مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

الإمارات مفتاح لحل قضايا الشرق الشائكة

توجت دولة الإمارات، بسياساتها المتوازنة التي حظيت بتقبل المجتمع الدولي، بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، بـ 179 صوتاً، ومن المهم هنا أن نتفكر في أن هناك تزكية من قبل جامعة الدول العربية ومجموعة آسيا والمحيط الهادئ لها، وهو ما يعطيها الثقة للعمل بزخم لحل العديد من الملفات العالقة في منطقة الشرق الأوسط.

‏‎الجدير بالذكر أن شعار حملة الإمارات في الانتخابات كان: “أقوى باتحادنا”، وهو مبدأ مترسخ منذ نشأتها في تحقيق اتحاد الإمارات السبع، والعمل بجهد على تقوية مجلس التعاون الخليجي، من خلال توفيق الآراء ولعب دور محوري في استقرار المنطقة، بإضعاف الجماعات الإرهابية وأفكارهم التي حاولوا ومازالوا يسعون لنشرها.

‏‎ولعل مبدأ بداية العمل يتمثل في ما أوضحه وزير خارجية الإمارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، باسترشاد عملنا من خلال فهمنا للأزمات، وبخبرتنا في المنطقة العربية، وعلاقاتنا الوثيقة مع الدول، ومؤكداً مواصلة الإمارات الدعوة لإشراك المنظمات الإقليمية في بلورة حلول دائمة للأزمات بدعم من مجلس الأمن، للتمكن من تحقيق هذه الغايات.

‏‎وهنا أتطرق لبعض القضايا التي ستطرح على طاولة المجلس خلال العام الحالي، والتي طال أمد صراعاتها، ومنها إيران التي خرقت تنفيذ القرار 2231 الذي أُقر في عام 2015 حول برنامجها النووي من تخصيب اليورانيوم، إلى أبعد من ذلك وهو صواريخها الباليستية وسياساتها التخريبية في المنطقة، والتي تؤثر كثيراً على دول عربية عدة، وفي مقدمتها العراق، وما شهدته من أحداث أخيرة في محاولة لسلب سيادتها من قبل ميليشيات الحشد الشعبي.. إلى لبنان التي تعاني الأمرين من سيطرة حزب الله التابع للحرس الثوري الإيراني.. إلى جماعة الحوثي المخترقة لكل الأعراف، وسنأتي لها، وعدد عليها.. ولكن دعونا لا ننسى مدى عزلة إيران، حيث حصلت على صوت واحد في انتخابات عضوية مجلس الأمن، وتحديها المقبل مع رئيس متشدد عليه الكثير من علامات الاستفهام.

‏‎ومع أن الجمهورية لديها حلفاء، وبخاصة روسيا والصين حليفتاها اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لأي مقترح، وآخرها فشل أمريكي واضح بعدم حصولهم إلا على صوتين في مشروع قرار لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران أغسطس الماضي. يمكن للإمارات أن تلعب دوراً محورياً وخاصة أنها تحظى بقبول وعلاقة إيجابية مع الصين وروسيا ويمكنها طرح وجهات نظر يتقبلها الجميع على مستوى الضغوطات أو التسويات.

‏‎أما بالنسبة لليمن، ففد اعترف أخيراً المبعوث الأممي الخاص، مارتن غريفيث قائلاً أمام مجلس الأمن: لست هنا لأقول إننا بصدد عقد اتفاق، بل جئتُ لأبلغ عن تصعيد عسكري من قبل أنصار الله (الحوثيين) في مأرب، وقيود على الواردات عبر الحُدَيِّدَة، ونقص حاد في الوقود، وارتفاع في الأسعار وقيود على حرية حركة اليمنيين، وغياب العملية السياسية.. والسؤال هو لماذا كان يناور ويندد وأين هو من تنفيذ قرار المجلس ٢٢١٦؟!

وبالانتقال إلى ليبيا، فقد صوّت مجلس الأمن بالإجماع (15 صوتاً) على مشروع قرار يتناول دعم الأمم المتحدة لآلية مراقبة وقف إطلاق النار الليبية، ويتضمن المشروع اقتراحاً من الأمين العام بنشر 60 مراقباً دولياً لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، وهل من منفذ مع وجود أكثر من 20 ألفاً من المرتزقة، 13 ألفاً منهم سوريون، نقلتهم تركيا لتنفيذ أجندتها؟!

‏‎أما سوريا التي كلما توصلوا إلى شبه اتفاق وإحياء للعملية السياسية، يكتب في نهاية سطرها الفشل، في دولة تعاني، منذ ما يزيد على 10 سنوات، حرباً أهلية وحرب ميليشيات بالإنابة، حصدت أكثر من 400 ألف روح وتهجير الملايين.

‏‎حتى نصل إلى أم قضايا الشرق الأوسط،  حيث فشل مجلس الأمن مؤخراً بثلاث محاولات في إصدار بيانات حول القضية الفلسطينية.. فكيف إن ناقشوا قراراً مع وجود حكومة إسرائيلية أكثر تشدداً وتعنتاً؟!

‏‎ قد تكون هذه هي أهم القضايا المطروحة التي تحتاج إلى تحرك عاجل، ولا تخلو الطاولة من ملفات أخرى ستساهم الإمارات بحكمتها وبعلاقاتها التي يحكمها الثقة في حل هذه الملفات، وطرح وجهة نظر قريبة لجميع الأطراف، وخاصة من منظور عربي إسلامي يمتاز بالتسامح وبقوة الاتحاد كما جاء في شعار حملتها. ‎

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض