يعرف نمط الحياة الصحية بأنه مجموعة من الممارسات التي تهدف إلى تحسين مستوى صحة الأفراد والوقاية من الأمراض، مما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الحياة بشكل عام، وقد يقتصر مفهوم نمط الحياة الصحية لدى البعض على ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي، ولكنه يشمل أيضاً سلامة العقل وصحته، ولا تنشأ الحياة الصحية إلا بحدوث توازن بين الصحة الجسدية والصحة العقلية أو النفسية
مكونات نمط الحياة الصحية
الغذاء المتوازن والسلوك الغذائي الصحي
ممارسة النشاط البدني
النوم الصحي وجودته كماً وكيفاً
التحكم في ضغوطات الحياة
تجنب العادات السلوكية الضارة
اتباع نمط حياة صحية
في البداية عند اتباع نمط حياة صحية لا بد من اتخاذ قرار بالرغبة في التمتع بالفوائد الناتجة عن تبني العادات الصحية والمواظبة على ممارستها، فمن المهم على الأشخاص الراغبين بالتغيير أن يتعرفوا على مستوى صحتهم الحالي، بحيث يتمكنون من مراقبة مدى التحسن الحاصل مع مرور الوقت.
وتتضمن الجوانب الأساسية التي يجب تقييمها: الوزن ومحيط الخصر وضغط الدم ومستوى الدهون ومستوى سكر الدم، بالإضافة إلى تقييم الفرد لمدى نشاطه البدني ومراقبته لطبيعة الغذاء الذي يتناوله وعدد ساعات النوم التي يحصل عليها يومياً.
قد يبدو أحياناً أن اتباع نمط حياة صحي أمر صعب ولا يمكن القيام به، إلا أن الصعوبة قد تكمن في التخلي عن العادات غير الصحية والممارسات الخاطئة، وتتمحور الفكرة الأساسية في اتباع نمط الحياة الصحية حول البدء بخطوات عملية بسيطة نحو التغيير للأفضل فيما يتعلق بالغذاء والنشاط البدني والنوم وغيرها من الممارسات الصحية، فلذلك من الضروري أن يتحلّى الشخص المقبل على اتباع نمط حياة صحية بالصبر، ومع مرور الوقت تصبح الممارسات الصحية عادات لا يمكن التخلي عنها خصوصاً مع ملاحظة فوائدها على الصحة الجسدية والعقلية.
أولاً: الغذاء الصحي المتوازن
قد يعتبر البعض أن التركيز على تناول الطعام الصحي أمر مبالغ فيه، وقد يرى أن الطعام الصحي ممل بعض الشيء، ولا يعني تناول الطعام الصحي أنك تتجنب طعاماً معيناً وتتناول أطعمة أخرى. بل يعني وجود نسبة جيدة من جميع الفيتامينات والعناصر الغذائية والمعادن في نظامك الغذائي التي يحتاجها جسمك لتنعم بحياة صحية سعيدة، فالغذاء الصحي المتوازن يساعد على إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة النشاطات اليومية وبناء خلايا الجسم وتجديدها، بالإضافة الى دوره البارز في حماية الجسم من خطر التعرض للسمنة المفرطة والأمراض الاخرى
نصائح غذائية لاتباع نمط حياة صحي
الاعتدال في تناول الطعام والحرص على التنوع من كافة المجموعات الغذائية المهمة للجسم.
تناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، بحيث تكون الحصة الأكبر لوجبة الغداء وتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية الثلاث والتي تحتوي على الفواكه أو الخضروات أو المكسرات.
الحرص على الانتظام في تناول الوجبات الغذائية في مواعيدها فلا نؤخر طعام الإفطار إلى ما قبل الظهر أو تأخير طعام العشاء إلى ما قبل النوم مباشرة، لأن ذلك قد يسبب التخمة والبدانة.
تناول الوجبات على مراحل متعددة خلال اليوم وبكميات قليلة، وذلك لكبح الشعور بالجوع وعدم تناول الطعام بشراهة وبكميات كبيرة.
المحافظة على شرب كمية كافية من الماء، لأن الماء يساعد في حرق السعرات الحرارية وتعزيز فقدان الوزن كما أنه يلعب دوراً مهماً في طرد السموم من الجسم والحفاظ على التوازن السليم للسوائل في الجسم.
التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والكوليسترول، والملح، والسكر.
تجنب المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة المحتوية على السكر الصناعي بسبب احتوائها على سعرات حرارية مرتفعة.
ثانياً: النشاط البدني
ممارسة النشاط البدني له فوائد عديدة على صحة الانسان، فهو يساعد على التخلص من القلق والأرق والضغوط النفسية، بالإضافة الى الوقاية من العديد من الأمراض بسبب قلة الحركة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة ومشاكل العظام.
نصائح لجعل النشاط البدني جزءاً من نمط الحياة
اختيار الأنشطة التي تتماشى مع جدول الفرد اليومي وتنسجم مع ميوله ورغباته ووضعه الصحي.
من أسس وصفة النشاط البدني: نوع النشاط/شدته/مدته/تكراره، ويتطلب الأمر التدرج في الشدة والمدة والتكرار.
فعلى البالغين القيام بنشاط بدني متوسط القوة لمدة 30 دقيقة 5 أيام بالأسبوع على الأقل، ويفضل أن يكون هدف الوصول إلى أعلى مستوى من النشاط البدني تدريجياً، بحيث يبدأ بـ 10 دقائق مشي يومياً ويزيد التكرار بالأسبوع حتى يصل الفرد إلى ما لا يقل عن نصف ساعة لمدة خمس أيام في الأسبوع.
محاولة الابتعاد عن الخمول وقضاء الوقت بمشاهدة التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي بحيث لا تتجاوز ساعتين يومياً.
الاستمتاع بالأنشطة اليومية مثل أعمال حديقة المنزل والأعمال المنزلية الأخرى.
المشي أو استخدام الدراجة بدلاً من السيارة.
ثالثاً: النوم الصحي
النوم السليم يلعب دوراً مهماً في نمط الحياة الصحي وتختلف احتياجات النوم وساعاته من شخص لآخر وللحصول على نوم صحي من المهم تذكر النقاط التالية:
تجنب مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف قبل النوم بساعتين.
عدم القيام بممارسة الرياضات الشديدة قبل النوم.
تحديد جدول منتظم للنوم وعدم الاعتماد على النوم في عطلة نهاية الأسبوع وإهمال باقي الأيام.
عدم تجاهل مشاكل النوم واضطراباته المزمنة وطلب المساعدة من المختصين في حال الحاجة لذلك.
رابعاً: التخفيف من التوتر
يواجه العديد من الناس صعوبات وضغوطات حياتية كثيرة، وإذا لم يتم تفريغ التوتر والقلق والإجهاد بصورة سليمة، فقد يؤدي ذلك للتوجه إلى السلوكيات الضارة وغير الصحية مثل الإفراط في تناول الطعام والتدخين، ولذلك من الضروري توفير وقت للاسترخاء والراحة والتفريغ النفسي للقيام بالنشاطات أو الهوايات التي يفضلها الشخص مثل القراءة، واليوغا، والرياضة، والتحدث مع الأصدقاء والعائلة.
خامساً: تجنب العادات غير الصحية للحصول على نمط حياة صحي
هناك عادات غير صحية يجب تجنبها لاتباع حياة صحية مثل التدخين، وعدم ممارسة الرياضة، وعدم زيارة طبيبك بانتظام لإجراء الفحوصات الدورية، وتناول الأطعمة غير الصحية، وتخطي وجبات الطعام، ولتجنب هذه العادات من المهم أن يتم بكل صبر استيعاب وفهم العوامل التي تحفزها، ثم البدء في التخلص منها ببطء.
الدكتورة بدرية الحرمي، استشاري الصحة العامة، جمعية الإمارات للصحة العامة
