كانت دولة الإمارات كلها، على موعد مع التاريخ في التاسع من فبراير 2020؛ ففي هذا اليوم احتفت بأبنائها الأبطال المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، بعد أن أدوا واجبهم الوطني والقومي والإنساني، بكل إخلاص وشجاعة وكفاءة، وضربوا المثل والقدوة في التضحية والفداء، وتركوا للأجيال القادمة ملاحم بطولية تفتخر بها وتستمد منها العزم والقوة والإلهام.
في هذا الاحتفاء، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحكام، في مقدمة الحضور، تعبيراً عن سمة أصيلة من سمات الإمارات وقيادتها وشعبها منذ القدم، وهي الوفاء لكل من رفع راية الوطن في أي ميدان في الداخل أو الخارج، وكل من أخلص في خدمته والدفاع عنه. وقد تجسد الوفاء في أروع صوره، في هذا اليوم، في الحرص على استذكار الشهداء، وتقديم الشكر والتقدير لأمهاتهم وآبائهم وذويهم، وتخليد أسمائهم في ذاكرة الوطن.
إن دور الإمارات في اليمن منذ عام 2015، لم يكن دوراً عسكرياً فقط، وإنما كان دوراً إنسانياً وتنموياً أيضاَ، لأنها ذهبت إلى هناك من أجل الشعب اليمني وحقه في العيش الكريم والحرية والسلام، ولذلك عملت دائماً على تخفيف معاناته، وتقديم الدعم له، ومازالت ملتزمة بمسؤوليتها في مساعدته.
ولم تقاتل الإمارات في اليمن الميليشيات المتمردة فحسب، وإنما واجهت كذلك، قوى التطرف والإرهاب وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، وحققت نجاحاً شهد به القاصي والداني في دحر الإرهاب في الجنوب اليمني، ووفرت الحماية للملاحة الدولية في أحد أهم ممراتها، مجسدة دورها كعنصر للاستقرار والأمن في المنطقة والعالم.
لقد أظهر جنودنا البواسل في مهمة اليمن بطولات استثنائية، وكفاءة كبيرة واحترافية عالية، وجسدوا أخلاق الإمارات وقيم شعبها في نجدة المظلوم والوقوف ضد البغي والعدوان، والفزعة للأشقاء في أوقات المحن، وسوف يظل ما قدموه على أرض اليمن الشقيق شاهداً على عظمة الإمارات وشعبها وقيادتها، وعلى أن قواتنا المسلحة هي حصن الوطن ودرعه الواقي والحامي لمكتسباته.
إن على المعاهد والأكاديميات ومراكز الدراسات المتخصصة، مسؤولية كبيرة خلال الفترة القادمة في دراسة كل جوانب مهمة الإمارات والتحالف العربي في اليمن، واستكشاف دروسها العسكرية والإنسانية العميقة والغزيرة، لإنها لم تكن عملية عابرة في تاريخ الوطن أو المنطقة، وإنما كان قرارها أحد أهم القرارات شجاعة وحكمة في التاريخ العربي الحديث.
أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة خطوة كبيرة وعالمية في المجال البيئي والمحافظة على جودة الهواء عن طريق مشروع (التحالف البيئي) الذي جمع أكبر منظمات الإطفاء …