602 Web Analyses Cover 1

الاتفاقيات البحرية الدولية

خضعت‭ ‬المحيطات‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬إلى‭ ‬مبدأ‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬البحار،‭ ‬حيث‭ ‬وُضِع‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬ليحد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬والولاية‭ ‬القضائية‭ ‬على‭ ‬المحيطات‭ ‬في‭ ‬حزام‭ ‬ضيق‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬يحيط‭ ‬بسواحل‭ ‬ذلك‭ ‬البلد‭. ‬وتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬المساحة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬البحار‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بالحرية‭ ‬للجميع،‭ ‬ولا‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬بلد‭. ‬ومع‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬برزت‭ ‬قوة‭ ‬دافعة‭ ‬لتوسيع‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البحرية،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تزايد‭ ‬القلق‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬أساطيل‭ ‬الصيد‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬لمسافات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬الأرصدة‭ ‬السمكية‭ ‬الساحلية‭ ‬ومدى‭ ‬حجم‭ ‬التهديد‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التلوث‭ ‬وإلقاء‭ ‬النفايات‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬وناقلات‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬البضائع‭ ‬الضارة‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم.

يهدد‭ ‬خطر‭ ‬التلوث‭ ‬المنتجعات‭ ‬الساحلية‭ ‬وجميع‭ ‬أشكال‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭.  ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تنافس‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬السطحية‭ ‬وحتى‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وتسارع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتنظيم‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬العمل‭ ‬والحركة‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭. ‬

يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬القوانين‭ ‬البحرية‭ ‬لأغراض‭ ‬التجارة‭ ‬والاتصالات‭ ‬البحرية‭ ‬ومنع‭ ‬النزاعات‭. ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬شهد‭ ‬تطور‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬تغييرات‭ ‬كبيرة‭ ‬تعكس‭ ‬الطبيعة‭ ‬الديناميكية‭ ‬للصناعة‭ ‬البحرية‭. ‬بدأ‭ ‬الإطار‭ ‬الحديث‭ ‬للمعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬بالتبلور‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المعالم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬هي‭ ‬اتفاقية‭ ‬بروكسل‭ ‬لعام‭ ‬1910‭ ‬التي‭ ‬أدخلت‭ ‬مفهوم‭ ‬القانون‭ ‬البحري‭ ‬الموحد‭ ‬للدول،‭ ‬وقد‭ ‬أدت‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬غرق‭ ‬تيتانيك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1912‭ ‬إلى‭ ‬تمهيد‭ ‬الطريق‭ ‬للمعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬اللاحقة‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬مختلف‭ ‬جوانب‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية‭ ‬مثل‭ ‬اللوائح‭ ‬الدولية‭ ‬لمنع‭ ‬التصادم‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للسلامة‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لسلامة‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬وغيرها‭. ‬

المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬هي‭ ‬اتفاقيات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬تضع‭ ‬قواعد‭ ‬وأنظمة‭ ‬للأنشطة‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬سلامة‭ ‬وأمن‭ ‬واستدامة‭ ‬الشحن‭ ‬والملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭. ‬وتلعب‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬دوراً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬صناعة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬العالمية،‭ ‬وتضع‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬إطاراً‭ ‬للتعاون‭ ‬واللوائح‭ ‬لضمان‭ ‬التشغيل‭ ‬الآمن‭ ‬والمستدام‭ ‬بيئياً‭ ‬للسفن‭. ‬

المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬مهمة‭ ‬لأنها‭ ‬توفر‭ ‬مجموعة‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬واللوائح‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬سير‭ ‬الأنشطة‭ ‬البحرية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬فهي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬سلامة‭ ‬السفن‭ ‬والطواقم،‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية،‭ ‬وتسهيل‭ ‬التجارة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬وتحسين‭ ‬تدابير‭ ‬السلامة‭ ‬البحرية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭   ‬تضافرت‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لانشاء‭ ‬المنظمة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ (‬IMO‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1959،‭ ‬وهي‭ ‬وكالة‭ ‬متخصصة‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لتطوير‭ ‬وصيانة‭ ‬اللوائح‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭. ‬وقد‭ ‬لعبت‭ ‬المنظمة‭ ‬دوراً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬لتحسين‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬والأمن‭ ‬والبيئة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭.‬

أهمية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬

المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬بسبب‭ ‬تأثيرها‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭. ‬وتوفر‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬نهجاً‭ ‬موحداً‭ ‬للأنشطة‭ ‬البحرية،‭ ‬وتعزز‭ ‬التوحيد‭ ‬والاتساق‭ ‬في‭ ‬القواعد‭ ‬والأنظمة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬كما‭ ‬تتناول‭ ‬قضايا‭ ‬حاسمة‭ ‬مثل‭ ‬سلامة‭ ‬السفن‭ ‬ومنع‭ ‬التلوث‭ ‬وحقوق‭ ‬البحارة‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬التزام‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية‭ ‬بمجموعة‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬المعايير‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تعزز‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وتعزز‭ ‬الثقة‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحري‭ ‬العالمي‭. ‬ويساعد‭ ‬تبادل‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والخبرات‭ ‬التقنية‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬وتحسين‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬للنقل‭ ‬البحري‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تهيئة‭ ‬فرص‭ ‬متكافئة‭ ‬لجميع‭ ‬المشاركين،‭ ‬تخلق‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬منافسة‭ ‬عادلة‭ ‬وتضمن‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭. ‬كان‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬تأثير‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬كفاءة‭ ‬وموثوقية‭ ‬وسلامة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭. ‬يتيح‭ ‬تنفيذ‭ ‬القواعد‭ ‬واللوائح‭ ‬الموحدة‭ ‬الترابط‭ ‬السلس‭ ‬بين‭ ‬الموانئ،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬التدفق‭ ‬السلس‭ ‬للبضائع‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬الوطنية‭. ‬وهذا‭ ‬يعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية،‭ ‬ويشجع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ويعزز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تسهم‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬الحوادث،‭ ‬وحماية‭ ‬الأرواح‭ ‬البشرية‭ ‬والبضائع‭ ‬القيمة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬شاملة‭ ‬للسلامة‭ ‬والأمن،‭ ‬تغرس‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المستهلكين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الحوادث‭ ‬أو‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭.‬

المعالم‭ ‬الرئيسية

تنقسم‭ ‬غالبية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬المعتمدة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مجموعات‭: ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬تعتني‭ ‬بالسلامة‭ ‬البحرية،‭ ‬والثانية‭ ‬بمنع‭ ‬التلوث‭ ‬البحري،‭ ‬والثالثة‭ ‬تشمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬والتعويض‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأضرار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التلوث‭. ‬ويوجد‭ ‬خارج‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬التيسير،‭ ‬وقياس‭ ‬الحمولة،‭ ‬والأعمال‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭. ‬مثل‭ ‬القرصنة‭ ‬والسطو‭ ‬المسلح‭ ‬على‭ ‬السفن‭. ‬

كان‭ ‬تطور‭ ‬اللوائح‭ ‬والمعاهدات‭ ‬البحرية‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بالتقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتحديات‭ ‬الناشئة‭ ‬والتوقعات‭ ‬المجتمعية‭ ‬المتغيرة،‭ ‬أحد‭ ‬الأمثلة‭ ‬البارزة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لسلامة‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬البحر‭ (‬SOLAS‭) ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1914‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬كارثة‭ ‬تيتانيك‭. ‬وقد‭ ‬خضعت‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬لعدة‭ ‬تعديلات،‭ ‬آخرها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1974،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬الأكثر‭ ‬اعترافاً‭ ‬وتنفيذاً‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬البحرية،‭ ‬حيث‭ ‬تحدد‭ ‬متطلبات‭ ‬محددة‭ ‬لبناء‭ ‬السفن‭ ‬واستقرارها‭ ‬ومعداتها‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬التشغيلية‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬البحر‭. ‬ومن‭ ‬المعالم‭ ‬المهمة‭ ‬الأخرى‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لمنع‭ ‬التلوث‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬السفن‭ (‬MARPOL‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973‭. ‬تتناول‭ ‬اتفاقية‭ ‬ماربول‭ ‬منع‭ ‬التلوث‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬السفن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬لوائح‭ ‬للملوثات‭ ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬النفط‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والنفايات‭. ‬وقد‭ ‬أدخلت‭ ‬تعديلاتها‭ ‬اللاحقة‭ ‬معايير‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬وعززت‭ ‬التزام‭ ‬الصناعة‭ ‬البحرية‭ ‬بحماية‭ ‬البيئة‭. ‬كما‭ ‬استلزم‭ ‬ازدياد‭ ‬شحن‭ ‬الحاويات‭ ‬والتهديدات‭ ‬المحتملة‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬وضع‭ ‬المدونة‭ ‬الدولية‭ ‬لأمن‭ ‬السفن‭ ‬والمرافق‭ ‬المرفئية‭. ‬وتضع‭ ‬المدونة‭ ‬الدولية‭ ‬لأمن‭ ‬السفن‭ ‬والمرافق‭ ‬المرفئية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬إطاراً‭ ‬شاملاً‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬السفن‭ ‬والمرافق‭ ‬المرفئية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أدى‭ ‬الاعتراف‭ ‬المتزايد‭ ‬بأهمية‭ ‬الممارسات‭ ‬المستدامة‭ ‬إلى‭ ‬إدراج‭ ‬الاعتبارات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭. ‬وتهدف‭ ‬اتفاقية‭ ‬إدارة‭ ‬مياه‭ ‬الصابورة،‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬إدخال‭ ‬الأنواع‭ ‬الغازية‭ ‬إلى‭ ‬بيئات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مياه‭ ‬صابورة‭ ‬السفن‭. ‬توضح‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التزام‭ ‬الصناعة‭ ‬بالتخفيف‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬البيئية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظم‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬المائية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ (‬UNCLOS‭) ‬وهي‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬تضع‭ ‬إطاراً‭ ‬قانونياً‭ ‬لجميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬البحرية‭ ‬تم‭ ‬التصديق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬168‭ ‬دولة،‭ ‬وتضع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬نظاماً‭ ‬شاملاً‭ ‬للقانون‭ ‬والنظام‭ ‬في‭ ‬محيطات‭ ‬العالم‭ ‬وبحاره،‭ ‬وتضع‭ ‬قواعد‭ ‬تحكم‭ ‬جميع‭ ‬استخدامات‭ ‬المحيطات‭ ‬ومواردها،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والقواعد‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬الأنشطة‭ ‬والعلاقات‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭. ‬وتشمل‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشحن‭ ‬والملاحة‭ ‬والتلوث‭ ‬البحري‭ ‬والحدود‭ ‬البحرية‭ ‬والنزاعات‭ ‬البحرية،‭ ‬تكرس‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬مشاكل‭ ‬المحيطات‭ ‬مترابطة‭ ‬ترابطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬بشكل‭ ‬شامل،‭ ‬وتغطي‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬مثل‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬12‭ ‬ميلاً‭ ‬بحرياً‭ ‬من‭ ‬الشاطئ‭ ‬والمناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬والتعدين‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬البحار‭ ‬العميقة‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬البحري‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬ميل‭ ‬بحري‭ ‬من‭ ‬الشاطئ‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬أخرى‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬البحرية‭.‬

‭ ‬ونتيجة‭ ‬لازدياد‭ ‬أعمال‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الإجرامية‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬وأضرار‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬احتجاز‭ ‬البحارة‭ ‬كرهائن،‭ ‬وحدوث‭ ‬اضطرابات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والملاحة،‭ ‬ووقوع‭ ‬خسائر‭ ‬مالية‭ ‬لمالكي‭ ‬السفن،‭ ‬وزيادة‭ ‬أقساط‭ ‬التأمين‭ ‬والتكاليف‭ ‬الأمنية،‭ ‬وزيادة‭ ‬التكاليف‭ ‬على‭ ‬المستهلكين‭ ‬والمنتجين،‭ ‬وإلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالبيئة‭ ‬البحرية،‭ ‬اعتمدت‭ ‬المنظمة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قرارات‭ ‬إضافية‭ ‬مكملة‭ ‬لقواعد‭ ‬قانون‭ ‬اتفاقية‭ ‬البحار‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬القرصنة‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لمعايير‭ ‬تدريب‭ ‬البحارة‭ ‬وإصدار‭ ‬تراخيصهم‭ ‬ومراقبتهم‭ (‬STCW‭) ‬بصيغتها‭ ‬المعدلة‭ ‬لعامي‭ ‬1995‭ ‬و2010،‭ ‬واتفاقية‭ ‬التشريعات‭ ‬الدولية‭ ‬لمنع‭ ‬التصادم‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬لعام‭  ‬1972،‭ ‬واتفاقية‭ ‬تيسير‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬لعام‭  ‬1965،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للبحث‭ ‬والإنقاذ‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬لعام‭ ‬1979،‭ ‬واتفاقية‭ ‬قمع‭ ‬الأعمال‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬سلامة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬لعام‭ ‬1988،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للحاويات‭ ‬الآمنة‭ ‬لعام‭  ‬1972،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الإصابات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التلوث‭ ‬النفطي‭ ‬لعام‭  ‬1969،‭ ‬اتفاقية‭ ‬منع‭ ‬التلوث‭ ‬البحري‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬إغراق‭ ‬النفايات‭ ‬ومواد‭ ‬أخرى‭ ‬لعام‭  ‬1972،‭ ‬‮«‬وبروتوكول‭ ‬لندن‭ ‬لعام‭ ‬1996‮»‬،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للتأهب‭ ‬والاستجابة‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التلوث‭ ‬النفطي‭ ‬لعام‭  ‬1990،‭ ‬وبروتوكول‭ ‬التأهب‭ ‬والاستجابة‭ ‬والتعاون‭ ‬لحوادث‭ ‬التلوث‭ ‬بالمواد‭ ‬الخطرة‭ ‬والضارة‭ ‬لعام‭  ‬2000،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬والتعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬للمواد‭ ‬الخطرة‭ ‬والضارة‭ ‬لعام‭ ‬1996،‭ (‬وبروتوكولها‭ ‬لعام‭ ‬2010‭). ‬

التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬الدولي

كانت‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬المتغيرة‭ ‬هي‭ ‬الدافع‭ ‬وراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬بين‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبعض‭ ‬شركائها‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬التهديدات‭ ‬البحرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬المحتملة‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬والتهديدات‭ ‬المنخفضة‭ ‬لا‭ ‬تختفي‭. ‬مما‭ ‬شكل‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بسبب‭ ‬الطلبات‭ ‬المتزايدة‭ ‬والأولويات‭ ‬المتغيرة،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المتحالفة‭ ‬الرئيسية‭ ‬قد‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬وكعنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬المشاركة‭ ‬العسكرية‭ ‬البحرية‭ ‬بين‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الاستشارية‭ ‬البحرية‭ ‬العسكرية‭ (‬MMCA‭) ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬لتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬للبلدين‭ ‬عند‭ ‬العمل‭ ‬وفقاً‭ ‬للقوانين‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬وذلك‭ ‬بتوفير‭ ‬تبادل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العملياتي‭ ‬لمناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬السلامة‭ ‬البحرية‭ ‬وتنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬آمنة‭ ‬وتجنب‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭. ‬وقد‭ ‬تستكشف‭ ‬المناقشات‭ ‬المستقبلية‭ ‬حالات‭ ‬فريدة،‭ ‬مثل‭ ‬الإنقاذ‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية‭. ‬

في‭ ‬2005‭ – ‬2006،‭ ‬طور‭ ‬قائد‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬آنذاك‭ ‬الأدميرال‭ ‬مايك‭ ‬مولن‭ ‬رؤية‭ ‬لزيادة‭ ‬الشراكات‭ ‬البحرية‭ ‬العالمية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬البحرية‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬سفينة‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬اعترافاً‭ ‬ضمنياً‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بحرية‭ ‬واحدة،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يمكنها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬التحديات‭ ‬البحرية‭ ‬بمفردها،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬بدأت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬الشراكة‭ ‬المتنوعة‭. ‬احتوت‭ ‬أحدث‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2007‭ ‬و2015،‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬تعاون‮»‬‭. ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬‮«‬بيئة‭ ‬بحرية‭ ‬حميدة‭ ‬نسبياً‮»‬‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬عودة‭ ‬منافسة‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬ومجال‭ ‬بحري‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬صيغت‭ ‬فكرة‭ ‬التعاون‭ ‬بعبارات‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭.‬

في‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬وقَّع‭ ‬قادة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬اتفاقية‭ ‬ثلاثية‭ ‬جديدة‭ ‬لزيادة‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الرمزية،‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬التابعة‭ ‬للبحرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬راسية‭ ‬قبالة‭ ‬أنابوليس‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬الاتفاق‭ ‬البحري‭ ‬الياباني‭ ‬البريطاني‭ ‬الأمريكي،‭ ‬توصلت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬للتعاون‭ ‬بشكل‭ ‬أوثق،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الحرب‭ ‬المضادة‭ ‬للغواصات‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭. ‬كما‭ ‬اتخذت‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬خطوات‭ ‬لزيادة‭ ‬التعاون‭ ‬البحري‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬لانكستر‭ ‬هاوس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬وقعت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬البريطانية‭ ‬والأمريكية‭ ‬اتفاقية‭ ‬بشأن‭ ‬زيادة‭ ‬تكامل‭ ‬عمليات‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭. ‬وأجرت‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التدريبات‭ ‬المشتركة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مدى‭ ‬تطور‭ ‬هذه‭ ‬إلى‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬أمر‭ ‬مشكوك‭ ‬فيه‭. ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإقليمية‭ ‬وخارج‭ ‬المنطقة‭ ‬لرؤية‭ ‬زيادة‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬حساسيات‭ ‬تعيق‭ ‬التقدم‭.‬

