لا يمكن أنْ يحقّق رجب طيب أردوغان ما يسعى إليه باستعادة ما يعتبرها “الأمجاد العثمانية”؛ فعهد الإمبراطوريات قد ولّى، ولن يعود أبداً، ولعلّ ما يجب أن يأخذه الرئيس التركي بعين الاعتبار هو أنّ “الإمبراطورية البريطانية” التي كانت تسيطر على الكرة الأرضية من مطلع الشمس إلى مغيبها من الهند في الشرق وحتى ما أصبح يعرف بالولايات المتحدة في الغرب، ها هي قد “انكمشت” على نفسها، وأصبحت مهدّدة بأن تخسر ما تبقى من كياناتها “القومية” التي باتت ترى أن من الأفضل لها الالتحاق بالاتحاد الأوروبي بعدما خرج منه البريطانيون من دون أي عودة قريبة أو بعيدة!!
وبالطبع فإن بريطانيا العظمى في ذروة تألّقها كانت أكثر قوة وتأثيراً من الدولة العثمانية، ولكنها مع ذلك بقيت تنكمش على نفسها خطوةً بعد خطوة، إلى أن أصبحت على ما هي عليه، حيث خسرت الهند بكل عظمتها، وخسرت بعدها باكستان في الشرق، وهي كانت قد خرجت من الغرب البعيد الذي أصبح الولايات المتحدة، وخرجت تدريجياً من الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
والواضح أن رجب طيب أردوغان لم يقرأ التاريخ قراءة جيدة، وإلا لما ذهب إلى إفريقيا ليستعيد: “الأمجاد العثمانية”، ولما أرسل جنوده إلى كردستان العراقية، وهو يعرف أن حزب العمال الكردستاني – التركي يستند في تطلعاته “القومية” إلى قوة كردية تشكل ثقلاً رئيسياً في تركيا، وهي إن تلوذ بالصمت الآن، فإن لحظة انتفاضتها باتت قريبة طالما أن الرئيس التركي قد “قطع” البحر الأبيض المتوسط نحو إفريقيا وهو يتغنى بالأمجاد العثمانية البالية.. والتي ذهبت مع الريح ولم يعد لها أي ذكر حتى في كتب التاريخ التركية.
على الرئيس التركي، الذي تؤكد المعلومات التاريخية أنه ليس عثمانياً، وأن عائلته قد جاءت من بلدة أردوغان التي كانت روسية، أن يدرك أن عهد التوسعات الإمبراطورية قد ولّى، ولن يعود، وأن “قفزته” إلى الدولة العربية (ليبيا) ستكون مكلفة جداً، وإن فايز السراج الذي استقبله بالأحضان سيطرد معه عندما تزول هذه اللحظة التاريخية المريضة.
تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى ثابتة وفق رؤية مستقبلية واضحة، للتحول إلى عاصمة للعالم في مجال …