئات مواقع سكن العمال للتأكد من توفر شروط الوقاية والسلامة من خطر فيروس كورونا المُستجد، إضافة إلى تعقيم تلك المواقع، ونشر التوعية الوقائية بين صفوف العمال، ووضع ملصقات تعريفية بمتطلبات الحماية من انتقال الفيروس في أماكن سكن العمال، وتعليمهم مهارات النظافة التي تحميهم من الإصابة بالمرض وتمنع انتشار الوباء.
إن وقوع هذا الوباء بقدر ماهو تحدٍ عالمي مُباغت، هو فرصة لجميع الأجهزة المختصة، ولكافة الإدارات الحكومية، ولمؤسسات القطاع الخاص، ولأفراد المجتمع جميعاً، من مواطنين ومقيمين، للتعبير عن ولائهم للوطن ولقيادته، وتأكيدهم على انتمائهم لمجتمعهم، وحرصهم على سلامة الجميع، من خلال دعم الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات المختصة، والالتزام بتعليمات (خلَّك في البيت)، لمنع انتشار المرض والقضاء عليه، من أجل استعادة الحياة إلى طبيعتها بعد زوال هذه (الجائحة) والانطلاق من جديد نحو البناء والتنمية والتطوير.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض