عندما تم التفكير في مجلة «الجندي» في عمل ملف حول العالم في 2020، أو أين يسير العالم في 2020؟، كان التساؤل المهم هو: ما هي الموضوعات التي يمكن أن يشملها هذا الملف، وما هي القضايا التي تؤثر في مستقبل العالم أكثر من غيرها في هذا العام ؟
ومن ثم وقع الاختيار على أربعة موضوعات هي: الأول هو: الاقتصاد العالمي 2020: إلى ازدهار أم انتكاسة جديدة؟، والثاني هو: بعد «بريكست».. الاتحاد الأوروبي: هل يتجه إلى التفكك؟، والثالث هو: تيار الشعبوية… هل يتجه إلى التراجع على الساحة الدولية؟، والرابع هو: الإرهاب بعد «داعش».. تراجع ام موجات جديدة ؟
ولم يكن اختيار هذه الموضوعات عشوائياً، وإنما استند على العديد من الأسباب والمبررات الموضوعية. فمن ناحية أولى ثمة حديث من قبل المختصين حول احتمال تعرض العالم إلى أزمة اقتصادية جديدة في عام 2020، وحدوث تطور مفصلي في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، ومن ثم جاءت ضرورة التساؤل حول مسار الاقتصاد العالمي وما إذا كان سيشهد حالة ازدهار أم سيتعرض إلى انتكاسة. ومن ناحية ثانية فإن 2020 هو العام الذي سوف يشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو العام الذي سيمثل اختباراً للاتحاد بدون بريطانيا أو بعد خروجها، ومن هنا جاء التساؤل حول مستقبل الاتحاد وهو سيتجه إلى التفكك، لأن هذا سيؤثر على التجمعات الإقليمية كافة على المستوى الدولي، نظراً لما يمثله الاتحاد الأوروبي من نموذج مرجعي في ذلك. ومن ناحية ثالثة، فإن تيار الشعبوية شهد بعض التراجع النسبي خلال الفترة الماضية، ويمثل عام 2020 عاماً مهماً بالنسبة لمستقبل هذا التيار، لأنه العام الذي سوف تجري فيه الانتخابات الأمريكية، وتظهر نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكلا الحدثين لهما تأثير كبير على مستقبل هذا التيار، في العالم، بشكل أو بآخر. ومن ناحية رابعة فإن 2020 سيمثل اختباراً لحالة الإرهاب في العالم بعد تنظيم داعش وبعد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2019 .
وفي ضوء ما سبق فإن الموضوعات الأربعة التي تم اختيارها ضمن الملف هي أكثر الموضوعات تأثيراً في مستقبل العالم في 2020، لأنها تؤثر في اقتصاده، وحال الأمن والاستقرار فيه، فضلا عن توازن القوى على ساحته.