Heat exhaustion

أمراض الصيف.. الإنهاك الحراري

يتعرض الكثير من الأطفال والكبار في فصل الصيف لأشعة الشمس بشكل مباشر، في حديقة المنزل، أو في الشارع، أو المدرسة أو السوق أو غيرها. والتعرض للشمس لفترات طويلة قد يؤدي إلى إحدى المتلازمات الثلاث المتعلقة بالحرارة، تبدأ بالتشنجات الحرارية ثم الإنهاك الحراري فضربة الشمس.

 ومن نعم الله علينا أن الجسم له المقدرة على تنظيم درجة حرارته الداخلية عن طريق مركز ضبط حرارة الجسم بالمخ، فمثلاً في الطقس الحار، يُبَرِّد الجسم نفسه عن طريق التعرق؛ إذ ينظم تبخر العرق درجة حرارته، لكن إذا كان التعرض لدرجات الحرارة العالية لفترات طويلة كأشعة الشمس والرطوبة، أو قام الشخص بمجهود عضلي كبير تحت أشعة الشمس أو في جو حار، هنا يعجز الجسم عن تنظيم درجات الحرارة الداخلية، ويفشل في تبريد نفسه، وتبدأ درجة الحرارة الداخلية بالارتفاع، مما يؤدي إلى صدمة، فيظهر عرق كثيف، مما يتسبب بفقدان كمية كبيرة من الماء والأملاح المعدنية من الجسم، فتظهر أعراض الإنهاك الحراري.

مفهوم الإنهاك الحراري

هو أحد أشكال الأمراض المتعلقة بالحرارة، يحدث بسبب فقدان الماء والأملاح المعدنية من الجسم من خلال التعرق الكثيف، نتيجة التعرض لحرارة أشعة الشمس العالية لفترات طويلة.

الأسباب

– التعرض لحرارة أشعة الشمس العالية والرطوبة العالية.

– المجهود البدني وخاصة في الطقس الحار والرطب.

الأعراض

– ارتفاع في درجة حرارة الجسم. 

– التعرق الشديد.

– الإعياء والدوخة.

– الغثيان.

– الإرهاق والضعف. 

– سرعة النبض.

– تشنجات في العضلات.

ضربة الشمس

إذا لم يكن هناك أي تدابير وقائية لتخفيض درجة الحرارة وإسعاف الشخص في الوقت المناسب، فالإنهاك الحراري قد يؤدي إلى ضربة الشمس، وهي حالة طارئة خطيرة ترتفع فيها حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وهي درجة حرارة عالية جداً لا تتحملها أجهزة الجسم. وتبدأ الأعراض بالصداع والغثيان والدوخة والضعف العام، ويصاب الجسم بالجفاف والاحمرار، وقد يصاحبه قيء وإسهال وفقدان الوعي فجأة، مع سرعة وعمق في التنفس، بالإضافة إلى سرعة وقوة ضربات القلب، مع حدوث تشنجات، وقد تتأثر الأعضاء الحيوية كالمخ والكلى والعضلات، مما قد يؤدي إلى الوفاة.

عوامل الخطر

يمكن أن يصاب أي فرد بالإنهاك الحراري، ولكن تزيد بعض العوامل من الحساسية للحرارة. وتشمل:

الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات والبالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة. 

بعض الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة بضربات الشمس مثل:

أدوية القلب والضغط

حبوب التخسيس

مدرات البول 

مضادات الهيستامين

المصابون بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم باستمرار، ومرضى السكري وأمراض الكلى والرئة.

المسافرون من مكان بارد إلى مناخ حار أو منطقة بها موجة حرارة، من المحتمل أن يكونوا عرضة للإصابة بالأمراض المتعلقة بالحرارة، لأن الجسم غير معتاد على هذا التغير المفاجئ في درجة الحرارة. 

عمال البناء الذين يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة فترات طويلة من الوقت.

ممارسو الرياضة أو من يقومون بأي بمجهود عضلي كبير تحت أشعة الشمس أو في الجو الحار.

السمنة وزيادة الوزن، يمكن لحمل وزن زائد أن يؤثر في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته ويجعله يحتفظ بمزيد من الحرارة.

ارتداء الملابس الداكنة أو المبطنة أو المعزولة وخاصة أثناء القيام بالمجهود البدني مما قد يؤثر على عملية التعرق والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.

إسعاف المصاب

القيام بطلب فوري للطوارئ والمساعدة الطبية. 

نقل المصاب إلى مكان بارد ومظلل.

التخفيف أو خلع الملابس الخارجية.

إبقاء المصاب في موضع الاستلقاء مع رفع الساقين ورفع رأسه أعلى من مستوى الجسم.

خفض درجة حرارة المصاب عن طريق رشه بالماء أو استخدام المروحة لخفض حرارته أو استخدام الكمادات الباردة. 

إعطاء المصاب رشفات من الماء ببطء إذا لم يفقد الوعي.

الوقاية

من الطرق الرئيسية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالحرارة هي الحفاظ على درجة حرارة الجسم منخفضة. وهذا مهم خاصةً عند العمل خارجاً أو التعرض لأشعة الشمس الحارة. ويمكن تلخيص طرق الوقاية كالتالي:

تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة  وعدم الخروج في أوقات الذروة حين تكون هذه الأوقات أكثر حرارة في اليوم، وفي حالة الخروج من المنزل يجب مراعاة ارتداء القبعات واسعة الحواف لحماية الوجه من أشعة الشمس أو استعمال المظلات الشمسية ذات الألوان الفاتحة.

حماية الجسم من حروق الشمس، حيث تؤثر حروق الشمس على قدرة الجسم على تبريد نفسه، لذا فمن المهم استخدام النظارات الشمسية ووضع كريم واقٍ من الشمس على الوجه قبل الخروج من المنزل بربع إلى نصف ساعة مع تجديد وضعه كل ساعتين إلى ثلاث ساعات. 

الإكثار من شرب الماء والسوائل، وذلك لتعويض الجسم حاجته من السوائل المفقودة وتجنباً للإرهاق والجفاف من شدة الحرارة.

ممارسة التمارين الرياضية في الأوقات الباردة من اليوم، مثل الصباح الباكر أو المساء أو ممارستها في بيئة مكيفة أو بيئة يمكن التحكم في درجة حرارتها.

تجنب الإفراط في شرب المشروبات المحتوية على الكافيين في الأجواء الحارة مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، وذلك لأن الكافيين يزيد من خطر الإصابة بالجفاف.

ارتداء الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة والفضفاضة تجنباً لحرارة الشمس.

الحذر عند استخدام بعض الأدوية التي يمكنها أن تؤثر على قدرة الجسم في الحفاظ على درجة حرارته الطبيعية.

الاسترخاء خلال الأوقات الحارة في اليوم. وإذا كان من الصعب تجنب العمل أو القيام بالأنشطة في الطقس الحار، فمن الضروري الإكثار من شرب السوائل وأخذ قسط من الراحة على نحو متكرر في مكان مظلل حيث تكون درجة حرارته باردة.

عدم تترك أي شخص في سيارة متوقفة. وخاصة الأطفال فهذا سبب شائع للوفيات المرتبطة بالحرارة عند هذه الفئة. فعند توقف السيارة في الشمس، ترتفع درجة الحرارة إلى مستويات عالية، مما قد يؤدي إلى الوفاة.

بقلم: الدكتورة بدرية الحرمي – استشاري الصحة العامة نائب رئيس جمعية الإمارات للصحة العامة

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض