من يتتبع تاريخ منطقة الخليج العربي، ولا سيما العلاقات الإماراتية العمانية، لا يحتاج لكثير عناء كي يكتشف عمق هذه العلاقات وتجذرها التاريخي، على كافة مستوياتها الثقافية والاجتماعية والدينية، فبين الإمارات وسلطنة عمان تاريخ قديم كتبت سطوره بسواعد الشعبين اللذين عاشا التجارب الحياتية نفسها، فكونا روابط قبلية وأسرية قديمة قدم تاريخ البلدين الشقيقين، اللذين تربطهما الجذور، وتوحد بينهما الآمال بالمستقبل.
وفي تاريخ البلدين العريق، تتداخل العوامل الجغرافية، والثقافية، والاجتماعية، وصولاً إلى العائلية، بشكل لا يمكن معه التفريق بينهما.
والعلاقات بين مسقط وأبوظبي لا يمكن ربطها بتاريخ قيام دولة الإمارات في العام 1971، كما يعتقد البعض، وإنما هي علاقات تندرج في عمق تاريخ البلدين المشترك.
ولذلك عندما تقدم الإمارات العربية المتحدة تعازيها لشقيقتها سلطنة عمان قيادة وشعباً بوفاة بانيها ورائد نهضتها الراحل السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، إنما تعزي نفسها في الوقت ذاته، بهذه القامة العربية الإسلامية التي وهبت نفسها للوطن والشعب في سلطنة عمان الشقيقة، وخدمة القضايا العربية والإسلامية.
وقصة العلاقات الأخوية بين البلدين، رغم قدمها، إلا انها تجد تجسيدها الأوضح في تلك العلاقة الأخوية الصادقة التي كانت تربط بين الراحل الكبير ومؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وأخيه الراحل الكبير السلطان قابوس بن سعيد، واللذين تركا بصمتهما الخيرية، ليس على بلديهما فحسب، وإنما على المستوى العربي والإقليمي، وحتى العالمي.
فكانا رَجُلَي المراحل الصعبة، وصاحبي القرارات الشجاعة الحكيمة، التي تركت آثارها على المنطقة كلها، إذ لا يمكن أن نتحدث عن تاريخ الخليج العربي، من دون أن تستوقفنا مواقف هذين القائدين العربيين، والدور الرائد الذي لعباه في خدمة القضايا العربية والإسلامية.
والحقيقة أن العلاقات الأخوية بين البلدين باتت بفضل حكمة وعروبية القيادتين أنموذجاً حياً، للتعاون الأخوي الصادق، حيث أثمرت هذه العلاقات الجيدة تعاوناً بين البلدين في كل المجالات السياسية والإقتصادية، وعززت الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية بين البلدين الشقيقين، لما فيه خير ومصلحة الشعبين وأمن وسلام منطقة الخليج والأمن القومي العربي بأسره.
ولذلك يصح القول إن ما يجمع بين البلدين من روابط أخوية، ليس في مصلحة البلدين فقط وإنما في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية.
أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة خطوة كبيرة وعالمية في المجال البيئي والمحافظة على جودة الهواء عن طريق مشروع (التحالف البيئي) الذي جمع أكبر منظمات الإطفاء …