التغير المناخي الذي يمر به العالم أجمع، أمر بالغ الأهمية، ويستدعي تضافر الجهود الدولية من أجل الحفاظ على استدامة الحياة على كوكب الأرض، وكانت دولة الإمارات ومازالت حريصة على إيجاد حلول وتقديم مقترحات إبداعية وابتكارية للحفاظ على الاستدامة.
ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك بين دول العالم لمواجهة المشكلات والتحديات، وقال سموه إن دولة الإمارات لديها الكثير من الامكانات التي تساعدها في هذا المجال من خلال وجود طاقات بشرية مؤهلة وبنية تحتية قوية ومتطورة.
وكان الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” رجل البيئة الأول بحق، وله إسهامات عظيمة في مجال الاستدامة والحفاظ على الموارد، ومن أقواله المأثورة في هذا المجال: “إننا نولي بيئتنا جُل اهتمامنا لأنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخنا وتراثنا”. ولقد خطا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على نهج والده، فأولى سموه البيئة والاستدامة اهتماماً كبيراً.
وجاء شعار “اليوم للغد” الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بأن يكون عام 2023 عاماً للاستدامة، حيث أكد سموه أن مفهوم الاستدامة يُعد أولوية وطنية كبرى، وقد حظيت دولة الإمارات بتنظيم مؤتمر الأطراف “كوب 28” والذي سيعقد في الدولة من تاريخ 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 من أجل توحيد الجهود العالمية في مجال العمل المناخي وإيجاد حلول للتحديات المناخية.
تعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي سنّت التشريعات والقوانين التي تحافظ على البيئة، كما أنها من الدول السباقة في التخطيط وبناء المدن المستدامة، كمدينة مصدر والتي أُسست عام 2008 وتعتمد اعتماداً كلياً على الطاقة النظيفة، كما أنها تعد نموذجاً فريداً للمدن المستدامة في الدولة والعالم أجمع، كما أن مدينة دبي المستدامة والتي بُنيت وفق معايير الاستدامة الثلاثة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية تعتبر نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، كذلك مركز الشيخ زايد رحمه الله لعلوم الصحراء في حديقة العين، والذي استخدم في تصميمه المستدام مواد معاد تدويرها بنسبة 80%، والأمثلة في مجال الاستدامة كثيرة ومتنوعة في الدولة.
ولقد تصدرت أبوظبي ودبي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر المدن الذكية والمستدامة للعام 2021، والذي صدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بالشراكة مع جامعة سنغافورة، كما أن دولة الإمارات أول دولة تنتج طاقة نووية نظيفة خالية من الكربون، وأصبحت حكومة دبي أول حكومة غير ورقية على مستوى العالم بنسبة 100%، وهذا يعبر عن مدى تقدم وازدهار دولة الإمارات في الجانب البيئي المستدام.
إن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بمجال الاستدامة والتغير المناخي يدعو للفخر والاعتزاز بما وصلت إليه الدولة من تقدم وازدهار، ويعبر عن الإرث العظيم الذي أسسه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.
