في أكتوبر2017، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن “استئناف الحضارة قرار وليس شعاراً”، ليؤكد أن دولة الإمارات قررت أن تكون المكان الذي ينطلق منه استئناف الحضارة العربية-الإسلامية العريقة التي رفع علماؤها لواء المعرفة في مجالات الفلك والطب والرياضيات والكيمياء والفيزياء وغيرها، لقرون طويلة، وعلّموا العالم في عصور ظلامه وانحداره.
وعندما ينطلق “مسبار الأمل” في منتصف يوليو 2020، ليصل إلى المريخ في الذكرى الخمسين لإنشاء الإمارات في 2021، فإن الإمارات توجه رسالة مهمة إلى العالم كله، وخاصة العالم العربي، مفادها أنها تمتلك إرادة التقدم والمنافسة في أصعب المجالات وأكثرها تعقيداً، وأنها شعاع الضوء الذي يبعث الأمل في غد أفضل للشعوب العربية، والدولة القادرة على تحقيق طموحاتها مهما كانت التحديات، حيث أصرت على إطلاق المسبار في موعده المحدد سلفاً على الرغم من ظروف جائحة كورونا، لتؤكد أنها لن تسمح لأي شيء بإعاقة مشروعاتها الكبرى أو سعيها لتكون أفضل دولة في العالم في الذكرى المئوية لقيامها في عام 2071.
“مسبار الأمل” هو أول مسبار عربي وإسلامي يتم إرساله إلى المريخ، والهدف هو بناء مستعمرة بشرية فوق الكوكب الأحمر بحلول عام 2117، كما أن الإمارات، من خلال مشروعها الفضائي، تعد واحدة من بين تسع دول فقط في العالم لديها طموحات لاستكشاف المريخ، ما يجسد مدى أهمية الخطوة الإماراتية ودلالاتها المهمة، ويضاف إلى ذلك إرسال الإمارات أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية العام الماضي، ولذلك يمكن القول إن الإمارات قد أثبتت وتثبت أنها تمتلك إرادة التقدم حتى في المجالات التي كان يُنظر إليها، لسنوات طويلة، على أنها حكر على دول بعينها، وقدمت وتقدم صورة إيجابية عن العرب، غير الصورة المشوهة والمبتورة التي يقدمها المتطرفون والإرهابيون، ومن هنا فإن مسبار الأمل ليس إنجازاً حضارياً إماراتياً فحسب، وإنما هو انجاز حضاري عربي كذلك، يحق لكل عربي أن يفتخر به.
لا يمكن فصل “مسبار الأمل” عن الطموح الإماراتي الأشمل في الأخذ بناصية العلوم الحديثة، واقتحام مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والانخراط في الثورة الصناعية الرابعة بكل تجلياتها، من منطلق إدراك عميق بأن العلم الحديث هو جوهر التقدم، وأن هذا العلم متاح لكل من يمتلك إرادة الحصول عليه ويسعى إليه بقوة وتصميم ووعي وتخطيط، وأن التقسيم القديم للعالم بين دول “متقدمة” ودول “متخلفة” ليس له وجود في قاموس الإرادة الإماراتية.
وفي ظل الدراسات الكثيرة التي تؤكد أن الفضاء مليء بالفرص التي تدعم التنمية وتحدد أوزان الدول وحدود تأثيرها، فإن اهتمام الإمارات بالفضاء، وخاصة المريخ، يقوم على أسس قوية، حيث تتعاظم تطلعات العلماء إلى أن اكتشاف المريخ ستكون له آثاره الإيجابية الكبيرة، وسيفتح آفاقاً علمية وتنموية ثرية أمام العالم.
وفي هذه المناسبة، فإن مجلة الجندي تتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بهذا الإنجاز الحضاري الكبير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات، وإلى الشعب الإماراتي، والشعوب العربية.. ودامت الإمارات في موقع الريادة على الدوام بإذن الله.
أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة خطوة كبيرة وعالمية في المجال البيئي والمحافظة على جودة الهواء عن طريق مشروع (التحالف البيئي) الذي جمع أكبر منظمات الإطفاء …