shutterstock_1667553319

تحدي‭ ‬كورونا‭:‬‭ ‬ هل‭ ‬يكفي‭ ‬التخفيض‭ ‬الاستثنائي لإنتاج‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬‭+‬‮»‬‭ ‬لموازنة‭ ‬سوق‭ ‬النفط؟

جاء‭ ‬اتفاق‭ ‬تحالف‭ ‬“أوبك‭+‬”‭ ‬الأخير،‭ ‬بشأن‭ ‬خفض‭ ‬إنتاجه‭ ‬النفطي‭ ‬بنحو‭ ‬10‭%‬،‭ ‬ليضع‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬لاختبارِ‭ ‬معطياتٍ‭ ‬جديدةٍ‭. ‬فهذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عانت‭ ‬الأسواق‭ ‬طوال‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬ضغوطٍ‭ ‬شديدةٍ،‭ ‬تركزت‭ ‬في‭ ‬فقدانها‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬جانبي‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬بسبب‭ ‬التراجع‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬التبعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السلبية‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬والزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬المعروض‭ ‬بسبب‭ ‬الخلاف‭ ‬الناشب‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والسعودية،‭ ‬بجانب‭ ‬التمادي‭ ‬الأمريكي‭ ‬غير‭ ‬المحسوب‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬

الخطوة‭ ‬الجديدة‭ ‬لتحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬الحالة‭ ‬التوازنية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فهل‭ ‬يفلح‭ ‬هذا‭ ‬المسعى‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مراده؟
خطوة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة
تغلبت‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬على‭ ‬خلافاتها،‭ ‬بتوصلها‭ ‬لاتفاق‭ ‬تاريخي،‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬12‭ ‬أبريل‭ ‬2020،‭ ‬يقضي‭ ‬بتخفيض‭ ‬إنتاجها‭ ‬بمقدار‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬وبما‭ ‬يناهز‭ ‬19‭.‬5‭% ‬من‭ ‬إنتاجها‭ ‬مجتمعة‭. ‬وأكدت‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬أن‭ ‬اتفاقها‭ ‬يستهدف‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬توفير‭ ‬إمدادات‭ ‬نفطية‭ ‬مستدامة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬عائد‭ ‬مجدٍ‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المستثمر‭ ‬بقطاع‭ ‬النفط،‭ ‬لتمكين‭ ‬المنتجين‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬دورهم‭.‬
وقد‭ ‬واجهت‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق،‭ ‬حيث‭ ‬استمرت‭ ‬المحادثات‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬كاملة،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬المحادثات‭ ‬الفعلية‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬9‭ ‬أبريل،‭ ‬وأعلن‭ ‬التحالف‭ ‬بنهاية‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬توصله‭ ‬لاتفاق‭ ‬مبدئي،‭ ‬بتخفيض‭ ‬الإنتاج‭ ‬بمقدار‭ ‬10‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭. ‬لكن‭ ‬قوبل‭ ‬الاتفاق‭ ‬ببعض‭ ‬الاعتراضات،‭ ‬ولاسيما‭ ‬على‭ ‬كميات‭ ‬الخفض‭ ‬المطلوبة،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬التحالف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬حجم‭ ‬الخفض‭ ‬الكلي‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬إلى‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل،‭ ‬وسيتم‭ ‬توضيح‭ ‬ذلك‭ ‬بتفصيل‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬تالية‭. ‬لكن‭ ‬برغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فيعتبر‭ ‬اتفاقاً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدة‭ ‬معطيات‭ ‬تاريخية،‭ ‬فلم‭ ‬يسبق‭ ‬لمنتجي‭ ‬النفط‭ ‬أن‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬خفضٍ‭ ‬للإنتاج‭ ‬بهذه‭ ‬الكمية؛‭ ‬فحتى‭ ‬إبان‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬أكبر‭ ‬تخفيض‭ ‬جماعي‭ ‬للإنتاج‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬قلصت‭ ‬المنظمة‭ ‬إنتاجها‭ ‬حينذاك‭ ‬بمقدار‭ ‬4‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬فقط،‭ ‬وبنسبة‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬الخفض‭ ‬الأخير‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭.‬
وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬اقتطاع‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج‭ ‬النفطي‭ ‬العالمي،‭ ‬قبل‭ ‬اتفاق‭ ‬أوبك‭+ ‬الأخير،‭ ‬كان‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬حروب،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭ ‬مقارنة‭ ‬بالخفض‭ ‬الحالي‭. ‬فلدى‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬وإيران‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬هبط‭ ‬إنتاج‭ ‬البلدين‭ ‬معاً‭ ‬بنحو‭ ‬5‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭. ‬كما‭ ‬اقتطعت‭ ‬حرب‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬كمية‭ ‬مماثلة‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الكويت‭ ‬والعراق‭ ‬معاً‭.‬
الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬المهم‭ ‬المتعلق‭ ‬باستثنائية‭ ‬الاتفاق‭ ‬الأخير‭ ‬هو‭ ‬مدته‭ ‬البالغة‭ ‬عامان،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬الخفض‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2020‭ ‬وينتهي‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬بـ9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬خلال‭ ‬مايو‭ ‬ويونيو‭ ‬المقبلين،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تقليص‭ ‬الخفض‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2020،‭ ‬ولمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر؛‭ ‬ليتم‭ ‬تقليصه‭ ‬مجدداً‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬يناير‭ ‬2021‭-‬أبريل‭ ‬2022‭. ‬وهذه‭ ‬المدة‭ ‬الطويلة‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬فاعلية‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬السوق،‭ ‬لاسيما‭ ‬إذا‭ ‬انتهت‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭.‬
صعوبات‭ ‬على‭ ‬الطريق
هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمستقبل‭ ‬اتفاق‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬الجديد،‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها،‭ ‬السؤال‭ ‬المتعلق‭ ‬بإمكانية‭ ‬اتمام‭ ‬الاتفاق،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭. ‬برغم‭ ‬أهمية‭ ‬اتفاق‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬الجديد،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬قيود‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬تنفيذه‭. ‬فقد‭ ‬تضمن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بنداً‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬‮«‬دعوة‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬الكبار‭ ‬الآخرين،‭ ‬خارج‭ ‬التحالف،‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الأسواق‮»‬‭.‬‭ ‬
وبرغم‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬المبدئي‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬المنتجين‭ ‬الآخرين،‭ ‬وكذلك‭ ‬حجم‭ ‬الخفض‭ ‬المطلوب‭ ‬منهم،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمكسيك‭ ‬وكندا‭ ‬والبرازيل‭ ‬هي‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬الأخرى،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أكبر‭ ‬منتجة‭ ‬للنفط‭ ‬خارج‭ ‬التحالف‭. ‬وبرغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فلا‭ ‬يبدو‭ ‬انضمام‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬لجهود‭ ‬استقرار‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬ستكون‭ ‬سهلة،‭ ‬فالدول‭ ‬الأربع‭ ‬دُعِيَت‭ ‬لاجتماع‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تحضر‭ ‬منهم‭ ‬سوى‭ ‬المكسيك‭. ‬
وبرغم‭ ‬الحضور،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬موقف‭ ‬المكسيك‭ ‬متشدداً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكمية‭ ‬الخفض‭ ‬المطلوبة‭ ‬منها‭. ‬فبينما‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬التحالف‭ ‬تخفيض‭ ‬إنتاجها‭ ‬اليومي‭ ‬بمقدار‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬برميل،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬أنها‭ ‬ستخفض‭ ‬إنتاجها‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬فقط‭. ‬
وتسبب‭ ‬الموقف‭ ‬المكسيكي‭ ‬في‭ ‬نشوب‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬وزراء‭ ‬الطاقة‭ ‬لمجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬اجتماعهم‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬10‭ ‬أبريل‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬رفضت‭ ‬السعودية‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬موقف‭ ‬المكسيك،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬موافقة‭ ‬المكسيك‭ ‬وضعت‭ ‬كشرط‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬اتمام‭ ‬اتفاق‭ ‬أوبك‭+. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬توصل‭ ‬اجتماع‭ ‬الوزراء‭ ‬لأي‭ ‬اتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬التخفيضات،‭ ‬وأشار‭ ‬بيانهم‭ ‬الختامي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التزام‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضرورية‭ ‬والفورية‭ ‬لضمان‭ ‬استقرار‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‮»‬‭.‬
وكان‭ ‬الموقف‭ ‬المكسيكي‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لعقد‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬لاجتماع‭ ‬آخر‭ ‬للتفاوض،‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬أبريل،‭ ‬وبرغم‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬مورست‭ ‬عليها،‭ ‬لكنها‭ ‬ظلت‭ ‬على‭ ‬موقفها،‭ ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬استثناء‭ ‬المكسيك‭ ‬من‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالخفض‭ ‬الكلي،‭ ‬وتقليص‭ ‬كمية‭ ‬الخفض‭ ‬المطلوبة‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬برميل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقليص‭ ‬الخفض‭ ‬الكلي‭ ‬لدول‭ ‬التحالف‭ ‬إلى‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬بنتيجة‭ ‬إيجابية،‭ ‬وافقت‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬كحل‭ ‬وسط،‭ ‬وتفادياً‭ ‬لإدخال‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬مظلم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬فشل‭ ‬الاتفاق‭.‬
وقد‭ ‬تضمن‭ ‬البيان‭ ‬الختام‭ ‬لاتفاق‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬،‭ ‬أنها‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬منتجين‭ ‬خارج‭ ‬المجموعة،‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والنرويج،‭ ‬خفضاً‭ ‬قدره‭ ‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬5‭% ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬العالمي‭ .‬
لكن‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأربع،‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬التحالف،‭ ‬والمدعوة‭ ‬للخفض،‭ ‬ستكون‭ ‬راغبة‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالخفض‭ ‬المطلوب‭ ‬منها‭. ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي‭ ‬تراجع‭ ‬بالفعل‭ ‬وسيتراجع‭ ‬بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار،‭ ‬وأنها‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لخفض‭ ‬إنتاجها‭ ‬بمقدار‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬إضافية،‭ ‬لمساعدة‭ ‬المكسيك‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭. ‬وبينما‭ ‬يبلغ‭ ‬إنتاج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للنفط‭ ‬12‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬فإن‭ ‬كمية‭ ‬الخفض‭ ‬المزمعة‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬2‭% ‬من‭ ‬إنتاجها،‭ ‬ما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬فاعلية‭ ‬مشاركتها‭ ‬وأهميتها‭ ‬أيضاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأسواق‭ ‬النفط‭.‬
وبالنسبة‭ ‬لكندا‭ ‬فإنها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الخفض‭ ‬الجديد،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬حكومة‭ ‬مقاطعة‭ ‬ألبرتا،‭ ‬منتج‭ ‬الرئيسي‭ ‬للنفط‭ ‬بكندا،‭ ‬إن‭ ‬إنتاجها‭ ‬انخفض‭ ‬بالفعل‭ ‬بسبب‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار؛‭ ‬وذكرت‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬إن‭ ‬أوبك‭ ‬لم‭ ‬تطلب‭ ‬منها‭ ‬المزيد‮»‬‭. ‬وبالرجوع‭ ‬لحجم‭ ‬الانخفاض‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬إنتاجها‭ ‬بسبب‭ ‬الأسعار‭ ‬توضح‭ ‬بيانات‭ ‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬الإنتاج‭ ‬الكندي‭ ‬تراجع‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬وإذا‭ ‬اقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬جيداً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسوق‭ ‬النفط،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬الخفض‭ ‬اللازم‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬كندا‭ ‬هو‭ ‬450‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬إنتاجها‭ ‬الحالي‭ ‬البالغ‭ ‬4‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭.‬
وتنطبق‭ ‬نفس‭ ‬القاعدة‭ ‬على‭ ‬البرازيل،‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬خارج‭ ‬أوبك‭+‬،‭ ‬فبينما‭ ‬هي‭ ‬تنتج‭ ‬3‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تبد‭ ‬موقفاً‭ ‬واضحاً‭ ‬من‭ ‬الاتفاق؛‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬إنتاجها‭ ‬تراجع‭ ‬بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تشير‭ ‬تقديرات‭ ‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬البرازيلي‭ ‬تراجع‭ ‬بنحو‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬
لكن،‭ ‬إذا‭ ‬اقتصرت‭ ‬الجهود‭ ‬البرازيلية‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كافية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬ترض‭ ‬تحالف‭ ‬أوبك‭+‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬الكمية‭ ‬المقتطعة‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬البرازيلي‭ ‬–بسبب‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭- ‬أقل‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الخفض‭ ‬اللازم‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬والمقدر‭ ‬بنحو‭ ‬320‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭.‬
وبرغم‭ ‬أن‭ ‬النرويج‭ ‬قبلت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجهود،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬توضح‭ ‬حجم‭ ‬الخفض‭ ‬المزمع‭. ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬إنتاجها‭ ‬يبلغ‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬فالخفض‭ ‬الواجب‭ ‬عليها‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬190‭ ‬ألف‭ ‬برميل،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬قيامها‭ ‬بذلك،‭ ‬بالاسترشاد‭ ‬بمواقف‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمكسيك‭ ‬وكندا‭.‬
كفاية‭ ‬الخفض‭ ‬المنتظر
هناك‭ ‬سؤال‭ ‬آخر‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬يتعلق‭ ‬بمدى‭ ‬كفاية‭ ‬الخفض‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬لمعالجة‭ ‬الخلل‭ ‬الذي‭ ‬تعانيه‭ ‬السوق‭. ‬وبرغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الضبابية‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بالمشهد‭ ‬العام،‭ ‬سواءً‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬معطيات‭ ‬يمكن‭ ‬الاسترشاد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإجابة‭.‬
لكن‭ ‬قبل‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬،‭ ‬تتوقع‭ ‬وصول‭ ‬تخفيضات‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الفعلية‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬عند‭ ‬احتساب‭ ‬التخفيض‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل،‭ ‬ومساهمات‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬برميل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬‮«‬تخفيضات‭ ‬طوعية‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬التحالف‭ ‬ومشتريات‭ ‬للمخزونات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬يتوقعون‭ ‬وصول‭ ‬هذين‭ ‬البندين‭ ‬الأخيرين‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭.‬
لكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬التخفيضات‭ ‬سيكون‭ ‬أمراً‭ ‬سهلاً،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬لخفض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬البالغ‭ ‬نحو‭ ‬14‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬بواقع‭ ‬9‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬التحالف،‭ ‬و5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬المنتجين‭ ‬الآخرين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مواقف‭ ‬هؤلاء‭ ‬المنتجين‭ ‬الآخرين،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬توضيحها‭ ‬بإسهاب‭. ‬
وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالخفض‭ ‬الطوعي‭ ‬لدول‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الخفض‭ ‬ستكون‭ ‬نقطة‭ ‬الأساس‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬هي‭ ‬مستويات‭ ‬إنتاجهم‭ ‬في‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توسعت‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬في‭ ‬إنتاجها‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬أمد‭ ‬اتفاق‭ ‬الخفض‭ ‬السابق‭ ‬بينهم‭ ‬بنهاية‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭. ‬بجانب‭ ‬ذلك،‭ ‬فهناك‭ ‬محاذير‭ ‬كثيرة‭ ‬سيتم‭ ‬توضيحها‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬بشأن‭ ‬قدرة‭ ‬المستهلكين‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬النفط‭ ‬بغرض‭ ‬التخزين‭.‬
ثاني‭ ‬المعطيات‭ ‬هو‭ ‬حجم‭ ‬الخفض‭ ‬مقارنة‭ ‬بحجم‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬فبافتراض‭ ‬حدوث‭ ‬الخفض‭ ‬البالغ‭ ‬14‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً،‭ ‬فيظل‭ ‬أمر‭ ‬كفايته‭ ‬لتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬السوق‭ ‬محلاً‭ ‬للشك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬غير‭ ‬المطمئن‭ ‬جراء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬الذي‭ ‬سبب‭ ‬تراجعاً‭ ‬شديداً‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬الطلب‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬ولم‭ ‬يتجاوز‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬وفق‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة؛‭ ‬لكن‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬إغلاق‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ووضع‭ ‬نحو‭ ‬40‭% ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬‮«‬العزل‭ ‬المنزلي‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تراجع‭ ‬الطلب؛‭ ‬وقد‭ ‬توقعت‭ ‬الوكالة‭ ‬ارتفاع‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ . ‬
من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬المقترح،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كافياً‭ ‬لإزالة‭ ‬آثار‭ ‬التراجع‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬الطلب،‭ ‬بل‭ ‬سيستمر‭ ‬منتجو‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬ضخ‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬زائدة‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬السوق‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وهذه‭ ‬الكمية‭ ‬الزائدة‭ ‬ستبقي‭ ‬ضاغطة‭ ‬وبشكل‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬الأسواق‭ ‬لهذا‭ ‬الفائض‭ ‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬طويلاً،‭ ‬مع‭ ‬استنفاد‭ ‬الدول‭ ‬للطاقة‭ ‬القصوى‭ ‬لخزاناتها‭ ‬النفطية،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬التراكم‭ ‬المستمر‭ ‬لتلك‭ ‬المخزونات‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬المخزونات‭ ‬النفطية‭ ‬العالمية‭ ‬2‭,‬918‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬وواصلت‭ ‬المخزونات‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬لتبلغ‭ ‬2‭,‬930‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬بنهاية‭ ‬شهر‭ ‬يناير،‭ ‬بزيادة‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشهر‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المخزونات‭ ‬النفطية‭ ‬العائمة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الناقلات‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬،‭ ‬بلغت‭ ‬80‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬فبراير،‭ ‬وهي‭ ‬تشهد‭ ‬زيادة‭ ‬شهرية‭ ‬بمعدل‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭. ‬لكن‭ ‬برغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬المتسارعة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا،‭ ‬ولاسيما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منها،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الجزم‭ ‬بعدم‭ ‬حدوث‭ ‬انفراجة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬سواءً‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بعلاقة‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬ببعضهم‭ ‬بعضاً،‭ ‬أو‭ ‬بحدوث‭ ‬نهاية‭ ‬سريعة‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة‭ ‬لأزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عودة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬النمو‭ ‬والازدهار‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬بما‭ ‬يخرج‭ ‬الأسواق‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬بأسرع‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬متوقع‭.‬

علي‭ ‬أبوالخير‭ )‬باحث‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدولي‭(

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض