مما لا بد من الإشارة إليه، هو أن العمل التطوعي يمثل أحد أبرز أوجه التكافل والتلاحم المجتمعي الذي يتمتع به أبناء دولة الإمارات العربية، كما يعكس مدى تمسكهم بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية.
كما تجدر الإشارة إلى أن التطوع يشكل دعماً حيوياً للدولة في كافة القطاعات، ومصدراً مهماً للاستفادة من إمكانات الشباب ومؤهلاتهم في العديد من المشاريع والمبادرات المجتمعية محلية كانت أو إقليمية أو دولية.
وإن كنت أريد أن أورد مثالاً على ذلك، وهو ما نراه في مؤسسة وطني الإمارات، بأن العمل التطوعي هو الأساس الثابت والذي يعتبر من مكونات الهوية الوطنية والانتماء، وترجمة لرؤية الحكومة الرشيدة التي أكدت على العمل التطوعي في دولة الإمارات وجعلته نهجاً مؤسساتياً، وكما أن ثقافة التطوع تشكل أيضاً ثقافة راسخة في ضمير الفرد والمجتمع، فإنها تترجم معاني المواطنة الصالحة في ثقافة التضامن الاجتماعي والتعايش الإنساني التي يتعايش على أساسها مجتمع دولة الإمارات، كثابت من القيم الوطنية والإنسانية.
وهنا نرى أهمية أن تخطو المؤسسات في الدولة على مختلف مجالاتها وبشكل نوعي في تحديد مفهوم التطوع، وذلك عبر الأنشطة والمبادرات التطوعية المختلفة ومثالها المميز ما قدمته مؤسسة وطني الإمارات بإشرافها وتنظيمها لمبادرة يوم لدبي الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والتي كان لها دور كبير في المساهمة في دعم توجهات الدولة وجهود مؤسساتها عبر العمل التطوعي الذي بات طريقاً واضحاً ومنهجاً للمنتسبين في تقديم الخير والجهد بلا مقابل رغبة في ترك بصمة واضحة، أيضاً لا بد من وضع أجندات وخطط مستقبلية لتطوير ودعم التطوع لسنوات عدة مقبلة، من بينها الخطط والمبادرات في هذا المجال كتأهيل المتطوعين بشكل منهجي علمي، ومثال ذلك ما قمنا في مؤسسة وطني الإمارات بإقامته كمبادرة خلاقة أطلقنا عليها برنامج سفراء وطني الإمارات «قياديو إكسبو 2020» الذي يتولى تأهيل وإعداد المئات من أبناء الدولة للقيام بمهام تطوعية، وكان ثمرتها الأداء المتميز والدور الكبير الذي أبرزوه خلال مشاركتهم في معرض «إكسبو دبي 2020».
هنا وعبر تلك الخطط والمبادرات التي قدمناها وقدمتها المؤسسات في الدولة في المجال التطوعي، بالتأكيد سنرتقي بذلك المفهوم، وسنصل به إلى أعلى مستويات العمل الجماعي المجتمعي المبني على مفهوم المواطنة الصالحة في الولاء والانتماء.
