594 Web - Analysis 1-1

المحرك الصيني WS-15 .. هل يهدد الهيمنة الأمريكية على تكنولوجيا المحركات المقاتلة؟

في‭ ‬29‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬شهدت‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬نقطةً‭ ‬فاصلةً،‭ ‬بعدما‭ ‬أجرت‭ ‬بكين‭ ‬أول‭ ‬رحلة‭ ‬طيران‭ ‬لطراز‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬J-20،‭ ‬تحمل‭ ‬رقماً‭ ‬تسلسلياً‭ (‬2052‭)‬،‭ ‬مدعومةً‭ ‬بمحركين‭ ‬توربينيين‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬لترقبات‭ ‬حثيثة،‭ ‬داخل‭ ‬الصين‭ ‬وخارجها،‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬لذا‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬تساؤلات‭ ‬عدة‭ ‬تتعلق‭ ‬بمستقبل‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭. ‬

تطوير‭ ‬محرك‭ ‬WS-15‭ ‬الصيني

بنهاية‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬أجرت‭ ‬شركة‭ ‬Chengdu Aircraft Corporation‭ (‬CAC‭) ‬الصينية‭ ‬أول‭ ‬رحلة‭ ‬للنموذج‭ ‬الأولي‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬المقاتلة‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬إضافة‭ ‬محركين‭ ‬توربينيين‭ ‬Turbofan Engines‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬المحرك‭ ‬المعروف‭ ‬أيضاً‭ ‬باسم‭ (‬Emei‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬بكين‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المشروع‭ ‬آنذاك‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ (‬J-XX‭). ‬وظهرت‭ ‬صورة‭ ‬مبدئية‭ ‬لنموذج‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬النموذج‭ ‬الأولي‭ ‬للمقاتلة‭ (‬J‭ – ‬20‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬مكونات‭ ‬المحرك‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسليمها‭ ‬سوى‭ ‬للاختبار‭ ‬الفردي،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬التوضيحي‭ ‬الشامل‭ ‬لمشروع‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬حيث‭ ‬خضع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لتجارب‭ ‬عدة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬اللاحقة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الصيني‭ ‬والمسؤول‭ ‬عن‭ ‬تنسيق‭ ‬أبحاث‭ ‬وتطوير‭ ‬محركات‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬ليو‭ ‬داشيانغ،‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2018،‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭) ‬يتقدم‭ ‬بشكل‭ ‬متسارع‭ ‬وسيجري‭ ‬الانتهاء‭ ‬منه‭ ‬تماماً‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭. ‬

وعندما‭ ‬أطلقت‭ ‬الصين‭ ‬طائرتها‭ ‬المقاتلة‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬باستخدام‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬محركات‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متقدمة‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بكين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬محرك‭ ‬مؤقت‭ ‬لتشغيل‭ ‬طائرتها‭ ‬المقاتلة‭ ‬الجديدة‭ ‬لحين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬محركها‭ ‬الرئيسي،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الاعتماد‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬محرك‭ (‬AL-31‭) ‬الروسي‭ ‬لتشغيل‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ (‬J‭ – ‬20‭)‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استبداله‭ ‬بالمحرك‭ ‬المحلي‭ ‬الصيني‭ (‬WS‭ ‬–‭ ‬10‭) ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وكانت‭ ‬بكين‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬تطوير‭ ‬المحرك‭ ‬الأخير‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشغيل‭ ‬المقاتلة‭ (‬J-11‭)‬،‭ ‬وبينما‭ ‬ساعد‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬لتشغيل‭ ‬المقاتلة‭ (‬J-20‭) ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬مزايا‭ ‬التخفي‭ ‬والسرعة‭ ‬الفائقة‭ ‬وتوجيه‭ ‬الدفع،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬كمحرك‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭. ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تبايناً‭ ‬في‭ ‬التقديرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتوقيت‭ ‬بداية‭ ‬تطوير‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬فمن‭ ‬ناحية‭ ‬تشير‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬التطوير‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬فيما‭ ‬تعتبر‭ ‬تقديرات‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقية‭ ‬كانت‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬حيث‭ ‬يتبنى‭ ‬أنصار‭ ‬الاتجاه‭ ‬الثاني‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬فترة‭ ‬التسعينات‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬كونه‭ ‬مجرد‭ ‬خطوات‭ ‬تمهيدية‭ ‬لما‭ ‬قبل‭ ‬التطوير‭ ‬الفعلي‭. ‬لكن‭ ‬إجمالاً،‭ ‬سمح‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬للمصممين‭ ‬بتطويره‭ ‬وتحسينه‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬للنسخة‭ ‬الحالية‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬التكتم‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬الكاملة‭ ‬لمحرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تقارير‭ ‬غربية‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬ملامحه‭ ‬الأولية،‭ ‬حيث‭ ‬ينطوي‭ ‬المحرك‭ ‬الصيني‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المحركات‭ ‬المؤقتة‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليها‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬مقاتلتها‭ (‬J‭ – ‬20‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬سيوفر‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬أداء‭ ‬حركة‭ ‬أكبر‭ ‬للمقاتلة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬طيران‭ ‬فائق‭ ‬الثبات‭ ‬وسرعة‭ ‬تفوق‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬زيادة‭ ‬قدرة‭ ‬الطائرة‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬الجوي،‭ ‬حيث‭ ‬يمتاز‭ ‬المحرك‭ ‬بخاصية‭ ‬‮«‬سوبر‭ ‬كروز‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬المقاتلة‭ ‬الثانية،‭ ‬بعد‭ (‬F-22‭) ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بهذه‭ ‬القدرة،‭ ‬والتي‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬سرعة‭ ‬تفوق‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬إضافية‭ ‬ناتجة‭ ‬من‭ ‬الاحتراق‭ ‬اللاحق‭ ‬المستهلك‭ ‬للوقود‭. ‬

وتبلغ‭ ‬قوة‭ ‬الدفع‭ ‬الخاصة‭ ‬بمحرك‭ (‬WS-15‭) ‬حوالي‭ ‬180‭ ‬عقدة،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬محرك‭ ‬تشغيل‭ ‬الطائرة‭ ‬الأمريكية‭ (‬F-22‭)‬،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬المحرك‭ ‬الصيني‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الدفع‭ ‬الخاصة‭ ‬بمحرك‭ (‬F135‭) ‬المثبت‭ ‬في‭ ‬الطائرة‭ (‬F-35‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬محرك‭ ‬واحد،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬فيه‭ ‬للمحركين‭ ‬في‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬الشبحية‭ (‬J‭- ‬20‭) ‬أن‭ ‬يولِّدا‭ ‬معاً‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬تبلغ‭ ‬360‭ ‬عقدة‭. ‬كذا،‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬الدفع‭ ‬إلى‭ ‬الوزن‭ ‬في‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭) ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬9‭.‬7–11‭.‬

وكشفت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الغربية‭ ‬أن‭ ‬تزويد‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ (‬J-20‭) ‬بمحرك‭ (‬WS-15‭) ‬سيعزز‭ ‬من‭ ‬أدائها‭ ‬وفاعليتها‭ ‬القتالية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ويجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الطيران‭ ‬بسرعة‭ ‬2‭.‬8‭ ‬ماخ،‭ ‬وإطلاق‭ ‬صواريخ‭ (‬Thunderbolt‭)‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬مقدمة‭ ‬الطائرة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التوجيه‭ ‬على‭ ‬ارتفاعات‭ ‬منخفضة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تسهيل‭ ‬تحقيق‭ ‬رحلة‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الصوت،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تحسين‭ ‬المدى‭ ‬ونصف‭ ‬القطر‭ ‬القتالي‭ ‬للطائرة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬ظروف‭ ‬الوقود‭ ‬الداخلية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬طائرة‭ (‬J-20‭) ‬على‭ ‬المناورة‭ ‬والقتال‭ ‬المباشر‭ ‬وتحقيق‭ ‬التفوق‭ ‬الجوي‭.‬

ويعتمد‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الاحتراق‭ ‬اللاحق‭ ‬ومكونات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاحتراق،‭ ‬ويتسم‭ ‬بمزايا‭ ‬تصميمية‭ ‬متقدمة،‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬كبيرة‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬استهلاك‭ ‬الوقود،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬التقديرات‭ ‬للمقارنة‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬المحرك‭ ‬ومحرك‭ (‬F135‭) ‬الذي‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬المقاتلة‭ ‬الأمريكية‭ (‬F-35‭). ‬كذا،‭ ‬يمكن‭ ‬لمحرك‭ (‬WS-15‭) ‬تعزيز‭ ‬الأداء‭ ‬الحركي‭ ‬وخصائص‭ ‬الإدارة‭ ‬الحرارية،‭ ‬وتمكين‭ ‬الانطلاق‭ ‬الفائق‭ ‬والمتسق،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وتوفير‭ ‬إمكانيات‭ ‬نمو‭ ‬وتكرار‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬بالتالي‭ ‬يعتبر‭ ‬النموذج‭ ‬الأولي‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬ذات‭ ‬الرقم‭ ‬التسلسلي‭ (‬2052‭) ‬والمزودة‭ ‬بمحرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬نسخة‭ ‬محسنة‭ ‬من‭ ‬طائرة‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ترقيات‭ ‬كبيرة‭ ‬للأنظمة‭ ‬الفرعية‭ ‬والسمات‭ ‬الخارجية،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭) ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الترقيات،‭ ‬كما‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تضمينه‭ ‬متغيرات‭ ‬جديدة‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬برنامج‭ ‬مقاتلة‭ ‬الجيل‭ ‬السادس‭ ‬التابعة‭ ‬للجيش‭ ‬الصيني‭. ‬

كما‭ ‬تتميز‭ ‬النسخة‭ ‬الأحدث‭ ‬من‭ ‬المقاتلة‭ ‬الشبحية‭ ‬الصينية‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬والمزودة‭ ‬بمحرك‭ (‬WS-15‭) ‬ببعض‭ ‬السمات‭ ‬الشكلية،‭ ‬حيث‭ ‬تتسم‭ ‬بوجود‭ ‬سنام‭ ‬ظهري‭ ‬مرتفع‭ ‬مميز‭ ‬خلف‭ ‬قمرة‭ ‬القيادة،‭ ‬والذي‭ ‬له‭ ‬فوائد‭ ‬ديناميكية‭ ‬هوائية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬هندسة‭ ‬قبة‭ ‬الأنف‭ ‬المعدلة‭ ‬قليلاً،‭ ‬وتغييرات‭ ‬طفيفة‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬الهواء‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التحسينات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬من‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬مرئية‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لكنها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ترقيات‭ ‬كبيرة‭ ‬لأجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬الطائرة‭ ‬وإلكترونيات‭ ‬الطيران‭ ‬وإمكانات‭ ‬النمو‭ ‬المعززة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تقديرات‭ ‬اعتبرت‭ ‬أن‭ ‬مدى‭ ‬التحسينات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إضافتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬المقاتلة‭ ‬تنافس‭ ‬مستقبلاً‭ ‬كمقاتلة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬5‭.‬5،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬اعتبارها‭ ‬طائرة‭ ‬وسيطة‭ ‬بين‭ ‬الجيلين‭ ‬الخامس‭ ‬والسادس‭. ‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬مراجعات‭ ‬مستمرة‭ ‬للتسميات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنماذج‭ ‬المختلفة‭ ‬للمقاتلة‭ (‬J-20‭) ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجيش‭ ‬الصيني،‭ ‬فبينما‭ ‬أطلق‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬لهذه‭ ‬المقاتلة،‭ ‬والمزود‭ ‬بمحرك‭ (‬WS‭- ‬15‭) ‬اسم‭ (‬J-20‭ ‬B‭)‬،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ (‬J-20‭ ‬A‭) ‬على‭ ‬البديل‭ ‬السابق‭ ‬ذي‭ ‬المقعد‭ ‬الواحد‭ ‬والمدعوم‭ ‬بمحركات‭ (‬AL-31‭) ‬أو‭ (‬WS-10C‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬أحياناً‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬اسم‭ (‬J-20A‭) ‬للإشارة‭ ‬للنسخة‭ ‬الأحدث‭ ‬والمزودة‭ ‬بالمحرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬البديل‭ ‬الحالي‭ ‬ذي‭ ‬المقعد‭ ‬الواحد،‭ ‬والمدعوم‭ ‬بمحركات‭ (‬AL-31‭) ‬أو‭ (‬WS-10C‭) ‬باسم‭ (‬J-20‭) ‬فقط‭. ‬

مستقبل‭ ‬الأسطول‭ ‬المقاتل‭ ‬الصيني

أثارت‭ ‬صور‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬الشبح‭ (‬J-20‭) ‬وهي‭ ‬تحلق‭ ‬بمحركها‭ ‬الجديد‭ (‬WS-15‭) ‬اهتماماً‭ ‬غربياً‭ ‬واسعاً،‭ ‬وبينما‭ ‬لم‭ ‬تبدِ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬الغربيون‭ ‬أي‭ ‬قلق‭ ‬إزاء‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬إنجازاً‭ ‬مهماً‭ ‬لصناعة‭ ‬الطيران‭ ‬المزدهرة‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬وتتمتع‭ ‬بكافة‭ ‬السمات‭ ‬المميزة‭ ‬للمقاتلة‭ ‬الشبح‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس،‭ ‬فإن‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تبدو‭ ‬قلقة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬التقدم‭ ‬الصيني‭ ‬الخاصة‭ ‬بصناعة‭ ‬محركات‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭. ‬

وفي‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬أعلن‭ ‬مدير‭ ‬مشروع‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬بمعهد‭ ‬بكين‭ ‬لمواد‭ ‬الطيران‭ ‬التابع‭ ‬لشركة‭ (‬AECC‭)‬،‭ ‬تشانغ‭ ‬يونغ،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬المسابقة‭ ‬الصينية‭ ‬السابعة‭ ‬للابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطيران‭ (‬CAIEC‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬عالج‭ ‬كافة‭ ‬الاختناقات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإنتاج‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬استناداً‭ ‬للتقدم‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬المعادن‭ ‬وتقنيات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تصنيع‭ ‬وتوريد‭ ‬المكونات‭ ‬ذات‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬شفرات‭ ‬التوربينات‭ ‬أحادية‭ ‬البلورة،‭ ‬والأقراص‭ ‬والحلقات‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬السبائك‭ ‬الفائقة،‭ ‬وكذا‭ ‬المثبتات‭ ‬الضرورية‭ ‬لأنظمة‭ ‬الدفع‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بات‭ ‬المحرك‭ ‬جاهزاً‭ ‬للإنتاج‭ ‬الضخم‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيسمح‭ ‬بتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬المقاتلة‭ ‬الشبح‭ (‬J-20‭) ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬تبسيط‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬إلى‭ ‬السماح‭ ‬لشركة‭ (‬AECC‭) ‬الصينية‭ ‬بتصنيع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمحرك‭. ‬

وقد‭ ‬أثار‭ ‬حجم‭ ‬أسطول‭ ‬المقاتلات‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬J-20‭) ‬اهتماماً‭ ‬غربياً‭ ‬واسعاً،‭ ‬حيث‭ ‬عمدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬حجم‭ ‬هذا‭ ‬الأسطول‭ ‬ومعدلات‭ ‬الانتاج،‭ ‬واستناداً‭ ‬لمعرض‭ ‬‮«‬تشوهاي‮»‬‭ ‬الجوي‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬حجم‭ ‬الأسطول‭ ‬الصيني‭ ‬تجاوز‭ ‬الـ‭ ‬208‭ ‬هياكل‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬بينما‭ ‬أظهرت‭ ‬تقديرات‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬تراوح‭ ‬بين‭ ‬170‭-‬180‭ ‬هيكلاً‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

وبحلول‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬كشفت‭ ‬تقديرات‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصيني‭ ‬لمقاتلة‭ (‬J-20‭) ‬تجاوز‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬مقاتلة‭ (‬F-22‭) ‬والذي‭ ‬يقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬187‭ ‬طائرة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التنبؤات‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬توقعت‭ ‬ألا‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬التجاوز‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬دلالات‭ ‬مهمة‭ ‬بشأن‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصيني‭ ‬المتزايدة،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأن‭ ‬ثمة‭ ‬تقارير‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬ألمحت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الانتاج‭ ‬السنوي‭ ‬للمقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬طائرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وأن‭ ‬الجيش‭ ‬الصيني‭ ‬قد‭ ‬تسلم‭ ‬بالفعل‭ ‬نحو‭ ‬70‭ ‬مقاتلة‭ ‬حتى‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬الأسطول‭ ‬الصيني‭ ‬من‭ ‬المقاتلة‭ (‬J-20‭)‬‭ ‬أصبح‭ ‬حوالي‭ ‬200‭- ‬250‭ ‬مقاتلة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وفي‭ ‬إتجاه‭ ‬للزيادة‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد‭ ‬وسريع‭. ‬

تحدى‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية

تاريخياً،‭ ‬اعتمدت‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬ولاحقاً‭ ‬على‭ ‬روسيا،‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬لكنها‭ ‬بدأت‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬تطوين‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬المحركات‭ ‬بدايةً‭ ‬من‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬روسية‭ ‬وغربية‭ ‬لتصدير‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬وخطوط‭ ‬التجميع‭ ‬والمعرفة‭ ‬اللازمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬لبكين‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬الفنية‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬محركاتها‭ ‬المحلية‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬ورغم‭ ‬استغراق‭ ‬الأمر‭ ‬لوقت‭ ‬طويل،‭ ‬لكنها‭ ‬نجحت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬أول‭ ‬محرك‭ ‬محلي،‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬الهندسة‭ ‬العكسية‭ ‬لتقنيات‭ ‬الطائرة‭ ‬الروسية‭ (‬Su–27‭). ‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬محرك‭ ‬نفاث‭ ‬يتم‭ ‬تصميمه‭ ‬وتصنيعه‭ ‬واختباره‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬تشوهاي‮»‬‭ ‬للطيران‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬وهو‭ ‬محرك‭ (‬WP-14‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬استغرق‭ ‬تطويره‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬عاماً،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬الإصدارات‭ ‬اللاحقة‭ ‬من‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تطويرها‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الروسية‭ ‬الأقدم،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اعتبار‭ ‬محرك‭ (‬WP-14‭) ‬إحدى‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬لكنه‭ ‬شكل‭ ‬إنجازاً‭ ‬كبيراً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لصناعة‭ ‬محركات‭ ‬الطائرات‭ ‬الصينية،‭ ‬وركيزة‭ ‬تم‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬محرك‭ (‬WS-10‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬مثل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الصينية‭ ‬لتطوير‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬وتقليص‭ ‬الاعتماد‭ ‬الصيني‭ ‬على‭ ‬المحركات‭ ‬المستوردة‭. ‬

لكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬توصلت‭ ‬بكين‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬رئيسي‭ ‬مفاده‭ ‬أنها‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬عجز‭ ‬صناعتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بتصميم‭ ‬محركات‭ ‬مقاتلة‭ ‬موثوقة‭ ‬وفعالة،‭ ‬وتقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬لذا‭ ‬أعلنت‭ ‬الصين،‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2016،‭ ‬عن‭ ‬دمج‭ ‬وحدات‭ ‬مكونات‭ ‬صناعة‭ ‬المحركات‭ ‬النفاثة‭ ‬المختلفة‭ ‬داخل‭ ‬شركة‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ (‬AVIC‭)‬،‭ ‬المملوكة‭ ‬للحكومة‭ ‬الصينية،‭ ‬في‭ ‬كيان‭ ‬جديد‭ ‬مستقل،‭ ‬لذا‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬شركة‭ ‬Aero Engine Corporation of‭ ‬China‭ (‬AECC‭)‬،‭ ‬بقيمة‭ ‬بلغت‭ ‬آنذاك‭ ‬7‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬صينية‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مطوري‭ ‬المحركات‭ ‬النفاثة‭ ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬تأسست‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تخصيص‭ ‬الصين‭ ‬لاستثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬برنامجها‭ ‬لتطوير‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬وقد‭ ‬تمكنت‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬خمسة‭ ‬محركات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬تشوهاي‭ ‬الجوية‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬محرك‭ (‬WS-10‭ ‬Taihang‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬شكل‭ ‬مقدمة‭ ‬لجيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المحركات‭ ‬النفاثة،‭ ‬والذي‭ ‬يتمثل‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭) ‬التوربيني‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أشار‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬الأمريكي‭ (‬CSIS‭) ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصينية‭ ‬باتت‭ ‬تهدد‭ ‬هيمنة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬حيث‭ ‬تتبني‭ ‬الصين‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬تتضمن‭ ‬الحكومة‭ ‬وأجهزتها‭ ‬المختلفة‭ ‬لمحاولة‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬التقليدية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬الأمريكي‭ ‬أثبت‭ ‬تاريخياً‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الابتكار،‭ ‬حيث‭ ‬مكنت‭ ‬الابتكارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المحركات‭ ‬التوربينية‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬من‭ ‬المقاتلات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬ميزة‭ ‬نوعية‭ ‬مقارنة‭ ‬بمنافسيها،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬والمتسارعة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بكين‭ ‬دفعت‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الأمريكية‭ ‬لحث‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬أكثر‭ ‬حزماً‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬الفجوة‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬تخفيض‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المحركات‭ ‬العسكرية‭ ‬كحصة‭ ‬من‭ ‬ميزانيات‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬فيها‭ ‬واشنطن‭ ‬منافساً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬يمتلك‭ ‬قاعدة‭ ‬صناعية‭ ‬مكافئة‭ ‬لها،‭ ‬وتتجاوزها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجالات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬عدم‭ ‬استبعاد‭ ‬أي‭ ‬مفاجأة‭ ‬استراتيجية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصين،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التفوق‭ ‬الحالي‭ ‬للمحركات‭ ‬الأمريكية‭. ‬بالتالي،‭ ‬يعكس‭ ‬تطوير‭ ‬بكين‭ ‬لمحركها‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬WS-15‭) ‬مدى‭ ‬تقدم‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ ‬الصيني‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ومجال‭ ‬المحركات‭ ‬التوربينية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬حثيث‭ ‬نحو‭ ‬طليعة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭.‬

تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة

يعد‭ ‬تطوير‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭ ‬إنجازاً‭ ‬تقنياً‭ ‬مهماً،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيقه‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وتعد‭ ‬الصين‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المنافسين‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬حيث‭ ‬أنفقت‭ ‬الصين‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرتها‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأن‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العالمية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬رجحت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التقديرات‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬محرك‭ (‬WS-15‭) ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ ‬الصينية‭ ‬نحو‭ ‬ذروة‭ ‬جديدة،‭ ‬وأن‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ (‬J-20‭) ‬ستتفوق‭ ‬غالباً‭ ‬على‭ ‬المقاتلة‭ ‬الشبح‭ ‬الأمريكية‭ (‬F-35‭)‬،‭ ‬وبفضل‭ ‬المحرك‭ ‬الصيني‭ ‬الجديد،‭ ‬ستتمكن‭ ‬بكين‭ ‬من‭ ‬اللحاق‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا،‭ ‬اللتين‭ ‬تقودان‭ ‬صناعة‭ ‬المحركات‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج‭ ‬للمقاتلة‭ ‬الصينية‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬ستدفع‭ ‬بكين‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬طائرتها‭ ‬المقاتلة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬التالي‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع،‭ ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬الوطني‭ ‬والتقدم‭ ‬الشامل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإحلال‭ ‬التدريجي‭ ‬للمكونات‭ ‬المنتجة‭ ‬محلياً،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬المستوردة،‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬التوطين‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المنتجة‭ ‬محلياً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المستمر‭ ‬والمتسارع،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ ‬الصيني‭ ‬مكانة‭ ‬رائدة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مساعيها‭ ‬لتطوير‭ ‬الجيل‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭. ‬

فثمة‭ ‬تحركات‭ ‬جارية‭ ‬لشركة‭ (‬AECC‭) ‬الصينية‭ ‬لتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬دفع‭ ‬جديدة‭ ‬للطائرات‭ ‬الصينية‭ ‬المقاتلة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬محركات‭ (‬WS-19‭) ‬و‭(‬WS-20‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيعزز‭ ‬من‭ ‬التفوق‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭. ‬حيث‭ ‬تجري‭ ‬الصين‭ ‬حالياً‭ ‬تطوير‭ ‬المحرك‭ ‬التوربيني‭ ‬المروحي‭ (‬WS-19‭) ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشغيل‭ ‬الطائرة‭ ‬المقاتلة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬التالي‭ (‬J-35‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬ستعمل‭ ‬من‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬لصالح‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية،‭ ‬أما‭ (‬WS-20‭) ‬فهو‭ ‬محرك‭ ‬توربيني‭ ‬عالي‭ ‬الالتفاف‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬طائرات‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ (‬Y-20‭) ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الصينية‭. ‬

‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬يمثل‭ ‬الميزة‭ ‬الرئيسية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المقاتلة‭ ‬الروسية‭ (‬Su-35‭) ‬مقارنة‭ ‬بالمقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬‭(‬J-20‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتفوق‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الرادار‭ ‬والمكونات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ونظام‭ ‬الملاحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القدرات،‭ ‬بالتالي‭ ‬فتزويد‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬الشبح‭ ‬بالمحرك‭ ‬التوربيني‭ (‬WS-15‭) ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المقاتلات‭ ‬الروسية،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المقاتلات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وكذا‭ ‬أسطول‭ ‬المقاتلات‭ ‬السنغافورية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬خاصةً‭ ‬وأن‭ ‬المقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬المزودة‭ ‬بالمحرك‭ ‬الجديد‭ ‬سيتم‭ ‬نشرها‭ ‬غالباً‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصيني‭ ‬الجنوبي،‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التفوق‭ ‬الجوي‭ ‬لبكين‭ ‬حال‭ ‬اندلاع‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المضطربة‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تواجه‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬تطويرها‭ ‬لتكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة،‭ ‬خاصةً‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقيود‭ ‬الأمريكية‭ ‬الراهنة‭ ‬بشأن‭ ‬حصول‭ ‬بكين‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬الصين،‭ ‬فإن‭ ‬تقارير‭ ‬أمريكية‭ ‬حذرت‭ ‬مؤخراً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬قدراتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭ ‬لن‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية‭ ‬فحسب،‭ ‬لكنه‭ ‬سيجعلها‭ ‬منافساً‭ ‬قوياً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمي‭ ‬لهذه‭ ‬الصناعة،‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استعداد‭ ‬بكين‭ ‬لبيع‭ ‬المنتجات‭ ‬بتكاليف‭ ‬منخفضة،‭ ‬كما‭ ‬ألمحت‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬فرص‭ ‬انخراط‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬الصين‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬المطلوبة‭ ‬لهذه‭ ‬الصناعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬الصين‭ ‬لإنهاء‭ ‬التفوق‭ ‬النوعي‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬تمتعت‭ ‬به‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭. ‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬على‭ ‬الرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬للمقاتلة‭ ‬الصينية‭ (‬J-20‭)‬،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬قدرة‭ ‬تشغيلية‭ ‬ناضجة،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬عبر‭ ‬ترقيات‭ ‬متتالية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الترقية‭ ‬الأبرز‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬المقاتلة‭ ‬بمحرك‭ (‬WS-15‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيعزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬واستمرارية‭ ‬الإنتاج‭ ‬النشط‭ ‬للمقاتلة‭ ‬الصينية‭ ‬الشبح‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تضييق‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬المحركات‭ ‬المقاتلة‭.‬

‮»‬‭ ‬عدنان‭ ‬موسى‭ ‬(مدرس‭ ‬مساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬–‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة)

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض