D1

الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬الثورة‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري

كان‭ ‬أحد‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬لتسريع‭ ‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬المقاتلات‭ ‬الجديدة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الهندسة‭ ‬الرقمية‮»‬،‭ ‬واستفادت‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لمواكبة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بسرعة‭. ‬فقد‭ ‬استغرقت‭ ‬الصين‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬عاماً‭ ‬لامتلاك‭ ‬مقاتلة‭ ‬‮«‬جيه‭ ‬30‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تشبه‭ ‬المقاتلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬إف‭ ‬15‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬استغرقت‭ ‬حوالي‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬لإنتاج‭ ‬المقاتلة‭ ‬‮«‬جيه‭ ‬20‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تشابه‭ ‬المقاتلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬إف‭ ‬–‭ ‬22‮»‬‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭.  ‬وأحد‭ ‬العوامل‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الهندسة‭ ‬الرقمية‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬الآن‭ ‬تصميم‭ ‬الطائرات‭ ‬رقمياً،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إنتاج‭ ‬المخططات‭ ‬والتصاميم‭ ‬الأولية،‭ ‬ولكن‭ ‬بناء‭ ‬نماذج‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬محاكاة‭ ‬أدائها‭ ‬واختبارها،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف‭.‬

وتسعى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬كذلك،‭ ‬إذ‭ ‬تضغط‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتعاقدة‭ ‬معها،‭ ‬لتطبيق‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬المقاتلات‭ ‬الجديدة،‭ ‬وذلك‭ ‬لكي‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬أقل،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استغرقت‭ ‬واشنطن‭ ‬14‭ ‬عاماً‭ ‬لإنتاج‭ ‬مقاتلة‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬‮«‬إف‭ ‬35‮»‬‭.‬

تعريف‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية

الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬ثورية‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭. ‬فبينما‭ ‬استخدم‭ ‬مهندسو‭ ‬الطيران‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الطائرات،‭ ‬فقد‭ ‬طورت‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬مؤخراً‭ ‬أدوات‭ ‬النمذجة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد،‭ ‬والتي‭ ‬يمكنها‭ ‬نمذجة‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭ ‬الكاملة‭ ‬للسلاح،‭ ‬أي‭ ‬التصميم‭ ‬والإنتاج‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الفني‭ ‬لها،‭ ‬وذلك‭ ‬بمستوى‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الدقة‭. ‬

فالهدف‭ ‬النهائي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬الدولة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬واختبار‭ ‬وتحسين‭ ‬جميع‭ ‬أنظمة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬افتراضية‭ ‬قبل‭ ‬تصنيعها‭ ‬فعلياً،‭ ‬إذ‭ ‬سيتم‭ ‬تصميم‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬إلى‭ ‬أنظمة‭ ‬الأسلحة‭ ‬المختلفة‭ ‬عبر‭ ‬بيئات‭ ‬الحوسبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬الوقت‭ ‬والمال،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬المحاكاة‭ ‬الافتراضية،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تصنيع‭ ‬النماذج‭ ‬الأولية،‭ ‬وتقييم‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العملي،‭ ‬ثم‭ ‬إجراء‭ ‬تعديلات‭ ‬عليها‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬القصور،‭ ‬للوصول‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬المنتج‭ ‬النهائي‭ ‬بعد‭ ‬تلافي‭ ‬كل‭ ‬عيوب‭ ‬التصميم‭ ‬الأولي‭.‬

وتسمح‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬للشركات‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ببناء‭ ‬مجسم‭ ‬تفصيلي‭ ‬للطائرة،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬نمذجة‭ ‬كيفية‭ ‬عمل‭ ‬خط‭ ‬الإنتاج‭ ‬باستخدام‭ ‬مستويات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العمال،‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬إجراء‭ ‬الصيانة‭ ‬للإصلاحات‭ ‬في‭ ‬المستودع‭. ‬ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬فهي‭ ‬مستخدمة‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬المدنية،‭ ‬وتحديداً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركات‭ ‬إنتاج‭ ‬السيارات،‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬نماذج‭ ‬جديدة‭ ‬ومحسنة‭ ‬عن‭ ‬سابقتها،‭ ‬وبوتيرة‭ ‬سريعة،‭ ‬وبدأت‭ ‬تجد‭ ‬طريقها‭ ‬مؤخراً‭ ‬للتصنيع‭ ‬العسكري‭. ‬

ومنذ‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬يسعى‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإقناع‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬المتعاونة‭ ‬معه‭ ‬بتبني‭ ‬هذه‭ ‬الأسلوب،‭ ‬وتستغرب‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية،‭ ‬نظراً‭ ‬لأنهم‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬بالطرق‭ ‬التقليدية،‭ ‬أي‭ ‬تطوير‭ ‬نماذج‭ ‬أولية‭ ‬مادية‭ ‬للسلاح،‭ ‬مثل‭ ‬المقاتلة،‭ ‬ثم‭ ‬اختبار‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬خلوها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عيوب،‭ ‬ثم‭ ‬بدءالتصنيع‭. ‬وأبدت‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬حتى‭ ‬الأكثر‭ ‬قرباً‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي،‭ ‬قلقاً‭ ‬من‭ ‬تجريب‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬الثورية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تصر‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬ضرورية‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭.‬

وكشف‭ ‬مسؤولون‭ ‬أمريكيون‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأمريكية‭ (‬USSOCOM‭) ‬قد‭ ‬تستخدم‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬لتصميم‭ ‬الجيل‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬‮«‬الغاطسة‭ ‬القتالية‭ ‬الجافة‮»‬‭ (‬Dry Combat Submersible‭). ‬وأكد‭ ‬جيم‭ ‬سميث،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للاستحواذ‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬النموذج‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬‮«‬الغاطسة‭ ‬القتالية‭ ‬الجافة‮»‬،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬مرشحاً‭ ‬رائعاً‮»‬‭ ‬لتطبيق‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬عليه‭. ‬وأوضح‭ ‬سميث‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬النماذج‭ ‬الأولية‭ ‬لبرنامج‭ ‬الغواصة‭ ‬التالية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬النموذج‭ ‬الجديد‭ ‬لهذه‭ ‬الغواصة‭.‬

تجارب‭ ‬عملية

انتقلت‭ ‬المقاتلة‭ ‬المخصصة‭ ‬لأغراض‭ ‬التدريب‭ ‬‮«‬تيه‭ ‬–‭ ‬7‭ ‬إيه‮»‬‭ (‬T-7A‭) ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬التصميم‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬رحلة‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لكسر‭ ‬نموذج‭ ‬التصنيع‭ ‬التقليدي‭ ‬للمقاتلة،‭ ‬ومكنت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬مقاتلة‭ ‬تتمتع‭ ‬بميزات‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭.‬

ومقارنة‭ ‬ببرامج‭ ‬تطوير‭ ‬الطائرات‭ ‬التقليدية،‭ ‬فقد‭ ‬تفوقت‭ ‬‮«‬تي‭ ‬–‭ ‬7‭ ‬إيه‮»‬‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬إنتاج‭ ‬المقاتلات‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬جوانب‭ ‬رئيسية،‭ ‬وهي‭ ‬تحسين‭ ‬الجودة‭ ‬الهندسية‭ ‬بنسبة‭ %‬75،‭ ‬وخفض‭ ‬ساعات‭ ‬التجميع‭ ‬بنسبة‭ %‬80،‭ ‬وأخيراً‭ ‬تقليل‭ ‬وقت‭ ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬والتحقق‭ ‬منها‭ ‬بنسبة‭ %‬50‭.‬

وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬يريد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭ ‬استخدام‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬لبرنامجي‭ ‬أقمار‭ ‬صناعية‭ ‬سريين‭ ‬وربما‭ ‬نظام‭ ‬أسلحة‭ ‬تكتيكية،‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬الحالي‭. ‬ويتم‭ ‬تطبيقه‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬الردع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأرضي،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬استبدال‭ ‬الصواريخ‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات‭ ‬‮«‬مينتمان‭ ‬3‮»‬‭ ‬بأخرى‭ ‬أحدث‭.‬

وقامت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ريدوير‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ (‬Redwire‭)‬،‭ ‬والعاملة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي،‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬بافتتاح‭ ‬منشأة‭ ‬للهندسية‭ ‬الرقمية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للوكالات‭ ‬الحكومية‭ ‬وشركات‭ ‬الطيران‭ ‬وضع‭ ‬نماذج‭ ‬أولية‭ ‬للأجهزة‭ ‬وتصميم‭ ‬الهياكل‭ ‬للأجهزة‭ ‬الفضائية،‭ ‬وتسمى‭ ‬المنشأة‭ ‬‮«‬مختبر‭ ‬هيبرون‭ ‬لمحاكاة‭ ‬الفضاء‭ ‬العملياتي‮»‬‭ (‬Hyperion Operational Space Simulation Laboratory‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بيئة‭ ‬افتراضية‭ ‬تماماً،‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬بعيدة‭. ‬وتأمل‭ ‬‮«‬ريدوير‮»‬‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬العملاء‭ ‬الحكوميين‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬الأنظمة‭ ‬ووضع‭ ‬نماذج‭ ‬أولية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬رقمية‭ ‬تقوم‭ ‬بتجريب‭ ‬أداء‭ ‬الأجهزة‭ ‬والبرامج‭ ‬افتراضياً،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬تجريبها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وهي‭ ‬تقنية‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬التوأم‭ ‬الرقمي‮»‬‭ (‬digital twin‭).‬

ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬التوأم‭ ‬الرقمي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬ترقية‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الأقمار‭ ‬الاصطناعية‭ ‬ببرامج‭ ‬جديدة‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإنه‭ ‬بمجرد‭ ‬تشغيل‭ ‬مركبة‭ ‬فضائية،‭ ‬وكانت‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬القمر،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬إضافة‭ ‬برنامج‭ ‬تابع‭ ‬لشركة‭ ‬أخرى،‭ ‬فيمكن‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬التوأم‭ ‬الرقمي‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬البرنامج‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬المركبة‭ ‬الفضائية‭.‬

وقد‭ ‬منح‭ ‬مختبر‭ ‬أبحاث‭ ‬القوة‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬شركة‭ ‬ريدوير‭ ‬عقداً‭ ‬لبناء‭ ‬بيئة‭ ‬تشغيلية‭ ‬لمعمل‭ ‬هندسي‭ ‬هجين‭ ‬لنمذجة‭ ‬مفاهيم‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬مثل‭ ‬القيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬المشتركة‭ ‬لجميع‭ ‬المجالات‭ ‬القتالية‭ (‬Joint All-Domain Command and Control‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬البنتاجون‭ ‬لربط‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬ومشاركة‭ ‬البيانات‭ ‬عبر‭ ‬كافة‭ ‬أسلحة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬معمل‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬محاكاة‭ ‬المفاهيم‭ ‬المعقدة‭ ‬مثل‭ ‬القيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬المشتركة‭ ‬لجميع‭ ‬المجالات‭ ‬القتالية،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬تجريبها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭. ‬

فوائد‭ ‬تصنيعية‭ ‬واسعة

يمكن‭ ‬إجمال‭ ‬فوائد‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬بالهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ ‬خفض‭ ‬التكاليف‭:‬‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬مقارنة‭ ‬بطرق‭ ‬التصنيع‭ ‬التقليدية‭. ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دولار‭ ‬ينفقه‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسلحة،‭ ‬يذهب‭ ‬70‭ ‬سنتاً‭ ‬منها‭ ‬لعمليات‭ ‬التحديث،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬30‭ ‬سنتاً‭ ‬يخصص‭ ‬لعمليات‭ ‬التصنيع‭. ‬وسوف‭ ‬تسهم‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬تكاليف‭ ‬التطوير،‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬النماذج‭ ‬الأولية‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬بناؤها‭ ‬واختبارها‭ ‬افتراضياً،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭.‬

2‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج‭:‬‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬مقاتلات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬اتسمت‭ ‬بالسرعة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬تطويرها،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تستغرق‭ ‬نحو‭ ‬خمس‭ ‬سنوت‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مقاتلات‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬قد‭ ‬استغرقت‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬استغرق‭ ‬بناء‭ ‬المقاتلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬إف‭ ‬35‮»‬‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬نحو‭ ‬14‭ ‬عاماً،‭ ‬ولذلك،‭ ‬يؤمن‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية،‭ ‬فإنه‭ ‬سيستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقلص‭ ‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬المقاتلات‭ ‬الجديدة‭. ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬فعلاً،‭ ‬حينما‭ ‬صدم‭ ‬ويل‭ ‬روبر،‭ ‬مساعد‭ ‬سكرتير‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للاستحواذ‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬مجتمع‭ ‬الطيران‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020،‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صناعي‭ ‬أن‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬أنتج‭ ‬نموذجاً‭ ‬أولياً‭ ‬لمقاتلة‭ ‬الجيل‭ ‬التالي،‭ ‬وقام‭ ‬بتجربة‭ ‬التحليق‭ ‬بها‭ ‬سراً‭. ‬وعزا‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬لبرنامج‭ ‬‮«‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬للهيمنة‭ ‬الجوية‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬المقاتلات،‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭.‬

