» إتحاد الإمارات للجوجيتسو
ندرك جميعاً أن المثل العربي “العلم في الصغر كالنقش في الحجر” ما زال يثبت صحته رغم كل التطوّر في أساليب ومنهجيات التعليم. ولا تقتصر صحة هذا المثل على المجال الأكاديمي العلمي، إذ يثبت صحته في المجال الرياضي أيضاً، حيث تعمل مختلف الأندية الرياضية على استقطاب المواهب في أبكر المراحل العمرية الممكنة، لضمان تنمية البنية العضلية للطفل وقدراته الفنية ويقظته الذهنية، لوضعه على طريق الاحتراف في سنٍ مبكرةٍ. وإذ كانت رياضة الجوجيتسو من الرياضات البدنية التي تتطلب مستويات عالية من المرونة، تحرص الأندية الرياضية على البحث عن المواهب الشابة من بين طلاب المدارس، بشكلٍ يتيح لهم ممارسة رياضةٍ تحسّن قدراتهم الرياضية ومسيرتهم التعليمية في ذات الوقت.
وانطلاقاً من رسالته الرامية لتوظيف جميع الأساليب لخدمة المسيرة التعليمية للطلاب، تبنى مجلس أبوظبي للتعليم (دائرة التعليم والمعرفة حالياً) عام 2008 رياضة الجوجيتسو ضمن مصفوفة المدارس الحكومية، حيث بدأت المبادرة باستهداف مدارس أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، لتشمل في البداية 14 مدرسة فقط. وحققت هذه المبادرة نتائج مميّزة من حيث استقطاب أعدادٍ واسعة من الطلاب، لتتوسع المبادرة بعد ذلك لتشمل 46 مدرسة في عام 2012. وتواصل هذه المبادرة النبيلة نموها لتشمل حوالي 167 مدرسة في أبوظبي حتى عام 2019، فيما تجاوز عدد الطلبة المشاركين 78,000 طالب وطالبة.
واستهدف البرنامج في بداياته الطلبة في الصفين السادس والسابع ليتم تطويره لاحقاً ليشمل الطلبة من الصف السادس وحتى الثاني عشر. ومع تواصل مسيرة نجاحات البرنامج، أطلق مجلس أبوظبي للتعليم أربع منافسات ضمن برنامج الجوجيتسو المدرسي، وهي المسابقات الداخلية على مستوى المدارس والمسابقات المباشرة بين المدارس والتصفيات التأهيلية على مستوى المكاتب التعليمية الثلاثة في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية ونهائيات بطولة أبوظبي العالمية التي تقام في شهر أبريل من كل عام.
نشر الجوجيتسو
وانطلاقاً من مكانتها كعاصمةٍ عالمية للعبة، تسعى إمارة أبوظبي إلى نشر رياضة الجوجيتسو بين أوسع شريحةٍ ممكنة من المجتمع، بهدف تنشئة جيل من الطلبة المتفوقين دراسياً والموهوبين على بساط منافسات الجوجيتسو، وتدريبهم وصقل مهاراتهم للوصول بهم إلى أعلى المعايير العالمية وتمكينهم من تمثيل الوطن في مختلف المحافل الرياضية. وباعتبار طلبة اليوم هم قادة وروّاد وصنّاع المستقبل، كان من الضروري العمل على تطوير كفاءاتهم الرياضية وتشجيعهم لتبني هذه الرياضة.
أهداف نبيلة
وبعد مرور أكثر من عقدٍ على انطلاقته، يواصل برنامج الجوجيتسو المدرسي تحقيق أهدافه النبيلة المتمثّلة في تشجيع التنمية الذاتية لكل طالب، وتحسين الصحة واللياقة البدنية للطلاب من خلال دفعهم لتبني نمط حياةٍ صحي ونشيط، وتعزيز قدراتهم في الدفاع عن النفس بشكلٍ منضبط. وعلى المستوى الأخلاقي، يهدف برنامج الجوجيتسو المدرسي لتعزيز قيم الالتزام والاحترام والانضباط والعزيمة والروح الرياضية لدى الطلبة، وذلك من خلال توفير التدريب في إطار ترفيهي يهدف إلى التنمية الذاتية. وبالطبع، فإن من الأهداف الرئيسية للبرنامج هو تطوير المواهب الشابة لرفد المنتخب الوطني بأبطال الجوجيتسو ضمن فئة دون 18 عاماً، وذلك من خلال تحفيز الطلاب على مواظبة التدريب خلال العام الدراسي، بما يؤهلهم لدخول المنافسات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
وقد أنتج برنامج الجوجيتسو المدرسي بعض أهم نجوم اللعبة على المستوى المحلي والوطني من أمثال عمر الفضلي، وديمة اليافعي ، وبشاير المطروشي، وخليفة نصراتي.
فريق متخصص
ويعمل فريق متخصص من أفضل المدربين العالميين المؤهلين من ذوي الكفاءة العالية والمهارات الاستثنائية، والذين يتمتعون بفهمٍ معمّق لقيم الرياضة الجوهرية على غرس هذه القيم لدى الطلبة المشاركين في البرنامج، بما في ذلك قيم الاحترام والانضباط وقبول عواقب الأفعال بشجاعة. ولكونها رياضة بدنية تتطلب مواجهة الخصم بشكلٍ منفردٍ على بساط المنافسة، يهدف برنامج الجوجيتسو المدرسي لترسيخ قيم العزيمة والتصميم من خلال تشجيع الطلاب على بذل الجهود لتحسين مهاراتهم، وروحهم الرياضية.
وتعتمد المزيد من المدارس برنامج الجوجيتسو المدرسي انطلاقاً من إدراكها للنتائج الإيجابية المترتبة عليه من حيث تطوير المهارات البدنية والذهنية للطلاب، وتشجيعهم على اتخاذ موقف إيجابي وحماسي تجاه الصحة واللياقة.
فعاليات ومنافسات
وحرصاً على تشجيع المزيد من الطلاب والمدارس على تبني الرياضة، ينظم القائمون على برنامج الجوجيتسو المدرسي فعاليات ومنافسات سنوية، ويحرص اتحاد الإمارات للجوجيتسو على دعم البرنامج والفعاليات التي ينظمها، لإتاحة الفرصة أمام أوسع شريحةٍ من الطلبة لإثبات مهاراتهم، وجدارتهم بالانتساب للمنتخب الوطني والمشاركة في المنافسات المحلية والدولية..