british missiels

زيادة بريطانيا لمخزونها من الأسلحة النووية الأبعاد والدلالات

قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬ترسانتها‭ ‬النووية‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬المراجعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬مارس‭ ‬2021‭. ‬وبموجب‭ ‬هذه‭ ‬المراجعة،‭ ‬فإنه‭ ‬سيتم‭ ‬زيادة‭ ‬السقف‭ ‬الأقصى‭ ‬لمخزون‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الرؤوس‭ ‬الحربية‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬180‭ ‬إلى‭ ‬260،‭ ‬بزيادة‭ ‬تبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬45‭ %‬،‭ ‬لتضع‭ ‬حداً‭ ‬لعملية‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬التدريجية‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬تنفيذها‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭.‬

‭ ‬وبررت‭ ‬بريطانيا‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬بما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والعقائدية‮»‬‭. ‬ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لن‭ ‬تضع‭ ‬حداً‭ ‬علنياً‭ ‬لعدد‭ ‬الصواريخ‭ ‬الحاملة‭ ‬لرؤوس‭ ‬نووية،‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬جاهزة‭ ‬للإطلاق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تحديده‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬120‭ ‬رأساً‭ ‬حربياً،‭ ‬كما‭ ‬لن‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬الرؤوس‭ ‬الحربية‭ ‬والصواريخ‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬غواصاتها،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬رأساً‭ ‬حربياً‭ ‬و8‭ ‬صواريخ‭ ‬على‭ ‬التوالي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬أعلنت‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تضطرها‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬أسلحتها‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬تبنيها‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬‮«‬الغموض‭ ‬الاستراتيجي‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعقيد‭ ‬حسابات‭ ‬الخصوم‭ ‬المحتملين،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإقدامهم‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬مصالح‭ ‬لندن‭ ‬أو‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭. ‬وتهدف‭ ‬الدراسة‭ ‬الحالية‭ ‬إلى‭ ‬توضيح‭ ‬أبعاد‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬ودلالاته‭.‬

أولاً‭: ‬أبعاد‭ ‬المراجعة‭ ‬النووية

أرجع‭ ‬تقرير‭ ‬المراجعة‭ ‬البريطاني‭ ‬قراره‭ ‬بزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬تتصل‭ ‬بتغير‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الدولية،‭ ‬و‮»‬احتمال‮»‬‭ ‬نجاح‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬‮«‬في‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬كيميائي‭ ‬أو‭ ‬بيولوجي‭ ‬أو‭ ‬إشعاعي‭ ‬أو‭ ‬نووي‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬2030،‭ ‬وكذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬النشط‮»‬‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬و»التحدي‭ ‬المنهجي‮»‬‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬وكذلك‭ ‬التهديدات‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬وإيران‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اعتبارات‭ ‬أخرى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬بريطانيا‭ ‬كقوى‭ ‬عسكرية‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬ويمكن‭ ‬تفصيل‭ ‬هذه‭ ‬الدوافع‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭: ‬

1‭ ‬-ردع‭ ‬التحدي‭ ‬الإرهابي‭:‬‭ ‬تشير‭ ‬وثيقة‭ ‬مراجعة‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬بريطانيا‭ ‬هو‭ ‬إمكانية‭ ‬بروز‭ ‬الإرهاب‭ ‬النووي‭ ‬أو‭ ‬الكيماوي‭ ‬أو‭ ‬البيولوجي‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬دولة‭ ‬مارقة‭ ‬تمتلك‭ ‬قدرات‭ ‬نووية‭ ‬أو‭ ‬كيماوية‭ ‬أو‭ ‬بيولوجية‭ ‬بنقل‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬إلى‭ ‬تنظيمات‭ ‬إرهابية‭ ‬وتوجيهها‭ ‬لاستهداف‭ ‬بريطانيا،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فإن‭ ‬لندن‭ ‬سوف‭ ‬ترد‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬أمدت‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬بأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭. ‬

وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الردع‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمده‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تسليم‭ ‬الوثيقة‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬غير‭ ‬قائم‭ ‬حالياً،‭ ‬فإنها‭ ‬تعود‭ ‬لتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬تبرز‭ ‬أهميتها‭ ‬كضمانة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المستقبل‭ ‬المجهول‭. ‬

2‭ ‬-مواجهة‭ ‬التهديد‭ ‬الروسي‭ ‬والصيني‭: ‬تتجه‭ ‬بريطانيا‭ ‬لزيادة‭ ‬أسلحتها‭ ‬من‭ ‬الرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬لتواكب‭ ‬تصاعد‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتحديداً‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين،‭ ‬واتجاه‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬مخزوناتها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭. ‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬حليفة‭ ‬لبريطانيا،‭ ‬فإن‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬تثيران‭ ‬هواجس‭ ‬أمنية‭ ‬كبيرة‭ ‬للندن،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إبداء‭ ‬الدولتين‭ ‬استعدادهما‭ ‬لتوظيف‭ ‬القوة‭ ‬المسلحة،‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬احتلال‭ ‬روسيا‭ ‬لشبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم،‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬عبر‭ ‬تبني‭ ‬تكتيكات‭ ‬المناطق‭ ‬الرمادية‭ ‬والميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لموسكو،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبكين،‭ ‬وذلك‭ ‬لفرض‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬جديد‭ ‬يضمن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولتين،‭ ‬ويأتي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭.‬

وكشف‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطاني،‭ ‬بن‭ ‬والاس،‭ ‬عن‭ ‬هاجس‭ ‬آخر‭ ‬يؤرق‭ ‬لندن،‭ ‬ويدفعها‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬مخزونها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬وامتلاك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الردع‭ ‬الموثوق‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬الروسية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬نظم‭ ‬الدفاع‭ ‬الصاروخية‭. ‬

وبصورة‭ ‬أكثر‭ ‬تحديداً،‭ ‬فإن‭ ‬بريطانيا‭ ‬تبدي‭ ‬قلقاً‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬الروسية‭ ‬‮«‬إس‭ ‬–‭ ‬500‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬يتوقع‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬والتي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬اعتراض‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬والمجنحة،‭ ‬وربما‭ ‬الصواريخ‭ ‬الفرط‭ ‬صوتية،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الدقة،‭ ‬القدرات‭ ‬الكاملة‭ ‬للصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬‮«‬إس‭ ‬500‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريين‭ ‬يؤكدون‭ ‬مبالغة‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

كما‭ ‬تشمل‭ ‬مخاوف‭ ‬الجيش‭ ‬البريطاني‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬انهيار‭ ‬معاهدة‭ ‬الصواريخ‭ ‬النووية‭ ‬متوسطة‭ ‬المدى،‭ ‬وتطوير‭ ‬موسكو‭ ‬لصواريخ‭ ‬باليستية‭ ‬قصيرة‭ ‬المدى‭ ‬مثل‭ (‬M729‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬تزعم‭ ‬واشنطن‭ ‬أنها‭ ‬تنتهك‭ ‬المعاهدة‭ ‬السابقة‭. ‬وأشارت‭ ‬وثيقة‭ ‬دفاعية‭ ‬بريطانية‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفرط‭ ‬صوتية،‭ ‬و»رادار‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬وأنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬المتكاملة‮»‬‭ ‬باعتبارها‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬محتملاً‭ ‬لقدرة‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فإن‭ ‬اعتبار‭ ‬لندن‭ ‬موسكو‭ ‬أحد‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬لها،‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬بريطانيا‭ ‬بضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬لندن‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للصين،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬بريطانيا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬بكين‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القلق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وضح‭ ‬في‭ ‬حظر‭ ‬لندن‭ ‬شراء‭ ‬تقنيات‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬هواوي‭ ‬الصينية‭.‬

3‭ ‬-كبح‭ ‬التحدي‭ ‬الإيراني‭ ‬والكوري‭ ‬الشمالي‭:‬‭ ‬ترى‭ ‬وثيقة‭ ‬المراجعة‭ ‬البريطانية‭ ‬أن‭ ‬لجوء‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬عسكرة‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية،‭ ‬واتباع‭ ‬أساليب‭ ‬انتهازية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬إيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وإضعاف‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭.  ‬وتتعاظم‭ ‬المخاطر‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬خططها‭ ‬الرامية‭ ‬لتعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬وتقويض‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭. ‬كما‭ ‬باتت‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬تستخدم‭ ‬نفس‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬الدول،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬شن‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والقيام‭ ‬بحملات‭ ‬للتضليل‭ ‬الإعلامي‭. ‬وأوضحت‭ ‬الوثيقة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ (‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬وغيرها‭) ‬باتت‭ ‬تتعاون‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬مع‭ ‬الميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬توظيفهم‭ ‬كوكلاء‭ ‬في‭ ‬النزاع،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يمنح‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إنكار‭ ‬تورطها‭ ‬في‭ ‬الاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الميليشيات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬طمس‭ ‬الخط‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬التهديدات‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬وتلك‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والميليشيات‭ ‬المسلحة‭.‬

ونصت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الاستجابة‭ ‬للتهديدات‭ ‬الناشئة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬لحيازة‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬المتقدمة‭ ‬وذات‭ ‬الاستخدام‭ ‬المزدوج؛‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الوثيقة‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬لندن‭ ‬لعدد‭ ‬كافٍ‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬أحد‭ ‬الأساليب‭ ‬الأساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الردع‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الدولتين،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬بريطانيا‭ ‬تعد‭ ‬شريكاً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المفاوضات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إعادتها‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬ووضع‭ ‬ضوابط‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لندن‭ ‬تظل‭ ‬أبرز‭ ‬قوى‭ ‬غير‭ ‬إقليمية‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬لكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وعلى‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬التزامها‭ ‬بنزع‭ ‬سلاحها‭ ‬النووي‭. ‬

4‭ ‬-تعزيز‭ ‬المكانة‭ ‬العسكرية‭ ‬البريطانية‭:‬‭ ‬تسعى‭ ‬بريطانيا‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬وضعها‭ ‬كقوى‭ ‬دولية‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وأن‭ ‬تظل‭ ‬رقماً‭ ‬صعباً،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ولكن‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬لندن‭ ‬تعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭.‬

ثانياً‭: ‬دلالات‭ ‬الخطوة‭ ‬البريطانية

تعكس‭ ‬الخطوة‭ ‬البريطانية‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬البريطاني‭ ‬تجاه‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬بريطانيا‭ ‬مواجهتها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تحمل‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الانعكاسات‭ ‬السلبية،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬توضيحها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭: ‬

1‭ ‬-توسيع‭ ‬مجال‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭:‬‭ ‬كشفت‭ ‬وثيقة‭ ‬المراجعة‭ ‬البريطانية‭ ‬عن‭ ‬تغير‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬إذ‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لن‭ ‬تستخدم‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬النووية‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬معاهدة‭ ‬عدم‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬والتي‭ ‬تمتثل‭ ‬لها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬أوردت‭ ‬استثناء‭ ‬مهماً،‭ ‬وهي‭ ‬أنها‭ ‬تحتفظ‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التهديدات‭ ‬المستقبلية‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬أو‭ ‬البيولوجية،‭ ‬أو‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الناشئة‭.‬

ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬روسيا،‭ ‬وبدرجة‭ ‬أقل،‭ ‬الصين،‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬الجديدة‭ ‬المبتكرة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الصواريخ‭ ‬الفرط‭ ‬صوتية،‭ ‬فإن‭ ‬التهديد‭ ‬البريطاني‭ ‬يعد‭ ‬موجهاً‭ ‬بصورة‭ ‬أساسية‭ ‬إلى‭ ‬روسيا،‭ ‬وتحذيراً‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لاستخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬جديدة‭ ‬ضدها،‭ ‬تكسبها‭ ‬ميزة‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬لندن،‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬الأخيرة‭ ‬للتصعيد‭ ‬باستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬ضدها‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يدفع‭ ‬موسكو،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬حساباتها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬شن‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬ضدها‭.‬

2‭ ‬-أولوية‭ ‬التهديد‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬الصيني‭:‬‭ ‬يلاحظ‭ ‬من‭ ‬وثيقة‭ ‬المراجعة‭ ‬أنها‭ ‬أعطت‭ ‬أولوية‭ ‬للتهديد‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬الصيني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وضح‭ ‬من‭ ‬العبارات‭ ‬المستخدمة‭. ‬ففيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصين،‭ ‬أشارت‭ ‬الوثيقة‭ ‬إلى‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬الصين‭ ‬‮«‬الجازمة‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بروسيا،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبرتها‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬مباشر‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬منه‭ ‬ميراث‭ ‬الخلافات‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬هواجس‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬الروسي‭ ‬لدول‭ ‬شرق‭ ‬أوروبا،‭ ‬ولعب‭ ‬موسكو‭ ‬دوراً‭ ‬فاعلاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬روسيا‭.  ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬عددت‭ ‬وثيقة‭ ‬المراجعة‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬السلوكيات،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬باعتبارها‭ ‬تهديدات‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬الدولتين،‭ ‬مثل‭ ‬السلطوية،‭ ‬وعسكرة‭ ‬استخدام‭ ‬الفضاء،‭ ‬والهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والتضليل‭ ‬الإعلامي‭. ‬ولكن‭ ‬تبقي‭ ‬موسكو‭ ‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬للندن‭ ‬من‭ ‬بكين،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬الهائلة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تورطها‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬عموماً،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬خصوصاً،‭ ‬مثل‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭. ‬

3‭ ‬-إضعاف‭ ‬معاهدة‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭:‬‭ ‬يجيء‭ ‬إعلان‭ ‬بريطانيا‭ ‬زيادة‭ ‬ترساناتها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬مخالفاً‭ ‬لمعاهدة‭ ‬حظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬استيفاندوجاريك،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬لا‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬التزامات‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬التي‭ ‬تعهدت‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الحائزة‭ ‬للأسلحة‭ ‬النووية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يضعف‭ ‬من‭ ‬شرعية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البريطانية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬امتلاك‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭. ‬

ولكن‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬لن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬الأساسي‭ ‬لتوجه‭ ‬لندن‭ ‬لزيادة‭ ‬ترساناتها‭ ‬النووية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬الأخرى،‭ ‬لاسيما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬تتجهان‭ ‬لتطوير‭ ‬ترسانتهما‭ ‬النووية‭. ‬

4‭ ‬-حدوث‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭: ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬الخطوة‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬إذكاء‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭. ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي،‭ ‬سيرجي‭ ‬ريابكوف،‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬لندن‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬وضار‭ ‬سياسياً،‭ ‬واصفاً‭ ‬إياه‭ ‬أيضاًبـ‭ ‬‮«‬الهدام‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬واعتبر‭ ‬أنه‭ ‬مؤشر‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬احتمالية‭ ‬حدوث‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬دولي‭.‬

ولكن‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬فإن‭ ‬الصين‭ ‬أعلنت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬تطويرها‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬رفضت‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬لضمها‭ ‬لمفاوضات‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬القنابل‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬بكين‭ ‬محدود‭ ‬مقارنة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا،‭ ‬ولا‭ ‬يتجاوز‭ ‬260‭ ‬سلاحاً‭ ‬نووياً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تمتلكان‭ ‬معاً‭ ‬حوالي‭ ‬88‭% ‬من‭ ‬الترسانة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وتمتلك‭ ‬روسيا‭ ‬6375‭ ‬سلاحاً‭ ‬نووياً،‭ ‬تليها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بواقع‭ ‬5800‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭. ‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬تعكس‭ ‬وثيقة‭ ‬المراجعة‭ ‬البريطانية‭ ‬استعداد‭ ‬لندن‭ ‬لبيئة‭ ‬دولية‭ ‬جديدة،‭ ‬تزداد‭ ‬فيها‭ ‬التهديدات‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬النفوذ‭ ‬المباشر‭ ‬لهذه‭ ‬القوى،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬استكشاف‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬وثيقة‭ ‬المراجعة‭ ‬البريطانية‭ ‬تتحسب‭ ‬لإقدام‭ ‬دول‭ ‬بإمداد‭ ‬الوكلاء‭ ‬المسلحين‭ ‬بأسلحة‭ ‬نوعية،‭ ‬كيماوية‭ ‬أو‭ ‬بيولوجية‭ ‬أو‭ ‬نووية،‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬تستهدف‭ ‬أمن‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وتسعى‭ ‬لردع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬حول‭ ‬ضوابط‭ ‬استخدامها‭ ‬للسلاح‭ ‬النووي‭ ‬ضد‭ ‬خصومها‭. ‬

المصادر‭ ‬والمراجع‭:‬

النادي‭ ‬النووي‭.. ‬كيف‭ ‬سيتغير‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬بريطانيا؟،‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية،‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬https‭://‬bit.ly/3xTa3MH

بريطانيا‭ ‬تقرر‭ ‬تعزيز‭ ‬ترسانتها‭ ‬النووية‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬يورونيوز،‭ ‬16‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬موجود‭ ‬على‭ ‬الرابط‭ ‬التالي‭: ‬https‭://‬bit.ly/3eP0rK1

Tom Plant and Matthew Harries‭, ‬Going Ballistic‭: ‬The UK’s Proposed Nuclear Build-up‭, ‬RUSI‭, ‬March 16‭, ‬2021‭, ‬accessible at‭: ‬https‭://‬bit.ly/3uh5dGH

Heather Williams‭, ‬U.K‭. ‬Nuclear Weapons‭: ‬Beyond The Numbers‭, ‬War on the Rocks‭, ‬April 6‭, ‬2021‭, ‬https‭://‬bit.ly/3teRsqv

Kingston Reif and Shannon Bugos‭, ‬UK to Increase Cap on Nuclear Warhead Stockpile‭, ‬Arms Control Association,April 2021‭, ‬https‭://‬bit.ly/2PMFPJX

Heather Williams‭, ‬op.cit‭.‬

Global Britain in a competitive age‭; ‬The Integrated Review of Security‭, ‬Defence‭, ‬Development and Foreign Policy‭, ‬HM Government‭, ‬March 2021‭, ‬p‭. ‬70‭, ‬https‭://‬bit.ly/2SrwuYX

Global Britain in a competitive age‭, ‬op.cit‭., ‬p‭. ‬85‭.‬

‮»‬‭ ‬د‭. ‬شادي‭ ‬عبدالوهاب

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض