Raytheon

«ريثيون ميسلز آند ديفينس» تقدم منظومة رادارية متكاملة تضمن الحماية الفائقة من الصواريخ الباليستية

تتسم هجمات الصواريخ الباليستية بالعشوائية، فلدى حدوث الغارات، يمكن أن تتساقط عشرات الصواريخ من جميع الاتجاهات وبسرعات فوق صوتية أو حتى فرط صوتية. كما يمكن للأعداء تمويه هذه الصواريخ وجعلها تبدو وكأنها لا تشكل تهديداً، وذلك عبر خداع دفاعات الهدف باستخدام التقنيات الحربية الإلكترونية.

وعليه، لا يعتبر صد هذه الهجمات مهمةً سهلة، بل إنه يعتمد بدايةً على وجود رادار فائق، أو في مثل هذه الحالة اثنين: رادار الإنذار المبكر المطور(Upgraded Early Warning Radar) من نوع AN/FPS-132، والذي يغطي نطاقاً واسعاً؛ ومنظومة المراقبة الرادارية المتنقلة لقوات الجيش والبحرية (AN/TPY-2)، والتي تضمن أعلى دقة ممكنة في تمييز هوية الأهداف. وكلا المنظومتين من صنع شركة “ريثيون ميسلز آند ديفينس” التابعة لشركة “ريثيون تكنولوجيز”.

ويقول “جو بريس”، المدير التقني لقسم الدفاع الصاروخي الاستراتيجي لدى “ريثيون ميسلز آند ديفينس”: “يمكن لكلا المنظومتين تأدية مهامهما بشكلٍ مستقل وعلى أكمل وجه، وهو ما تحققنا منه على مدى سنوات عديدة، إلا أننا نتحدث اليوم عن الربط الكامل بينهما. وسيثمر ذلك عن اغتنام المزايا المختلفة في كل منهما لناحية كيفية وزمن رصد الأهداف. ويضمن هذا الربط تعزيز قدرات الرصد والمراقبة ولا سيما في البيئات التي يصعب فيها رؤية وتحديد التهديدات”.

وبدروه قال “بيلماركلي”، مدير أول لأجهزة الاستشعار والأنظمة في قسم القوة الجوية لدى “ريثيون ميسلز آند ديفينس”: “تتزايد أنواع الصواريخ بشكل مضطرد وتغدو أكثر تطوراً، لذا نحتاج إلى رادارات قادرة على العمل والاستشعار طوال الوقت، إلى جانب التعامل مع مسارات تهديد عديدة وفي نطاقات مختلفة”.

وتزداد أهمية ربط المنظومتين عندما يكون الأعداء قادرين على تمويه صواريخهم أو جعلها تبدو وكأنها لا تشكل تهديداً، وفي الوقت نفسه يحاولون التشويش على الرادار باستخدام التقنيات الحربية الإلكترونية. وفوق كل ذلك، يطلق العدو غارة ضخمة من الصواريخ الباليستية نحوكم، فكيف يمكنكم صد هذه التهديدات على اختلاف مساراتها بأقصى سرعة ودقة ممكنتين؟

فريق الدفاع

تعتبر إمكانية إطلاق الصواريخ الباليستية من أي مكان – من الأرض، والجو، والبحر وحتى من الغواصات- أخطر مزاياها، حتى إن بعضها قد يبقى معلقاً في الجو والآخر يمكنه الانطلاق عبر الفضاء. وهذا كله يحتم بقاء الرادارات الدفاعية في وضعية مراقبة ضمن نطاق 360 درجة على مدار الساعة.

يمكن لمنظومتي AN/FPS-132 وAN/TPY-2 إتمام المهمة على أكمل وجه، وكأنهما لاعبان في فريق كرة قدم واحد؛ كلاهما حاضر ومتأهب لمنع الخصم من التقدم.

يقوم رادار الإنذار المبكر المطور بمسح منطقة واسعة من السماء ولمسافات هائلة وحتى خارج الغلاف الجوي. ويعادل هذا الرادار في حجمه مبنى من 10 طوابق وهو ثابت غير قادر على التنقل، كما يدعم اعتراض تهديدات الصواريخ الباليستية قبل وصولها إلى هدفها بمسافة كبيرة.

ويمتاز رادار الإنذار المبكر المطوّر باستخدام نطاق التردد فوق العالي (UHF)، متفوقاً على المنظومة الثانية، مع القدرة على تعقب الصواريخ وفق مدى يتجاوز 5,000 كيلومتر خارج الغلاف الجوي، والأهم من ذلك، قبل وصولها إلى أهدافها بمسافات شاسعة. ويضمن هذا الرادار كشفاً مبكراً وتعقباً دقيقاً للهجمات القادمة، كما بوسعه تصنيف الأجسام الطائرة مما يساعده في التمييز سريعاً بين التهديدات الحقيقية والخاطئة؛ ولهذا يسمى “العين الكبيرة التي لا تنام”.

ويعمل رادار AN/TPY-2 باستخدام موجة X-band للطيف الكهرومغناطيسي ويقوم، على نطاق أقصر، بتعقب وتمييز الصواريخ الباليستية الصاعدة أو الهابطة.

ومع استخدام الرادار لموجة X-band، قصيرة الموجات، يضمن الدقة في التعقب والتمييز. وهكذا يمكن لرادار AN/TPY-2 رؤية الأهداف بوضوح فائق من مسافة بعيدة مع التمييز بين الخطر الحقيقي والزائف، مثل المخلفات الفضائية.

تعادل منظومة المراقبة الرادارية المتنقلة لقوات الجيش والبحرية (AN/TPY-2) في حجمها شاحنة قطْر ويتم نقلها جواً، أو بحراً أو براً بالشاحنات. يقوم رادار AN/TPY-2 بتعقب الصواريخ الباليستية ضمن نطاق أقصر من رادار الإنذار المبكر المطور ويساعد في إرشاد المعترضات نحو الصواريخ الهابطة لصدها.

وتمتاز كلا المنظومتين بمقاومتهما العالية للتشويش وسهولة تكاملهما مع باقي القدرات، مثل منظومة “الدفاع الصاروخي على ارتفاع عالٍ” (THAAD) و”حلول باتريوت العالمية”.

بدورها قالت “جينيفر ويرتز”، مديرة برنامج العقود في شركة “ريثيون ميسلز آند ديفينس”: “يشكل هذاالابتكار منظومتين في واحدة، أي أكثر من مجرد منظومة واحدة مؤلفة من رادارين: ما يجعلها جاهزة دوماً لدعم المنظومات الأخرى وإخبارها بموضع الخطر”.

دمج القدرات

يعتبر رادارا الإنذار المبكر المطور وAN/TPY-2 الوحيدان من نوعهما اللذين تم نشرهما في الميدان ووضعهما قيد التشغيل حالياً. وثمة خيارات محتملة لا تزال قيد التطوير وهي مصممة لاستخدام تردد واحد، مما يؤكد أهمية تشغيل رادارين للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، لأن منظومة واحدة – حتى لو كانت الأفضل – نادراً ما تؤدي الغرض المنشود منها.

وقال “كريس ساليني”، المدير التقني لأنظمة الاستشعار الاستراتيجية في “ريثيون ميسلز آند ديفينس”: “ينطوي الاكتفاء برادار واحد على مشاكل عديدة بطبيعة الحال؛ فعندما نفكر في منتج واحد يحاول تحقيق الأهداف ذاتها لرادار AN/TPY-2، المزود بتردد عالٍ لتحسين مستوى التعقب والتمييز، ورادار الإنذار المبكر المطور الذي يستخدم التردد المنخفض لتحسين المراقبة والإنذار المبكر، فسنجد لدينا منظومة واحدة تستخدم الموجة المتوسطة وتجمع مزايا المنظومتين السابقتين لناحية الأداء العام”.

ويوفر استخدام منظومة رادارية مكونة من عدة رادارات ما أسماه “كريس ساليني” “تراجعاً رشيقاً في الأداء؛ فلدى خضوع أحد الرادارات للصيانة أو تعرضه للتشويش، تحافظ هيكلية الدفاع على فعاليتها، وقال: “تشكل هذه الخاصية الهيكلية للمنظومة الرادارية عاملاً بالغ الفعالية عند إجراء الصيانة، كما أنها مهمة جداً في حال حدوث حرب إلكترونية، إذ سيضطر العدو حينها للتشويش على عدة رادارات بدلاً من واحد فقط”.

مطورة وموثوقة

تعتبر منظومتا رادار الإنذار المبكر المطور وAN/TPY-2 جهازي استشعار رئيسيين في منظومة الدفاع لدى وكالة الدفاع الصاروخية، حيث أضاف “ماركلي”: “يتم جمع بيانات هذين الرادارين عبر نظام القيادة والتحكم وإدارة المعارك والاتصالات في وكالة الدفاع الصاروخية، والتي تستفيد من هذه المعلومات وتعطيها للمستجيبات لاعتراض الأهداف والاشتباك معها. وقد أجرت الوكالة اختبارات أرضية وجوية عديدة لهذه المنظومات التي تم نشرها في الميدان منذ عشرات السنين، مما أفضى إلى تحقيق سجل حافل بالنجاح في مواجهة جميع أصناف الصواريخ الباليستية”.

وفي الوقت نفسه، وفيما تستخدم وكالة الدفاع الصاروخية البيانات القادمة من منظومتي رادار الإنذار المبكر المطور وAN/TPY-2، تحرص شركة “ريثيون ميسلز آند ديفينس” على استمرار تفوق هاتين المنظومتين أمام التهديدات المتطورة عبر المراقبة المتواصلة لنظامهما، وضمان استمراريته وتحديثه.

واختتمت “جينيفر ويرتز”، مديرة برنامج العقود في شركة “ريثيون ميسلز آند ديفينس”: “الأهم هو أن تحصل دوماً على أفضل مستوى من المراقبة وتمييز الأهداف في آن معاً، كل ما عدا ذلك يعتبر حلاً غير مجدٍ”.

إنفوجرافيك

الارتفاع: أكثر من 32 متراً
النطاق: أكثر من 5,000 كم
التكوين: ما يصل إلى ثلاثة وجوه/جوانب لتغطية دفاعية 360 درجة
تشغيل النظام: 24 ساعة في اليوم، 365 يوماً في السنة
نطاق الرادار: يعمل في نطاق التردد فوق العالي (UHF) للكشف المبكر والتتبع الدقيق للتهديدات
التهديدات المتناولة: كشف وتتبع الصواريخ الباليستية والأهداف الهوائية
القدرة الإضافية: مراقبة الفضاء
الطاقم: ما يصل إلى 3 أفراد للتشغيل الأساسي

إكرام بندلة (باحثة في الشؤون العسكرية)

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض