شكلت الجائحة تهديداً صحياً عالمياً أصاب دول العالم دون استثناء بأضرار تفاوتت في قوتها واتجاهاتها، شالّاً عجلة الحياة وتاركاً آثاراً لا تزال واضحة في مناطق الأرض المختلفة، إلا أن الأمر كان مختلفاً تماماً هنا، في هذه الدولة التي قد تكون صغيرةً في مساحتها، وليدةً في عمرها، ولكنها، مثيرة للإعجاب والعجب في مواجهتها لكل التحديات التي قد تُلقى في طريقها، مكرسة كل طاقتها في تحقيق ما كان أقرب للمستحيل في أغلب دول العالم المتقدمة قبل غيرها، بين إجراءات طارئة، وتسهيلات تكنولوجية ذكية، وضخ لم يتأثر للغذاء والدواء، ومرونة غير مسبوقة في مواجهة زائر خبيث لم يكن مرحباً به، أرهب أقوى دول العالم.
وبينما لا تزال الكثير من دول شرق العالم وغربه تنزف جراء ما أصابها من تدهور اقتصادي واجتماعي، تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول في تقرير التنمية البشرية لعام 2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، متقدمة في الترتيب العالمي بخمسة مراكز عن تصنيف التقرير الماضي.
في دولة تقودها شخصيات استثنائية، ليس من الغريب أن يسعى الأفراد في دفع دولتهم إلى مصاف الدول العالمية، كيف لا ونحن تحت ظل قيادة تجد في كسب التحديات هواية لها، وطموح مُتَّقد لا يهدأ، نرتويه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ونعيشه لحظة بلحظة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
تستمر الدولة بتحقيق نجاحات غير محدودة في جميع مجالات الحياة، وتحول إنجازات كانت بالأمس شبه مستحيلة إلى واقع ملموس ومرئي، تنافس من خلالها دول العالم على مدى سنوات متتالية، وذلك يدل على مدى الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة في سبيل تحقيق أفضل مستويات الرفاهية لمجتمع دولة الإمارات لتضمن من خلالها مستقبلاً واعداً ومستداماً لأجيال المستقبل.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن دولة الإمارات هي من أوائل المساهمين على مستوى العالم في إطلاق المبادرات الإنسانية لمساعدة المجتمعات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً سموه إلى أن صناعة المستقبل ليست مجرد قرارات ارتجالية، بل هي مخططات استراتيجية مدروسة بإتقان، ومبنية على إحصاءات وبيانات واقعية نستدل عن طريقها على معرفة احتياجات الإنسان لتأمين غد أفضل للأجيال القادمة. وأضاف “أن التنمية في دولتنا إرث قائم على رؤى طموحة وضعها الآباء المؤسسون وسار عليها الأبناء لمواصلة مسيرة البناء”.