وهناك‭ ‬محرك‭ ‬دافع‭ ‬آخر‭ ‬لتوسيع‭ ‬التعاون‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تقاسم‭ ‬القدرات‭. ‬كان‭ ‬تطوير‭ ‬عمليات‭ ‬F-35B‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬مفيداً‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأمريكا،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لتجديد‭ ‬قدرة‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬البريطانية،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتشر‭ ‬ليشمل‭ ‬اليابان‭ ‬وربما‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭. ‬

إن‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬الكبيرة‭ ‬للغواصات‭ ‬والفرقاطات‭ ‬تؤدي‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬علاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬أوثق‭ ‬بين‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬الأسترالية‭ ‬وتلك‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬تصميم‭ ‬الفرقاطة‭ ‬المستقبلي‭ ‬المشترك‭ ‬تعاوناً‭ ‬متزايداً‭ ‬وقابلية‭ ‬التشغيل‭ ‬البيني‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬وكندا‭ ‬وبريطانيا‭. ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الطموحات،‭ ‬وأين،‭ ‬خاصة‭ ‬جغرافياً،‭ ‬سيكون‭ ‬التركيز‭ ‬الرئيسي‭ ‬للتعاون،‭ ‬سيعتمد‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬المتطلبات‭ ‬التشغيلية‭ ‬والبيئة‭ ‬التشغيلية‭.‬

الاتجاهات‭ ‬المستقبلية

مع‭ ‬استمرار‭ ‬تطور‭ ‬الصناعة‭ ‬البحرية،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬الاتجاهات‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬التحديات‭ ‬الناشئة‭ ‬وتستفيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭. ‬أحد‭ ‬مجالات‭ ‬التركيز‭ ‬الرئيسية‭ ‬هو‭ ‬دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الكفاءة‭ ‬والشفافية‭ ‬والسلامة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية‭. ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دمج‭ ‬مبادرات‭ ‬مثل‭ ‬التوثيق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتتبع‭ ‬الآلي‭ ‬للبضائع‭ ‬ومراقبة‭ ‬السفن‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬المقبلة‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ستلعب‭ ‬الاستدامة‭ ‬والاعتبارات‭ ‬البيئية‭ ‬دوراً‭ ‬أكثر‭ ‬بروزاً‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية،‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الدفيئة،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬المعاهدات‭ ‬لوائح‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬على‭ ‬انبعاثات‭ ‬السفن،‭ ‬وتعزز‭ ‬الوقود‭ ‬البديل،‭ ‬وتشجع‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬ممارسات‭ ‬مستدامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬صناعة‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭.‬

الخلاصة

تطورت‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬مما‭ ‬شكل‭ ‬صناعة‭ ‬الشحن‭ ‬العالمية‭ ‬وضمان‭ ‬تشغيلها‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬ومستدام،‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬بروكسل‭ ‬لعام‭ ‬1910‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬المنظمة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬واعتماد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الرئيسية‭ ‬مثل‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬واتفاقية‭ ‬ماربول‭. ‬وقد‭ ‬مهدت‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدات‭ ‬الطريق‭ ‬للتعاون‭ ‬واللوائح‭ ‬الموحدة‭ ‬وتدابير‭ ‬السلامة‭ ‬المعززة‭. ‬وستركز‭ ‬الاتجاهات‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬الرقمنة‭ ‬والاستدامة‭ ‬والاعتبارات‭ ‬البيئية،‭ ‬بينما‭ ‬يظل‭ ‬الامتثال‭ ‬والإنفاذ‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لفعاليتها‭.‬‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات،‭ ‬تساهم‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬التدفق‭ ‬السلس‭ ‬للبضائع‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وحماية‭ ‬محيطاتنا‭.‬

‮» ‬‭ ‬العقيد‭ ‬المتقاعد‭ ‬المهندس‭ ‬خالد‭ ‬العنانزة (‬مستشار‭ ‬ومدرب‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭(

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض