كتاب الجندي للعدد 594 لشهر يوليو 2023

التوظيف السياسي للهجمات السيبرانية ومخاطرها على الأمن القومي

برغم أن التهديدات العسكرية التقليدية ستظل جزءاً من المشهد العالمي، فإنها تراجعت في السنوات الأخيرة، وبرز في المقابل نوع جديد من التهديدات غير التقليدية مثل ظاهرة الإرهاب الدولي، والجريمة العابرة للحدود الوطنية، والحروب الأهلية، والتهديدات السيبرانيَّة، وهي الأخطر والأكثر تعقيداً، وتتطور بوتيرة سريعة، وتتنامى قدراتها الهجومية التدميرية، وعواقبها الدولية.

ويلقي الكتاب الضوء على مدى خطورة الاستخدامات غير السلمية للفضاء السيبراني، وتبعات ذلك على الأمن القومي، وكيفية توظيف الدول الهجمات السيبرانية، وأدواتها، لتحقيق أهداف سياسية مختلفة، باستخدام أطراف فاعلة غير دولية غالباً، كما يتحدث الكتاب عن سباق التسلُّح السيبراني، واستراتيجيات الدول الأقوى تقنياً لمواجهة تهديدات الفضاء السيبراني، وحماية أمنها القومي.

هدف الكتاب

ويهدف الكتاب إلى تحليل التهديدات الناتجة من الاستخدامات غير السلمية للفضاء السيبراني، مع التركيز على أنماط التوظيف السياسي للهجمات السيبرانية، وأدواتها، وما يمثله ذلك من خطر أمني، كما يرصد الكتاب ويحلِّل الأسباب التي أدت إلى تزايد هذه الهجمات المدفوعة بأهداف سياسية مختلفة، ولا سيما في العقد الأخير، إضافةً إلى أبرز الجهود الدولية لمواجهتها.

أقسام الكتاب

وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول رئيسية، يحلل الفصل الأول العلاقة بين الفضاء السيبراني، والأمن القومي، وكيف أصبح أمن الفضاء السيبراني إحدى أولويات الأمن القومي، كما يتناول التهديدات التي تواجهها البنى التحتية الحرجة، والأمن المعلوماتي، والخدمات الإلكترونية المقدمة من الجهات الحكومية والخاصة، فضلاً عن تهديدات الأمن القومي المرتبطة بالشبكة السوداء، والإرهاب السيبراني، ويوضح هذا الفصل الاتجاهات المختلفة في تصنيف الهجمات السيبرانية، مع بيان سماتها، وحدود الاستدلال على مصادرها، وأهم أسلحتها.

ويبحث الفصل الثاني في آليات توظيف أدوات الفضاء السيبراني، والهجمات السيبرانية، لتحقيق الأهداف السياسية، مثل الضغط على النظم السياسية، أو إطاحتها وتفكيكها، أو التأثير في العلميات الانتخابية، أو فضح ممارسات بعض الحكومات وإحراجها، ويفصل الكتاب طرق توظيف هذه الأدوات والهجمات في مجالات الاستخبار، والدبلوماسية الإلكترونية.

ويرصد الفصل الثالث استراتيجيات التعامل مع التهديدات السيبرانية في الدول السيبرانية العظمى: روسيا الاتحادية، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، إضافةً إلى الاستراتيجيات السيبرانية، وسياساتها في بعض الدول بمنطقة الشرق الأوسط، والاتحاد الأوروبي، ويبحث أيضاً في جهود المنظمات العالمية والإقليمية لمواجهة التهديدات السيبرانية، مع التعريف بأهم الاتفاقيات والمبادرات ذات الصلة، وتقييمها.

ويخلص الكتاب إلى أن تزايد الهجمات السيبرانية المدفوعة بأهداف سياسية، في الأعوام العشرة الأخيرة، ناتج من الفوضى التي تتسم بها التفاعلات في الفضاء السيبراني، وغياب المؤسسات الدولية، أو آليات مراقبة سلوك الدول في هذا الفضاء، إضافةً إلى خصائصه التي تشجع الدول على شن هذه الهجمات، وتوظيفها، لتحقيق أهدافها السياسية، فضلاً عن وجود ثغرات لم يُظهَر عليها، تتسلَّح بها الدول لتستخدمها عند الضرورة، تحقيقاً لأهداف سياساتها الخارجية.

معاهدة دولية

ويشير الكتاب إلى أهمية بذل المزيد من الجهود الدولية الجادَّة لإنشاء معاهدة دولية تحظر الأسلحة السيبرانية، وتنظم سلوك الدول في الفضاء السيبراني، لتقريب وجهات النظر بين الدول السيبرانية العظمى بشأن القضايا الخلافية بينها في هذا المجال، وهي قضايا حوكمة الفضاء السيبراني، والسيادة السيبرانية، وحقوق الإنسان في الفضاء السيبراني.

التوصيات

ويقترح الكتاب مجموعةً من التوصيات لمواجهة التهديدات السيبرانية على المستوى الوطني، مؤكداً أن خبراء الأمن السيبراني يتوقعون أن يشهد العالم مزيداً من هذه الهجمات في الأعوام المقبلة، ولا سيَّما بعد جائحة كورونا، وما نتج منها من زيادة مطَّردة في الاعتماد على الفضاء السيبراني في تنفيذ كثير من المهمَّات والإجراءات، فضلاً عن توقع تصاعد ضـراوة الأسلحة السيبرانيَّة المستخدمة في الهجمات المختلفة، في ضوء سعي دول كثيرة إلى امتلاكها، ومحاولتها تفعيل الردع السيبراني، ولذلك فمن المناسب أن تطرح جامعة الدول العربية، أو منظمة الأمم المتحدة، مبادرة تُعَدُّ ميثاق شـرف لالتزام تقليص انتشار الأسلحة السيبرانيَّة، وسيمثل ذلك خطوة تمهيدية لإنشاء معاهدة عالمية للأمن السيبراني.

ويؤكد الكتاب، في النهاية، أهمية إجراء مزيد من الدراسات والبحوث في مجال الأمن السيبراني، وتوجيهها إلى التركيز على متابعة الهجمات المُحتمَلة مستقبلاً، ودراستها، ورصد الأسلحة والأدوات المستخدَمة فيها، وتحديد مدى تطورها وتأثيرها، وأهداف الجهات المطلقة لها، إضافةً إلى متابعة حجم ما تملكه الأطراف الفاعلة من غير الدول، مثل التنظيمات الإرهابية والإجرامية، من قدرات سيبرانية هجومية، وقدرتها على استخدام الشبكة السوداء تحديداً، والعملات الافتراضية المشفَّرة، وجميع التقنيات الحديثة، التي تمثل تهديداً بالغ الخطورة للأمن القومي للدول.

معلومات المؤلف

ماجد عزيز إسكندر

باحث وأخصائي علاقات عامة

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري

معلومات الكتاب

اسم الكتاب: التوظيف السياسي للهجمات السيبرانية ومخاطرها على الأمن القومي

المؤلف: ماجد عزيز إسكندر

الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

سنة النشر: 2023

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض