Military,Person,Wearing,A,Gasmask,And,Protective,Clothing

الأسلحة البيولوجية الأكثر حصداً للأرواح بين الأسلحة

يطلق‭ ‬مسمى‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬أو‭ ‬سلاح‭ ‬الجراثيم‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المسببة‭ ‬للأمراض،‭ ‬مثل‭ ‬البكتيريا‭ ‬أو‭ ‬الفيروسات‭ ‬أو‭ ‬الريكتسيا‭ ‬أو‭ ‬الفطريات‭ ‬أو‭ ‬السموم‭ ‬أو‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كأسلحة‭ ‬ضد‭ ‬البشر‭ ‬أو‭ ‬الحيوانات‭ ‬أو‭ ‬النباتات‭. ‬يعد‭ ‬الاستخدام‭ ‬المباشر‭ ‬للعوامل‭ ‬المعدية‭ ‬والسموم‭ ‬ضد‭ ‬أفراد‭ ‬العدو‭ ‬ممارسة‭ ‬قديمة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬كان‭ ‬نشر‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النزاعات،‭ ‬سبباً‭ ‬لوفيات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأسلحة‭ ‬القتالية‭ ‬المستخدمة‭ ‬مجتمعة،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬كأسلحة‭.‬

أولاً‭: ‬وفيات‭ ‬جماعية

يشار‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية،‭ ‬مثل‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والنووية،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المصطلح‭ ‬ليس‭ ‬مناسباً‭ ‬حقاً‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬وفيات‭ ‬جماعية،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬تدميراً‭ ‬شاملاً‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬أو‭ ‬المباني‭ ‬أو‭ ‬المعدات‭. ‬ولكن‭ ‬نتيجة‭ ‬لطبيعتها‭ ‬العشوائية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬بدء‭ ‬انتشار‭ ‬الأوبئة‭ ‬وصعوبة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬الأمراض‭ ‬والذعر‭ ‬الذي‭ ‬تسببه،‭ ‬وافقت‭ ‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬كامل‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التسلح‭.‬

ثانياً‭: ‬تاريخ‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية

يرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬أول‭ ‬الاستخدامات‭ ‬للحرب‭ ‬البيولوجية،‭ ‬التي‭ ‬أمكن‭ ‬تدوينها،‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1347،‭ ‬حيث‭ ‬ورد‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المنغولية‭ ‬قامت‭ ‬بإلقاء‭ ‬جثث‭ ‬موبوءة‭ ‬بالطاعون‭ ‬عبر‭ ‬الأسوار‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬كافا‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬حالياً‭ ‬فيودوسيا‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭‬،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬آنذاك‭ ‬مركزاً‭ ‬تجارياً‭ ‬جنوبي‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭. ‬ويعتقد‭ ‬بعض‭ ‬المؤرخين‭ ‬أن‭ ‬السفن‭ ‬العائدة‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬البحري‭ ‬حول‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬حملت‭ ‬معها‭ ‬الطاعون،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬جائحة‭ ‬الموت‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬أوروبا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬التالية‭ ‬وأودى‭ ‬بحياة‭ ‬حوالي‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ )‬ثلث‭ ‬السكان‭ ‬تقريباً) ‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1710،‭ ‬قام‭ ‬جيش‭ ‬روسي‭ ‬يقاتل‭ ‬القوات‭ ‬السويدية‭ ‬المتحصنة‭ ‬في‭ ‬ريفال‭ ‬حالياً‭ ‬تالين‭ ‬الإستونية‭ ‬بإلقاء‭ ‬الجثث‭ ‬الموبوءة‭ ‬بالطاعون‭ ‬عبر‭ ‬أسوار‭ ‬المدينة‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1763،‭ ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬المحاصرة‭ ‬في‭ ‬فورت‭ ‬بيت‭ ‬بيتسبرغ‭ ‬حالياً‭ ‬أثناء‭ ‬تمرد‭ ‬بونتياك‭ ‬بنشر‭ ‬وباء‭ ‬الجدري‭ ‬بين‭ ‬الجنود‭ ‬الهنود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توزيع‭ ‬بطانيات‭ ‬ملوثة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬كتبرعات‭ ‬خيرية‭.‬

ثالثاً‭: ‬أخطر‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية

تمت‭ ‬دراسة‭ ‬وهندسة‭ ‬عناصر‭ ‬بيولوجية،‭ ‬مثل‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬والتسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬والفاريولا،‭ ‬لاستخدامها‭ ‬كأسلحة،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬لإحداث‭ ‬تأثيرات‭ ‬مدمرة‭. ‬نشرت‭ ‬مجلة‭ ‬Army Technology‭ ‬قائمة‭ ‬بأخطر‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ ‬ الجمرة‭ ‬الخبيثة‭: ‬تعد‭ ‬بكتيريا‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬العوامل‭ ‬فتكاً‭. ‬تم‭ ‬تصنيفها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المركز‭ ‬الأمريكي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها‭ (‬CDC‭) ‬كعامل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفئة‭ ‬أ‮»‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬يشكل‭ ‬خطراً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭. ‬توجد‭ ‬جراثيم‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬التربة،‭ ‬ويمكن‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬المختبر،‭ ‬وتستمر‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭. ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬كسلاح‭ ‬بيولوجي‭ ‬طوال‭ ‬قرن‭ ‬تقريباً‭. ‬وتعد‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬سلاحاً‭ ‬مرناً‭ ‬لأن‭ ‬جراثيمها‭ ‬غير‭ ‬مرئية‭ ‬ومعدية‭ ‬وعديمة‭ ‬الرائحة‭ ‬والمذاق‭.‬

2‭ ‬ توكسين‭ ‬البوتولينوم‭:‬‭ ‬يشتهر‭ ‬البوتولينوم‭ ‬بقوته‭ ‬وفتكه‭ ‬الشديدين،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬غرام‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬توكسين‭ ‬البوتولينوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬استنشاقه‭. ‬يصيب‭ ‬البوتولينوم‭ ‬بالتسمم‭ ‬الوشيقي،‭ ‬وهو‭ ‬مرض‭ ‬خطير‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬شلل‭ ‬العضلات‭ ‬وينتج‭ ‬عن‭ ‬استنشاق‭ ‬غاز‭ ‬سام‭ ‬عصبي‭ ‬تنتجه‭ ‬بكتيريا‭ ‬تسمى‭ ‬Clostridium botulinum‭. ‬ومن‭ ‬الأعراض‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يسببها‭ ‬البوتولينوم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬وشلل‭ ‬العضلات،‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التحدث‭ ‬والبلع‭ ‬وازدواج‭ ‬الرؤية‭ ‬وعدم‭ ‬وضوحها‭.‬

3‭ ‬ الجدري‭: ‬يتسبب‭ ‬فيروس‭ ‬الجدري‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بمرض‭ ‬شديد‭ ‬العدوى‭ ‬ومعدٍ‭ ‬ولا‭ ‬علاج‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الوقاية‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التطعيم‭. ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬الجدري‭ ‬كسلاح‭ ‬بيولوجي‭ ‬ضد‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الأصليين‭ ‬عام‭ ‬1763‭ ‬ويعتقد‭ ‬المؤرخون‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استغلاله‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬الثورة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وتضاءل‭ ‬خطر‭ ‬استخدام‭ ‬الجدري‭ ‬كسلاح‭ ‬بيولوجي‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬بعدما‭ ‬أطلقت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬برنامج‭ ‬تطعيم‭ ‬عالمي‭ ‬ناجح‭ ‬ضده‭.‬

4‭ ‬ التولاريميا‭:‬‭ ‬يتم‭ ‬تصنيف‭ ‬بكتيريا‭ ‬فرانسيسيلا‭ ‬تولارنسيس،‭ ‬أو‭ ‬التولاريميا،‭ ‬ضمن‭ ‬الفئة‭ ‬أ،‭ ‬لأنها‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬عدوى‭ ‬شديدة‭ ‬وسهلة‭ ‬الانتشار،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭. ‬يعاني‭ ‬الأشخاص‭ ‬المصابون‭ ‬بعدوى‭ ‬فرانسيسيلا‭ ‬تولارنسيس‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬تشمل‭ ‬قرحة‭ ‬الجلد‭ ‬والحمى‭ ‬والسعال‭ ‬والقيء‭ ‬والإسهال‭.‬

5‭ ‬ فيروس‭ ‬الإيبولا‭:‬‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬فيروس‭ ‬الإيبولا‭ ‬القاتل‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭. ‬ينتقل‭ ‬فيروس‭ ‬الإيبولا‭ ‬إلى‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬البرية،‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ %. ‬يشكل‭ ‬الإيبولا‭ ‬كسلاح‭ ‬بيولوجي‭ ‬تهديداً‭ ‬كبيراً‭ ‬للإنسان‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭.‬

6‭ ‬ الطاعون‭:‬‭ ‬تُصنف‭ ‬إنشاء‭ ‬بكتيريا‭ ‬اليرسينيا‭ ‬الطاعونية،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تُسمى‭ ‬سابقاً‭ ‬باستوريلا‭ ‬طاعونية،‭ ‬كعنصر‭ ‬من‭ ‬الفئة ‭ -‬أ‭- ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الطاعون‭ ‬الرئوي‭.  ‬يمكن‭ ‬تطويرها‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة،‭ ‬لاستخدامها‭ ‬كسلاح‭ ‬بيولوجي‭. ‬ينتشر‭ ‬الطاعون‭ ‬الرئوي‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لآخر‭ ‬ويسبب‭ ‬أعراضاً‭ ‬مثل‭ ‬الحمى‭ ‬والضعف‭ ‬والالتهاب‭ ‬الرئوي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬علاجه‭ ‬مبكراً،‭ ‬فإنه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬والوفاة‭.‬

7‭ ‬ فيروس‭ ‬ماربورغ‭:‬‭ ‬يتسبب‭ ‬فيروس‭ ‬ماربورغ‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬الفيروسات‭ ‬الخيطية،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أيضاً‭ ‬فيروس‭ ‬الإيبولا،‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بحمى‭ ‬ماربورغ‭ ‬النزفية‭. ‬يتم‭ ‬تصنيفه‭ ‬من‭ ‬الفئة ‭-‬أ‭ -‬لأنه‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الممكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭. ‬يتم‭ ‬استضافة‭ ‬فيروس‭ ‬ماربورغ‭ ‬في‭ ‬خفاش‭ ‬الفاكهة‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وتصل‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬الإصابة‭ ‬بحمى‭ ‬ماربورغ‭ ‬النزفية‭ ‬إلى‭ ‬90‭ %.‬

8‭ ‬ فيروس‭ ‬بونيا‭:‬‭ ‬تضم‭ ‬عائلة‭ ‬فيروسات‭ ‬‮«‬بونيا‭ ‬فيريداي‮»‬‭ ‬ثلاثة‭ ‬فيروسات،‭ ‬هي‭ ‬نيرو‭ ‬وفليبو‭ ‬وهانتا‭. ‬اندلعت‭ ‬الحمى‭ ‬النزفية‭ ‬الكورية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬فيروس‭ ‬هانتا‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الكورية‭ ‬عندما‭ ‬أصيب‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬3000‭ ‬جندي‭ ‬أمريكي‭ ‬وكوري‭ ‬بالمرض،‭‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬استخدامه‭ ‬المباشر‭ ‬كسلاح‭ ‬بيولوجي‭.‬

يسبب‭ ‬فيروس‭ ‬بونيا‭ ‬عدوى‭ ‬بشرية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬متلازمة‭ ‬هانتا‭ ‬الرئوية‭ ‬HPS‭ ‬وحمى‭ ‬الوادي‭ ‬المتصدع‭ ‬وحمى‭ ‬القرم‭ ‬والكونغو‭ ‬النزفية‭. ‬تنتقل‭ ‬العدوى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المفصليات‭ ‬والقوارض‭ ‬وأحياناً‭ ‬تصيب‭ ‬البشر‭ ‬أيضاً‭. ‬يتسبب‭ ‬فيروس‭ ‬Hanta‭ ‬المسبب‭ ‬لـ‭ ‬HPS‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ %.‬

رابعاً‭: ‬الحرارة‭ ‬والأكسدة

تستهدف‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬البشر‭ ‬بعدة‭ ‬طرق‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الامتصاص‭ ‬المباشر‭ ‬أو‭ ‬الحقن‭ ‬في‭ ‬الجلد‭ ‬أو‭ ‬استنشاق‭ ‬قطرات‭ ‬أو‭ ‬رذاذ‭ ‬أو‭ ‬هباء‭ ‬جوي‭ ‬أو‭ ‬استهلاك‭ ‬الطعام‭ ‬والماء‭. ‬وتعتبر‭ ‬الرئتان‭ ‬نقطة‭ ‬الدخول‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفاً‭ ‬والأكثر‭ ‬فتكاً‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭. ‬ولحسن‭ ‬الحظ،‭ ‬تتحلل‭ ‬معظم‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرض‭ ‬للحرارة‭ ‬والأكسدة‭ ‬والتلوث،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬انعدام‭ ‬فعالية‭ ‬والتأثير‭ ‬الضار‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ ‬الدقيقة‭ ‬أثناء‭ ‬انتشار‭ ‬الهباء‭ ‬الجوي‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬90‭ % ‬أثناء‭ ‬انتشار‭ ‬المتفجرات‭.‬

خامساً‭: ‬دفاعات‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية

مهدت‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬طريقاً‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬لنشر‭ ‬وتصعيد‭ ‬الهجوم‭ ‬البيولوجي‭ ‬إلى‭ ‬جائحة‭. ‬أولاً،‭ ‬أمكن‭ ‬توفير‭ ‬أدوات‭ ‬لتحليل‭ ‬وتعديل‭ ‬DNA‭ ‬أو‭ ‬RNA‭ ‬للكائنات‭ ‬الحية‭ ‬الدقيقة‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إدخال‭ ‬التكرارات‭ ‬العنقودية‭ ‬القصيرة‭ ‬المتناوبة‭ ‬المنتظمة‭ (‬CRISPR‭) – ‬وهي‭ ‬تقنية‭ ‬تعمل‭ ‬كمقص‭ ‬أو‭ ‬قلم‭ ‬رصاص‭ ‬لتغيير‭ ‬تسلسل‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬ووظائف‭ ‬الجينات‭ – ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الدفاع‭ ‬البيولوجي‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬سلاح‭ ‬ذي‭ ‬حدين،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يكافح‭ ‬فيه‭ ‬الباحثون‭ ‬المتمرسون‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬التكرارات‭ ‬العنقودية‭ ‬المتناوبة‭ ‬القصيرة‭ ‬المنتظمة‭ ‬ومنع‭ ‬الآثار‭ ‬المتعمدة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المتعمدة،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬للجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الخبيثة‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬التقنيات‭ ‬المكتشفة‭ ‬حديثاً‭ ‬ومحاولة‭ ‬التلاعب‭ ‬بالعوامل‭ ‬الموجودة‭ ‬لزيادة‭ ‬العدوى‭ ‬وتحسين‭ ‬مقاومة‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬واللقاحات‭ ‬ومضادات‭ ‬الفيروسات‭ ‬أو‭ ‬تعزيز‭ ‬بقاء‭ ‬عنصر‭ ‬السلاح‭ ‬البيولوجي‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬وسائل‭ ‬الإنتاج‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

سادساً‭: ‬الإرهاب‭ ‬البيولوجي

من‭ ‬أبرز‭ ‬خصائص‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬رؤيتها‭ ‬بسهولة،‭ ‬وذات‭ ‬فعالية‭ ‬عالية‭ ‬وقدرة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الانتشار‭ ‬والعدوى‭ ‬بسهولة‭ ‬نسبياً‮»‬‭. ‬ويمكن‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬خياراً‭ ‬مغرياً‭ ‬للغاية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭. ‬يتزامن‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الجاهزية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭ ‬لمجابهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬البيولوجي‭. ‬شهدت‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬البيولوجية‭ ‬الشهيرة‭:‬

1‭ ‬ المُعلم‭ ‬الهندي‭ ‬المنفي‭: ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬استقر‭ ‬أتباع‭ ‬المُعلم‭ ‬الهندي‭ ‬المنفي‭ ‬بهاجوان‭ ‬شري‭ ‬راجنيش‭ ‬بمزرعة‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬واسكو‭ ‬بأوريغون‭ ‬الأمريكية‭. ‬وحاولوا‭ ‬بسط‭ ‬سيطرتهم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المقاطعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قمع‭ ‬إقبال‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬داليس‭ ‬الأكثر‭ ‬اكتظاظاً‭ ‬بالسكان‭. ‬وتسببت‭ ‬هجماتهم‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬751‭ ‬شخصاً‭ ‬بالمرض‭. ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬المؤامرة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬شن‭ ‬الهجوم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬اعترافات‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬أحد‭ ‬المشاركين‭.‬

2‭ ‬ طائفة‭ ‬أومشنريكيو‭ ‬اليابانية‭:‬‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬1990‭ ‬إلى‭ ‬يوليو‭ ‬1995،‭ ‬استخدمت‭ ‬عناصر‭ ‬تابعة‭ ‬لطائفة‭ ‬أومشنريكيو‭ ‬اليابانية‭ ‬المتطرفة‭ ‬أسلحة‭ ‬بيولوجية‭ ‬وكيميائية‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬اليابان‭. ‬ولم‭ ‬تكلل‭ ‬الهجمات‭ ‬البيولوجية‭ ‬بالنجاح‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬لأن‭ ‬أعضاء‭ ‬الطائفة‭ ‬المتطرفة‭ ‬لم‭ ‬يتقنوا‭ ‬علم‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭. ‬ولكنهم‭ ‬حاولوا‭ ‬شن‭ ‬أربع‭ ‬هجمات‭ ‬باستخدام‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬وست‭ ‬باستخدام‭ ‬توكسين‭ ‬البوتولينوم‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬مختلفة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬قاعدة‭ ‬بحرية‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬يوكوسوكا‭.‬

3‭ ‬ تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬الإرهابي‭:‬‭ ‬أظهر‭ ‬عملاء‭ ‬القاعدة‭ ‬اهتماماً‭ ‬بتطوير‭ ‬واستخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬بيولوجية،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتشغيل‭ ‬معمل‭ ‬لإنتاج‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تجتاحه‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬2002‭-‬2001‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬أودت‭ ‬هجمات‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬بحياة‭ ‬5‭ ‬أمريكيين‭ ‬وعلاج‭ ‬22‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬بينما‭ ‬اضطرت‭ ‬السلطات‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬إخلاء‭ ‬مباني‭ ‬مكاتب‭ ‬الكونغرس‭ ‬وحاكم‭ ‬نيويورك،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬التلفزيون‭ ‬وصحف‭ ‬التابلويد‭. ‬وتكبدت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خسائر‭ ‬تقدر‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬تم‭ ‬إنفاقها‭ ‬على‭ ‬تكاليف‭ ‬التنظيف‭ ‬والتطهير‭ ‬والتحقيقات‭. ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬الهجمات،‭ ‬قرر‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‭ ‬إغلاق‭ ‬التحقيقات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجرائم‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬بواسطة‭ ‬عالم‭ ‬ميكروبيولوجي،‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬دفاع‭ ‬بيولوجي‭ ‬تابع‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬لسنوات،‭ ‬والذي‭ ‬قام‭ ‬بالانتحار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬إدراج‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬المشتبه‭ ‬بهم‭ ‬خلال‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالية‭.‬

سابعاً‭: ‬المخاطر‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت

تم‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتصنيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬العلمية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬المعامل‭ ‬والمختبرات‭ ‬البيولوجية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬ويحذر‭ ‬الخبراء‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬السموم‭ ‬والعوامل‭ ‬المُسببة‭ ‬للأمراض‭ ‬أسلحة‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬جادة‭ ‬وحاسمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬ومنفرد‭ ‬لدرء‭ ‬خطر‭ ‬وحظر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإلكترونية‭.‬

ثامناً‭: ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية

تحظر‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬تطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬وحيازة‭ ‬ونقل‭ ‬وتخزين‭ ‬واستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬والتكسينية‭. ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬معاهدة‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬لنزع‭ ‬السلاح‭ ‬تحظر‭ ‬فئة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭. ‬وتعد‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬عنصراً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬للتصدي‭ ‬لانتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬والتي‭ ‬أرست‭ ‬معياراً‭ ‬قوياً‭ ‬ضد‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭. ‬وصلت‭ ‬الاتفاقية‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬شبه‭ ‬عالمية،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬فيها‭ ‬183‭ ‬دولة‭ ‬وأربع‭ ‬دول‭ ‬موقعة‭.‬

تعرف‭ ‬الاتفاقية‭ ‬رسمياً‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬حظر‭ ‬استحداث‭ ‬وإنتاج‭ ‬وتخزين‭ ‬الأسلحة‭ ‬البكتريولوجية‭ (‬البيولوجية‭) ‬والتكسينية‭ ‬وتدمير‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‮»‬‭.‬‭ ‬وتفاوض‭ ‬بشأنها‭ ‬مؤتمر‭ ‬لجنة‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬بسويسرا‭. ‬فُتح‭ ‬باب‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬أبريل‭ ‬1972‭ ‬ودخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬مارس‭ ‬1975‭.‬‭ ‬وتكمل‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬بروتوكول‭ ‬جنيف‭ ‬لعام‭ ‬1925،‭ ‬الذي‭ ‬حظر‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬فقط‭.‬

تعهدت‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬بعدم‭ ‬تطوير‭ ‬أو‭ ‬إنتاج‭ ‬أو‭ ‬تخزين‭ ‬أو‭ ‬حيازة‭ ‬أو‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‭: ‬

‭- ‬العوامل‭ ‬الجرثومية‭ ‬أو‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬الأخرى،‭ ‬أو‭ ‬التكسينات‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬مصدرها‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬إنتاجها،‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬والكميات‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يبررها‭ ‬من‭ ‬سبل‭ ‬الوقاية‭ ‬أو‭ ‬الحماية‭ ‬أو‭ ‬الأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬الأخرى‭.‬

‭- ‬الأسلحة‭ ‬أو‭ ‬المعدات‭ ‬أو‭ ‬وسائل‭ ‬الإطلاق‭ ‬والنشر‭ ‬المُصممة‭ ‬لاستخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬أو‭ ‬التكسينات‭ ‬لأغراض‭ ‬عدائية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬مسلح‭.‬

سعت‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬بقاء‭ ‬الاتفاقية‭ ‬فعالة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬العلم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والسياسة‭ ‬والأمن‭ ‬منذ‭ ‬دخولها‭ ‬حيز‭ ‬النفاذ‭. ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الفاصلة،‭ ‬اجتمعت‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬كل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬تقريباً‭ ‬لمراجعة‭ ‬عمل‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭. ‬وفي‭ ‬الفترات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمرات‭ ‬المراجعة‭ ‬وجهود‭ ‬استعراض‭ ‬الأنشطة،‭ ‬اتبعت‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬أنشطة‭ ‬ومبادرات‭ ‬مختلفة‭ ‬لتعزيز‭ ‬فعالية‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وتحسين‭ ‬سبل‭ ‬تنفيذها‭. ‬وتم‭ ‬عقد‭ ‬ثمانية‭ ‬مؤتمرات‭ ‬منذ‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬التاسع‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬ .2021 ‭‬

تاسعاً‭: ‬6‭ ‬طرق‭ ‬علمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الدفاع‭ ‬البيولوجي

1‭ ‬ فهم‭ ‬الجينوم‭ ‬البشري‭:‬‭ ‬تسهم‭ ‬مشروعات‭ ‬أبحاث‭ ‬الجينوم‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تأثير‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬أبحاث‭ ‬البيولوجيا‭ ‬الجزيئية،‭ ‬وتساعد‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬أكثر‭ ‬عمليات‭ ‬الحياة‭ ‬غموضاً‭ ‬وتعقيداً‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬الجديدة‭ ‬بتحليل‭ ‬السلسلة‭ ‬الكاملة‭ ‬للأحداث‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬خلية‭ ‬بشرية‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬بمسببات‭ ‬الأمراض‭ ‬أو‭ ‬امتصاص‭ ‬جزيء‭ ‬سام‭. ‬وبالتالي،‭ ‬ستتضح‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬قابلية‭ ‬إصابة‭ ‬الأفراد‭ ‬بالأمراض‭ ‬المعدية،‭ ‬بخاصة‭ ‬أن‭ ‬وظائف‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬جميع‭ ‬الجينات‭ ‬البشرية‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭. ‬ولذا،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬دراسات‭ ‬حول‭ ‬وظائف‭ ‬الجينوم‭ ‬البشري‭ ‬بحل‭ ‬الألغاز‭ ‬المجهولة‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬استراتيجيات‭ ‬جديدة‭ ‬محتملة‭ ‬للوقاية‭ ‬والعلاج‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬لقاحات‭ ‬وعقاقير‭ ‬مضادة‭ ‬للميكروبات‭.‬

2‭ ‬ تقوية‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭: ‬يوفر‭ ‬التسلسل‭ ‬الكامل‭ ‬للجينوم‭ ‬البشري‭ ‬أيضاً‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬جديدة‭ ‬لفهم‭ ‬أفضل‭ ‬وإمكانية‭ ‬لتقوية‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬البشري،‭ ‬بما‭ ‬يعطي‭ ‬أملاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لأي‭ ‬حرب‭ ‬بيولوجية‭. ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬فلوريدا‭ ‬ستيت‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإجراء‭ ‬أبحاث‭ ‬هندسة‭ ‬وراثية‭ ‬تتناول‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭. ‬يعمل‭ ‬الباحثون‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬والدفاعات‭ ‬ضد‭ ‬استخدام‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭. ‬تركز‭ ‬الدراسات‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬آليات‭ ‬لتعزيز‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الجسم‭ ‬ضد‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭. ‬واشتمل‭ ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬البحثية‭ ‬الأولية،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬البحوث‭ ‬الخلوية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬أعراضها‭. ‬وتحمل‭ ‬الأبحاث‭ ‬المناعية‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬مختبرات‭ ‬أخرى‭ ‬وعوداً‭ ‬كبيرة‭ ‬لزيادة‭ ‬الاستجابة‭ ‬المناعية‭ ‬البشرية‭ ‬العامة‭ ‬المضادة‭ ‬لأي‭ ‬هجوم‭ ‬ميكروبي‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتجاوز‭ ‬النهج‭ ‬التقليدي‭ ‬المتعلق‭ ‬بإنتاج‭ ‬عقار‭ ‬معين‭ ‬لمكافحة‭ ‬عامل‭ ‬بيولوجي‭ ‬ضار‭ ‬واحد‭.‬

3‭ ‬ فهم‭ ‬الجينومات‭ ‬الفيروسية‭ ‬والبكتيرية‭: ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسلط‭ ‬نتائج‭ ‬المشاريع‭ ‬البحثية‭ ‬حول‭ ‬الجينوم‭ ‬الضوء‭ ‬وتشرح‭ ‬بإسهاب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬سبباً‭ ‬لتمتع‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭ ‬بخصائص‭ ‬الفوعة‭ (‬السمات‭ ‬الضارة‭ ‬للجراثيم‭ ‬والفيروسات‭) ‬أو‭ ‬مقاومة‭ ‬الأدوية‭. ‬وسيكون‭ ‬إنشاء‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الجينوم‭ ‬معلماً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية،‭ ‬لأنه‭ ‬سيثبت‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬كائنات‭ ‬حية‭ ‬ببساطة‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬جينوماتها‭. ‬وبالتالي‭ ‬تتوافر‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬لأصول‭ ‬حياة‭ ‬البكتيريا‭ ‬وتطورها‭ ‬وفهم‭ ‬العمليات‭ ‬الخلوية‭ ‬لأطوارها‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيداً‭. ‬يمكن‭ ‬أيضاً‭ ‬تعديل‭ ‬البكتيريا‭ ‬لإنتاج‭ ‬منظِّمات‭ ‬بيولوجية‭ ‬ضد‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تمت‭ ‬هندسة‭ ‬الإشريكية‭ ‬القولونية‭ ‬وراثياً‭ ‬لإنتاج‭ ‬كميات‭ ‬تجارية‭ ‬من‭ ‬الإنترفيرون،‭ ‬وهو‭ ‬بروتين‭ ‬طبيعي‭ ‬له‭ ‬نشاط‭ ‬مضاد‭ ‬لمجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الفيروسات‭.‬

4‭ ‬ التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭:‬‭ ‬يحتاج‭ ‬علماء‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬معدات‭ ‬كشف‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وسرعة‭ ‬وتلقائية‭ ‬باستمرار،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬البكتيريا‭ ‬قد‭ ‬تمت‭ ‬هندستها‭ ‬وراثياً‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬إن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مقارنة‭ ‬الجينومات‭ ‬باستخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬لقياس‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬متاحة‭ ‬وممكنة‭ ‬بالفعل،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يعد‭ ‬تفكيراً‭ ‬منطقياً‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬رقاقة‭ ‬DNA‭ ‬دقيقة‭ ‬لتحديد‭ ‬أهم‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭ ‬البشرية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬فك‭ ‬رموز‭ ‬الجينومات‭ ‬البكتيرية‭ ‬والفيروسية‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬المكمل‭ ‬الجيني‭ ‬الكامل‭ ‬لأي‭ ‬عامل‭ ‬سلاح‭ ‬بيولوجي‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬جينات‭ ‬أو‭ ‬بلازميدات‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى،‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬ضراوة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬أو‭ ‬خصائص‭ ‬مقاومة‭ ‬للمضادات‭ ‬الحيوية،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬عنصراً‭ ‬اصطناعياً‭ ‬مبنياً‭ ‬من‭ ‬الجينات‭ ‬المكونة‭. ‬إن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬بسرعة‭ ‬على‭ ‬عامل‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬المحتمل‭ ‬وتوصيفه‭ ‬باختبار‭ ‬واحد‭ ‬سيقلل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬التأخير‭ ‬الزمني‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬الكشف‭ ‬الحالية‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قام‭ ‬علم‭ ‬الوراثة‭ ‬بفك‭ ‬شفرة‭ ‬جينوم‭ ‬بكتيريا‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الرسائل‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭. ‬وأكدت‭ ‬اختبارات‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬أن‭ ‬الجمرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حرف‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬‮«‬أميس‮»‬‭. ‬بحث‭ ‬علماء‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬البشري‭ ‬الذي‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬داخل‭ ‬الحروف‭. ‬وتم‭ ‬توظيف‭ ‬المعلومات‭ ‬المستخلصة‭ ‬لخدمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬جنائياً‭ ‬ولإجراء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬الطبية‭ ‬للتشخيص‭ ‬والعلاج‭.‬

ويمكن‭ ‬رؤية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬باستخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬جديدة،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬تطبيقات‭ ‬الرصد‭ ‬وتحديد‭ ‬النقاط‭ ‬والكشف‭ ‬والتعريف‭ ‬المتكامل‭ ‬بأجهزة‭ ‬خفيفة‭ ‬الوزن‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يتم‭ ‬الترويج‭ ‬لنظام‭ ‬الكشف‭ ‬البيولوجي‭ ‬المشترك‭ ‬الجديد‭ ‬باعتباره‭ ‬أول‭ ‬نظام‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬وأنه‭ ‬سيكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬السحب‭ ‬وتحديد‭ ‬المدى‭ ‬والتتبع‭ ‬والتمييز‭ ‬لسحب‭ ‬الهباء‭ ‬الجوي‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬عناصر‭ ‬بيولوجية‭ ‬مضرة‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يتوافر‭ ‬أيضاً‭ ‬جهاز‭ ‬استشعار‭ ‬آخر‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬للكشف‭ ‬التكتيكي‭ ‬البيولوجي‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بسهولة،‭ ‬لاكتشاف‭ ‬مصادر‭ ‬الخطر‭ ‬والتحذير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توفير‭ ‬تحديد‭ ‬افتراضي‭ ‬وجمع‭ ‬عينات‭ ‬للتحليل‭ ‬والمتابعة‭. ‬وفي‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬دخلت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬معدات‭ ‬إزالة‭ ‬التلوث‭ ‬الجديدة‭ ‬الخدمة‭. ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬عائلة‭ ‬أنظمة‭ ‬إزالة‭ ‬التلوث‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مفهوم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حل‭ ‬واحد‭ ‬يناسب‭ ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬والمخاطر‭. ‬ستشمل‭ ‬العائلة‭ ‬الجديدة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬معدات‭ ‬وإجراءات‭ ‬إزالة‭ ‬التلوث‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مواد‭ ‬إزالة‭ ‬التلوث‭ ‬وتحديد‭ ‬العوامل‭ ‬والطلاءات،‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬والتطبيقات‭ ‬اللازمة‭ ‬لدعم‭ ‬العملية‭ ‬برمتها‭.‬

5‭ ‬ لقاحات‭ ‬جديدة‭:‬‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هجمات‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭ ‬أقل‭ ‬فعالية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬فعالة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬تطعيم‭ ‬الأشخاص‭ ‬المستهدفين‭ ‬ضد‭ ‬العامل‭ ‬المسبب‭ ‬للمرض‭ ‬المحدد‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬البيولوجي‭. ‬تركز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الطبية‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الإجراءات‭ ‬المضادة‭ ‬لجعل‭ ‬العلاجات‭ ‬المُسبقة‭ ‬والعلاجات‭ ‬التالية‭ ‬والتشخيصات‭ ‬فعالة،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬تطوير‭ ‬لقاحات‭ ‬متعددة‭ ‬العوامل‭ ‬توفر‭ ‬الحماية‭ ‬للمتلقين‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬التهديد‭ ‬البيولوجي‭.‬

6‭ ‬ مضادات‭ ‬حيوية‭ ‬وفيروسية‭ ‬جديدة‭: ‬يحمل‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الجينوم‭ ‬الميكروبي‭ ‬وعداً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬عقاقير‭ ‬جديدة‭ ‬مضادة‭ ‬للميكروبات‭. ‬تستهدف‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬الحالية‭ ‬ثلاث‭ ‬عمليات‭ ‬في‭ ‬الخلايا‭ ‬البكتيرية‭: ‬تخليق‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬وتخليق‭ ‬البروتين‭ ‬وتخليق‭ ‬جدار‭ ‬الخلية‭. ‬ومن‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الجينوم،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فك‭ ‬شفرتها،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬بروتين‭ ‬ضروري‭ ‬لبقاء‭ ‬الخلية‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬محتمل‭ ‬لفئة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬الرصاص‭ ‬الفضي‮»‬‭ ‬لعامل‭ ‬معدٍ‭ ‬معين،‭ ‬فإن‭ ‬المعلومات‭ ‬المكتسبة‭ ‬ربما‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬مضادة‭ ‬للميكروبات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الخمسينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬تسمية‭ ‬‮«‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬للمضادات‭ ‬الحيوية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬العقد‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬عصر‭ ‬مضادات‭ ‬الفيروسات‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬فك‭ ‬شفرة‭ ‬الجينوم‭ ‬الفيروسي،‭ ‬يعمل‭ ‬العلماء‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬فك‭ ‬شفرة‭ ‬كيفية‭ ‬تسبب‭ ‬الفيروسات‭ ‬في‭ ‬المرض،‭ ‬وأي‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬المرض‭ ‬يمكن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفيروس‭ ‬خلالها‭. ‬وبالفعل،‭ ‬فتحت‭ ‬الأفكار‭ ‬المستقاة‭ ‬من‭ ‬الجينوم‭ ‬البشري‭ ‬والجينوم‭ ‬الفيروسي‭ ‬المجال‭ ‬واسعاً‭ ‬أمام‭ ‬تطوير‭ ‬فئات‭ ‬جديدة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬المضادة‭ ‬للفيروسات‭.‬

عاشراً‭: ‬أدوات‭ ‬الدفاع‭ ‬العسكري

يُقصد‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬القاتلة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الأسلحة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬رذاذ،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬عدوى‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬استنشاقها‭ ‬بواسطة‭ ‬الأفراد‭ ‬المستهدفين‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬فإن‭ ‬أكثر‭ ‬وسائل‭ ‬الدفاع‭ ‬فعالية‭ ‬ضد‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬هو‭ ‬القناع‭ ‬الواقي‭ ‬الجيد‭ ‬المزود‭ ‬بمرشحات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬البكتيريا‭ ‬والفيروسات‭ ‬والجراثيم،‭ ‬التي‭ ‬يزيد‭ ‬حجمها‭ ‬على‭ ‬ميكرون‭ ‬واحد‭ (‬ميكرومتر‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬المتر‭) ‬في‭ ‬المقطع‭ ‬العرضي‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الممرات‭ ‬الأنفية‭ ‬والرئتين‭. ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬الملابس‭ ‬الداخلية‭ ‬الواقية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأحذية‭ ‬والقفازات،‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬المفيدة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬من‭ ‬ملامسة‭ ‬الجروح‭ ‬المفتوحة‭ ‬أو‭ ‬الشقوق‭ ‬في‭ ‬الجلد‭. ‬ويمكن‭ ‬للمطهرات‭ ‬ومضادات‭ ‬التلوث‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تحييد‭ ‬تأثير‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المصابة‭ ‬بالجسم‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬بيولوجي‭.‬

1‭ ‬ مجسات‭ ‬وأقنعة‭:‬‭ ‬إن‭ ‬تطوير‭ ‬وإدخال‭ ‬أجهزة‭ ‬استشعار‭ ‬فعالة‭ ‬للأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬إنذاراً‭ ‬يسمح‭ ‬للأفراد‭ ‬بارتداء‭ ‬أقنعة‭ ‬قبل‭ ‬التعرض‭ ‬للخطر،‭ ‬وكذلك‭ ‬سرعة‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬واقية‭ ‬والاحتماء‭ ‬بأماكن‭ ‬مغلقة،‭ ‬والتي‭ ‬يُفضل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ملاجئ‭ ‬حماية‭ ‬جماعية‭ ‬معقمة‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬السموم‭. ‬ويمكن‭ ‬للفرق‭ ‬الطبية‭ ‬بعدئذٍ‭ ‬أن‭ ‬تباشر‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬فحص‭ ‬وعلاج‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ربما‭ ‬تعرضوا‭ ‬للفيروس‭.‬

2‭ ‬ التكتيكات‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والنووية‭:‬‭ ‬تتمثل‭ ‬إحدى‭ ‬مهام‭ ‬برنامج‭ ‬الدفاع‭ ‬البيولوجي‭ ‬الكيميائي‭ ‬الأمريكي‭ ‬CBDP‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬مناطق‭ ‬منفصلة‭ ‬من‭ ‬نظم‭ ‬الدفاع‭ ‬المضادة‭ ‬للأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬والنووية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬وأنظمة‭ ‬المعلومات‭ ‬وأنظمة‭ ‬الحماية‭ ‬وأدوات‭ ‬إدارة‭ ‬النتائج‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬الخطرة‭ ‬معاً‭ ‬نحو‭ ‬نظام‭ ‬واحد‭ ‬يتيح‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬سريعة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتكتيكي‭ ‬والوحدة‭. ‬وكرؤية‭ ‬للتدابير‭ ‬المضادة‭ ‬للمستقبل،‭ ‬يعمل‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مجموعة‭ ‬وقائية‭ ‬متكاملة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬النانو‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والعلوم‭ ‬المعرفية‭. ‬تعتمد‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬أنظمة‭ ‬استشعار‭ ‬المواد‭ ‬الخطرة‭ ‬لإطلاق‭ ‬نفير‭ ‬الإنذار،‭ ‬وتبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬مضادة‭ ‬وتوفر‭ ‬وعياً‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭ ‬لمن‭ ‬يرتديها‭ ‬وتنبيه‭ ‬القيادة‭ ‬وموافاتها‭ ‬أولاً‭ ‬بأي‭ ‬تطورات‭ ‬أو‭ ‬تداعيات‭.‬

3‭ ‬ معدات‭ ‬الكشف‭: ‬تتمثل‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لتحييد‭ ‬الخطر‭ ‬في‭ ‬رصده‭ ‬وفهم‭ ‬سببه‭ ‬ومكوناته،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬طرق‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواد‭ ‬الخطرة‭ ‬فعالة‭ ‬ودائمة‭ ‬ودقيقة،‭ ‬بما‭ ‬يعطي‭ ‬الثقة‭ ‬لفرق‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬البيولوجي‭ ‬في‭ ‬تلقيهم‭ ‬القراءات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لتحديد‭ ‬خطواتهم‭ ‬التالية‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الموثوقية،‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية،‭ ‬مثل‭ ‬ظروف‭ ‬المناخات‭ ‬شديدة‭ ‬البرودة‭ ‬أو‭ ‬الحارة،‭ ‬لضمان‭ ‬إمكانية‭ ‬استخدامها‭ ‬حيثما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬خدماتها‭. ‬ويؤخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬عند‭ ‬تصميم‭ ‬المعدات‭ ‬الواقية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سهلة‭ ‬الاستخدام،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القفازات‭ ‬الضخمة‭.‬

كما‭ ‬طور‭ ‬الباحثون‭ ‬أجهزة‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭ ‬لأي‭ ‬خطر‭ ‬محدق‭ ‬من‭ ‬هباء‭ ‬حيوي،‭ ‬والتي‭ ‬يمكنها‭ ‬اكتشاف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬البيولوجية‭ ‬المحمولة‭ ‬جواً‭. ‬أظهرت‭ ‬الاختبارات‭ ‬المعملية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المستشعرات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬الهباء‭ ‬الجوي‭ ‬والهباء‭ ‬الحيوي‭ (‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬الغبار‭ ‬المنزلي‭ ‬والبكتيريا‭ ‬والدخان‭ ‬وبعض‭ ‬الفيروسات‭) ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬0‭.‬15‭ ‬ميكرون‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬ميكرون‭ (‬قابل‭ ‬للتعديل‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬التطبيق‭) ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭.‬‭ ‬يتيح‭ ‬التصميم‭ ‬البسيط‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الكاشفات‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬أو‭ ‬ربطها‭ ‬بالشبكات‭ ‬في‭ ‬مصفوفات‭ ‬موزعة‭ ‬تتيح‭ ‬المراقبة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمناطق‭ ‬الحرجة‭ ‬لوجود‭ ‬الملوثات‭ ‬المحمولة‭ ‬جواً‭. ‬تكتشف‭ ‬بعض‭ ‬المستشعرات‭ ‬المتطورة‭ ‬الملوثات‭ ‬البيولوجية‭ ‬المحمولة‭ ‬جواً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصميم‭ ‬مبتكر‭ ‬يستخدم‭ ‬تقنية‭ ‬الليزر‭ ‬للتمييز‭ ‬بسهولة‭ ‬بين‭ ‬الجسيمات‭ ‬العضوية‭ ‬وغير‭ ‬العضوية‭. ‬وعندما‭ ‬يضيء‭ ‬بواسطة‭ ‬الليزر،‭ ‬فإن‭ ‬الهباء‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬بكتيريا‭ ‬أو‭ ‬فيروسات‭ ‬أو‭ ‬جراثيم‭ ‬فطرية‭ ‬تصدر‭ ‬فوتونات‭ ‬بإشارة‭ ‬فلورية‭ ‬مميزة‭. ‬تقوم‭ ‬الجسيمات‭ ‬غير‭ ‬العضوية‭ ‬ببساطة‭ ‬بتشتيت‭ ‬ضوء‭ ‬الليزر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إصدار‭ ‬فوتونات‭ ‬فلورية‭. ‬وعندما‭ ‬يمر‭ ‬الهواء‭ ‬عبر‭ ‬الليزر‭ ‬داخل‭ ‬الكاشف،‭ ‬يتم‭ ‬جمع‭ ‬الفوتونات‭ ‬المتألقة‭ ‬والمبعثرة‭ ‬وحسابها‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل‭ ‬لتمييز‭ ‬الهباء‭ ‬الجوي،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬غبار‭ ‬متداخل‭ ‬محتمل‭ ‬وجزيئات‭ ‬غير‭ ‬عضوية‭ ‬أخرى‭.‬

4‭ ‬ مركبات‭ ‬سترايكر‭:‬‭ ‬توفر‭ ‬مركبة‭ ‬سترايكر‭ ‬طراز‭ ‬M1135‭ ‬النووية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬والاستطلاعية‭ (‬NBCRV‭) ‬خدمات‭ ‬الكشف‭ ‬والمراقبة‭ ‬لرصد‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭.‬

اعتاد‭ ‬العسكريون‭ ‬على‭ ‬استخدم‭ ‬عربة‭ ‬القتال‭ ‬المدرعة‭ ‬ثمانية‭ ‬الدفع،‭ ‬في‭ ‬تدريبات‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والنووية‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭. ‬ومرت‭ ‬المركبة‭ ‬بعدة‭ ‬تعديلات‭ ‬تضمنت‭ ‬استخدام‭ ‬مستشعرات‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والنووية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ ‬مركبة‭ ‬الاستطلاع‭ ‬النووية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬NBCRV‭. ‬وجرى‭ ‬تطوير‭ ‬ترقيات‭ ‬مجموعة‭ ‬المستشعرات‭ ‬في‭ ‬مركبات‭ ‬سترايكر،‭ ‬بحيث‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬حزمة‭ ‬مستقلة‭ ‬تسمح‭ ‬بممارسة‭ ‬المهام‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقع،‭ ‬مع‭ ‬ميزة‭ ‬توفير‭ ‬حماية‭ ‬متزايدة‭ ‬للجنود،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إضافة‭ ‬تقنيات‭ ‬التحكم‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬الكشف‭ ‬أثناء‭ ‬الحركة‭ ‬البطيئة‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الجندي‭.‬

5‭ ‬ حماية‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭:‬‭ ‬تعتبر‭ ‬معدات‭ ‬التنفس‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والنووية‭ ‬أمراً‭ ‬حيوياً‭ ‬للحماية‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬والعوامل‭ ‬الكيميائية‭ ‬المحمولة‭ ‬جواً‭.‬‭ ‬يحتاج‭ ‬الأفراد‭ ‬المكلفون‭ ‬بعمليات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الكوارث‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬من‭ ‬الغبار‭ ‬وجزيئات‭ ‬الحطام‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬التعرض‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفات‭ ‬صحية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭. ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬تصميم‭ ‬أنظمة‭ ‬الترشيح‭ ‬التنفسي‭ ‬الحديثة‭ ‬أصبح‭ ‬يراعي‭ ‬عناصر‭ ‬خفة‭ ‬الوزن‭ ‬لتقليل‭ ‬تداخل‭ ‬الحركة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سهولة‭ ‬وسرعة‭ ‬الارتداء‭. ‬

6‭ ‬ معدات‭ ‬الحماية‭ ‬الشخصية‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬معدات‭ ‬الحماية‭ ‬الشخصية‭ ‬PPE‭ ‬السلامة‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬المحتمل‭ ‬والأذى‭ ‬الجسدي‭. ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬معدات‭ ‬الوقاية‭ ‬الشخصية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬معتمدة‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬معدات‭ ‬الحماية‭ ‬الشخصية‭ ‬أقصى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬سهولة‭ ‬الحركة‭ ‬وأن‭ ‬توفر‭ ‬لمرتديها‭ ‬عزلاً‭ ‬تاماً‭ ‬من‭ ‬الأذى‭ ‬دون‭ ‬إعاقة‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إكمال‭ ‬المهمة‭.‬

7‭ ‬ زي‭ ‬مُطور‭ ‬تكنولوجياً‭: ‬طور‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬لويل‭ ‬للمواد‭ ‬المتقدمة‭ ‬بجامعة‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬الأمريكية‭ ‬مادة‭ ‬جديدة‭ ‬متعددة‭ ‬الوظائف‭ ‬تم‭ ‬تصنيعها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معالجة‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬النايلون‭ ‬والقطن‭ ‬المتوفر‭ ‬تجارياً‭ ‬مع‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬غير‭ ‬سامة،‭ ‬لإنتاج‭ ‬زي‭ ‬عسكري‭ ‬مقاوم‭ ‬للحريق‭ ‬وللحشرات‭. ‬قطعت‭ ‬الأزياء‭ ‬العسكرية‭ ‬شوطاً‭ ‬طويلاً‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬كانت‭ ‬وظيفتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليه‭ ‬الجندي‭ ‬وتمييز‭ ‬العدو‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اللقطات‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬توضح‭ ‬أن‭ ‬الزي‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬كان‭ ‬مثيراً‭ ‬للإعجاب‭ ‬وملوناً،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬أيضاً‭ ‬غير‭ ‬مريح‭ ‬ويصعب‭ ‬تنظيفه‭ ‬وصيانته،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬عملياً‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬والحركة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬القتالية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الروتينية‭ ‬اليومية‭. ‬أصبح‭ ‬الزي‭ ‬العسكري‭ ‬حالياً‭ ‬عالي‭ ‬التقنية‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬بخاصة‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬التمويه‭ ‬الرقمي‭ ‬والحماية‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬بل‭ ‬والحماية‭ ‬من‭ ‬الانفجارات‭.‬

حادي‭ ‬عشر‭: ‬دور‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة

تولي‭ ‬الجيوش‭ ‬اهتماماً‭ ‬هائلاً‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأفراد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الخدمة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطط‭ ‬تشغيلية‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬بروتوكولات‭ ‬الفحص‭ ‬والحجر‭ ‬الصحي‭. ‬وتسهل‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬الاستجابات‭ ‬العاجلة‭ ‬والمستمرة‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬والعمليات‭ ‬القتالية‭. ‬وتقوم‭ ‬الجيوش‭ ‬أيضاً‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬المدني‭ ‬وإنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬وتنظيم‭ ‬دوريات‭ ‬الحدود‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭.  ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬تقوم‭ ‬وزارات‭ ‬الدفاع‭ ‬بدورها‭ ‬كقوة‭ ‬لوجستية،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬فإنها‭ ‬تمتلك‭ ‬القوة‭ ‬البشرية‭ ‬والخبرة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬خدمات‭ ‬المرور‭ ‬وتوصيل‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬الفئات‭ ‬السكانية‭ ‬الضعيفة‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنفيذ‭ ‬أوامر‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬لحظر‭ ‬التجول‭ ‬والحجر‭ ‬الصحي‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الوطنية‭ ‬الحيوية،‭ ‬تكون‭ ‬الجيوش‭ ‬بمثابة‭ ‬المستجيبين‭ ‬الأوائل‭ ‬للقضايا‭ ‬المكتشفة‭ ‬حديثاً‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬مشكلات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تطرأ‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬وتنقية‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭.‬

ويمكن‭ ‬للجيوش‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬العسكري‭ ‬والتدريبات‭ ‬العسكرية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬لتكون‭ ‬جاهزة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬اللوجستية‭ ‬لنقل‭ ‬الإمدادات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬الخارج‭. ‬وينبغي‭ ‬على‭ ‬الجيوش‭ ‬استخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬الاستجابات‭ ‬الدولية‭ ‬السابقة‭ ‬للأوبئة،‭ ‬حيث‭ ‬أظهر‭ ‬تفشي‭ ‬الكوليرا،‭ ‬بين‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬هايتي‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬زلزال‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬نظرائها‭ ‬العسكريين‭ ‬الدوليين‭ ‬لتجديد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬أدى‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬إيبولا‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬ليشمل‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬مثل‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬ومنظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬ومشروع‭ ‬الأمل‭.‬

ويؤمل‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬الناجح‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الدولية‭ ‬الأساسية‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاون‭ ‬العلمي‭ ‬السلمي،‭ ‬وتركيز‭ ‬الانتباه‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬مستقبلية‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬السلاح‭ ‬البيولوجي‭ ‬يتحول،‭ ‬وكيف‭ ‬تؤثر‭ ‬العوامل‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬انتشاره،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأشخاص‭ ‬المصابون‭ ‬قد‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬مناعة‭ ‬قصيرة‭ ‬أو‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬جهود‭ ‬التخفيف‭ ‬لوطأة‭ ‬الهجوم‭ ‬البيولوجي‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭. ‬ويمكن‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدفاع‭ ‬الناجح‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬الثغرات‭ ‬متعددة‭ ‬التخصصات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الردع‭ ‬أو‭ ‬التعطيل،‭ ‬بينما‭ ‬سيحدد‭ ‬نهج‭ ‬متعدد‭ ‬الأفرع‭ ‬والطبقات‭ ‬مدى‭ ‬جودة‭ ‬أداء‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬‭ ‬وفي‭ ‬الختام،‭ ‬قال‭ ‬الصحافي‭ ‬والروائي‭ ‬البريطاني‭ ‬جورج‭ ‬أورويل‭ ‬ذات‭ ‬مرة،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحياة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬سباق‭ ‬بين‭ ‬التعليم‭ ‬والكوارث‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ذكر‭ ‬جين‭ ‬كرانز،‭ ‬مدير‭ ‬رحلات‭ ‬‮«‬أبولو‮»‬‭ ‬الفضائية‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا،‭ ‬مقولة‭ ‬شهيرة‭ ‬مفاداها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الفشل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعد‭ ‬خياراً‭ ‬محتملاً‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‮»‬‭. ‬

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض