ضرار بالهول الفلاسي
عضو المجلس الوطني الاتحادي

آن‭ ‬لشعوبنا أن‭ ‬تنعم‭ ‬بالسلام

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬الذي‭ ‬أثارته‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬الإماراتية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتصاعد‭ ‬النهج‭ ‬الديماغوجي‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكان،‭ ‬والذي‭ ‬ابتليت‭ ‬به‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬تغلب‭ ‬العواطف‭ ‬والعنتريات‭ ‬الفارغة،‭ ‬على‭ ‬لغة‭ ‬المنطق‭ ‬والتعقل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وقفة‭ ‬موضوعية‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬وأبعادها‭ ‬المحتملة،‭ ‬تبرهن‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬خطوة‭ ‬استراتيجية‭ ‬جريئة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬وفاقها‭ ‬الغير،‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تؤسس‭ ‬لعملية‭ ‬سياسية‭ ‬بامتياز‭ ‬يأمل‭ ‬منها‭ ‬جميع‭ ‬المعتدلين‭ ‬والراغبين‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬لنقل‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الحروب‭ ‬والدمار‭ ‬والموت‭ ‬المجاني،‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬عنوانها‭ ‬بناء‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭ ‬تتعاون‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسييد‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والسلام،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الأزلي‭ ‬الذي‭ ‬دفعت‭ ‬خلاله‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬ضريبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬أبنائها‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬المادية‭.‬

سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬شيئاً‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بل‭ ‬كلما‭ ‬طالت‭ ‬المدة‭ ‬صنعت‭ ‬تعقيدات‭ ‬متراكمة‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬لها‭ ‬بل‭ ‬أضحت‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬وعلى‭ ‬السلام‭ ‬العربي‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬جيل‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬مل‭ ‬وتعب‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬للحقوق‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬فيه‭ ‬إثبات‭ ‬للحقوق‭ ‬وتثبيط‭ ‬للصراع‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬صناعة‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬تضع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الحرب‭ ‬أوزارها‭ ‬وتصنع‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬والحضارة‭ ‬والعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬بالخير‭ ‬والسلام‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الخطوة‭ ‬الإماراتية‭ ‬الشجاعة‭ ‬إن‭ ‬دلت‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬فإنما‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬أمور‭ ‬أهمها‭ ‬تمسك‭ ‬الإمارات‭ ‬بنهج‭ ‬السلام‭ ‬والعمل‭ ‬بإخلاص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬آمن‭ ‬ومشرق‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ‭ ‬تثبت‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬طويلة،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬بأطرافها‭ ‬إلى‭ ‬الحوار،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬وتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الأطراف‭ ‬المتناحرة‭ ‬كلها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدركه‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتخل‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬التزاماتها‭ ‬القومية‭ ‬وإنما‭ ‬جعلت‭ ‬بوصلة‭ ‬سياستها‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬العليا‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬إصرار‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إيقاف‭ ‬قرار‭ ‬الضم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬يمهد‭ ‬ذلك‭ ‬لانطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬لمسيرة‭ ‬المفاوضات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬تنهي‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتؤسس‭ ‬لتعاون‭ ‬إسرائيلي‭ ‬عربي‭ ‬لتطوير‭ ‬المنطقة‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروفها‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬القديم،‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬عقمه‭ ‬كسبيل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬للدولتين‭ ‬ووقف‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬حقن‭ ‬لدماء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬أنهك‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬دموية‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض