أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خـلـيـفـة بن زايـد آل نـهـيـان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله”، وإلى صاحب السمو الشيخ مـحـمـد بن راشـد آل مـكـتـوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وإلى صاحب السمو الشيخ مـحـمـد بن زايـد آل نـهـيـان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، بانتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة، لعضوية مجلس الأمن الدولي 2022-2023، فبفضل الله، ثم بفضلهم، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة على ما هي عليه الآن من تميز وتطور ومواكبة في جميع المجالات، والتي أكدتها الأرقام والمؤشرات العالمية، لتصبح بذلك نموذجاً يحتذى به في البناء والتطوير والتقدم المهني والعلمي، ولتحتل مكانة ريادية بين أفضل الدول العصرية والحديثة على مستوى العالم.
ويعد انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2022-2023، تأكيداً لدور دولتنا الريادي ومركزها الصداري، كما يؤكد المكانة التي تحظى بها بين دول العالم، والتي تحصلت عليها من خلال نهجها التصالحي والسلمي، وتعزيزاً لخطها الوسطي التسامحي، وهو إنجاز كبير للدبلوماسية الإماراتية التي نجحت في إيصال رسالة دولتنا إلى العالم، وعكست الوجه المشرق والحقيقي للإنسان الإماراتي.
إن نيل الإمارات عضوية مجلس الأمن لم يكن بمحض الصدفة، بل هو نتاج عمل طويل ومتطور بدأه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والذي كان نموذجاً يحتذى في تقديم الإمارات بأبهى وأفضل صورها، من خلال تواصله مع القيادات والشعوب، فكان بفراسته وحكمته وبكلماته البسيطة والمعبرة رجل الدبلوماسية الأول، تحبه القلوب وتعشق الآذان كلماته، فهو “رحمه الله” أسس للدبلوماسية وأرسى قيمها، وسار على نهجه قادتنا وقيادتنا الرشيدة، فقد أرادو لهذه الدولة أن تكون سباقة في كل شيء، وقد تحقق لهم هذا المراد، فها هي دولة الإمارات تتبوأ مركز الصدارة في الدبلوماسية وفي الصحة وفي الأمن والأمان والتعليم والسياحة والتطور التقني وصولاً إلى الفضاء، وقل ماشئت تجد الإمارات الأولى دائماً.
إن النجاح ونيل قصب السبق مرتبط بأبناء زايد، فجينات الإبداع والتفوق متوارثة عندهم، ومن تربى على يد زايد من الطبيعي أن يكون مثله، فهذا الشبل من ذاك الأسد، إن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حقق نجاحاً غير مسبوق، ويعود له الفضل بعد الله تعالى إلى ما شهده العالم وما شهدناه من تفوق الدبلوماسية الإماراتية في المحفل الدولي الذي توج بهذا الاختيار، وقبله وصول جواز الإمارات إلى صدارة المؤشر العالمي، هنيئاً للإمارات وشعبها بهذه القيادة التي تؤمن بالرقم واحد والتي أوصلت الإمارات إلى الفضاء وإلى عضوية مجلس الأمن في عام الاستعداد للخمسين، والذي تشرئب فيه الأعناق إلى المزيد من النجاحات والتطلعات التي تعزز مكانة دولتنا العالمية أكثر.