U.S. Army Cpl. Rogelio Argueta, Patriot Launching Station Enhanced Operator-Maintainer, assigned with Task Force Talon, 94th Army Air and Missile Defense Command gives commands, during a practice missile reload and unload drills on a Terminal High Altitude Area Defense (THAAD) system trainer at Andersen Air Force Base, Guam, Feb. 6, 2019. (Army photo by Capt. Adan Cazarez)

«‬ثاد‮»‬ منظومة‭ ‬دفاعية لصد‭ ‬الهجمات‭ ‬الجوية

يعيش‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬هائل‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الكمي‭ ‬والنوعي،‭ ‬نظراً‭ ‬لتسارع‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬ومصالحها،‭ ‬لذلك‭ ‬تتنافس‭ ‬شركات‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬أسلحة‭ ‬فتاكة‭ ‬وبناء‭ ‬أنظمة‭ ‬دفاعية‭ ‬متطورة‭.‬

انتشرت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تقارير‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬سعي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتهافتها‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬أنظمة‭ ‬دفاعية‭ ‬متطورة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬بريادتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أنظمتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬أثبتت‭ ‬كفاءتها‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬تبديد‭ ‬المخاوف‭ ‬والتهديدات‭.‬
الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬وتنتشر‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ورافق‭ ‬انتشارها‭ ‬جدل‭ ‬كبير‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬محموم‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وسيادة‭ ‬ومصالح‭ ‬الدول‭. ‬والتزمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬30‭ ‬عاماً‭ ‬بين‭ ‬1972‭ ‬و2002،‭ ‬باتفاقية‭ ‬الصواريخ‭ ‬المضادة‭ ‬للصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬وتعهد‭ ‬الطرفان‭ ‬بموجب‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بامتلاك‭ ‬منظومتين‭ ‬فقط‭ ‬للدفاع‭ ‬الصاروخي‭ ‬وألا‭ ‬تحتوي‭ ‬كل‭ ‬منظومة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬صاروخ،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬تنامي‭ ‬الخطر‭ ‬الإيراني‭ ‬والكوري‭ ‬الشمالي،‭ ‬وكذلك‭ ‬مخاطر‭ ‬استخدام‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬لأجسام‭ ‬تستطيع‭ ‬اختراق‭ ‬المجال‭ ‬الجوي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬دفعت‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬إنهائها‭ ‬فعلياً‭ ‬ليعود‭ ‬للعالم‭ ‬سباق‭ ‬منظومات‭ ‬الدفاع‭ ‬الصاروخي‭.‬
وتملك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نظاماً‭ ‬دفاعياً‭ ‬شهيراً‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬،‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬أية‭ ‬تهديدات‭ ‬محتملة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وزاد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭. ‬فما‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الدفاعية‭ ‬التي‭ ‬سطع‭ ‬نجمها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العسكري؟
ماذا‭ ‬تعني‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد»؟
منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬THAAD‭ ‬هي‭ ‬اختصار‭ ‬لعبارة‭ ‬Terminal High Altitude Area Defense‭ ‬وتعني‭ ‬منظومة‭ ‬دفاع‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الارتفاعات‭ ‬العالية‭.‬
تتميز‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬التنقل‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬لآخر،‭ ‬وفاعليتها‭ ‬في‭ ‬اعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬النهائية‭ ‬من‭ ‬رحلتها،‭ ‬وتستطيع‭ ‬التصدي‭ ‬للأهداف‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬حتى‭ ‬ارتفاع‭ ‬150‭ ‬كيلومتراً‭.‬
تستطيع‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬اعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬القادمة‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للأرض‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬200‭ ‬كيلومتر،‭ ‬مما‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬قبل‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭.‬
تجعل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي،‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬الصاروخية‭ ‬جزءاً‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مفاهيم‭ ‬الدفاع‭ ‬الصاروخي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬مزايا‭ ‬منظومة‭ ‬الدفاع‭ (‬أيجيس‭) ‬exo-atmospheric Aegis‭ ‬لاعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬خارج‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬وبطاريات‭ ‬صواريخ‭ (‬باتريوت‭) ‬Patriot‭ ‬الاعتراضية‭ ‬داخل‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭.‬
وتستطيع‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حقيقي‭ ‬أو‭ ‬وهمي‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬بفضل‭ ‬معدات‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬والتي‭ ‬تتصل‭ ‬بالأقمار‭ ‬الصناعية،‭ ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬الصواريخ‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬توجيهها‭ ‬أثناء‭ ‬التحليق‭ ‬حسب‭ ‬أي‭ ‬مستجدات‭.‬
تبلغ‭ ‬سرعة‭ ‬الصواريخ‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬8‭ ‬أضعاف‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭.‬
تعتمد‭ ‬نظرية‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الدفاعية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬إصابة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالهدف‭ ‬المعادي‭ ‬وتدميره،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬نظرية‭ ‬“اضرب‭ ‬لتقتل”HIT-TO-KILL‭. ‬وتشبه‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬إصابة‭ ‬رصاصة‭ ‬برصاصة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬إطلاقها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬دقة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬التوجيه‭.‬
يمكن‭ ‬للمنظومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬منظومات‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬البري‭ ‬والبحري،‭ ‬كما‭ ‬يمكنها‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬الطائرة‭.‬
تستخدم‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬لحماية‭ ‬المدن‭ ‬والمنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬المعادية‭.‬
عناصر‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬
يتكون‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬من‭ ‬قاذف‭ ‬صاروخي‭ ‬متحرك‭ ‬وقذيفة‭ ‬اعتراضية‭ ‬مزودة‭ ‬بمستشعرات‭ ‬وحاسوب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الحقيقية‭ ‬والكاذبة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬رادار‭ ‬كشف‭ ‬وتتبع،‭ ‬ومركز‭ ‬قيادة‭ ‬وسيطرة‭ ‬متحرك‭.‬
تتكون‭ ‬بطارية‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬تسع‭ ‬عربات‭ ‬مجهزة‭ ‬بقاذفات،‭ ‬تحمل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬سته‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬صواريخ،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مركزين‭ ‬للعمليات‭ ‬ومحطة‭ ‬رادار‭.‬
توفر‭ ‬كابينة‭ ‬القيادة‭ ‬والتحكم‭ ‬وإدارة‭ ‬المعركة‭ ‬والاتصالات‭ (‬C2BMC‭) ‬معلومات‭ ‬تتبع‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬إقليمية‭ ‬أخرى‭ ‬وتجمع‭ ‬معلومات‭ ‬واردة‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬أيجيس‭ ‬Aegis‭ ‬ و‭‬باتريوت‭.Patriot‭ ‬
نظام‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬هو‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للاتصالات‭ ‬السلكية‭ ‬واللاسلكية‭ ‬وإدارة‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬أقاليم‭ ‬أخرى‭.‬
تستخدم‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬الرادار،‭ ‬المعتمد‭ ‬من‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والقابل‭ ‬للتنقل‭ (‬AN/TPY-2‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬بكشف‭ ‬وتتبع‭ ‬صواريخ‭ ‬العدو‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬1000‭ ‬كيلومتر‭.‬
تتولى‭ ‬شركة‭ ‬الصناعات‭ ‬الحربية‭ ‬الجوية‭ ‬“لوكهيد‭ ‬مارتين”‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬شركات‭ ‬عسكرية‭ ‬أخرى،‭ ‬تصميم‭ ‬وصناعة‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬،‭ ‬وتعود‭ ‬فكرة‭ ‬وتصور‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬1987‭ ‬ذلك‭ ‬حسب‭ ‬الدراسات‭ ‬والتقارير‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري،‭ ‬بينما‭ ‬بدأت‭ ‬“لوكهيد‭ ‬مارتن”‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بحضور‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬الحربي،‭ ‬عملية‭ ‬التصنيع‭ ‬الفعلي‭ ‬للمنظومة‭ ‬الدفاعية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬بعد‭ ‬برنامج‭ ‬مكثف‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬استمر‭ ‬لسنوات،‭ ‬ونشرت‭ ‬نتائجه‭ ‬علناً‭.‬
وقامت‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬باعتراض‭ ‬هدف‭ ‬صواريخ‭ ‬باليستية‭ ‬متوسطة‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬أجري‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬يوليو‭ ‬2017‭. ‬ويتم‭ ‬تدريب‭ ‬أفراد‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬المنظومة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬في‭ ‬فورت‭ ‬سيل،‭ ‬أوكلاهوما‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010‭.‬
كيف‭ ‬يعمل‭ ‬‮«‬ثاد»؟
عندما‭ ‬يطلق‭ ‬العدو‭ ‬صاروخاً‭ ‬يكتشفه‭ ‬رادار‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬،‭ ‬فيقوم بنقل‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬والتحكم،‭ ‬وبعدها‭ ‬يعطي‭ ‬نظام‭ ‬ثاد‭ ‬أوامر‭ ‬بشن‭ ‬صاروخ‭ ‬اعتراضي،‭ ‬ليطلق‭ ‬هذا‭ ‬الصاروخ‭ ‬على‭ ‬قذيفة‭ ‬العدو،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تدميرها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬النهائية‭ ‬من‭ ‬رحلتها‭.‬
أماكن‭ ‬انتشار‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬
تعتبر‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تقتني‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬عقد‭ ‬وقع‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬لوكهيد‭ ‬مارتين‮»‬‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2011،‭ ‬وتم‭ ‬تركيب‭ ‬هذه‭ ‬الصواريخ‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬‮«‬كورجيك‮»‬‭ ‬التركية،‭ ‬وتم‭ ‬نشرها‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬رومانيا،‭ ‬وتايوان‭.‬
وكان‭ ‬أول‭ ‬نشر‭ ‬لبطاريات‭ ‬صواريخ‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬بالخارج‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬غوام‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬التهديدات‭ ‬الكورية‭ ‬الشمالية‭ ‬للجزيرة‭. ‬وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬نشر‭ ‬3‭ ‬بطاريات‭ ‬صواريخ‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬في‭ ‬هواي،‭ ‬وجزيرة‭ ‬ويك‭.‬
وتعاقدت‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬صفقة‭ ‬لمنظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬أفادت‭ ‬محاكاة‭ ‬أجراها‭ ‬الجنرال‭ ‬كيرتيس‭ ‬سكاباروتي‭ ‬الكوري‭ ‬الجنوبي‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬2‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬بطاريات‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬سوف‭ ‬تكفل‭ ‬حماية‭ ‬لأراضي‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬صواريخ‭ ‬من‭ ‬بيونغ‭ ‬يانغ،‭ ‬لكن‭ ‬لاقت‭ ‬تلك‭ ‬التحركات‭ ‬معارضة‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬بسبب‭ ‬الرادار‭ ‬البعيد‭ ‬المدى‭ ‬المصاحب‭ ‬للمنظومة‭.‬
وأثار‭ ‬نشر‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬لهذه‭ ‬الصواريخ‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬للدفاع‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬احتجاجات‭ ‬من‭ ‬بكين‭ ‬التي‭ ‬تخشى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعاراتها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬الأجواء‭ ‬الصينية‭ ‬والإخلال‭ ‬بتوازن‭ ‬السلطة‭.‬
وذكرت‭ ‬مصادر‭ ‬كورية‭ ‬جنوبية‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬سيؤول‭ ‬رجح‭ ‬أن‭ ‬إتمام‭ ‬تلك‭ ‬الصفقة‭ ‬سوف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬فوري‭ ‬للعلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الصينية‭ ‬–‭ ‬الكورية‭ ‬الجنوبية‭.‬
لكن‭ ‬تم‭ ‬إتمام‭ ‬الصفقة‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬نشر‭ ‬العناصر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬مارس‭ ‬2017،‭ ‬ووصلت‭ ‬المنظومة‭ ‬إلى‭ ‬قدرتها‭ ‬التشغيلية‭ ‬الأولية‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬مايو‭ ‬2017‭.‬
وفي‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬نشر‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬نظام‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬بهدف‭ ‬“إظهار‭ ‬التزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المستمر‭ ‬بدعم‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬الإقليمي”‭.‬
وتسعى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭ ‬الدفاعية،‭ ‬حيث‭ ‬تخطط‭ ‬اليابان‭ ‬لنشر‭ ‬نظام‭ ‬الدفاع‭ ‬الصاروخي‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬أراضيها‭ ‬ومواطنيها‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬الكورية‭ ‬الشمالية،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تايوان‭ ‬مهتمة‭ ‬للغاية‭ ‬بمنظومة‭ ‬‮«‬ثاد‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬دفع‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬الدفاعي‭ ‬والحربي‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬النفقات‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬واختراع‭ ‬وإنتاج‭ ‬أسلحة‭ ‬فتاكة‭ ‬وأنظمة‭ ‬دفاع‭ ‬متطورة،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬التطورات‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬محددة‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سلاحها‭ ‬ونظامها‭ ‬الدفاعي‭ ‬الخاص‭ ‬وأصبح‭ ‬لكل‭ ‬منظومة‭ ‬دفاعية‭ ‬نظام‭ ‬آخر‭ ‬يوازيه‭ ‬بطريقة‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يتفوق‭ ‬عليه،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الصخب‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬المصاحب‭ ‬للتطورات‭ ‬الصناعية‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تبقى‭ ‬الدولة‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬الدفاعي‭ ‬والعسكري‭ ‬نظراً‭ ‬لخبرة‭ ‬شركاتها‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تتصدر‭ ‬قائمة‭ ‬أكبر‭ ‬الشركات‭ ‬المنتجة‭ ‬للسلاح‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭. ‬

إكرام بندلة (باحثة في الشؤون العسكرية)

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض