مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

أعوام من الصراع

تعيش منطقة الشرق الأوسط في صراعات مستمرة منذ عقود ولربما منذ مطلع القرن الماضي، فلم تمر عشرة أعوام بلا حرب أو ثورة.ورغم كل ذلك تمكن سبعة حكام من جمع شمل شعوبهم في دولة واحدة..حدث ذلك وسط حالة يأس وضعف عربي كبير بعد ما يطلق عليه ب “النكبة ١٩٦٧” وبعد محاولات فاشلة لإيجاد وحدة عربية.وبعد عامين من قيام دولة الإتحاد اتخذت موقفاً جريئاً بوقف إمدادات النفط في ١٩٧٣..تلتها الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت لثمان أعوام ومن ثم الغزو العراقي الغاشم على الكويت ..إلى حرب أفغانية وبزوغ حركات التشدد الإسلامي ..إلى حرب عراقية ..إلى ربيع عربي.مع كل هذه الأزمات كانت الإمارات جزءاً لا يتجزأ من منظورها العربي والإسلامي والتنموي في الداخل،لنراها بين كل هذه الأحداث تبني نموذجاً للدولة الوطنية التي تحترم كل الديانات والأعراق والمذاهب..مبهرة العالم،مستقطبة كبريات الشركات والسياح من مختلف بقاع الأرض.ولم تفكر الإمارات يوماً في تصدير هذا النموذج بل أتاحته للجميع للإقتداء بها..وهي توفر المساعدة لمن شاء .وبين هذا الماضي الملتهب بالأزمات والإنجازات خلال الخمسين عام الماضية أمامنا خمسون عام قادمة مليئة بذات الشيء وأكبر ،دعونا نتمعن في حجم الإيديلوجية المستوردة والمنبثقة من منطقتنا ..حجم الإرهاب الذي عصف بنا..لم يثننا ذلك عن تحقيق الهدف ومتابعة الطموحات لأن هناك خطط واستراتيجيات مدروسة للمستقبل..صحيح أن الطريق لم يكن معبداً لكنه شكلّ دافعاً للإنجاز وليس حاجزاً.نستفيد من الأزمات ..لأنها تصنع الفرص وننظر لها هكذا دائماً ..هذا ما تؤمن به حكومة الإمارات،ورادف كل ذلك أجهزة أمنية داخلية وقوات عسكرية تكمنت من الدفاع عن الوطن.دعونا ننظر إلى حجم مساهمة كهذه القوات في عمليات حفظ السلام عالمياً..إلى جدارتها في حرب اليمن ..إلى تحويل البلد لواحة أمان،مع كل ذلك توفر حريات عقائدية وفردية واقتصادية عالية جداً مقارنة بالمحيط ..فلنتأمل ما سنصل إليه في الخمسين عام القادمة وسط رغم كل ما ستمر به المنطقة من ظروف وحروب وصراعات أيديولوجية.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض