حظي النصف الثاني من القرن العشرين، خصوصاً في عقوده الثلاثة الأخيرة، بثورة علمية في الاختراعات والمكتشفات الحديثة، حيث استمر تطور وسائط الصراع المسلح وتحسينها. ويعود سبب ذلك إلى التقدم العلمي السريع والمكتشفات البارزة في مجال الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية الأخرى من جهة. وبسبب سباق التسلح الذي كان سائداً في أيام الحرب الباردة، بين الدول الصناعية الكبرى.
وتتصف السمة المميزة لتطور وسائط الصراع المسلح في العصر الراهن بظهور أنواع من الأسلحة والأعتدة العسكرية الجديدة نوعياً، وبنشرها بكميات كثيرة وبشكل سريع في الجيوش الحديثة، مما أسفر عنه تغيير جذري في البنية التنظيمية للقوات المسلحة وفي طرق وأشكال خوض عملية الصراع المسلح. وبفضل الاكتشافات العلمية في فروع العلم أمكن تحقيق الكثير من الإنجازات التكنولوجية الحربية ويأتي في طليعتها أسلحة الدقة العالية، بنشرها بكميات كبيرة وبشكل سريع في الجيوش، مما أسفر عن تغيير جذري في البيئة التنظيمية للقوات المسلحة الحديثة.
ما هي أسلحة الدقة العالية؟
أسلحة الدقة العالية هي عبارة عن مركب تكنولوجي ذي احتمال إصابة لا يقل عن 0.6 متكون من وسائل القيادة والاستطلاع، وسائل توجيه وتدمير الهدف يمكن أن تكون هذه الأهداف متحركة أو ثابتة، محدودة أو كبيرة المساحة وموجودة على سطح الأرض أو في الجو أو على سطح الماء أو في أعماق البحار. وقد كان لعلم الإلكترونيات الفضل في تحقيق تكنولوجيا متطورة للاتصالات والقيادة والسيطرة، فله أيضاً يرجع الفضل في تحقيق الدقة في توجيه النيران لإصابة الأهداف. وإذا كان صحيحاً أن زيادة إصابة الأهداف ودقتها قد تحقق بفضل إدخال الحلزنة على مواسير الأسلحة، وبآلية التعمير، وبزيادة السرعة ومداها، إلا أن احتمال إصابة المقذوف للهدف في مقتل بنسبة %100 من الطلقة الأولى، ظل أمراً يرواد تكنولوجيا تطوير الأسلحة زمناً طويلاً إلى أن تحقق بفضل استخدام تكنولوجيا الإلكترونيات المتقدمة في تطوير الأسلحة. وتعميم ما أصبح يعرف اليوم بأسلحة الدقة العالية (بي. جي. إم) Precision Guided Munition التي استخدمت بنجاح وفاعلية في فيتنام والشرق الأوسط وحرب الخليج وتستخدم اليوم في أوكرانيا، وسوف تغير على وجه اليقين طبيعة الحرب المعاصرة.
تقسيم أسلحة الدقة العالية
يمكن تقسيم أسلحة الدقة العالية إلى أسلحة مضادة للطائرات، جوية، مضادة للسفن، مضادة للرادارات، مضادة للمدرعات، ومتعددة الأغراض.
بالنسبة للمضادة للطائرات الهدف هو التصدي لخطر جوي يتماشى مع:
طائرات محلقة على كل الارتفاعات في جو مشحون بإجراءات مضادة كهرومغناطيسية وما تحت الحمراء.
رمايات جوية على مسافات مؤمنة.
حوامات تظهر فجاة لبعض الثواني أو مختفية دوماً خلف ستائر طبيعية لتنفيذ رمايات متتالية ثم تختفي فيما بعد.
تعميم استعمال معدات جوية بدون طيار تحقق مهام استطلاعية وهجومية.
تصنيف الأسلحة ذات الدقة العالية
حتى الآن لا يوجد تصنيف موحد للأسلحة عالية الدقة، لكن ثمة تصنيف سائد في الأدبيات والمراجع العلمية والعسكرية، حيث تصنف هذه الأسلحة وفق أسس متعارف عليها. وهذه الأسس هي:
1 من حيث مستوى وأبعاد استخدامها: تنقسم إلى أسلحة عابرة للقارات وأسلحة عملياتية استراتيجية وأسلحة تكتيكية.
2 من حيث تمركز قواعد أسلحة الدقة العالية: تقسم إلى أسلحة موجهة برية وأسلحة موجهة جوية وأسلحة موجهة بحرية.
3 من حيث الأهداف المراد التأثير عليها: أهداف باعثة للإشارات اللاسلكية وأهداف باعثة للحرارة وأهداف تباينية.
4 من حيث طرق توجيه الأسلحة (مقذوفات وصواريخ): تلفزيوني – حراري – راداري – تناسبي – ليزري.
5 من حيث أنظمة القيادة والتحكم: أي بعد إطلاق المقذوف أو الصاروخ يوجد عدة أنظمة للقيادة والتحكم وهي:
التحكم عن بعد.
ذاتية التوجيه: تقسم لتوجيه ذاتي سلبي وآخر إيجابي أو نصف إيجابي.
طريقة مختلطة: ويتم بوساطة الكابلات الألياف الزجاجية). أو لاسلكياً أو سلكياً.
6 من حيث نوع الذخيرة: تصنف إلى: صواريخ بالستية – صواريخ مجنحة )كروز) – صواريخ و/أو موجهة جوية – قذائف مدفعية وهاونات عالية الدقة وصواريخ م/د موجهة، وصواريخ دفاع جوي موجهة.
تحديد الهدف
يشتمل نظام أسلحة الدقة العالية على وسيلة للتعرف على تحديد الهدف بوساطة ارتداد موجات الأشعة منه: رادار، سونار، راديو، تحت الحمراء وليزر. في مجال الطيف الكهرومغناطيسي المرئي ومن خلاله تجري معالجة بيانات الهدف بوساطة ميكرو كومبيوتر مرتبط بالسلاح وبقتضاه يجري توجيه النيران نحو الهدف وإصابتة في مقتل بصورة آلية بغير التدخل اليدوي.
ويعتمد التوجيه الدقيق للأسلحة على عوامل كثيرة، إلا أنه يحكمه أساساً وفي الدرجة الأولى خصائص الهدف وخصائص الرأس المدمر، وقد مر التوجيه الدقيق للأسلحة بمراحل كثيرة بدأت بالحرب العالمية الثانية حيث صمم الأمريكان قنابل موجهة بالراديو زنة 2000 رطل ألقيت على ألمانيا النازية عام 1944 وطوربيدات بحرية موجهة رادرارياً أغرقت مدمرات يابانية عام 1945، كما قاموا بتجارب في هذه الحرب لاستخدام قنابل موجهة تلفزيونياً وبالأشعة الحرارية، وبانتهاء الحرب العالمية الثانية اتجهت البحوث نحو تطوير الأسلحة النووية، وتوقف تطوير الأسلحة التقليدية فترة من الوقت، إلى أن أصبح لدى القوى العظمى قناعة باستحالة استخدام السلاح النووي، كما أجبر اشتعال الحروب الإقليمية على اتساع العالم على توجيه البحوث نحو تطوير الأسلحة التقليدية وزيادة فاعليتها، وأسفر التقدم في تكنولوجيا الإلكترونيات المتطورة عن تصميم أسحة الدقة العالية برية وبحرية وجوية.
تعتبر الحرب الفيتنامية مجالاً لتجارب ميدانية أجريت لاختبار فاعلية نظم التوجيه المختلفة التي زودت بها الأسلحة التقليدية، فقد اختبرت بنجاح قنابل الطائرات والصواريخ الموجهة بالليزر طراز باف واي، وكذلك قنابل الطائرات الموجهة كهروبصرياً طراز هوبر.
ويعتبر يوم 16 مايو 1972 تاريخ قصف معبر تانهو بفيتنام الشمالية نقطة تحول في الإقرار بفاعلية أسلحة الدقة العالية التي نجحت في تدمير هذا المعبر بعد فشل 600 طلعة طيران في تدميره بالأسلحة التقليدية وفقدان ما لا يقل 16 قاذفة أمريكية في هذه الطلعات.
قوة تدميرية هائلة
ومن المؤكد أن أسلحة الدقة العالية تأتي في تصنيفها ضمن الأسلحه الذكية التي باتت تمثل قوه تدميرية كبيرة الأهمية، تتسابق على اقتنائها معظم الجيوش وذلك على الرغم من تكاليفها العالية، فبالإضافة إلى قدراتها التدميرية وحسن أدئها وتميزها بالدقة العالية، فهي أيضاً تتمتع بخواص القيام بتوجيهها ناحية أهدافها بدقه بالغة تحسد عليها!! فضلاً عن سرعتها الكبيرة التي زادت على سرعة الصوت، مما جعلت أهدافها تقف أمامها مكتوفة الأيدي وعاجزه تماماً عن المراوغه أو الهروب منها استعداداً للتدمير.
ولقد باتت الصواريخ بحاجة إلى زيادة قوتها التدميرية، وذلك فى حالة مقارنتها بالصواريخ أو القذائف الموجهه في الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945م، فعلى سبيل المثال كانت الحاجة اللازمة لأجل تدمير هدف حيوي مثل أحد الجسور يحتاج إلى ما يزيد على مائة طائرة، ليقوم ذلك العدد من الطائرات بإسقاط ما يزيد على ألف قنبلة من النوع الثقيل العيار، وكان لزاماً على المهاجمين ضرب المنطقه كلها وليس الهدف فقط!! وأما فى حرب فيتنام، فقد كان يتطلب قصف أحد الأهداف المماثله السابق ذكرها يحتاج إلى نحو 50 طائرة.. وهكذا. وقد جرى تطوير البرامج الخاصة بأسلحة الدقة العالية باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي، على أن يتم اختبارها فى كافة الأحوال ومختلف الظروف، مع القيام بتحديد فترة عملها دون تهاون أو كسل أو حتى تواكل، كما تستخدم تكنولوجيا الصور الرقمية ثلاثية الأبعاد من كافة الأوجه ولكافة الأهداف الممكنه مثل الطائرات أو المدرعات أو حتى القطع البحرية بمختلف أنواعها وأحجامها.
ومن الممكن أن يستدعي الأمر تغيير البرمجة في الميدان القتالي نتيجة لتغير الظروف والأوضاع في مسارح العمليات، وهذا الأمر بات حتمياً. هذا وتتطلب الاتجاهات الحديثة السعي لزيادة التطور الذي حدث في مجال تعقيد الأسلحة، وأن تتوافر العناصر البشرية المدربة المستخدمة للأسلحة ذات الدقة العالية والقائمة دوماً على صيانتها ورعايتها، ومن جهة أخرى تقوم العديد من الدول بوضع برامجها وخططها البشرية على أساس أنه يجب توفير درجات عالية من حيث التدريب المستمر للفرد كماً وكيفاً، مما يجعل الفرد على الدوام قادراً على التعامل مع التطور التقني الذي بات معمماً على مستوى العديد من نظم أسلحة الدقة العالية التي تقع بين يديه، وهنا تبرز أهمية ودور القيمة النوعية لأسلحة الدقة العالية خصوصاً مع اتساع مسرح العمليات الجغرافية التي يجب على الجيش العمل بها، في الوقت الذي تقلص فيه أعداد القوات والآليات تدريجياً.
اعتماد الجيوش على أسلحة الدقة العالية:
إن اعتماد الجيوش الحديثة على الأسلحة والذخائر الذكيه المتطورة ذات الدقة العالية يمثل أحد أسس بنائها، وتتميز الأجيال الحديثة من رؤوس الذخائر ذات الدقة العالية بالقدرة والفاعلية ضد كافة الأهداف، وبالأخص تلك الأهداف المحمية أو المحصنة بطريقة جيدة، وفي تلك الحالة يتولى حاسب التوجيه القيام بتنبيه جهاز التفجير بنوع الهدف المطلوب الاصطدام به، كما أنه يوجد أنواع عديدة من الذخائر ذات الدقة العالية ثبت تطورها والتأكد من ذكائها الفعلي من ناحية مستشعرات التوجيه التي تؤدي إلى إصابة أهدافها بدقه كبيرة.
وقد اعتمد مفهوم فلسفة صنع واستخدام الأسلحة ذات الدقة العالية على وجوب عمل تلك الأسلحة على تحقيق مفهوم الجمع بين قوة عبوة النسف للمقذوف وبين دقة الإيصال المخوله له، والتي تتولى توصيله إلى نهاية مساره (هدفه) الذي جرى تحديده آنفاً وفي كل الأحوال الجوية المستقرة أو السيئة على حد سواء.
ومن أجل ذلك، فقد تم تنويع وتجهيز تلك القذائف ذات الدقة العالية بما يؤمن لها القدرة العالية على التعامل مع بيانات الهدف وأيضاً مع الظروف المحيطة به، كما أنها يجب أن تعمل أيضاً كجزء من منظومة متكاملة لكل منها عناصرها المطلوبة، التي من الطبيعي أن تؤمن متطلبات عمل السلاح لتحقيق أكبر قدر من النجاح، والذي هو الغرض الأساسي لتأدية المهمة.
وتعتبر أسلحة الدقة العالية هي الشغل الشاغل وأساس أنظمة تسليح الجيوش الحديثة، كما أنها دوماً واقعة تحت حالة من التطوير والتحديث، والذي يشمل كافة جوانب عملها من دقة الإصابة والمدى وآلية ونظام التحكم، وكذلك قدرتها العالية على الوصول إلى أهدافها لتدمرها.
وأياً كانت الذخائر الذكية ذات الدقة العالية بعيدة المدى أوقصيره أو حتى متوسطة المدى، ومهما كانت نوعياتها مضاده للطائرات كالصواريخ جو – جو أو جو – أرض، أو مضادة للسفن كالصواريخ أرض – سطح، أو مضاده للأهداف البرية مثل القذائف المضاده للدروع، إلا أنها باتت تشكل أداه لا يمكن لأي قوات تعمل بمفهوم نظرية الجيش الحديث أن تستغنى عنها أو حتى تتهاون في امتلاكها بأي حال من الأحوال، لأن تلك الذخائر ذات الدقة العالية باتت تحتل مكانة أولى ومتقدمة في تجهيز تلك الجيوش التي تكون مضطرة إلى الاستغناء عن الذخائر التقليدية في الكثير من الأحيان، وهو الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تخفيف الأعباء اللوجستية عن الجيوش التي تعمل على ذلك.
أسلحة الدقة العالية ضد القوات البرية
لقد اقتضى تطبيق نظرية «إطلاق إصابة» صنع أسلحة تعمل وفق مبادئ فيزيائية جديدة، ويترتب على هذه الأسلحة أن تؤمن الجمع بين قوة العبوة القتالية)الحشوة،(والدقة في إيصالها إلى أقصى مدى يسمح بالتأثير على الهدف المحدد بدقة، وفي أي وقت كان، وفي مختلف الأحوال والظروف الجوية والمناخية، ومهما ازدادت شدة مقاومة العدو، وبالطلقة الأولى وباحتمال إصابة لا يقل عن 0.5 – 0.8 والسلاح التكتيكي والعملياتي التكتيكي «غير النووي» الذي يستجيب لمثل هذه المتطلبات والشروط أطلق عليه اسم «سلاح الدقة العالية». ومن بين منظومات أسلحة الدقة العالية المستخدمة في الجيوش الغربية ضد الأغراض والأهداف الأرضية (أغراض القوات البرية) ما يلي:
الصواريخ والقنابل والحواضن)الحاويات (الجوية الموجهة الذخائر )القذائف) الموجهة التي تطلقها مدفعية الميدان.
منظومات الصواريخ المضادة للدبابات التي تطلق من منصات جوية وأرضية.
منظومات الاستطلاع النارية)الضاربة)
ذخائر وقذائف مدفعية الميدان عالية الدقة
يرى الخبراء العسكريون في حلف الناتو أن الذخائر (القذائف) الموجهة أو ذاتية التوجيه والتي تطلقها مدفعية الميدان والمدفعية الصاروخية هي الواسطة الأساسية لزيادة دقة الرمي لمدافع الميدان والواسطة الفعالة للصراع ضد الدبابات على مسافات بعيدة، وبالرمي من مرابض رمي مستورة، حيث يجب أن تتوفر في هذه الذخائر المتطلبات والشروط التالية: ألا يقل مدى طيران القذيفة عن 80 % من مدى طيران القذيفة العادية، ويجب ألا تقل الدقة عن 9.0 % من الخطأ الدائري المحتمل للقذائف العادية، ووجوب المحافظة على الفعالية حتى في ظروف التشويش مثل الستائر الدخانية والغبار والأهداف الخداعية (الكاذبة)، وأن يؤمن مدى عمل نظام التوجيه الذاتي إمكانية الدلالة على الأهداف حتى مسافة التقاط الهدف من قبل رأس التوجيه الذاتي (2 5 كم). من هذه القذائف على سبيل المثال وليس الحصر القذيفة الأمريكية ذات الحشوة الجوفاء عيار 155 ملم من طراز (كوبرهيد) AM-712 التي صنعت في الولايات المتحدة ثم طور نموذج جديد منها، المدى الأبعد في الطراز الأولى من 16 إلى 20 كم وفي الطراز المعدل حتى 40 كم، والمدى الأصغر 3 كم، واحتمال الإصاب بالطلقة الأولى من 5.0 7.0 وفي الطراز الجديد حتى 8.0 ودقة الإصابة (الخطأ الدائري المحتمل) كاملة الوزن 3.62 كغ، الطول 1380مم، نوع نظام التوجيه نصف إيجابي ليزري، ونوع الهدف الذي يمكن التأثير عليه: أهداف مدرعة مختلفة.
وكذلك القذيفة الأخرى عيار 2.203 مم من طراز (XM-836) (سادارم) التي صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية وفيها (حاضن) مؤلف من 3 سادارم، المدى الأقصى للرمي 23 كم احتمال الإصابة بالطلقة الأولى 25 .0 بقذيفة واحدة، دقة الإصابة من 5. 0 إلى متر واحد، الوزن من 92 إلى 100 كغ، الطول 1140 ملم، نظام التوجيه سلبي راديو متري، نوع الهدف الذي يمكن التأثير عليه دبابات ومدرعات وحاملات الجند المدرعة. وننوه هنا أنه صنعت فيما بعد قذائف موجهة ذاتياً من عيار 155 ملم على نوعين (XM-836) و (XM-898) الأولي نموذج مصغر للقذيفة عيار 2.203 ملم لكن الثانية (XM-898) فإنها تتألف من جسم وستة عناصر قتالية دقيقة التسديد وصاعق غير طرفي وحشوة وثابة. وهذه الأخيرة توجه توجيه نصف إيجابي ليزري أو راداري.
يجرى حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ البرنامج (GAMP) الذي يشتمل على صنع قذيف موجهة ترمي من مدفع الهاون عيار 7.106 ملم تحتوي على عنصرين متتاليين «سكيت» مدى هذه القذيفة الأقصى حتى 6 كم، واحتمال إصابة الهدف في الطلقة الأول 6.0 والخطأ الدائري المحتمل أكثر من متر ووزن قذيفة الهاون المذكور 15 كغ، ونوع نظام التوجيه نصف إيجابي ليزري أو سلبي يعمل بالأشعة تحت الحمراء.
ولا ننسى في هذا المجال راجمات الصواريخ (متعددة السبطانات) كالراجمة الأمريكية (MLRS) التي ترمي صواريخ غير موجهة من طراز (M-77)، طول الصاروخ 7.393 متر، الوزن 7.305 كغ، المدى حتى 32 كم، والرأس القتالي عبارة عن قنابل صغيرة ضد الأفراد والمعدات القتالية الأخرى.
استعمال أسلحة الدقة العالية
يمكن نشر أسلحة الدقة العالية كأسلحة برية وبحرية وجوية أو في الفضاء، وحسب الظروف، بحيث يمكن إدماج الصواريخ أرض – جو كلياً مع المنظومة العامة للدفاع الجوي.
» الدكتور معين أحمد محمود )باحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية(