Screen Shot 2022-09-30 at 12.40.45 AM

الإنفلونزا الموسمية

الإنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة من شخص لآخر وتصيب جميع الفئات العمرية. تؤثر بشكل رئيسي في الجهاز التنفسي وخاصة الأنف والبلعوم والرئتين. تسببها أحد فيروسات الإنفلونزا. تتراوح الإصابة ما بين خفيفة وشديدة، وقد تؤدي إلى الوفاة أحياناً (إذا ما أصابت الفئات ذات عوامل الخطورة المرتفعة).

انتقال العدوى

تعتبر الإنفلونزا من الأمراض المعدية سريعة الانتشار بسهولة في الأماكن المزدحمة، وتنتقل عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواءعند قيام شخص حامل للعدوى بالسعال أو العطس أو التحدُّث. حيث يمكن أن تستنشق الرذاذ مباشرةً، أو تلتقط الجراثيم من لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس العين أو الفم والأنف.

فترة العدوى
تتراوح فترة الحضانة في المتوسط من 2-4 أيام، ومن المحتمل أن يصبح الأشخاص المصابون بالفيروس ناقلين للعدوى قبل ظهور الأعراض بيوم واحد، أو منذ أول يوم تظهر فيه الأعراض، وحتى خمسة الى سبعة أيام بعد ظهورها. كما يمكن أن تستمر هذه الفترة لمدة زمنية أطول عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون نقص المناعة.

فيروسات الإنفلونزا

تتميز فيروسات الإنفلونزا بالطفرات المتعددة، تلك الطفرات تتسبب في تغيير شكل الفيروس وظهور سلالات جديدة بانتظام، مما يمكنها من خداع الجهاز المناعي للإنسان، وعادة ما تحدث تلك الطفرات سنويّاً، ولمواكبة هذه الطفرات تتغير لقاحات الإنفلونزا الموسمية سنويّاً، لتتناسب مع السلالات المنتشرة كل شتاء، وبالتالي يصبح لقاح العام السابق لا يناسب هذا العام.

فعلى سبيل المثال، إذا كنتَ قد أُصِبت بالإنفلونزا فيما مضى، فإن جسمك قد صنع بالفعل أجساماً مضادةً لمحاربة تلك السلالة من الفيروس. وإذا أُصِبت فيما بعدُ بفيروس إنفلونزا مشابه لذاك الذي واجهتَه من قبل، فقد تمنع تلك الأجسام المضادة العدوى أو تجعلها أقل حدة. لكن الأجسام المضادة لفيروسات الإنفلونزا التي واجَهْتَها في الماضي لا يمكن أن تحميك من سلالات الإنفلونزا الجديدة التي يمكن أن تختلف كثيراً من الناحية المناعية عما أصبت به من قبل.

الفئات الأكثر عرضة

تصيب الإنفلونزا الموسمية جميع الفئات السكانية، لكن هناك فئات أكثر تعرضاً لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا:

• الأطفال تحت سن 5 سنوات. 

• البالغون ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة.

• النساء الحوامل (في أي مرحلة من مراحل الحمل).

• العاملون في مجال الرعاية الصحية.

• المصابون بالأمراض المزمنة مثل: (الربو وأمراض الرئة المزمنة الأخرى، أمراض القلب والسكري، أمراض الكلى والكبد).

• المصابون بضعف الجهاز المناعي (مثل مرضى السرطان).

العلامات والاعراض

ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ أكثر من 38 درجة مئوية

قشعريرة وتعرق

صداع وغثيان

سعال (عادة ما يكون جافاً) 

الشعور بالتعب والإعياء والإرهاق

سيلان الأنف أو انسداده 

احتقان الحلق 

آلام في الجسم والعضلات والمفاصل

القيء أو الإسهال عند بعض الأشخاص وخصوصاً الأطفال.

المضاعفات

يتعافى معظم المصابين بالإنفلونزا خلال بضعة أيام إلى أسبوعين من دون علاج ولا يحتاجون سوى الراحة في المنزل وشرب الكثير من السوائل، لكن عند زيادة حدة المرض واستمراره  وخاصة عند  الأشخاص المعرضين للمضاعفات، يجب عليهم مراجعة الطبيب الذي قد يصف أدوية مضادة للفيروسات التي تساعد في تقليل مدة المرض والحد من المضاعفات.

ويعتبر الأطفال، وكبار السن، والمصابون بالأمراض المزمنة، من أكثر الفئات التي قد تتأثر بمضاعفات الإنفلونزا، فقد تتفاقم الحالة لدى البعض إلى الإصابة بالتهاب في الرئتين والشعب الهوائية، أو التهاب الأذن أو الجيوب الأنفية، أو تدهور في الحالة الصحية لدى المصابين بالأمراض المزمنة، كما وقد تهدد الإنفلونزا حياة المصابين وتؤدي إلى الوفاة.

الوقاية

1) التطعيم 

إن الطريقة الأفضل للوقاية من الإنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة هي الحصول على لقاح الإنفلونزا كل عام، حيث يعتبر أخذ لقاح الإنفلونزا من أكثر التدخلات نجاحاً وفعالية.

يحظى لقاح الإنفلونزا الموسمية بسجل ناجح من السلامة والفعالية، حيث يمكن أن يحقق نسبة عالية من النجاح في وقاية البالغين الأصحاء من حدوث المرض عندما تتوافق الفيروسات السارية مع الفيروسات التي تحتوي عليها اللقاحات، كما يمكنها الإسهام في الحد من حدوث المضاعفات أو الوفاه بسبب المرض. 

وبعد أخذ اللقاح يقوم الجهاز المناعي بإنتاج الأجسام المضادة للفيروس والتي قد تستغرق أسبوعين، يكتسب بعدها الجسم المناعة الواقية من العدوى بفيروس الإنفلونزا الموسمية.

يجب أخذ لقاح الإنفلونزا حال توفره، ويُنصح بأخذ لقاح الإنفلونزا قبل حلول موسم الشتاء (في الفترة ما بين سبتمبر إلى أكتوبر) ولكن يمكن الاستمرار بأخذ اللقاح في أي وقت طوال فصل الشتاء حتى مارس مادامت فيروسات الإنفلونزا سارية ومنتشرة.

تُوصي منظمة الصحة العالمية  ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية مرة واحدة سنوياً. لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر والتركيز بتطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر. 

2) الإجراءات الوقائية الأخرى للحد من انتشار العدوى

• اتباع آداب السعال والعطس (تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس باستخدام المنديل والتخلص منه فوراً).

• الحرص على تنظيف وتعقيم الأسطح بشكل منتظم للحد من احتمالات الإصابة.

• تجنب لمس العين أو الفم مباشرة بعد لمس الأسطح.

• غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار.

• عند الإصابة بالمرض، يجب الحد من الاختلاط بالناس لتجنب نقل العدوى إليهم.

• تجنب الاتصال المباشر مع الشخص المصاب ومشاركته الأدوات.

• تجنب الأماكن المزدحمة.

الدكتورة بدرية الحرمي، استشاري الصحة العامة نائب رئيس جمعية الإمارات للصحة العامة

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض