كان على إيران بعد إنتصار ثورتها عام 1979 أنْ لاتغرق في الأوهام وتذهب بعيداً في تطلعاتها التمدّدية في هذه المنطقة التي هي منطقة عربية وبخاصة بعد إختراقها “المذهبي” للبنان وسوريا والعراق.. وأيضاً اليمن والمفترض أنْ يتذكر الذين يحكمونها الآن، وسواءً إنْ كانوا من “المعمّمين” وإنْ كانوا من الجنرالات، الذين كان على رأسهم قاسم سليماني، ما كان قاله الخميني بعد هزيمته في حرب الثمانية أعوام وحيث أنّ المعروف أنه قد قال: “إنّه قد تجرّع تلك الهزيمة كتجرع السم الزعاف”.
هناك حكمة قديمة تقول: “قلْ لي منْ هم حلفاؤك.. أقول لك من أنت” وحقيقة أنّ حلفاء إيران في هذا الزمن الرديء هم هذه المجموعات والشراذم التي ظهرت كالنبات الشيطاني في بعض دول هذه المنطقة التي فقدت توازنها وأصيبت بالإهتزاز بعد الثورة الخمينية التي بات الذين كانوا راهنوا عليها يلعنون تلك اللحظة التي تغيرت فيها المعادلات السابقة وحلّت محلها هذه المعادلات الشيطانية.
كانت “أجيالنا” تنتظر قفزة حضارية مع بدايات هذه المرحلة التاريخية أسوة بكل هذه التحولات التي شهدها العالم بمعظم دوله ومجتمعاته لكن المفاجأة كانت أنّ “الفتن” المذهبية والطائفية قد نبتتْ في بعض دولنا كالنبات الشيطاني وأنّ لبنان الجميل أصبحت له ضاحية غدت تأكل أبناءه وأبناءها .. وأنه لم تعد هناك “الشام” الجميلة ولا بلاد الرافدين واليمن الذي لا يزال جنوباً و”شمالا” ثم وإنّ ليبيا عمر المختار وأدريس السنوسي التي كان حوّلها القذافي إلى “جماهيرية” وتحوّلت تلك الجماهيرية إلى جمهوريات ورث بعضها شخصٌ إسمه فايز السراج.
وبالطبع وكالعادة فإنّ هناك من يقول: “تفاءلوا بالخير تجدوه”، وحقيقةً أنّه على مدى تاريخنا العربي من كان يردّد هذا القول وكان يستشهد بأنّ مراحل التاريخ فيها القبيح والجميل وأنّ عرب الجاهلية الظلامية عندما قتل جساس إبن عمه كليب إستجابة لصرخة عجوز شمطاء متخصصة في إثارة الفتن قد وصلت خيولهم إلى سور الصين العظيم وإلى الأندلس وأنّ الإسلام العظيم قد حملهم إلى أربع أرجاء الكرة الأرضية ولذلك فإنه هناك في هذه الأمة من بدأ بإعادة التاريخ العربي إلى فتراته الجميلة.