الدكتور آرثر موريش
الرئيس التنفيذي لـ«أسباير
Dr. Arthur Morrish
CEO, Aspire

لماذا اخترت دولة الإمارات لتكون موطني الثاني؟

إن رؤية الإمارات الطموحة للتحول إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار رحلة فريدة بحق، خاصة وأن أهدافها السامية تكمن في الاعتماد على النفس والالتزام المطلق ببناء منظومة مستدامة يزدهر فيها الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساهمة في تعزيز الاقتصاد المعرفي بالبلاد.

تمتاز دولة الإمارات بمواردها الطبيعية الوافرة، لذلك قد يرى البعض أن الخيار الأسهل أمامها هو الاعتماد على استيراد مختلف المنتجات بدلاً من تعزيز صناعاتها الداخلية، ولكن الرؤية الاستثنائية والريادية للدولة دفعتها إلى بذل أقصى الجهود لتصبح في مصاف أكثر الدول المتقدمة في العالم خلال أقل من خمسين عاماً، إذ احتلت الإمارات مرتبة ريادية في مختلف المجالات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ومن أبرز هذه المجالات وأحدثها ما تبذله الدولة من جهود لمواجهة التغير المناخي.

ووضعت دولة الإمارات خططاً واستراتيجيات عالية المستوى تعكس تطلعات الدولة وطموحاتها على الصعيد العلمي، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية للابتكار واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة والاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2019 ورؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، وصاحبت هذه الاستراتيجيات والخطط خطوات عملية تثبت التزام الدولة بتحقيق أهدافها كاملةً.

وتشكل الجهود البحثية وأنشطة التطوير الركيزة الرئيسية لهذه الاستراتيجيات والخطط، ويميّزها اعتمادها الكلي على التعاون المحلي والإقليمي والدولي. وقد أسهم مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في وضع الإطار التنظيمي السليم لأبوظبي في هذا الصدد. وتكمن مهمتنا في “أسباير” بتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة.

ولا شك أن هذه الجهود الحثيثة لتعزيز التعاون والشراكة قد جذبتني وجذبت العديد من المبتكرين حول العالم لدولة الإمارات لتحقيق طموحاتهم وإشباع رغباتهم العارمة بحب الاستكشاف.

وشعرت بالفعل بروح التعاون السائدة حالما وصلت إلى أبوظبي، وكان العام الأول من عملي هنا حافلاً بجهود التضافر والابتكار، إذ أطلقنا تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية، الذي يهدف إلى إيجاد الحلول لأكثر مشاكل الأمن والسلامة تعقيداً في قطاع الشحن، كما أطلقنا مسابقة “إطعام المليار التالي” بالتعاون مع “إكس برايز” (XPRIZE) بهدف إحداث ثورة في سلاسل التوريد الغذائية العالمية وتأثيرها على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم.

وأصبحت هناك علاقة واضحة ووثيقة بين المبادئ التعاونية التي تتبناها أبوظبي من أجل تقديم الخير للإنسانية والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية ومسابقة “إطعام المليار التالي”، إذ تعمل كلتا المسابقتين على إشراك المبتكرين والباحثين من جميع أنحاء العالم لتطوير حلول ثورية لأبرز التحديات العالمية وأكثرها إلحاحاً. ولا شك أن المسابقتين ستثبتان نجاعة التعاون، ولا أعتقد أن هناك مكاناً أفضل لتحقيق ذلك من موطني الثاني هنا في أبوظبي.

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض