خالد الزعتر
كاتب ومحلل سياسي

السعودية.. ومعرض الدفاع العالمي

معرض الدفاع العالمي الذي أقيمت نسخته الأولى في العاصمة السعودية الرياض في مطلع شهر مارس 2022 والذي نظمته الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، يكتسب أهمية كبيرة، لأنه يأتي متوافقاً مع رؤية التحول الوطني الذي تعيشه المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، والتي تركز على أهمية توطين الصناعات العسكرية، وهو بالتالي ما يعطي معرض الدفاع أهمية كبيرة ليكون دافعاً لعجلة الاستثمار والصناعة الوطنية السعودية محلياً وعالمياً.

مع انطلاق رؤية السعودية 2030 كانت السعودية (تحتل المركز الثالث عالمياً في الإنفاق العسكري للعام 2015)، وهو ما جعل الصناعات العسكرية تحتل مكانة مهمة في رؤية التحول الوطني الذي تشهده المملكة، وهو ما أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “بأن المملكة ستركز على رفع المحتوى المحلي في الصناعات العسكرية وصناعة السيارات”، وبالتالي فقد وضعت المملكة نصب عينيها هدف الحد من الإنفاق العسكري والوصول إلى توطين الصناعات العسكرية بما يزيد بنسبة 50% في العام 2030، ومن هنا نجد أن معرض الدفاع العالمي الذي أقيم في الرياض لم يكن كمثيله من المعارض، فهو خطوة مهمة وقفزة عالية في إطار رؤية السعودية 2030، ونقطة تحول بالنسبة للصناعات العسكرية في المملكة من خلال خلق فرص جديدة عبر جميع مستويات سلسلة التوريد والأسواق العالمية.

وبما تحتله المملكة العربية السعودية من مكانة وثقل سياسي وعسكري، حيث تعد صمام الأمان للمنطقة، وتتكئ على إرث طويل من العمل العسكري في حماية أمن واستقرار المنطقة، ففي الوقت الحاضر تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتقود التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، وهذه الإنجازات العسكرية التي حققتها المملكة جعلت العالم ينظر إليها باعتبارها حجر الزاوية لاستقرار المنطقة وشريكاً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، فرصيد الإنجازات العسكرية الذي تمتلكه المملكة انعكس تأثيره على معرض الدفاع العالمي الذي أقيم في الرياض، عبر الإقبال الكثيف للشركات المشارِكة في المعرض، حيث ينظر لقطاع الدفاع السعودي بأنه أحد أكثر فرص الاستثمار جاذبية في سوق الدفاع العالمي لدى العديد من الشركات الكبرى، وهو ما سوف يرفع فرص التعاون بين شركات الدفاع المحلية في السعودية وكبرى الشركات العالمية.

وبالنظر إلى الانعكاسات المهمة والإيجابية لمعرض الدفاع العالمي على رؤية السعودية 2030 التي تعيش تحولاً من مستورِد للأنظمة الدفاعية إلى منتِج لها، نجد أن معرض الدفاع العالمي في الرياض يشكل نقلة مهمة في مجال الصناعات العسكرية العالمية وتسهيل الاستثمارات والشراكات الدولية في الصناعات العسكرية، حيث شاركت أكثر من 450 شركة من نحو 37 دولة، وهو ما يخدم تشجيع التعاون بين الدول، ويوفر لرواد قطاع الدفاع الدوليين والمحليين استكشاف فرص التعاون في مجال الصناعات العسكرية.

 

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض