ستقام الدورة السابعة عشرة من معرض «دبي للطيران 2021»، في الفترة من 14 إلى 18 نوفمبر الحالي بمطار دبي ورلد سنترال الدولي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وبمتابعة مباشرة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي.
يتمتع معرض دبي بأهمية كبرى بالنظر إلى مشاركة أبرز الشركات العالمية المتخصصة في قطاع الطيران والفضاء، إذ يقدر أن النسخة السابعة عشرة من المعرض ستشهد مشاركة حوالي 1200 عارض من 148 دولة في مطار آل مكتوم الدولي، ومن ثم يرسخ المعرض من مكانة دولة الإمارات ودورها المحوري في دعم قطاع الطيران والفضاء محلياً وإقليمياً.
ويضاف إلى ما سبق، أن الدورة السابعة عشرة من معرض دبي للطيران استثنائية، كونها تتزامن مع احتضان الدولة لمعرض إكسبو 2020 دبي، والاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة «عام الخمسين»، كما أن المعرض سيكون من أوائل المعارض الدولية المتخصصة بصناعات الطيران والفضاء يجري تنظيمه في مرحلة التعافي من «كوفيد-19» بدولة الإمارات.
وتتمثل أبرز الفوائد التي يحققها المعرض لدولة الإمارات، وقطاع الطيران الإقليمي والعالمي، بشقيه المدني والعسكري، في التالي:
1- تحدي الظروف غير المواتية: يعكس استضافة المعرض نجاحاً لدولة الإمارات وإمارة دبي خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الطفرات الجديدة من كورونا، كما أن المعرض في دورته هذه سوف يشهد مشاركة دول جديدة وللمرة الأولى، مما يرسخ المكانة الدولية لدبي، وقدرتها على استقطاب مختلف دول العالم للمشاركة في واحد من أهم الفعاليات الدولية المتخصصة بقطاع الطيران والفضاء.
ويؤشر عقد هذا المعرض إلى مساهمة دولة الإمارات في تحقيق التعافي الكامل لصناعة الطيران، والذي تَعَرَّضَ لخسائر واضحة جراء الشلل الذي أصاب قطاع السفر حول العالم. فقد أعلن اتحاد النقل الجوي الدولي «إياتا»، والتي تضم نحو 290 شركة طيران، أن إيرادات شركات الطيران يتوقع لها أن تشهد تراجعاً بنسبة تفوق 60 % عام 2020، مقارنة بالعام 2019، لتبلغ 328 مليار دولار، في أسوأ عام شهده القطاع على الإطلاق بسبب أزمة تفشي كوفيد – 19.
وأكد إسحاق صالح محمد البلوشي، المستشار العسكري لوزارة الدفاع والمدير التنفيذي للجنة العسكرية لمعرض دبي للطيران أن أجندة المعرض ستُركز على مجموعةٍ واسعة من الحلول التقنية الكفيلة بتعزيز السلامة ورفع الكفاءة، والتي ستلعب دوراً محورياً في دعم تعافي قطاعات الطيران والفضاء والدفاع في أعقاب الأزمة، أي أن المعرض يأخذ على عاتقه تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي عقب الخسائر التي ألمت به جراء جائحة كورونا.
2 - تطوير صناعة الطيران عالمياً: يعتمد تطوير صناعة الطيران على تسويق الشركات الرئيسية فيها لأحدث منتجاتها. وخلال معرض دبي 2019، تمت مبادلات بقيمة بلغت حوالي 46 مليار يورو، وكان نصيب شركة إيرباص الأوروبية من هذه الصفقات حوالي 19.5 مليار يورو، تلتها شركة بوينج الأمريكية بـ16 مليار يورو، ولا شك أن مثل هذه الصفقات تمثل قاطرة لتعزيز استدامة نمو القطاع. كما سيشهد معرض دبي 2021 مركز «فيستا» الجديد الخاص بالشركات الناشئة من الدول الشرقية والغربية، إذ يستدعي البرنامج الشركات الناشئة ورواد الأعمال والمطورين لاستعراض أفكارهم ضمن منافسة تمتد ليومين للعمل مع بعض من أكبر الشركات في المجال. وستحصل الشركتان الفائزتان بمسابقة «فيستا» على فرصة استثنائية لعرض مبتكراتهما في مركز الابتكار التابع لبرنامج «فيستا» في معرض دبي للطيران.
ومن ثم يساعد المعرض على دعم الشركات الناشئة من خلال لقاء العديد من صناع القرار والمستثمرين المصنفين عالمياً لإطلاق شركاتهم الناشئة وتنميتها وتوسيع عملياتها. وقد بلغ الاستثمار في الشركات الناشئة ضمن صناعة الطيران عام 2019 ما يقرب من مليار دولار. ولاشك أن مثل هذه الجهود تسهم في تعزيز قطاع الطيران، والارتقاء به.
3- توطين الصناعات الجوية: يعد معرض دبي للطيران 2021 منصة رئيسية لدعم حملة «اصنع في الإمارات»، التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالدولة، نظراً إلى كونه يشكل ملتقى للجهات الدولية الرئيسية في مجال صناعة الطيران، والذي يعتبر اليوم من الركائز الاقتصادية المهمة للدول.
كما يستعرض الإنجازات الكبيرة التي تحققها الإمارات في مجال الأبحاث المتعلقة بالمنتجات فائقة التطور وتطويرها وإنتاجها، والإمكانات التي تحققها في مجالات الطيران والفضاء والدفاع، التي تحتل مجموعة إيدج مكانة ريادية فيها، وذلك وفق ما أكد عليه خالد البريكي، رئيس قطاع دعم المهام في مجموعة إيدج، وأحد أعضاء اللجنة الاستشارية، لمعرض دبي للطيران 2021.
ومن ثم يمثل الملتقى فرصة لتعزيز وتبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات بين الشركات الإماراتية ونظيرتها الدولية، وإقامة شراكات جديدة، وهو ما يصب في النهاية في دعم الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والمعروفة باسم مشروع «300 مليار» (Operation 300bn)، والذي يهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات بوصفها مركزاً عالمياً للصناعات المستقبلية.
4- تسويق الخدمات الجوية المتقدمة: تشارك مجموعة التكنولوجيا المتقدمة «إيدج» في معرض دبي للطيران 2021 بوصفها شريكاً في مجال تكنولوجيا الدفاع، وتستعرض مجموعتها الواسعة من خدمات الطيران والدفاع والتكنولوجيا التي تقدمها للجهات الدولية المتخصصة في تلك القطاعات، والتي يتمثل أبرزها في التصنيع الدقيق لمعداته، وإمكانيات التحكم الذاتي، والطاقة الموجهة، والأنظمة الهجينة التي تدمج التقنيات السيبرانية مع الأجهزة، وأنظمة الدفع المتقدمة، والروبوتات، والمواد الذكية، فضلاً عن دمج الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها وخدماتها، وتعتزم المجموعة الاستفادة من تقنياتها المبتكرة لإحداث تحوّل كبير في قطاع الطيران والدفاع.
ومن جهة أخرى، فإن المعرض يمثل فرصة لإبرام العديد من الاتفاقات الاقتصادية التي تدعم النهوض بالاقتصاد الوطني. ففي النسخة السادسة عشرة من المعرض، أي تلك التي عقدت في 2019، وقعت شركة «جلوبال إيروسبيس لوجيستكس»، والتي تعرف اختصاراً باسم «جال»، المزود الإقليمي لحلول الطيران العسكرية والمدنية المتكاملة، اتفاقية مع شركة التعاقدات الدفاعية الصينية لاستيراد وتصدير تكنولوجيا الطيران «كاتيك» لإنشاء مستودع جمركي للطائرات في أبوظبي لتوفر قطاع غيار الطائرات في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
5- استشراف مستقبل صناعة الطيران: يعقد على هامش «معرض دبي للطيران 2021» مؤتمر قاده القوات الجوية والدفاع الجوي، والذي يقام في 13 نوفمبر الحالي، ويمثل فرصة لصنّاع القرار والقادة في القوات الجوية والدفاع الجوي للالتقاء ومناقشة أحدث التطورات الناشئة، سواء على مستوى الاستراتيجيات، أو على مستوى التكنولوجيا.
وسيخصص المؤتمر جزءاً كبيراً منه لنظم الجيل الجديد من التقنيات الدفاعية الجوية. كما ستسلط المناقشات الضوء على قضايا مثل دور التقنيات الجديدة في تطوير السفر الجوي والتحولات الناشئة في قطاع الشحن الجوي، فضلاً عن التطورات العالمية المرتبطة بالاستدامة وأنظمة القيادة الذاتية وخدمات الفضاء الجديدة والاتصال عبر الأقمار الاصطناعية وغيرها الكثير.
ولا شك أن مناقشة مثل هذه القضايا تساهم في وضع خطط مستقبلية تسهم في التحسب لهذه التطورات الجديدة، وتضمينها في خطط الدولة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي بشقيه المدني والعسكري.
ومن ذلك على سبيل المثال، تتناول إحدى الجلسات الرئيسية في المؤتمر «السفر دون تلامس»، والتي تهدف إلى مناقشة كيفية توظيف تقنيات الهواتف الذكية لتجاوز تداعيات الأزمة الصحية، والسبل التي اتبعتها شركات الطيران الرائدة لتوظيف تقنيات الهواتف الذكية في مجالات السفر الآمن، بما يمثل إحدى المحاولات للتجاوب والتأقلم مع التداعيات التي فرضتها أزمة كورونا، كما أنها ترسي الأسس اللازمة الكفيلة بالتعامل مع أي من الأزمات الصحية التي قد يشهدها العالم مستقبلاً.
وقد أكد على هذا المعنى منير بخش، الرئيس التنفيذي لشركة «جي دي سي ميدل إيست» السعودية (GDC Middle East)، إذ أكد أنه كان «للوباء تأثير هائل على صناعة الطيران، حيث أثر على التصنيع وشركات الطيران والمطارات وشركات الدفاع، وأن المشاركة في المعرض توفر فهماً عميقاً لرؤى الصناعة حول قطاع الطيران والمشهد العالمي في أعقاب الوباء والطريق إلى تعافيه، فضلاً عن فتح الأبواب لفرص شراكة جديدة.
أما فيما يتعلق بالتطورات التكنولوجية التي يتوقع أن تشكل مستقبل قطاع الطيران، فيلاحظ أن المؤتمر ركز على شراكة التطوير والأبحاث الجديدة التي أبرمها مجلس التوازن الاقتصادي «توازن» مع وزارة الدفاع والقوات المسلحة، والتي تنسجم مع أهداف دولة الإمارات والرامية نحو توجهات الطاقة المستقبلية والاستثمارات في «الهيدروجين الأخضر» للطائرات عديمة الانبعاثات، إذ من المتوقع أن يمثل الهيدروجين ما يصل إلى 18 % من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، حيث أصدرت أكثر من 30 دولة خططها الخاصة بإنتاج الهيدروجين.
6- عرض أبرز المبتكرات العسكرية: يمثل المعرض فرصة لكبار منتجي المقاتلات والمروحيات العسكرية، وكذلك نظم الدفاع الجوي، وذلك لعرض أبرز منتجاتهم، وتسويقها للمشترين المحتملين. وفي النسخة السابقة من المعرض، استعرضت روسيا عدداً من الأسلحة والتقنيات العسكرية التي تظهر لأول مرة ضمن هذا النوع من الفاعليات.
ومن أبرز ما عرضته موسكو في معرض 2019، كانت مقاتلات الجيل الخامس الشبحية «سو – 57 إي» (Su-57E)، وطائرة «ياك – 130» الصغيرة للتدريب والقتال القريب، والتي يمكنها حمل ثلاثة آلاف كيلوجرام من الذخائر والصواريخ والقنابل الموجهة وغير الموجهة عبر 8 نقاط موزعة على هيكلها. ويصل المدى العملياتي لهذه الطائرات إلى 2000 كلم.
كما استعرضت روسيا نسخة مطورة من منظومة «بانتسر إس – 1» للدفاع الجوي، والتي صممت لحماية المنشآت العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي البعيدة المدى من هجمات الطائرات والطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة والصواريخ المجنحة. ويمكن لهذه المنظومة اعتراض أهدافها على ارتفاعات تتراوح ما بين 5 أمتار و20 كلم، معتمدة على صواريخ موجهة ورشاشات ثقيلة. وإلى جانب ما سبق، عرضت موسكو لأول مرة مجسم لرادار «سولا» القادر على اكتشاف الأقمار الصناعية، وغيرها من الأهداف الفضائية المحلقة في مدار الأرض.
وعرضت شركة «كولينز إيروسبيس» (Collins Aerospace) خلال معرض دبي للطيران 2019 المقعد الذي يتم قذفه من طراز «أي سي إي إس 5» (ACES 5)، والذي اختاره الجيش الأمريكي ليتم استبدال كل المقاعد السابقة من طراز «أي سي إي إس 2» (Aces 2). وعرضت الشركة كذلك أنظمة وصل البيانات، والتي تسمح للطيار بالحصول على المعلومات التي تم تحليلها من مجموعة مصادر مختلفة، وفي الوقت عينه اتخاذ القرارات الملائمة.
7- تعزيز الشراكات الإقليمية: لا يمثل المعرض فرصة لدولة الإمارات للاطلاع على أحدث المبتكرات التكنولوجية المدنية والعسكرية في قطاع الطيران فقط، ولكنه يمثل فرصة مهمة للدول الإقليمية والصديقة للاستفادة من هذا المعرض في تطوير صناعتها الوطنية وإبرام شراكات والتعاقد على خدمات كبرى الشركات العاملة في مجال الطيران والفضاء.
فمن المقرر أن تعرض كبرى الشركات السعودية في مجال الطيران والفضاء منتجاتها وخدماتها في معرض دبي للطيران 2021، والتي يتمثل أبرزها في الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI)، والهيئة العامة للطيران المدني (GACA)، والشركة السعودية للطيران والفضاء، والشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، وشركة الإلكترونيات المتقدمة (AEC)، والخطوط الجوية العربية السعودية، وأكاديمية أكسفورد السعودية للطيران، وجي دي سي الشرق الأوسط.
الختام
يمثل معرض دبي للطيران فرصة كبيرة لإنعاش أحد القطاعات الاقتصادية الحيوية، التي تضررت بشدة جراء جائحة كورونا، وذلك باستخدام عدة آليات، سواء من خلال تمكين كبرى الشركات العاملة في هذا المجال من طرح أبرز منتجاتها وتسويقها، أو تحفيزه عقد شراكات بين مختلف الشركات المحلية والإقليمية والدولية، أو من خلال بحث أبرز التطبيقات التقنية التي تساهم في دعم تعافي قطاع الطيران الجوي من جائحة كورونا.
أحمد بن سعيد: معرض دبي للطيران 2021 منصة دولية تجمع قطاعات الطيران والفضاء والدفاع
شدد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، على أهمية معرض دبي للطيران 2021 بصفته منصة عالمية تجمع قادة القطاع الدوليين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في دبي في الأول من نوفمبر 2021، للإعلان عن فعاليات الدورة الـ17 لمعرض دبي للطيران التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بمشاركة 1200 عارض من 148 دولة، و160 طائرة في منطقة العرض و20 جناحاً مخصصاً للشركات.
وقال إن دورة هذا العام ستركز على التقنيات الجديدة وأحدث الابتكارات والحلول التي يقدمها المشاركون، وستسلط مرحلة “تيك إكسبلور” الجديدة الضوء على مساهمة التقنيات الناشئة في تعافي قطاع الطيران وتطوير تجربة الطيران بأكملها.
د. شادي عبدالوهاب
