لطالما كانت مجموعة «بافو» التركية Pavo خلال الـ 20 عاماً الماضية، رائدة الابتكار التكنولوجي، حيث تركز على الأمن العالمي والاستدامة بما يتوافق مع المعايير الدولية. تمتد خدمات الشركة عبر 4 قطاعات: الدفاع والكترونيات الطيران، الامن، أي سي تي والطاقة، كما تمتاز الشركة بـ 7 مكاتب دولية و10 أفرع في تركيا، والتي تشمل خبراتها مجالات مثل الاتصالات الآمنة والتكنولوجيا المُسيرة والأمن السيبراني وعلم التشفير وحول الطاقة.
للتعرف عن قرب على «بافو غروب» وجديدها، وأهم مشاريعها المستقبلية، التقت «الجندي» الدكتور «ألبير أوزبيلن»، رئيس مجلس إدارة المجموعة، وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن «بافو غروب» ومجالات عملها بشكل عام، وعن منتجاتها الدفاعية
بصفتنا مزوداً عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة يتخذ من تركيا مقراً له، حافظنا على مدى العقدين الماضيين على التزامنا بالابتكار التكنولوجي الرائد. وكان التفاني الثابت هو المبدأ الدافع الرئيسي لعملياتنا.
نفخر بتقديم منتجات وحلول تلبي أعلى المعايير الدولية، مما يسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن العالمي، وتوفير حلول طاقة مستدامة لعملائنا في جميع أنحاء العالم.
تركز «بافو غروب» بشكل أساسي على قطاعات الدفاع، والأجهزة الإلكترونية للطيران، وإنفاذ القانون، والاستخبارات، وتكنولوجيا المعلومات، والحكومة الإلكترونية. مهمتنا تتجاوز تطوير المنتجات والحلول التي تضمن كفاءة استخدام الموارد، حيث نسعى أيضاً لتوفير فرص تحقيق النمو المستدام لعملائنا، وتعزيز الشراكات القوية لتحقيق نتائج مبتكرة.
وتتضمن مجالات خبرتنا مجموعة واسعة من المجالات الحيوية، بما في ذلك الاتصالات الآمنة، والاستخبارات التكتيكية والاستراتيجية، وأمن الشبكات، وتحليل البيانات، وعلم التشفير، والأنظمة المُسيرة، وأنظمة الطيران الإلكترونية.
وتؤثر هذه الخبرة بشكل كبير على المكانة الحالية والاتجاه المستقبلي لمنتجاتنا وحلولنا في مجال الدفاع.
وتتميز أنظمة الدفاع التي طورتها «بافو غروب» بقدراتها على الاستهداف عالي الدقة، والعمليات السرية عالية السرعة، ومعالجة الحمولات، واكتشاف الأهداف المتحركة في ظروف إضاءة وأحوال جوية متنوعة.
كما أن قدرات جمع البيانات وتحليلها في أنظمتنا تعزز الوعي الظرفي الشامل وفهم ساحة المعركة من البداية إلى النهاية.
وتوجه «بافو غروب» جهودها نحو جعل منتجاتها الدفاعية آمنة وموثوقة ومضادة للاختراق السيبراني، ومدعومة بقدراتها الاستثنائية على تعزيز الوعي الظرفي وعملية اتخاذ القرارات التكتيكية والقدرة على التحليل الاستشرافي.
ما أهمية سوق دولة الإمارات العربية المتحدة بالنسبة إلى «بافو غروب»؟
أظهرت دولة الإمارات التزاماً قوياً برفع قدراتها ومهاراتها ونظمها التكنولوجية من خلال سياسات قوية، مما يشكل أهمية بالغة في تشكيل مستقبل «بافو غروب».
وتتماشى الرؤية التي وضعتها القيادة الإماراتية بتميز مع مهمة ورؤية «بافو غروب»، حيث تركز على بناء القدرات القائمة على الابتكار، وشهدت تنفيذ سياسات رشيدة تهدف لتحويل الدولة إلى مركز للتقدم العلمي والتكنولوجي.
وقدمت دولة الإمارات، المعروفة بثقافتها في مجال الابتكار، وتيسير عملية الابتكار للجهات المبتكرة، ودعمها الرائد لريادي الأعمال، والالتزام بمبادئ الأعمال القوية، مساهمات مهمة إلى بيئة التجارة والتعاون الدولي.
وبفضل قوتها الاقتصادية واستقرارها، توفر الإمارات ظروفاً مواتية للاستثمارات في مجال البحث والتطوير، فخلق بيئة ملائمة للابتكار يعد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لـ«بافو غروب»، التي تقدر الأفكار والقدرات الجديدة.
كما أن الثقة التي منحتها لنا دولة الإمارات تشجعنا على الاستثمار في التكنولوجيا التي تحمل بكل فخر شعار «صنع في الإمارات» وتجعل للدولة أهمية حيوية في استراتيجيتنا العالمية.
أين تكمن استثمارات «بافو غروب» في دولة الإمارات ومع من تعمل؟
انطلاقاً من إمارة أبوظبي، نركز بشكل رئيسي على تأسيس فرق تطوير الأعمال والمبيعات المسبقة ودعم عمليات ما بعد البيع.
لقد بدأنا عملية نقل قدرات البحث والتطوير إلى دولة الإمارات لتكون جزءاً من مبادرة «صنع في الإمارات». ومن خلال التعاون مع ممثلين من القطاعين العام والخاص، والجامعات في الإمارات، نهدف إلى زيادة عدد مشاريع البحث والتطوير لدينا في البلاد.
ومع مرور الوقت، تزداد علاقاتنا في الإمارات ومنطقة الخليج قوة من خلال تكوين شراكات متطورة، فنحن ملتزمون بالمساهمة في التقدم التكنولوجي للمنطقة، وتكوين شراكات مستدامة، وتعزيز الترابط المتبادل من خلال التكنولوجيا المستدامة والقابلة للتطوير بشكل مشترك.
بدأنا عدة مشاريع في دولة الإمارات تتعلق بالتكنولوجيا الكهروبصرية، والأنظمة العسكرية المُسيرة. ونعتزم زيادة استثماراتنا في الإمارات لتحويل خبرتنا في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات إلى حلول مؤهلة في مجال التعرف على الأهداف وتتبعها، والأنظمة الذاتية، والحروب الإلكترونية، والتخطيط التكتيكي والاستراتيجي.
ومع تزايد اعتماد تخطيط العمليات وتنفيذها وتحليل النتائج على البيانات، أصبح ضمان موثوقية البنية التحتية الحيوية شرطاً أساسياً للاستفادة من مزايا التكنولوجيا الحديثة.
وفي هذا السياق، بدأنا الاستثمار في تقديم حلول موثوقة في مجال الأمن السيبراني على المستوى العالمي، وخدمات ومنتجات في مجال الكشف الآني عن التهديدات، وتحليل التهديدات، وتقليل الأضرار لتعزيز أمن المعلومات في الإمارات.
وأتوقع أن تتكثف أنشطتنا في مجال الأمن السيبراني في الإمارات خلال الفترة القادمة.
ما هي أهم مشاريعكم الدفاعية خلال المرحلة المقبلة؟
من خلال قوة المعرفة والخبرة التقنية والاستراتيجية في المجالات المختلفة، تتميز حلول «بافو غروب» في مجال الدفاع بأنها تمتلك القدرة على اتخاذ الإجراءات السريعة.
وفي هذا السياق، ستتم صياغة المرحلة الجديدة من مشاريع صناعة الدفاع استناداً إلى نهج خبرائنا المتخصصين في إدارة المشاريع، فنحن نركز على مشاريع تهدف إلى تعزيز قدرات الاستطلاع والحروب الإلكترونية في ظروف القتال الهجينة والتقليدية.
وتماشياً مع التزامنا بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، نقوم بتطوير مشاريع لتقديم قدرات حاسمة مثل التشفير المتقدم، والذكاء الاصطناعي، والبصريات الكهربائية، لتعزيز الأمن العالمي وتلبية احتياجات العملاء.
ما هي خططكم المستقبلية في قطاع الدفاع؟
أولويتنا الرئيسية في قطاع الدفاع هي تقديم منتجات وحلول تمكن شركاءنا من الحفاظ على أفضليتهم في المنافسة العالمية.
ومن خلال تعاوننا مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم، نقوم بسد بعض الثغرات في المنتجات والقدرات، كما نطمح إلى توسيع هذه الشراكات بشكل أكبر يمكننا من تقديم حلول شاملة.
وفي مواجهة الاحتياجات المعقدة والمتزايدة، أود أن أؤكد بقوة، استناداً إلى تحليلاتنا الحالية لأنشطة البحث والتطوير في تركيا والإمارات، ومواقعنا الأخرى أننا سنوسع محفظة منتجاتنا بحلول عالية الجودة خلال العامين القادمين، وسيكون للشركاء الذين يعملون معنا خلال هذه المرحلة ميزة محورية في المنافسة الدفاعية العالمية.
ما هي أهداف «بافو غروب»؟
نعتمد في «بافو غروب» نهج شراكة مبنياً على الالتزام، ولزيادة الثقة بين الفرق وتعزيز نجاح المشروع، نتبنى مبادئ أساسية تساهم في تعميق التعاون، والالتزام المتبادل، وإدارة المخاطر، والتحفيز، والاستخدام الأمثل للموارد. ومن خلال نهجنا المبني على الالتزام، نهدف إلى تبني التقنيات المتقدمة التي حصلنا عليها على نطاق واسع.
كما أن «بافو غروب» تهدف على المدى البعيد من خلال استثمارات قوية في تقنيات مثل التشفير والذكاء الاصطناعي، إلى تشكيل المستقبل في المجالات الرئيسية التالية: (تحديد وتتبع الأهداف، والأنظمة المستقلة، والحروب الإلكترونية، وصيانة المعدات، والتخطيط التكتيكي والاستراتيجي، ومحاكاة التدريب العسكري، وإدارة اللوجستيات وسلاسل التوريد، والأمن السيبراني، والاتصالات الآمنة).
يشهد سوق منطقة الخليج العربي منافسة كبيرة، فما الذي يجعل منتجات «بافو غروب» جاذبة للعملاء؟
بسياستها القوية واستقرارها، تعتبر منطقة الخليج العربي مركزاً جاذباً للعديد من مزودي التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، وهذا يترجم بشكل طبيعي إلى ارتفاع مستوى المنافسة داخل المنطقة.
بدأت «بافو غروب» أعمالها كشركة ناشئة في تركيا، ونجحت في التطور بنجاح إلى لاعب عالمي حتى في ظروف منافسة مكثفة، حيث نرى المنافسة دافعاً للنجاح.
نحن نثق في منتجاتنا وحلولنا وخدماتنا المبتكرة ذات الفعالية المثبتة في الميدان، والتي تتبع المعايير العالمية وتتميز بقدرات متفوقة.
ونعمل في «بافو غروب» في إطار شراكات عالمية، تشمل برامج نقل المعرفة والتكنولوجيا وتدريب الأفراد، ونمتلك هيكلاً يستند إلى البنية المفتوحة، مما يسمح بالابتكار القابل للتوسيع.
وعلى عكس الشركات التي تعتبر الابتكار مجرد جزء من التسويق، نحن مستثمرون حقاً في تطوير التقنيات والقدرات الحديثة.
لقد بدأنا عملياتنا في منطقة الخليج ونحن ندرك أن المنافسة كبيرة، وأعتقد أن العديد من الشركات قد تواجه تحديات ما لم تفهم النهج المبتكر الذي تقدمه «بافو غروب».
حوار: الجندي