في هذا العصر الذي تتسابق فيه الابتكارات التكنولوجية، تقود دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة تكنولوجيا الدفاع بخطى واثقة، مستشرفةً آفاق المستقبل بعين الابتكار، وخاصة في مجالات الدفاع والأمن. تُعتبر تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز بمثابة نقلة نوعية في مجال التدريب العسكري والتخطيط الاستراتيجي، حيث تفتح أمام القادة والجنود آفاقاً واسعة للمحاكاة والتعلم بأساليب مبتكرة وغير مسبوقة. تمنح نظارات الواقع الافتراضي الجنود فرصة لخوض تجارب تدريبية غامرة تحاكي مختلف سيناريوهات القتال بدقة، وذلك في بيئة آمنة بعيداً عن مخاطر أرض الواقع. علاوة على ذلك، تستطيع نظارات الواقع المعزز أن تزود الجنود بمعلومات استخباراتية ثرية وبيانات حيوية، مما يعزز من قدراتهم التنفيذية والتكتيكية في ساحة المعركة.
تشهد دولة الإمارات، من خلال استثماراتها وشراكاتها الاستراتيجية في هذا القطاع، طموحاً لا حدود له نحو تعزيز مكانتها كقائد عالمي في مجال التكنولوجيا العسكرية. هذا السعي يتجلى في تطوير برامج تدريبية متقدمة تستفيد من أحدث التقنيات المتوفرة، مما يؤهل القوات المسلحة الإماراتية لتكون أكثر كفاءة وجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة. تسهم تقنيات الواقع الافتراضي في إعادة تشكيل المشهد العسكري، موفرةً حلولاً تدريبية متقدمة واقتصادية، وتتيح إمكانية إجراء تمارين تحاكي الواقع بدقة عالية وبأمان تام. كما تُعد هذه التقنيات أدوات فعالة لتطوير مهارات الجنود وتحسين استجاباتهم للمواقف القتالية المتنوعة، مما يعزز من قدراتهم التحليلية والعملياتية.
إضافةً إلى ذلك، تتيح تقنيات الواقع الافتراضي للقوات العسكرية فرصة لتقييم أدائها وتحليله بشكل موضوعي، وتعزز من إمكانية التدريب المشترك والتعاون الدولي، مما يسهم في توطيد العلاقات والتنسيق بين الدول الحليفة في المجال العسكري. دمج تقنيات الواقع الافتراضي في التدريبات العسكرية لا يعود بالفائدة على جودة التدريب فحسب، بل يسهم أيضاً في خفض التكاليف المرتبطة بالتدريبات التقليدية، مما يتيح توجيه الموارد نحو تعزيز جوانب أخرى حيوية في القطاع العسكري.
تبرهن التجربة الإماراتية على أن الاستثمار في تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز لا يمثل مجرد خيار تكنولوجي، بل يعتبر استراتيجية شاملة تعزز من القدرات الدفاعية للدولة وتوفر حماية متقدمة لمجتمعها ومكتسباتها الوطنية، مقدمة نموذجاً يُحتذى به في الابتكار العسكري والأمني.
