رغم (الجائحة) التي أربكت الحياة العامة في جميع البلدان، فإن دولة الإمارات مستمرة في عطائها بالداخل وسخائها للخارج، لأن الإمارات تمتلك نظاماً قوياً للتقصي الوبائي بشأن الأمراض المعدية والسارية، ولديها استجابة فورية للتعاطي مع كافة التحديات الصحية العالمية، لذلك لم تتوقف مسيرتها لتحقيق رؤيتها نحو المئوية، لتكون من أفضل دول العالم في سرعة التعافي واستدامة الرخاء والصحة والأمن والأمان.
فخلال الأزمة.. أثبتت دولتنا في الداخل قدرتها على احتواء (الجائحة) بفضل رؤية ودعم ومتابعة قيادتنا الرشيدة لجهود (خط دفاعنا الأول) ورعايتها للفرق الحكومية التخصصية المساندة والتطوعية المجتمعية في مختلف القطاعات من المواطنين والمقيمين.
فتمكنت من تعزيز منظومة الرعاية الصحية بالقوة البشرية المؤهلة والقدرات التقنية الحديثة.. واستنهضت روح التكافل المجتمعي بمبادرات كبيرة، وحرصت على تأمين حياة كريمة لمئات آلاف العمال الذين توقفت أعمالهم، وساعدت الآلاف منهم الراغبين بالعودة إلى بلدانهم، ودعمت المشاريع المتأثرة بالجائحة بمجموعة من القرارات التحفيزية والتمكينية لتجاوز تداعيات الأزمة.
ووضعت على رأس أولوياتها صحة الموظفين والمتعاملين عند استئناف العمل، فوفرت الدولة منظومة تعقيم حديثة تستخدم (الأشعة فوق البنفسجية لتطهير مكاتب العمل)، ونظام رصد وقائي متقدم يستخدم أحدث كاميرات التشخيص الحرارية لأعراض المرض، وأجهزة فحص تعطي النتائج الدقيقة خلال فترة قياسية، ومراكز عزل في الإدارات للحالات الطارئة، ووفرت مواد التعقيم والكمامات والكفوف مجاناً في المكاتب، إلى جانب نجاح تجربة العمل (عن بُعد) في القطاعين الحكومي والخاص.
وعلى المستوى الدولي، أثبتت دولة الإمارات ريادتها العالمية بمبادرات متكاملة تمثلت في انتشال الاشخاص العالقين في المناطق الموبوءة بالوباء (من مختلف الجنسيات)، ورعايتهم وإعادتهم الى بلدانهم سالمين، وإرسال المساعدات الطبية لمكافحة فيروس كورونا المستجد الى أكثر من 50 دولة في العالم بلغت أكثر من 570 طناً من المواد والمستلزمات الطبية لإغاثة 570 ألف شخص من العاملين في الرعاية الطبية، وانطلقت من دبي حوالي 80% من شحنات المواد الطبية المخصصة من قبل منظمة الصحة العالمية للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد إلى مختلف أنحاء العالم.
وبناء على هذه الإنجازات وغيرها.. انطلقت في دولة الإمارات مشاريع مرحلة التعافي والعودة للحياة الطبيعية، بيقظة والتزام وقائي حكومي ومجتمعي، لمنع تسلل الوباء من جديد إلى القطاعات التي انحسر فيها، لأن (الجميع اليوم مسؤول عن الجميع).. ومن هنا من حقنا أن نؤكد ماقاله سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “إن تجربة «كورونا» جعلتنا أقوى وأفضل وأسرع”!
تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى ثابتة وفق رؤية مستقبلية واضحة، للتحول إلى عاصمة للعالم في مجال …