يسهم الاستعداد الذهني في تعزيز ثقة مُمارسي الجوجيتسو بمهاراتهم وجاهزيتهم البدنية، وتحسين قدرتهم على مواجهة التحديات أثناء المنافسات، إلى جانب حشد طاقاتهم وتسخيرها بالشكل الأمثل لإحراز الانتصارات. ومن وجهة نظر كلٍ من رامون ليموس، مُدرب الجوجيتسو والمدير الفني للمنتخب الوطني والبطل فيصل الكتبي الحائز على العديد من الميداليات الذهبية في آسيا والعالم، فإن الجاهزية النفسية للاعب الجوجيتسو تكون بنفس القدر من الأهمية مع برامج الاستعداد البدني وتنمية المهارات التي تُنظّم قبيل خوض المنافسات أو الانضمام لمُعسكرات التدريب.
ثقة اللاعبين بقدراتهم
ويشدد الكتبي على أن إحراز النصر في المنافسات مرهون بمدى ثقة اللاعبين بقدراتهم واستعدادهم الذهني بالإضافة إلى مستوى جاهزيتهم الفنية والبدنية. ويقول بهذا الصدد: «عندما يكون اللاعبون على أتم الاستعداد من الناحية الذهنية، ستكون لديهم قدرة أكبر على التركيز أثناء خوض المنافسة على البساط. كما يؤدي الاستعداد الذهني والنفسي دوراً كبيراً في تحسين قدرة الرياضيين على التعافي بوتيرة أسرع، بالإضافة إلى ضمان استعدادهم بشكلٍ أفضل لخوض مزيد من التحديات المُقبلة».
ويعتقد الكتبي، الذي شارك كمُدربٍ في بطولة الجوجيتسو التنشيطية التي استضافتها العاصمة أبوظبي أخيراً، بأنه يتوجب على المدرب فهم طبيعة اللاعبين الذين يُشرف عليهم، ومساعدتهم على الاستعداد بشكل فردي. وقد أدرك الكتبي أن مُشاركة أفراد الفريق في تدريبات جماعية مُخصصة لتنمية قدراتهم الذهنية شكّل إحدى الطرق الأكثر فعالية لضمان استعدادهم الجيد لخوض المنافسات. وبعد انتهاء كل تدريب أو نزال، يُشجع الكتبي لاعبيه على مناقشة النزالات بشكلٍ جماعي ومواصلة تحفيز بعضهم بعضاً.
التصميم على إحراز النصر
في نفس السياق يضاهي الاستعداد الذهني والنفسي من حيث الأهمية الجاهزية البدنية بالنسبة للاعبة نور الهرمودي، التي تُعد إحدى أفضل محترفات الجوجيتسو الإماراتيات. وتقول الهرمودي: «ينبغي على مُمارسي الجوجيتسو التحلّي بدرجة التركيز الذهني المطلوبة حتى يتسنّى لهم استكمال التمارين بكامل طاقتهم. ويُعتبر التصميم على إحراز النصر الجانب الأكثر أهمية بالنسبة للاعب خلال المباريات. وبالنسبة لي فأنا أركز أثناء خوض النزالات في أي بطولة على مباشرة النزال بأسلوب يعزز من التأثير على منافستي، والتفوق عليها من الناحية النفسية والفنية، من حيث كسب النقاط، وفرض هيمنتي أثناء النزال. وفي اللحظة التي أخطو فيها نحو بساط المنافسة، أركز على الفوز بتلك المنافسة وجميع مباريات البطولة، لأني أطمح دوماً لحصد الميدالية الذهبية».
كما أكدت الهرمودي أنها اكتسبت مهارات وقدرات متميزة خلال مسيرتها في مجال رياضة الجوجيتسو، بفضل كفاءة مُدربتها التي حرصت على توعيتها بأهمية الاستعداد النفسي وضرورة استدعاء القدرات الذهنية أثناء خوض المنافسات.
تحدِّ ذهني على البساط
واختتمت الهرمودي بالقول: “الجوجيتسو أشبه بلعبة الشطرنج؛ إذ يتوجب عليَّ خوض تحدٍ ذهني على البساط لأستطيع اقتناص الفرص المناسبة والتغلب على الخصوم. ويرتبط هذا التحدي بقدراتي الذهنية العالية التي تُساعدني بدورها على تطبيق مهاراتي البدنية التي اكتسبتها أثناء التدريبات”.