وأكد‭ ‬جايل‭ ‬جيه‭ ‬ميلر،‭ ‬كبير‭ ‬مهندسي‭ ‬‮«‬تيه‭ ‬–‭ ‬7‭ ‬إيه‮»‬‭ (‬T-7A‭) ‬في‭ ‬شركة‭ ‬بوينج‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬الجداول‭ ‬الزمنية‭ ‬السابقة‭ ‬للتطوير‭ ‬كانت‭ ‬تستغرق‭ ‬حوالي‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬تطوير‭ ‬المقاتلات‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬فقط،‭ ‬بمساعدة‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭.‬

ويرى‭ ‬ميلر‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دورة‭ ‬إنتاج‭ ‬تستغرق‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬لأنه‭ ‬بصراحة،‭ ‬فإن‭ ‬التهديد‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬تغير،‭ ‬وذلك‭ ‬بحلول‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬الجديد‮»‬‭.‬

3‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬منافسة‭ ‬الخصوم‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬اعتقاد‭ ‬سائد‭ ‬لدى‭ ‬الدوائر‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأن‭ ‬انتشار‭ ‬المعرفة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬يُقوِّض‭ ‬الميزة‭ ‬التنافسية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬تاريخياً‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬خصومها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬خصوم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مثل‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬يتجهون‭ ‬للإنفاق‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬العسكري‭. ‬

وترى‭ ‬واشنطن‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تمكن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تفوقها‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬هو‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬ترى‭ ‬كريستين‭ ‬بالدوين،‭ ‬نائبة‭ ‬مساعد‭ ‬سكرتير‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والهندسة،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التحول‮»‬‭ ‬الرقمي‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬حاسم‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ميزة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأقران‭ ‬والخصوم‮»‬‭.‬

4‭ ‬تسريع‭ ‬الإنتاج‭ ‬العسكري‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭: ‬تعتقد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬مصممة‭ ‬رقمياً‭ ‬بالكامل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬عملية‭ ‬التصنيع‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسهيل‭ ‬قيام‭ ‬شركات‭ ‬الدفاع‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الإنتاج‭ ‬والترقية‭. ‬وتثير‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬ذكريات‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬عندما‭ ‬اعتمدت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لبناء‭ ‬قاذفات‭ ‬ودبابات‭ ‬ثقيلة‭. ‬ويأمل‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬أن‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬تصميم‭ ‬وتصنيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬الرقمية‭ ‬سيسمح‭ ‬لهم‭ ‬بتحديث‭ ‬الأسلحة‭ ‬الجديدة‭ ‬بسرعة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬تنافس‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬التحديث‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭.‬

تحديات‭ ‬التقنية‭ ‬الجديدة‭ ‬

أحد‭ ‬التحديات‭ ‬الرئيسية‭ ‬أمام‭ ‬تطبيق‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬هو‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الهندسة‭ ‬العسكرية‭ ‬التقليدية‭ ‬تعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬لأمن‭ ‬بيانات‭ ‬المشروع،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬إبقاء‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬الهندسية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التداول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أي‭ ‬شبكة‭ ‬للإنترنت‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تتطلب‭ ‬تخزيناً‭ ‬سحابياً‭ ‬للمعلومات،‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬للشركات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتعاونة‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬والعاملين‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعملون‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.‬

وسوف‭ ‬يشكل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬توظيف‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬منعطف‭ ‬رئيسي‭ ‬للجيش،‭ ‬الذي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬لنقل‭ ‬التصميمات‭ ‬العسكرية‭ ‬مادياً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬حراسة‭ ‬شديدة‭ ‬عليها‭. ‬ولذلك،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬التخزين‭ ‬السحابي‭ ‬أحد‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭.  ‬وسيحتاج‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬البيانات‭ ‬والتصاميم‭ ‬الهندسية‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬مجرمو‭ ‬الإنترنت‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬الساعية‭ ‬للتجسس‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وسرقة‭ ‬البيانات‭ ‬الحساسة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتصميمات‭ ‬الجديدة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬سيحتاج‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬إجراءات‭ ‬الحماية‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ‭ ‬للمقاولين‭ ‬العاملين‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬معين‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬‮«‬الهندسة‭ ‬الرقمية‮»‬‭ ‬سوف‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬القرن‭ ‬الرقمي‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬سرعة‭ ‬بناء‭ ‬الأسلحة‭ ‬الجديدة،‭ ‬بصورة‭ ‬تفوق‭ ‬المعتاد،‭ ‬وبتكاليف‭ ‬أقل،‭ ‬وهو‭ ‬تطور‭ ‬ثوري‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى‭. ‬

د‭. ‬شادي‭ ‬عبدالوهاب

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض