راشد ثاني المطروشي​
مدير عام الدفاع المدني بدبي

الأوفياء للوطن في ملحمة الـ40 دقيقة (حريق جبل علي)

في تاريخ الدفاع المدني بدبي رحلة طويلة من المشاهد البطولية والمحطات الراسخة في أنصع صفحات التاريخ وأكثرها شرفاً وأرفعها مكانة، لأنها جسدت قيم التضحيات والوفاء للوطن والقيادة الرشيدة والاستعداد للتضحية بالروح لأجل سلامة المجتمع من خطر الحرائق وتأكيد المهنية العالية التي تعكس معدن الرجال الأوفياء وحرصهم على كل ما يعزز الروح الوثابة التي تقودهم لإبراز جهودهم وأدوارهم في حماية الأرواح والممتلكات حتى لو كلفهم الأمر التضحية بأرواحهم.

وفي موقف جديد من الشجاعة والتفاني، وامتداداً لنجاحاتهم العالمية والاستثنائية، وعلى سبيل المثال لا الحصر (حادث حريق فندق العنوان في ليلة رأس السنة 2016)، قدم فرساننا الإطفائيون ملحمة بطولية استغرقت 40 دقيقة، كانت كافية لإبهار العالم، وتأكيداً للتلاحم الكبير بين جميع فرق العمل في إمارة دبي، والتي عملت بتناغم كبير لرفع شأن الوطن الغالي، والدفاع عنه مهما كان مستوى التحدي، وذلك لمواجهة الحريق الذي نجم عن انفجار في إحدى الحاويات على متن سفينة راسية في ميناء جبل علي .

ويكمن السر في هذه النجاحات المتوالية والمشرفة في مواجهة الحرائق والتصدي لكل المهددات للتطور الكبير الذي شهده جهاز الدفاع المدني بدبي على مدى السنوات الماضية في كافة القطاعات بشكل عام، وقطاع الإطفاء والإنقاذ بشكل خاص، حيث شهد تطوراً كبيراً ومهماً في جميع المجالات، وعلى سبيل المثال لا الحصر التركيز على تأهيل العناصر البشرية على أعلى مستوى من التدريب وتطوير نظام الاستجابة والرد الفوري وإدارة الحوادث بصورة احترافية من خلال غرفة العمليات المركزية ومن خلال غرفة العمليات المتنقلة ومركبة الأزمات والكوارث، ومواكبة الدفاع المدني لأفضل التقنيات الحديثة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في عملياته، مما أدى إلى رفع مؤشر الأمن والسلامة ووضع الحلول المبتكرة لتحقيق الريادة العالمية، بفضل الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة .

ويعكس حادث الحريق في جبل علي الروح العالية التي يتمتع بها أبطال الدفاع المدني وحرصهم على سلامة الجميع وسرعة الاستجابة المعهودة والتصدي للنيران المشتعلة والتعامل باحترافية عالية مع الأجواء الحارة في هذا الوقت من السنة التي كانت تمثل حالة من التحدي، فقد كانوا يدركون بمهنيتهم العالية والتعامل الحرفي والمهني، أنهم أمام تكتيك مختلف لمواجهة الحريق بالصبر وقوة التحمل وردة الفعل الإيجابية والتحرك وفق الظروف المطلوبة للسيطرة على الحريق وسط حالة من الترقب إعلامياً ودولياً لتقدم إمارة دبي ورجال الدفاع المدني درساً جديداً في التصدي للحوادث بكل كفاءة وبدون أي إصابات، ومن ثم القيام بعملية التبريد التي لم تتأثر على ضوئها عمليات المناولة والعمل في الميناء العالمي، في تأكيد جديد على قدرات كبيرة ومكتسبة من خلال التدريب والمعرفة والعلم والتجارب .

وبكل فخر نرفع أسمى آيات التقدير والعرفان إلى قيادتنا الرشيدة لدورها في التوجيه والمتابعة وبث الروح المعنوية في نفوس الجنود الأوفياء أثناء التصدي للحادث في ميناء جبل علي، كما يمتد التقدير إلى المكتب الإعلامي لحكومة دبي وجميع الأجهزة الشرطية الأخرى والشركاء الاستراتيجيين ووسائل الإعلام التي كانت حريصة على إبراز الحقيقة عن الحادث والتعامل الاحترافي لفرق العمل في مثل هذه الحوادث .

وختاماً، التحية الخالصة ملؤها التقدير والشكر والعرفان لرجال الدفاع المدني لجهودهم الكبيرة في رفع مستوى الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن الغالي..

 

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض