القمة العربية المقرر انعقادها بالجزائر في نوفمبر المقبل، تكتسب أهمية، بخاصة بعد أن شهدت الكثير من التأجيل، 3 مرات، آخرها مطلع العام الجاري، بجانب إلغاء نسختي العامين 2020 و2021، بسبب “كوفيد-19″، ولذلك ستكون قمة مكتظة بالملفات الإقليمية والدولية، وتنعقد في وقت شديد الحساسية على كافة المستويات، وبخاصة في ظل التطورات المتسارعة على المستوى الإقليمي والدولي.
تنعقد القمة العربية في وقت يشهد فيه الأمن القومي العربي الكثير من التحديات، فالأزمة السورية لا يبدو أن هناك ما يلوح في الأفق من حل سياسي، ولاتزال الأزمة الليبية في حالة من تصاعد الصراع، كما أن الوضع في العراق يعاني اضطرابات أمنية وسياسية، ولذلك يعول الكثير على القمة العربية أن ترسم خارطة طريق لترميم الوضع العربي وحماية الأمن القومي العربي، وهو ما يضع الكثير من الأعباء على عاتق الجامعة العربية في إدارة الملفات العربية، وفق ما يخدم تقديم حلول لتحقيق الاستقرار العربي.
من جانب آخر، تنعقد القمة العربية المقبلة في وقت يشهد فيه الإقليم العديد من التطورات، بخاصة في ظل المشاورات بين إيران والمجموعة السداسية بشأن الاتفاق النووي، ما يفرض على المنظومة العربية أن تكون حاضرة في هذا الاتفاق، والتأثير عليه بما يخدم الأمن القومي العربي، فما يحدث بين إيران والمجموعة السداسية من اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لاشك سيكون له تأثير على الأمن القومي العربي، ولذلك، فإن المنظومة العربية يقع على عاتقها مسؤولية ممارسة سياسة الضغط على الدول المتفاوضة مع إيران، وتوجيه بوصلة الاتفاق نحو ما يخدم الأمن القومي العربي، والتأكد من عدم استنساخ تجربة الاتفاق النووي في عهد باراك أوباما، والذي أنتج اتفاقاً نووياً سيئاً، كان له الكثير من الانعكاسات السيئة على تغذية الحالة الفوضوية في المنطقة.
والنقطة الأخيرة، والتي تعد غاية في الأهمية، أن القمة العربية المقبله تنعقد في وقت شديد الحساسية على المستوى الدولي، فهي تنعقد في ظل الكثير من المتغيرات التي تشهدها طبيعة وبنية النظام الدولي الذي يتجه نحو الخروج من الأحادية القطبية التي ظل عليها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي إلى عالم متعدد الأقطاب، في ظل صعود الصين، والعودة التدريجية للاتحاد الروسي، ولذلك فإن المشاورات العربية والبيان الختامي للقمة العربية سيكون حذراً جداً في التعاطي مع الأزمة الروسية الأوكرانية بما يخدم موقف الجامعة العربية كمنظومة فاعلة ومؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي، ولذلك فإن الموقف العربي المنتظر سيكون محايداً تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية وعدم الانزلاق إلى السياسة الانحيازية لأي طرف.
أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة خطوة كبيرة وعالمية في المجال البيئي والمحافظة على جودة الهواء عن طريق مشروع (التحالف البيئي) الذي جمع أكبر منظمات الإطفاء …