من المعروف أن الهوية الوطنية تعتبر تجسيداً لحياة الفرد داخل مجتمعه، والتي يتحكم بها مجموعة عوامل مثل اللغة والأخلاق والعادات المجتمعية الموجودة في المحيط، والفرق بين الهوية الوطنية والهوية الشخصية أن الهوية الشخصية هي التي تميز الفرد عن غيره من خلال سماته الشخصية وثقافته وميوله وما إلى ذلك، وهي باختياره، وتتحكّم الهوية في ظهور الانتماء الطوعي لدى الفرد لمجتمعه وهو ما يعزز من هويته الوطنية.
وللهوية الوطنية أهمية كبرى لدى الشعوب والمجتمعات الإنسانية، فهي تعمل على توحيد جميع الفئات المختلفة في الدين أو العرق أو اللغة داخل المجتمع تحت قوانين ثابتة، الهدف منها تحقيق الاستقرار وتوحيد كل الأفراد في أمة واحدة، وتبني رابطة بين جميع أفراد المجتمع الواحد.
ولعل أهم ما يميز الهوية الوطنية هي أنها القوة التي تربط بين أفراد المجتمع في إطار المساواة وحصول كل فرد من أبناء المجتمع على حقوقه والقيام بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه الوطني، ناهيك عن أنها تشكل الضمان الحافظ لمجموعة القيم والعادات والتقاليد والقيم الأخلاقية التي ترافق المجتمع خلال تاريخه.
وهنا تجدر الإشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ذات التاريخ العريق والتجربة الحضارية الفريدة، والتي لعبت هويتها الوطنية دوراً بارزاً في الحفاظ على خصوصية الشعب الإماراتي، حيث مثّل هذا الشعب أنموذجاً مشرفاً في الحفاظ على الهوية الوطنية، من خلال اعتزازه بوطنه وتاريخه العريق، وتمسكه بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي تربى عليها ورافقته خلال مراحل حياته كلها.
وإن تحدثنا عن الحفاظ على الهوية الوطنية، فنجد أن الشعب الإماراتي استطاع عبر كل مراحل تاريخه أن يحافظ على هويته الوطنية، وأن يحميها من المهددات التي قد تعترض سبيلها، لا سيما وأن الإمارات العربية المتحدة، دولة حضارية حباها الله بقيادة حكيمة أولت اهتماماً لافتاً لمصلحة مواطنيها، ومصالح الوطن الذي تحول بفضل هذه السياسة إلى واحة من الأمن والأمان والاستقرار، خاصة في ظل سعي القيادة إلى توفير كل سبل العيش الكريم للمواطنين والمقيمين على أرضها، تحت سقف قانون ينظم العلاقات الإنسانية ويحترم حقوق الإنسان ويعمل على تعزيزها.
أخيراً، يمكن القول إن الاهتمام بالهوية الوطنية، يعد المقياس الأهم في وعي الشعوب ومستوياتها الثقافية، وهو ما أدركه الشعب الاماراتي وسعت له قيادته التاريخية بكل جد وإخلاص.