صالح حمد القلاب​​
وزير إعلام سابق​

الكاظمي.. و”الشقيقة” إيران!! 

يستحق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التقدير والاحترام، فهو منذ أنْ تسلّم هذا الموقع، الذي لا يُحسد عليه، وهو يكافح على كافة الاتجاهات؛ فالعراق هذا البلد العربي العظيم، بات بعد حرب الثمانية أعوام مع إيران، التي كان انتصاره فيها “تاريخياً” وعظيماً، مستهدفاً من جهات كثيرة، بعيدة وقريبة، وأخطرها إحدى الدول المجاورة، التي من المفترض بحكم عوامل كثيرة أن تكون ليست صديقة فقط، وإنما شقيقة، وأنّ ما يهدّد  بلاد الرافدين، يهدّدها، وما يريحها، يريح هذه الدولة، إنْ في هذا العهد، الذي هو عهد الولي الفقيه، وإن في العهد الشاهنشاهي والعهود السابقة القريبة والبعيدة.

لقد كان مبرراً أنْ ترفع هذه الدولة، التي تربطها بالأمة العربية، وبكل دولها وشعوبها، روابط تاريخية متعددة وكثيرة، وأهمها رابطة الدين الإسلامي العظيم، راية المواجهة مع العراق في عهد حزب البعث وحكم صدام حسين، أمّا بعد أن حصل ما حصل بعد حرب الثمانية أعوام، فإنه لا مبرّر إطلاقاً لأن تفعل دولة الولي الفقيه كل هذا الذي تفعله، وأن تُنكّد على هذا الشعب، الذي من المفترض أنه شقيق، عيشه، وأنْ تقضي على حياته.

ربما أنّ إيران، إنْ في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وإنْ في العهد الذي سبقه، معها الحق كله في أنْ تساورها مخاوف كثيرة من جارتها الغربية، وبخاصة في ما بعد العهد الملكي، حيث تعرضت بلاد الرافدين إلى انقلابات عسكرية متلاحقة، وحيث انتهت الأمور إلى حكم حزب البعث الذي أصبح على رأسه صدام حسين، أما بعدما حصل ما حصل، وباتت الولايات المتحدة تسيطر على هذا البلد العربي، وفتحت أبوابه الشرقية على مصاريعها، فإنه لا يحقُّ لدولة الولي الفقيه “الشقيقة”، على أيّ حال، أن تفعل ما تفعله، وأنْ تكون لها دولة داخل الدولة العراقية، ونظام داخل النظام العراقي.

وهكذا فإنّ المفترض ألاّ تقوم إيران “الدولة الشقيقة” بكل هذا الذي تقوم به، وأن تكون لها دولة داخل الدولة العراقية، وجيش إيراني “ميليشياوي” إلى جانب الجيش العراقي، وأنْ تفعل كل هذا الذي تفعله في هذه الدولة المجاورة “تاريخياً”، وأن “تُسلّط” على هذا الإنسان الطيب حقاًّ مصطفى الكاظمي “زُمرها” المذهبية والطائفية التي هناك، مثلها أيضاً في سوريا وبالطبع في لبنان وفي اليمن الذي كان سعيداً، قبل أنْ يُنغّص عليه “الحوثيون” عيشه!!

 

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض