صالح حمد القلاب​​
وزير إعلام سابق​

هكذا كنّا..وكيف أصبحنا!! 

كان‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬إنتصار‭ ‬ثورتها‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬أنْ‭ ‬لاتغرق‭ ‬في‭ ‬الأوهام‭ ‬وتذهب‭ ‬بعيداً‭ ‬في‭ ‬تطلعاتها‭ ‬التمدّدية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬عربية‭ ‬وبخاصة‭ ‬بعد‭ ‬إختراقها‭ ‬“المذهبي”‭ ‬للبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭.. ‬وأيضاً‭ ‬اليمن‭ ‬والمفترض‭ ‬أنْ‭ ‬يتذكر‭ ‬الذين‭ ‬يحكمونها‭ ‬الآن،‭ ‬وسواءً‭ ‬إنْ‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬“المعمّمين”‭ ‬وإنْ‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الجنرالات،‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬قاله‭ ‬الخميني‭ ‬بعد‭ ‬هزيمته‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الثمانية‭ ‬أعوام‭ ‬وحيث‭ ‬أنّ‭ ‬المعروف‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬قال‭: ‬“إنّه‭ ‬قد‭ ‬تجرّع‭ ‬تلك‭ ‬الهزيمة‭ ‬كتجرع‭ ‬السم‭ ‬الزعاف”‭. ‬‮ ‬

هناك‭ ‬حكمة‭ ‬قديمة‭ ‬تقول‭: ‬“قلْ‭ ‬لي‭ ‬منْ‭ ‬هم‭ ‬حلفاؤك‭.. ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬أنت”‭ ‬وحقيقة‭ ‬أنّ‭ ‬حلفاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬الرديء‭ ‬هم‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬والشراذم‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬كالنبات‭ ‬الشيطاني‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬توازنها‭ ‬وأصيبت‭ ‬بالإهتزاز‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬راهنوا‭ ‬عليها‭ ‬يلعنون‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬تغيرت‭ ‬فيها‭ ‬المعادلات‭ ‬السابقة‭ ‬وحلّت‭ ‬محلها‭ ‬هذه‭ ‬المعادلات‭ ‬الشيطانية‭.‬‮ ‬

كانت‭ ‬“أجيالنا”‭ ‬تنتظر‭ ‬قفزة‭ ‬حضارية‭ ‬مع‭ ‬بدايات‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬أسوة‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬بمعظم‭ ‬دوله‭ ‬ومجتمعاته‭ ‬لكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬كانت‭ ‬أنّ‭ ‬“الفتن”‭ ‬المذهبية‭ ‬والطائفية‭ ‬قد‭ ‬نبتتْ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دولنا‭  ‬كالنبات‭ ‬الشيطاني‭ ‬وأنّ‭ ‬لبنان‭ ‬الجميل‭ ‬أصبحت‭ ‬له‭ ‬ضاحية‭ ‬غدت‭ ‬تأكل‭ ‬أبناءه‭ ‬وأبناءها‭ .. ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬“الشام”‭ ‬الجميلة‭ ‬ولا‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬واليمن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬جنوباً‭ ‬و”شمالا”‭ ‬ثم‭ ‬وإنّ‭ ‬ليبيا‭ ‬عمر‭ ‬المختار‭ ‬وأدريس‭ ‬السنوسي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬حوّلها‮  ‬القذافي‭ ‬إلى‭ ‬“جماهيرية”‭ ‬وتحوّلت‭ ‬تلك‭ ‬الجماهيرية‭ ‬إلى‭ ‬جمهوريات‭ ‬ورث‭ ‬بعضها‭ ‬شخصٌ‭ ‬إسمه‭ ‬فايز‭ ‬السراج‭.‬

وبالطبع‭ ‬وكالعادة‭ ‬فإنّ‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭: ‬“تفاءلوا‭ ‬بالخير‭ ‬تجدوه”،‭ ‬وحقيقةً‭ ‬أنّه‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخنا‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يردّد‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬وكان‭ ‬يستشهد‭ ‬بأنّ‭ ‬مراحل‭ ‬التاريخ‭ ‬فيها‭ ‬القبيح‭ ‬والجميل‭ ‬وأنّ‭ ‬عرب‭ ‬الجاهلية‭ ‬الظلامية‭ ‬عندما‭ ‬قتل‭ ‬جساس‭ ‬إبن‭ ‬عمه‭ ‬كليب‭ ‬إستجابة‭ ‬لصرخة‭ ‬عجوز‭ ‬شمطاء‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الفتن‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬خيولهم‭ ‬إلى‭ ‬سور‭ ‬الصين‭ ‬العظيم‭ ‬وإلى‭ ‬الأندلس‭ ‬وأنّ‭ ‬الإسلام‭ ‬العظيم‭ ‬قد‭ ‬حملهم‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ ‬أرجاء‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬ولذلك‭ ‬فإنه‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬بإعادة‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬فتراته‭ ‬الجميلة‭. ‬

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض