ساحة الوصل.. أيقونة إكسبو 2020

ساحة الوصل.. أيقونة إكسبو 2020

تشكل ساحة الوصل في «إكسبو 2020 دبي» الأيقونة الأبرز للحدث العالمي الأكبر والأعرق من نوعه على مستوى العالم الذي سيجتمع حوله أكثر من 192 دولة على مدار ستة أشهر، وكذا خلال المرحلة التي ستلي ختامه.
وتشكل الساحة ملقتى يجمع العالم وتحفيز تواصل العقول وصنع المستقبل، وستعكس دور إكسبو 2020 كمنصة عالمية لتلاقي ألمع العقول من أجل تحديد الحلول المناسبة لجملة من أكبر التحديات الحالية التي تواجه البشرية، ووضع رؤية مستقبلية مستدامة لعقود قادمة.
ويأتي إنجاز قبة ساحة الوصل العملاقة مؤخراً مع قرب اكتمال جميع أعمال الإنشاء الخاصة بالمعرض بحلول أبريل، على أن تنطلق بعدها عملية التشغيل التجريبية للحدث الدولي حتى سبتمبر المقبل.

القلب النابض
تعد الساحة بمثابة قلب «إكسبو 2020 دبي» النابض، والمركز الرئيس لموقع الحدث البالغ مساحته 4,3 كيلومتر مربع، حيث تشكل واحة مستدامة بما تضمه من مساحات خضراء وأشجار ونوافير مائية ومرافق خدمية وترفيهية لاستضافة الزوار والفعاليات الجماهيرية والاحتفالات الضخمة خلال فترة انعقاد الحدث.
كما تحظي تلك الأيقونة المعمارية الجديدة بأهمية خاصة ليس فقط باعتبارها أبرز معلم في إكسبو 2020 دبي ودرة تاج الحدث، ولكن لأنها إضافة إلى باقي المنجزات العمرانية والحضارية المتميزة التي تتباهى بها دبي والإمارات أمام العالم، حيث توازي مساحتها نحو 11 ملعباً لكرة التنس، فيما يصل حجم القبة الفولاذية للساحة إلى 724 ألف متر مكعب، أي ما يقرب 300 مسبح أوليمبي، وارتفاعها إلى 67,5 متر، متجاوزة طول برج بيزا المائل في إيطاليا، وتم استخدام 13,6 كيلومتر من الفولاذ، أي ما يعادل ارتفاع 16 برجاً بطول برج خليفة، وتزن 2544 طناً، أي وزن 25 حوتاً أزرق، وتكفي لإيواء طائرتين من نوع إيرباص إي380.
وتشكل الشبكة الفولاذية لقبة ساحة الوصل نسخة ثلاثية الأبعاد لشعار إكسبو 2020 بعرض 130 متراً وتزن 2544 طناً، أي وزن 25 حوتاً أزرق، وتكفي لإيواء طائرتين من نوع إيرباص إيه 380.
وتتكون القبة الضخمة من 1162 قطعة من الفولاذ بطول 13,6 كيلومتر من الفولاذ، أي ما يعادل ارتفاع 16 برجاً بطول برج خليفة، تم تجميعها في 600 جزء في مصانع بإيطاليا وأبوظبي.

ملتقى الشعوب
تتميز ساحة الوصل – التي تحمل اسم دبي القديم، في إشارة رمزية لدورها منذ القدم في الربط بين الشعوب والثقافات – بتصميمها الفريد ومساحتها الشاسعة وقبتها العملاقة، إذ يبلغ قطرها 150 متراً وستتسع لنحو 10 آلاف شخص في وقت واحد، وستكون مركزاً رئيسياً خلال إكسبو وبعد إسدال الستار على فعالياته.
وتمثل الساحة معلماً لا يخدم شهور إكسبو الستة، وحسب بل ويبقى لفترة طويلة في المستقبل حيث تكون رمزاً يلهم أجيال المستقبل، لا الجيل الحالي وحسب.

محطة الربط
وتجسد كلمة الوصل، أيضاً معاني الاتصال والتواصل. لذا، ستكون محطة الربط الرئيسية لمناطق الموضوعات الثلاث للحدث وهي: الفرص والتنقل والاستدامة، وستكون الوجهة الرئيسية للعديد من الأحداث والفعاليات ونقطة الالتقاء الرئيسية للزوار خلال الحدث الدولي.
كانت ساحة الوصل، ذات التصميم المبتكر، شهدت مشاركة المئات ما بين فنيين وخبراء إنشاءات في متابعة العمل مواصلين الليل بالنهار في هذه العملية البالغة الدقة واستخدموا معدات رفع متخصصة لإتمام هذه المهمة التي شكلت تحدياً هندسياً فريداً ليحولوا الساحة إلى واقع ملموس.
ومثلت عملية إنشاء قبة ساحة الوصل واحدة من العمليات الهندسية الأصعب والأكثر دقة في العالم، لعدة أسباب من بينها تعقيدات الدخول إلى الموقع، علاوة على أن رفع كتلة بثقل وضخامة تاج القبة تعتبر عملية هندسية معقدة للغاية، بها الكثير من المتغيرات أيضاً، منها أبسط مثال على تلك المتغيرات، هو حدوث تحول في اتجاه الرياح أو حرارة الجو، وهي متغيرات قد تؤثر بشكل كبير على حسابات القائمين على عملية الإنشاء، ما جعل المتابعة وإعادة التقييم بشكل مستمر أمرين ضروريين طوال عملية رفع التاج إلى قمة القبة.
وكلل افتتاح الساحة، جهوداً استمرت على مدى 34 شهراً للتحضير لهذه اللحظة، حيث بدأت تلك الاستعدادات في الأسبوع الأول من شهر أبريل 2017.
بينما بدأت العمل في قبة ساحة الوصل قبل 18 شهراً عندما غادرت القطع الأخيرة من قضبان القبة الفولاذية إيطاليا في السادس والعشرين من يونيو 2018.
ووصلت أولى المكونات منفصلة إلى دبي في يوليو 2018، وجرى تجميع التاج بعناية على الأرض قبل رفعه إلى مكانه. وبعد وضع تاج القبة في مكانه، ثم عملية اللحام لتثبيت التاج في هيكل القبة، والتي استغرقت 25 يوما لإتمامها.

تعاون دولي
وتجسد قبة ساحة الوصل الشعار الرئيسي لإكسبو 2020 دبي، وهو «تواصل العقول وصنع المستقبل»، لكونها ثمرة تعاون دولي بإسهامات من شركات من 13 بلداً، فهي من تصميم شركة الهندسة المعمارية «أدريان سميث آند غوردون جيل» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً. وجرى توريد الفولاذ الخام الذي استُخدم في بناء قبة ساحة الوصل من جمهورية التشيك والمجر وبولندا. وعملت شركات في بلجيكا وألمانيا وإسبانيا على تشكيل منحنيات قضبان قبة ساحة الوصل الفولاذية، قبل أن تعمل شركة «سيمولاي ريموند» على تجميع تلك القضبان في إيطاليا.
وجرى شحن القضبان الفولاذية على دفعات إلى دبي من خلال شركة موانئ دبي العالمية، شريك «إكسبو 2020 دبي» للتجارة الدولية. وعملت شركة «جيكوبز ميس» للاستشارات، مزود الخدمات الرسمي لإكسبو 2020 دبي، في مجال إدارة إنجاز البرامج على إدارة مشاريع التشغيل عموماً، وتلعب شركات من الولايات المتحدة وكندا والصين وفرنسا واليابان والمكسيك أيضاً دوراً مهماً في إكمال القبة.
ولأهمية دور قبة ساحة الوصل في إكسبو 2020، فإنها ستتحول إلى شاشة عرض بنطاق 360 درجة، لتوفر تجربة عرض غامرة للزوار بنطاق 360 درجة يمكن مشاهدتها من الداخل والخارج، وستزود القبة بأحدث شاشات العرض من قبل خبراء شركة كريستي المتخصصين في السمعيات والبصريات، شريك إكسبو 2020 دبي لأجهزة وشاشات العرض.
وستشهد أروقتها العديد من العروض الاستعراضية، يؤديها فنانو الصف الأول والمشاهير من مختلف أنحاء العالم في مناسبات دولية مهمة، مثل رأس السنة الميلادية، والديوالي والسنة الصينية الجديدة.
وحتى الآن، تم إنجاز أكثر من 150 مليون ساعة عمل في موقع إكسبو 2020 دبي، حيث يوجد حاليا حوالي 38 ألف عامل في الموقع، وقد بلغ عدد العمال في مرحلة الذروة 40 ألفاً، فيما تعمل البلدان المشاركة في بناء استكمال أجنحتها في المواقع المخصصة لها.
ويقام إكسبو 2020 دبي على مدى ستة أشهر من 20 أكتوبر 2020 إلى العاشر من إبريل 2021، ومن المتوقع أن يستقطب 25 مليون زيارة، 70% منها من خارج الإمارات. وهذه هي أكبر نسبة زيارات دولية في تاريخ إكسبو الدولي الممتد منذ 170 عاماً. وسيكون إكسبو 2020 دبي الحدث الأروع في العالم على مدى 173 يوماً، وستحتضن ساحة الوصل الكثير من الاحتفالات الحية التي سيتجاوز عددها 60 حفلاً يومياً.
ويتزامن «إكسبو 2020»، مع الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس دولة الإمارات في عام 2021، وهو ما يمثل محطة مهمة في تاريخ الإمارات، وعلى مدى السنوات الخمسين الماضية، تمكنت الدولة من إذهال العالم بنموها السريع وإنجازاتها المتسارعة، فيما يهدف المعرض إلى إلهام الناس لتبني روح الابتكار هذه على مدى 50 سنة أخرى – على الأقل.

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض