مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

قوة المنظومة العسكرية الإماراتية

حققت القوات العسكرية الإماراتية نموا كبيرا في قدرتها القتالية الدفاعية أولا وثم الهجومية نتيجة عمل جاد

لأكثر من عقدين أثر كونها تقع في منطقة شرق أوسطية مضطربة وسعي قوى إقليمية لفرض هيمنتها بشكل مباشر أو عبر وكلاء آخرين.

وظهرت الحاجة بصورة كبيرة بعد الغزو العراقي الغاشم على الكويت مطلع التسعينيات لتعمل على نباء مناهج التدريب بالكليات والمدارس العسكرية بالتوازي مع العمل على تطوير القادة في مجالات الفكر العسكري والتخطيط الاستراتيجي وتسليح الجيش بأحدث منظومات الأسلحة.

وبخلاف إعطائها الأولوية للجانب الدفاعي، بالإضافة إلى امتلاك الإمارات قدرات هجومية حاسمة في مواجهة الخصوم المحتملين، نجحت الدولة في تفادي الفوضى التي حلت بالمنطقة بعد ما يسمى بالربيع العربي وكثرة المليشيات واللاعبين الإقليميين الذي سلحوا ونشروا مرتزقتهم في المنطقة ليعبثوا بها ولنا عبرة في ما حل في العديد من دول المنطقة التي لا تستطيع حتى يومنا إصلاح أوضاعها .

ما يؤكد الحكمة التي ميزت قادة دولة الإمارات في بناء فكر استراتيجي عسكري موازي لنموذجها الاقتصادي الناجح الذي حقق قدر عالي من الرفاه لشعبها وضرورة ملحة لحماية منجزاتها في بناء ترسانة عسكرية قوية من شراء عقود عسكرية متطورة لعل آخرها السعي لشراء أقوى الطائرات العسكرية عالميا المتمثلة في أف 35 إلى إنشاء شركات تصنيع عسكري قوية .

وهو الأمر الذي جعل الإمارات تدخل في قائمة أكبر 25 مصنعا للأسلحة في العام 2019 في ذراعها التصنيعي شركة “إيدج”  في محاولة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة، خاصة تلك المرتبطة بالصناعات الدفاعية، يعمل بها نحو 12 ألف موظف ممن يمتلكون خبرات نوعية وفنية في الصناعات الدفاعية، وتتكون من خمسة قطاعات رئيسية هي: المنصات والأنظمة، الصواريخ والأسلحة، الدفاع الإلكتروني، الحرب والاستخبارات الإلكترونية ودعم المهام.

ومنذ تأسيسها في العام الماضي بلغت مبيعات الشركة نحو 5 مليارات دولار، بل وتسعى شركة “إيدج” تطبيق تقنيات متقدمة مثل القدرات ذاتية التحكم والأنظمة المادية والسيبرانية وإنترنت الأشياء وأنظمة الدفع المتطورة، وعلم الروبوتات والمواد الذكية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي في مختلف منتجاتها وخدماتها.

وكل  هذه الثمار التي نراها ما هي إلى مقدمة لعمل جاد لمستقبل يحمي منجزات المنطقة من العابثين بها مواكب لسياستها الخارجية الهادفة لحماية الإنسان وبناء دول وطنية تسعى لرفاه شعوبها والقضاء على الفقر وهو ما جعلها تكون شريكة للعديد من العمليات المنظمة تحت الأمم المتحدة ..أما عربيا وخليجيا هي تعد شريكًا رئيسيًّا في مساعي إنشاء درع صاروخية خليجية متكاملة دفاعا عن أراضيها والمنطقة من تطاول الصواريخ الباليستية التي نراها في الأعوام الماضية من أذرع دول تعمل منذ عقود على تصدير أيدولوجياتها التدميرية .

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض