يقدِّم قطاع الفضاء الإماراتي نموذجاً لدولة استطاعت أن تقهر المستحيل وتختصر الزمن وتحقق في سنوات قليلة ما تُنجزه دول أخرى في عشرات السنوات، وتحول الأحلام إلى حقيقة واقعة على الأرض تُبهر الناظرين وتلهم الدول والأمم المتطلعة إلى النهوض والتقدم. ويعكس هذا القطاع قصة وطن منَّ الله عليه بقيادة تمتلك الحكمة والبصيرة والعزيمة والطموح، تقوده من نجاح إلى نجاح، ومن إنجاز إلى إنجاز. قيادة اهتمت بشعبها، وسخَّرت جهودها لتجعله أسعد شعوب العالم، فالتف الشعب حولها مُعبِّراً عن ولائه من خلال العمل من أجل خدمة بلده، واستدامة مجدها وعزتها ورخائها.
يتسم قطاع الفضاء بأنه أحد المجالات التي تعتمد على التقدُّم العلمي والتأهيل والتدريب والخبرة الواسعة في عدد الفروع العلمية المتطورة مثل الرياضيات والفيزياء والفلك والهندسة الإلكترونية وهندسة الحاسوب، والمختبرات والمعامل العلمية الحديثة، والبحث العلمي، والإمكانات الصناعية المتطورة، إلى جانب الاستثمارات المالية الضخمة والقدرة على عقد شراكات عملية مع مؤسسات علمية وبحثية كبرى. وقد نجحت دولة الإمارات في وقت وجيز في تلبية هذه الشروط الصعبة، وتوفير كل الظروف التي سمحت لقطاع الفضاء الإماراتي أن يصبح قصة نجاح ملهمة.
في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الماضي، انطلق إلى الفضاء القمر الصناعي الإماراتي “مزن سات” بعد أن صنع بكامله بأيدي طلاب إماراتيين، وهم أنفسهم الذين سيتولون مهمة رصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها. وفي اليوم التالي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يعلن إطلاق مشروع جديد لاستكشاف القمر، يضم مسكتشفاً قمرياً إماراتي الصنع، من المخطط له أن يهبط عام 2024 في مناطق لم تصلها البعثات البشرية من قبل، لتكون الإمارات هي الدولة الأولى عربياً والرابعة عالمياً التي تشارك في مهام استكشاف القمر. وفي اليوم نفسه أعلن فيه الدكتور المهندس محمد الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء،أن هناك سبعة أقمار صناعية إماراتية قيد التصنيع الآن.
إننا اليوم، وبعد نحو عقدين من أول خطوة إماراتية نحو دخول مجال الفضاء، نجد أنفسنا أمام إطار تشريعي قوي، يتمثل في “قانون تنظيم قطاع الفضاء”، وتخطيط مستقبلي مُحكم يتمثل في “السياسة الوطنية للفضاء” و”الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030”، وأمام مؤسسات متخصصة وطيدة الأركان تتمثل في “وكالة الإمارات للفضاء” و”مركز محمد بن راشد للفضاء”، وشركات ناجحة مثل “شركة الياه للاتصالات الفضائية” و”شركة الثريا للاتصالات”. ولدينا كذلك ثروة بشرية من أبناء الدولة مؤهلة تأهيلاً رفيعاً في التخصصات الهندسية الدقيقة في قطاع الفضاء، واستثمارات تبلغ 22 مليار دولار في هذا القطاع الواعد الذي ترى فيه الدولة رافداً مهماً لاقتصاد المعرفة.
برنامج تطوير “جاهزية الدفاع المدني بدبي”، يعد الأول من نوعه على مستوى العالم في مجال الإطفاء ومكافحة الحريق بشكل استباقي. أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى سيدي سمو الشيخ سيف بن …