شكلت الوقاية من عوامل الحرب الكيميائية محوراً مهماً من اهتمام الجيوش على مر التاريخ، وتطور تصنيع ملابس الوقاية مع التطورات التقنية الأخرى في علوم المواد والتصنيع والتكنولوجيا العسكرية. بدأ استخدام الملابس الواقية من العوامل الكيميائية المستخدمة في الحرب العالمية الأولى من المطاط، حيث يتم تغطية جسم الجندي بالكامل مع القفازات والأحذية باستثناء الوجه الذي يحميه القناع، وعادة ما توصف هذه الملابس بأنها غير منفذة، وهذا يعني أن العوامل الكيميائية لا يمكنها اختراقها، وفي نفس الوقت لا يستطيع العرق الذي يتم إفرازه من الجلد أن ينفذ للخارج، ولذلك يشكل ارتداء ملابس من هذا النوع لفترة أطول وسيلة غير مريحة، خاصة في المناخات الحارة، ومن الممكن أن تتمزق وتتعرض للاهتراء بسهولة في مثل هذه الظروف الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك يحد ارتداء الملابس الواقية الكيميائية أثناء القيام بالعمليات العسكرية من مهارة الجندي وتنقله وسيطرته وتحكمه واتصالاته وقدرته على التحمل. وتاريخياً تم إجراء العديد من الدراسات الميدانية لتحديد مدى تأثير الملابس الواقية في ساحة المعركة الملوثة كيميائياً على المهمة القتالية والتأثيرات الفسيولوجية والنفسية على المقاتل، وقد اختلفت الدراسات في الأساليب والتعقيد، إلا أنه كان لها هدف مشترك يتمثل في مقارنة أداء المهام وتحمل الجنود الذين يرتدون مجموعة الحماية الكاملة في ظروف الحرب الكيميائية مقابل ارتداء الزي العسكري الميداني القياسي، وكانت لها نتيجة واحدة مفادها أن ارتفاع درجات الحرارة المحيطة وأعباء العمل المرتفعة يضران بشكل خاص بالقدرة على التحمل. وللتغلب على كل هذه التحديات يشكل التدريب الواقعي ضرورة للحفاظ على الأداء في ساحة المعركة الملوثة كيميائياً. وعلى الرغم من حقيقة أن الدول الرائدة في العالم قد تخلصت من معظم مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية، فإن التهديد باستخدامها لا يزال حقيقياً. ولا تزال ترسانات بعض دول العالم الثالث بها مخزونات كبيرة من عوامل الحرب الكيميائية ويتم استخدامها بنشاط خلال القتال في الصراعات والنزاعات المسلحة أو في حالات الإرهاب الكيميائي.
حماية بدون إجهاد
إن خطر التعرض لهجوم بالعوامل الكيميائية هو مصدر قلق للقادة العسكريين في العمليات، على الرغم من أن استخدامها قد يبدو غير متوقع، بسبب حظر مثل هذه الأسلحة من خلال المعاهدات الدولية. ولا شك أن هناك سبباً وجيهاً لهذا القلق، لأنه إذا لم تكن القوات مهيأة وغير مجهزة بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر فادحة وفشل العملية. لذلك يتطلب هذا اعتماد التدابير اللازمة للتحضير للحماية من عوامل الحرب الكيميائية، ولعل أهمها معدات الحماية الفردية، ويمكن أن تكون هذه المعدات ضخمة وثقيلة ومرهقة، وغالباً لها تأثير سلبي في قدرة الجنود على أداء واجباتهم وتحد من تنقلهم وأدائهم. وفي حالة وقوع هجوم كيماوي يجب على كل جندي الرد على الفور، مرتدياً معدات الوقاية اللازمة للحماية من التعرض، وهذا يعني أنه يجب عليه أن يرتدي باستمرار قناع الغاز وبدلة واقية من المواد الكيميائية الخاصة، وقد تم تصميم هذا الزي خصيصاً للحماية من المواد السامة وغالباً ما يتم ارتداؤه فوق الملابس القتالية العادية. ويمكن أن يكون مرهقاً وغير مريح ويسبب التعرق خاصة إذا كانت البدلات الواقية محكمة الإغلاق، ولا تتنفس، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم. وفي ظروف درجات الحرارة المحيطة المرتفعة، يزداد الاحتمال (حتى بدون النشاط البدني العالي للجنود في المعركة) إلى الإصابة بضربة الشمس والجفاف ومشاكل أخرى خطيرة، ويصبح أداء أبسط المهام في مثل هذه البدلة معقداً، وتقل القدرة على التحمل بسرعة.
تم تحديد العديد من المخاوف المتعلقة بالعوامل البشرية العملية عند ارتداء مثل هذه البدلات الواقية، وخاصة التي تنطوي على مخاطر الإجهاد الحراري في المناخات الدافئة، بما في ذلك سمات الزي المرهقة التي تنتج آثاراً سلبية على أداء مهام الجندي العادية. ويؤثر ارتداء ملابس الوقاية الكيماوية سلباً في أداء المهام التي تتضمن الاتصال الشفوي والمرئي، والنشاط الحسي (الرؤية، والسمع، والحركة، والشم) والرماية بالبنادق، كما يواجه الجنود عند ارتداء الملابس الواقية صعوبة في التنفس من خلال أقنعة الغاز وبعض المشكلات النفسية المثيرة للقلق مثل الخوف من الأماكن المغلقة، وقلق نفسي دائم بشأن ما إذا كانت ملابس الوقاية ستحميهم تماماً من تهديدات العوامل الكيميائية أو البيولوجية الوشيكة، خاصة أن كثيراً منها غير مرئي. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من السمات الجسدية المميزة (مثل شكل الجسم والشعر ولون البشرة وحتى الصوت) للجندي، ستحجبها ملابس الوقاية الضخمة، وهذا يعيق التعارف والتواصل بين أعضاء الفريق الواحد، وعادة ما تقوم الوحدات بتطوير أنظمة تعليم موحدة جديدة للتغلب على هذا القصور الذي تفرضه ملابس الوقاية الكيماوية.
تنفذ في الولايات المتحدة الأمريكية العديد من برامج البحث والتطوير التي تهدف إلى إنشاء أنظمة حماية فردية لها عبء فسيولوجي أقل على الجندي، وتوفر الحماية المطلوبة وفي نفس الوقت تقلل الحمل الحراري وتعزز راحة الارتداء. طورت بعض الشركات أقمشة واقية نفاذة بشكل انتقائي تعمل على تقليل التعرق، مما يؤدي إلى خروج الحرارة، ولكن في نفس الوقت يمنع تغلغل العوامل السامة الى الداخل. كما تُدرس بعض الحلول الممكنة باستخدام تقنية النانو، والتي ستوفر المزيد من المنسوجات الخفيفة للحماية والتنفس، حيث تتمتع أقمشة الألياف النانوية المطلية بآفاق جيدة، لأنه بعد تشبع المادة الماصة تظل منيعة على المواد السائلة والهباء الجوي، وتضمن إزالة الحرارة وعدم إعاقة عملية التعرق. يُعتقد أيضاً أن هذا الزي الواقي سيكون أكثر متانة ويوفر لمرتديه أفضل راحة. إن عملية تصنيع البدلات الواقية من العوامل الكيميائية تتطلب تناغم وانسجام المخططين العسكريين لتحديد الشكل المثالي لمهمة محددة ومنتجي الملابس الكيميائية لخلق التصميم الأمثل للملابس، والباحثين من أجل إيجاد التوازن المثالي بين العبء الفسيولوجي والحماية واختبار الجودة لتحديد المعايير الرئيسية.
التجربة الأمريكية
1 - بدلة المعركة الإضافية (BDO): في الثمانينات من القرن الماضي، أجرى الجيش الأمريكي العديد من الاختبارات المعملية والميدانية للملابس الواقية الكيميائية (CPC) المصممة للحماية من عوامل الحرب الكيماوية والبيولوجية في ساحة المعركة. في ذلك الوقت، كان يشار إلى النسخة المعاصرة من ملابس الوقاية الكيميائية لمعظم قوات الناتو عادةً باسم بدلة المعركة الإضافية (Battle Dress Over garment (BDO، وهي بدلة تحتوي على مرشحات مبطنة بالفحم، ويتم ارتداؤها مع قفازات مطاطية وأحذية وغطاء واقٍ وقناع غاز للوجه. وتتكون من قطعتين بـ4 ألوان تمويه الغابات، يتم ارتداؤها في جميع البيئات، وعندما تكون تحت تهديد وشيك بهجوم كيميائي، وبعد بدء العمليات الكيميائية، يتم ارتداء البدلة مع قناع كيميائي واقٍ بغطاء بوتيل، وقفازات وبطانات بوتيل، وأجزاء واقية من المواد الكيميائية لإكمال مجموعة الحماية الكيميائية. وتتكون الطبقة الخارجية من نسيج قطني معالج طارد للماء، والبطانة الداخلية عبارة عن رغوة بولي يوريثان/ نايلون مغطس بالفحم المنشط. استخدم الجيش الأمريكي في حرب الخليج الأولى هذه البدلة الواقية، وعلى الرغم من أنها أكثر ملاءمة للجنود من نماذج المطاط السابقة، فإنها كانت مرهقة وغير قابلة للتنفس. وتلقت عملية «عاصفة الصحراء» على هذه البدلة الكثير من المراجعات السلبية، لذلك أصبح من الواضح أن الجيش الأمريكي بحاجة إلى حل بديل من شأنه أن يحسن الأداء من وجهة نظر فسيولوجية. وفي الوقت الحالي لم تعد هذه البدلة قيد الاستخدام.
2 - البدلة المتكاملة الخفيفة الخاصة بعمليات الخدمة المشتركة JS-LIST: في تسعينات القرن الماضي، تم تطوير تكنولوجيا البدلة المتكاملة الخفيفة الخاصة بعمليات الخدمة المشتركة JS-LIST، وهذه التقنية هي نتاج جهد أربع صنوف (الجيش، البحرية، سلاح الجو، مشاة البحرية) لإنتاج مجموعة ملابس واقية كيميائية، وتشمل ملابس واقية CB خفيفة الوزن، وأحذية متعددة الأغراض وقفازات. ويعتمد كل مكون على أحدث تقنيات المواد التي خضعت لتقييم مستخدم شامل واختبارات ميدانية ومختبرية. تضمنت أهداف برنامج البدلة الجديدة تقليل الإجهاد الحراري، والتوافق مع جميع معدات التوصيل، وفترة الصلاحية الأطول، والقابلية للغسيل. وقد حلت البدلة الجديدة محل بدلة المعركة الإضافية القديمة BDO. تستخدم البدلة المتكاملة الخفيفة الخاصة بعمليات الخدمة المشتركة تقنيات وقائية جديدة (مثل المواد الكيميائية المشبعة والفحم المنشط) وميزات التصميم الجديدة الأخرى. ويأتي استخدام النموذج الجديد متكاملاً مع أنماط التمويه الحديثة والرقمية التي تهدف إلى مطابقة الزي الرسمي بشكل وثيق مع تضاريس الأرض. كما تم إجراء الكثير من الاختبارات المنهجية على بدلة المعركة الإضافية BDO، وتم إجراء العديد من الاختبارات الميدانية للهندسة البشرية لأداء الجندي أثناء ارتداء البدلة الأحدث. بعض أوجه القصور المستمرة في العوامل البشرية التي تم تحديدها مع البدلة القديمة، بما في ذلك المخاوف من الآثار السلبية على أداء الجندي اختفت مع البدلة الجديدة.
وتمتاز البدلة الجديدة بأنها بدلة عالمية خفيفة الوزن ومكونة من قطعتين وتفتح من الأمام ويمكن ارتداؤها كملابس داخلية أو زي أساسي فوق الملابس الداخلية. وتتكون بطانة البدلة من واجهة غير منسوجة، مغلفة بكريات الكربون المنشط وترتبط بظهر محبوك يمتص العوامل الكيميائية. بينما في البدلة القديمة كانت البطانة تتكون من رغوة البولي يوريثان المشبعة بالفحم وصفائح التريكو المصنوعة من النايلون. وعند تلف الرغوة مع احتكاك الجنود بها يمكن أن يؤدي تلف محتويات البطانة كاملة. كما تم استبدال طبقة الفحم الضخمة الموجودة في البدلة القديمة بغشاء قابل للنفاذ بشكل انتقائي خفيف الوزن ويمنع المواد الضارة من المرور بدلاً من امتصاصها. ويسهل حركة العرق للخارج. تزن البدلة الجديدة أقل بقليل من ستة أرطال، ويبلغ وزنها حوالي نصف وزن البدلة القديمة. وهي متوفرة في 4 ألوان تمويه الغابات أو 3 ألوان نمط تمويه الصحراء. يمكن ارتداؤها في بيئة غير ملوثة لمدة 45 يوماً مع ما يصل إلى ست عمليات غسيل أو لأكثر من 120 يوماً بدون عمليات غسيل. يمكن ارتداء البدلة الجديدة في بيئة ملوثة لمدة 24 ساعة. تتمتع البدلة الجديدة بفترة صلاحية مدتها خمس سنوات، ويقدر عمرها الإجمالي بـ 15 عاماً. وبمجرد وصول دفعة إنتاج من البدلات إلى عمر خمس سنوات، يتم فحص العينات من تلك الدفعة بصرياً واختبار العامل الكيميائي لتحديد ما إذا كان يجب تمديد العمر الافتراضي لتلك الكمية لخمس سنوات إضافية مع الثقة السليمة في الجودة/المتانة. بمجرد أن تصل البدلة إلى عشر سنوات من عمر الخدمة، يتم اختبارها وفحصها كيميائياً، وإذا كانت مؤهلة، يتم تمديدها سنوياً بعد ذلك.
تقوم تقنية البدلة المتكاملة الخفيفة الخاصة بعمليات الخدمة المشتركة بتوحيد برامج الخدمة لتطوير الجيل التالي من أنظمة الملابس الواقية الكيميائية/البيولوجية إلى أهداف مشتركة: الحصول على أفضل بدلة ممكنة بأقل تكلفة، تقليل أنواع البدلات في الخدمة، تعظيم وفورات الحجم، والحفاظ على موارد الخدمة المشتركة. كما فتحت البدلة الجديدة طريقاً لتقنيات/مجموعات نماذج أولية من المواد الكيميائية الواقية المحتملة والمرشحة ليتم تقييمها من حيث الجدارة الفنية والأداء لإدراجها في برامج التطوير المتقدمة المستقبلية.
التجربة الروسية
في الوقت الذي تراجعت فيه مخاطر العوامل الكيميائية الناتجة عن الحروب المنظمة، تزايدت مخاطر الإرهاب الكيميائي والصراعات بين المجموعات المسلحة واستخدامها الغازات والمواد السامة، كما زادت الحاجة إلى ضمان أمن المنشآت الكيميائية والتعامل مع الحوادث الناتجة عنها، مما فرض على روسيا تشكيل وزارة الطوارئ للحد من عواقب الكوارث الطبيعية والكوارث التي هي من صنع الإنسان في المنشآت، وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة، وضم قوات الدفاع الكيميائي الروسية لها للتعامل مع هذه الحالات. وحديثاً قام الباحثون في معهد قازان للأبحاث الكيميائية في روسيا بتصميم بدلة وقاية فريدة تسمح للمتخصصين بالعمل لمدة تصل إلى عشر ساعات في سحابة من غاز الكلور أو الأمونيا، وتحمُّل تأثير حامض الكبريتيك المركّز أو حمض الهيدروكلوريك أو الهيدروفلوريك لمدة تصل إلى ثماني ساعات. تسمح بدلة الوقاية أيضاً بما يصل إلى ثلاث ساعات من العمل باستخدام هيبتيل وأميل (مواد شديدة السمية). وتمنح مستخدميها حماية شبه كاملة ضد آثار عوامل الحرب الكيميائية والغبار المشع والأسلحة البكتريولوجية. كما تسمح البدلة الجديدة للمختصين بقضاء ساعات في مناطق أسلحة الدمار الشامل أو الكوارث التي هي من صنع الإنسان، وكذلك العمل بأمان مع المواد شديدة السمية، وهذه البدلة مانعة لتسرب الغاز ومصنوعة من مواد مقاومة للعوامل العدوانية وألسنة اللهب. وستحتوي البدلة على جهاز يسمح للمستخدمين بالتنفس، والجهاز محفوظ داخل صندوق مدرع محمي. تم تطوير التصميم الجديد للاستخدام المتكرر، إذ بعد إزالة التلوث (إزالة المواد السامة من الملابس الواقية بالماء أو المواد الكيميائية) يمكن استخدام البدلة الواقية مرة أخرى. سيتم استخدام البدلة جنباً إلى جنب مع جهاز تنفس خاص تحت ضغط عالٍ، مما سيوفر إمداداً بالهواء.
الاختبارات
كجزء من الحاجة المستمرة لحماية الجنود في البيئات التي يتعرضون فيها لعوامل الحرب الكيميائية، يجب ضمان فعالية معدات الحماية الشخصية عن طريق الاختبار. ولأن الاختبارات على البشر تمثل تحديات عديدة، يتم استخدام الروبوتات وتماثيل العرض بشكل متزايد في تطبيقات الأمن القومي. وقد كانت تماثيل العرض بحجم الانسان تُستخدم لاختبار الملابس العسكرية، وهناك اهتمام متزايد بصنع تماثيل عرض شبيهة بالإنسان عن طريق إضافة حركة للسماح بمزيد من التقدم في قدرات الاختبار. وتقوم وزارة الدفاع الأمريكية ونظيراتها في بلدان أخرى بمتابعة تطوير مثل هذه الأنظمة لسنوات عديدة. على سبيل المثال طورت المملكة المتحدة Portonman، وأنظمة مماثلة موجودة في هولندا وكندا.
يتم فحص كل بدلة بثلاث طرق مختلفة، تسمى اختبار النسيج، واختبار الهباء الجوي، واختبار البخار. في اختبار النسيج، يتم قطع عينات نسيج من مناطق محددة (مادة البدلة الأساسية، والمادة الواقية، والقفازات ومن كل أجزاء البدلة الأخرى) من كل بدلة مصممة. ويتم تعريض هذه العينات بعد ذلك إلى العوامل الكيميائية مثل غازات الخردل. في اختبار الهباء الجوي، كان متطوعون يرتدون البدلة المصممة للوقاية من الغازات الكيماوية ويقومون بسلسة من الحركات داخل غرفة اختبار مغلقة تحتوي على هباء زيت الذرة وهو محاكِ غير سام لهباء العوامل الكيميائية، وتقوم الأجهزة بقياس تركيز هباء المحاكاة بشكل مستمر داخل البدلة. في اختبار البخار، يقوم متطوعون يرتدون البدلة المصممة للوقاية من الغازات بسلسلة من الحركات داخل غرفة اختبار مغلقة تحتوي على بخار مادة ميثيل الساليسيلات، وهي مادة عير سامة تحاكي بخار العوامل الكيميائية، ثم تقوم أجهزة قياس خاصة بقياس التراكم الكلي لبخار المادة في مواقع مختلفة داخل البدلة، كل واحد من هذه الاختبارات يقدم فحص جوانب مختلفة من الحماية التي تقدمها البدلة. يواجه الباحثون غير العسكريين والمصنعون المدنيون عدة صعوبات في دراسة المواد الواقية للدفاع الكيميائي البيولوجي. بسبب أنه لا يمكن تقدير أداء هذه المواد في الدوائر غير الحكومية، لأن الاستخدام الخاص لعوامل الحرب الكيميائية غير مسموح به من قبل المدنيين. لذلك لا يمكن تقييم خصائص حاجز المواد الواقية إلا في المختبرات العسكرية.
الخلاصة
تهدف الملابس الواقية من المواد الكيميائية إلى حماية الجنود والمقاتلين وعمال الإنقاذ من المخاطر والغازات السامة والأبخرة والهباء الجوي في الهواء. المطالب على الملابس الواقية من المواد الكيميائية صارمة وكثيراً ما تتعارض مع بعضها بعضاً، لأنها تتطلب مزيجاً من الحماية الأكبر والراحة المثلى، المنسوجات الكثيفة وغير النفاذة تزيد الحماية ولكنها غير مريحة وهذا يجعل من تصميم وتطوير ملابس واقية فعالة من المواد الكيميائية عملية معقدة. ويشكل التوازن بين العبء الفسيولوجي والحماية العامل الأساسي في تصنيع البدلة المثالية لمهمة محددة.
» العقيد المتقاعد المهندس. خالد عنانزة
مستشار ومدرب في البيئة والسلامة المهنية