رغم أزمة وباء كورونا التي تجتاح العالم، وما يرافقها من إجراءات وقائية واحترازية، توقفت بسببها الكثير من القطاعات الحيوية عن العمل، أطلقت الولايات المتحدة بنجاح نهاية شهر مارس الماضي قمر اتصالات عسكرياً.
أطلق قمر الاتصالات (AEHF-6) الذي يتسم بأمان فائق وتردد عالٍ جداً من قاعدة «كاب كانافيرال» بولاية فلوريدا على متن صاروخ «Atlas V 551»، في أول مهمة عملية لقوة الفضاء الأمريكية الجديدة التي أنشئت في نهاية عام 2019.
ويعتبر القمر الاصطناعي العسكري «AEHF-6» سادس وآخر قمر اصطناعي في مجموعة التردد العالي المتقدم جداً (Advanced Extremely High Frequency vehicle number 6) التي أصبحت عملانية بالكامل، كما ذكرت المجموعة الأمريكية الشهيرة التي صنعت هذا القمر «لوكهيد مارتن».
وسينضم القمر السادس في المدار على ارتفاع 37 ألفاً و880 كيلومتراً إلى الأقمار الخمسة الأولى التي وضعت في المدار بين الأعوام 2010 و2019.
المهام المرتقبة
قالت شركة «لوكهيد مارتن» إن هذه المجموعة من الجيل الجديد للأقمار الاصطناعية «تؤمن اتصالات محمية بشكل كبير وشاملة ومقاومة، للقيادة الاستراتيجية والمقاتلين في البر والبحر والجو».
وأضافت، أنها «تسمح لقادة البلاد بالاتصال مع القوات المسلحة أياً كان شكل النزاع وحتى خلال حرب نووية»، مشيرة إلى أن الاتصالات مشفرة واحتمال اعتراضها أو رصدها ضئيل وتقاوم التشويش والقدرة على التدخل الكهرومغناطيسي الناجم عن انفجار نووي.
وجاء إطلاق القمر الاصطناعي العسكري في أعقاب إعلان قوة الفضاء الأمريكية عن أول سلاح هجومي لها، وهو جهاز تشويش اتصالات أرضي مهمته وقف إرسال الأقمار الصناعية، حسب ما ورد في بيان على موقع القوة الفضائية للولايات المتحدة. وأوضحت قوة الفضاء أن نظام الاتصالات المضادة «بلوك 10.2» حقق القدرة التشغيلية الأولية. وتم نقل السلاح المبتكر من قاعدة لوس أنجلوس الجوية إلى قاعدة بيترسون الجوية في ولاية كولورادو، بعد أن أعلنت مديرية البرامج الخاصة التابعة لقطاع الفضاء والصواريخ بالقوات الجوية، نجاح التجارب.
وأقامت مديرية البرامج الخاصة بمركز أنظمة الفضاء والصواريخ وسرب التحكم الفضائي الرابع احتفالاً لهذا الحدث التاريخي وذلك بتسليم مجسم تذكاري لمفتاح يرمز إلى نقل المسؤولية من مكتب برنامج الفضاء إلى وحدة العمليات الفضائية بالقوات الجوية في قاعدة بيترسون الجوية في ولاية كولورادو.
وأعقب عملية تسليم أحدث إصدار من النظام، تنفيذ برنامج تدريب لمشغلي مهمة مراقبة الفضاء وموظفي صيانة اتصالات الأقمار الصناعية.
التشويش على الاتصالات
يقوم نظام الاتصالات المضادة «بلوك 10.2» المحمول بالتشويش بشكل مؤقت على اتصالات الأقمار الصناعية للخصوم. ولا يعد هذا السلاح الفضائي الهجومي الأول من نوعه لدى الجيش الأمريكي، فقد تم نشر إصدار «بلوك 10» لأول مرة في عام 2004 رداً على محاولات بعض الدول تعطيل إرسال الأقمار الصناعية الأمريكية.
وبعد 10 سنوات، تم إصدار نسخة مطورة من نظام الاتصالات المضادة هي «بلوك 10.1». ثم قامت قوة الفضاء، التي صدر قرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتشكيلها نهاية عام 2019، بتكليف شركة L3Harris لتطوير نسخة أحدث من السلاح الهجوم الفضائي أُطلق عليها اسم «بلوك 10.2».
وقال العقيد ستيفن بوردي، مدير البرامج الخاصة التابعة لقطاع الفضاء والصواريخ بالقوات الجوية الأمريكية، إن النظام الجديد يتضمن «نطاقات تردد إضافية وميزات أخرى»، مقارنة مع النظام الذي سبقه، «مع المزيد من الخيارات لتعطيل اتصالات الأقمار الصناعية للأعداء. ويمكن تحديثه بأساليب رشيقة لتطوير البرمجيات».
وأضاف بوردي: نظام الاتصالات المضادة بلوك 10.2 يمثل نهاية الطريقة التقليدية للتطوير. سوف تستخدم التحسينات والتطويرات المستقبلية النهج الرشيق الخاص بإدارة البرامج الخاصة، وهو نهج DevSecOps «التطوير والأمن والعمليات»، للتكيف مع ساحة المعركة المتطورة، مع توفير القدرات للقتال بشكل أسرع وأفضل من خصومنا.