يطلق مسمى الأسلحة البيولوجية أو سلاح الجراثيم على أي عدد من العوامل المسببة للأمراض، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الريكتسيا أو الفطريات أو السموم أو العوامل البيولوجية الأخرى التي يمكن استخدامها كأسلحة ضد البشر أو الحيوانات أو النباتات. يعد الاستخدام المباشر للعوامل المعدية والسموم ضد أفراد العدو ممارسة قديمة في الحرب. وفي الواقع، كان نشر الأمراض والأوبئة في العديد من النزاعات، سبباً لوفيات أكثر من جميع الأسلحة القتالية المستخدمة مجتمعة، حتى عندما لم يتم استخدامها عن قصد كأسلحة.
أولاً: وفيات جماعية
يشار إلى الأسلحة البيولوجية، مثل الأسلحة الكيميائية والإشعاعية والنووية، على أنها أسلحة دمار شامل، على الرغم من أن المصطلح ليس مناسباً حقاً في حالة الأسلحة البيولوجية، التي يمكن أن تتسبب في وفيات جماعية، لكنها لا تحدث تدميراً شاملاً للبنية التحتية أو المباني أو المعدات. ولكن نتيجة لطبيعتها العشوائية، فضلاً عن إمكانية بدء انتشار الأوبئة وصعوبة السيطرة على آثار الأمراض والذعر الذي تسببه، وافقت معظم البلدان على حظر كامل لهذا النوع من التسلح.
ثانياً: تاريخ الحرب البيولوجية
يرجع تاريخ أول الاستخدامات للحرب البيولوجية، التي أمكن تدوينها، إلى عام 1347، حيث ورد أن القوات المنغولية قامت بإلقاء جثث موبوءة بالطاعون عبر الأسوار في ميناء كافا على البحر الأسود حالياً فيودوسيا في أوكرانيا، والتي كانت آنذاك مركزاً تجارياً جنوبي شبه جزيرة القرم. ويعتقد بعض المؤرخين أن السفن العائدة من الحصار البحري حول المدينة إلى إيطاليا حملت معها الطاعون، مما أدى إلى اندلاع جائحة الموت الأسود الذي ضرب أوروبا خلال السنوات الأربع التالية وأودى بحياة حوالي 25 مليون شخص )ثلث السكان تقريباً) .
في عام 1710، قام جيش روسي يقاتل القوات السويدية المتحصنة في ريفال حالياً تالين الإستونية بإلقاء الجثث الموبوءة بالطاعون عبر أسوار المدينة. وفي عام 1763، قامت القوات البريطانية المحاصرة في فورت بيت بيتسبرغ حالياً أثناء تمرد بونتياك بنشر وباء الجدري بين الجنود الهنود الأمريكيين عن طريق توزيع بطانيات ملوثة بالفيروس، كتبرعات خيرية.
ثالثاً: أخطر الأسلحة البيولوجية
تمت دراسة وهندسة عناصر بيولوجية، مثل الجمرة الخبيثة والتسمم الغذائي والفاريولا، لاستخدامها كأسلحة، وفي بعض الحالات تم نشرها لإحداث تأثيرات مدمرة. نشرت مجلة Army Technology قائمة بأخطر الأسلحة البيولوجية في العالم على النحو التالي:
1 الجمرة الخبيثة: تعد بكتيريا الجمرة الخبيثة، واحدة من أكثر العوامل فتكاً. تم تصنيفها من قبل المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) كعامل من «الفئة أ»، بمعنى أنه يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي. توجد جراثيم الجمرة الخبيثة بشكل طبيعي في التربة، ويمكن إنتاجها في المختبر، وتستمر لفترة طويلة في البيئة. تم استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي طوال قرن تقريباً. وتعد الجمرة الخبيثة سلاحاً مرناً لأن جراثيمها غير مرئية ومعدية وعديمة الرائحة والمذاق.
2 توكسين البوتولينوم: يشتهر البوتولينوم بقوته وفتكه الشديدين، حيث يمكن أن يقتل غرام واحد من توكسين البوتولينوم أكثر من مليون شخص إذا تم استنشاقه. يصيب البوتولينوم بالتسمم الوشيقي، وهو مرض خطير يتسبب في شلل العضلات وينتج عن استنشاق غاز سام عصبي تنتجه بكتيريا تسمى Clostridium botulinum. ومن الأعراض الأخرى التي يسببها البوتولينوم، بالإضافة إلى ضعف وشلل العضلات، صعوبة في التحدث والبلع وازدواج الرؤية وعدم وضوحها.
3 الجدري: يتسبب فيروس الجدري الرئيسي في الإصابة بمرض شديد العدوى ومعدٍ ولا علاج له ولا يمكن الوقاية منه إلا عن طريق التطعيم. تم استخدام الجدري كسلاح بيولوجي ضد الأمريكيين الأصليين عام 1763 ويعتقد المؤرخون أنه تم استغلاله مرة أخرى خلال الثورة الأمريكية. وتضاءل خطر استخدام الجدري كسلاح بيولوجي عام 1967 بعدما أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامج تطعيم عالمي ناجح ضده.
4 التولاريميا: يتم تصنيف بكتيريا فرانسيسيلا تولارنسيس، أو التولاريميا، ضمن الفئة أ، لأنها تتسبب في عدوى شديدة وسهلة الانتشار، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة. يعاني الأشخاص المصابون بعدوى فرانسيسيلا تولارنسيس من أعراض تشمل قرحة الجلد والحمى والسعال والقيء والإسهال.
5 فيروس الإيبولا: تم اكتشاف فيروس الإيبولا القاتل لأول مرة في عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ينتقل فيروس الإيبولا إلى البشر من الحيوانات البرية، ويتسبب في معدل وفيات يصل إلى 50 %. يشكل الإيبولا كسلاح بيولوجي تهديداً كبيراً للإنسان بسبب ارتفاع معدل الوفيات.
6 الطاعون: تُصنف إنشاء بكتيريا اليرسينيا الطاعونية، والتي كانت تُسمى سابقاً باستوريلا طاعونية، كعنصر من الفئة -أ- التي تسبب الطاعون الرئوي. يمكن تطويرها في المختبر بكميات كبيرة، لاستخدامها كسلاح بيولوجي. ينتشر الطاعون الرئوي من شخص لآخر ويسبب أعراضاً مثل الحمى والضعف والالتهاب الرئوي في مرحلة مبكرة، وإذا لم يتم علاجه مبكراً، فإنه يؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي والوفاة.
7 فيروس ماربورغ: يتسبب فيروس ماربورغ وهو من عائلة الفيروسات الخيطية، التي تضم أيضاً فيروس الإيبولا، في الإصابة بحمى ماربورغ النزفية. يتم تصنيفه من الفئة -أ -لأنه من العوامل الممكن استخدامها في الحرب البيولوجية. يتم استضافة فيروس ماربورغ في خفاش الفاكهة الإفريقي، وتصل معدلات الوفيات على إثر الإصابة بحمى ماربورغ النزفية إلى 90 %.
8 فيروس بونيا: تضم عائلة فيروسات «بونيا فيريداي» ثلاثة فيروسات، هي نيرو وفليبو وهانتا. اندلعت الحمى النزفية الكورية الناجمة عن فيروس هانتا خلال الحرب الكورية عندما أصيب ما يقدر بنحو 3000 جندي أمريكي وكوري بالمرض،ولكن لم يتم العثور على دليل على استخدامه المباشر كسلاح بيولوجي.
يسبب فيروس بونيا عدوى بشرية، من بينها متلازمة هانتا الرئوية HPS وحمى الوادي المتصدع وحمى القرم والكونغو النزفية. تنتقل العدوى عن طريق المفصليات والقوارض وأحياناً تصيب البشر أيضاً. يتسبب فيروس Hanta المسبب لـ HPS في معدل وفيات يصل إلى 50 %.
رابعاً: الحرارة والأكسدة
تستهدف الأسلحة البيولوجية البشر بعدة طرق من بينها الامتصاص المباشر أو الحقن في الجلد أو استنشاق قطرات أو رذاذ أو هباء جوي أو استهلاك الطعام والماء. وتعتبر الرئتان نقطة الدخول الأكثر ضعفاً والأكثر فتكاً في كثير من الأحيان. ولحسن الحظ، تتحلل معظم العوامل البيولوجية بسرعة في البيئة من خلال التعرض للحرارة والأكسدة والتلوث، إلى جانب انعدام فعالية والتأثير الضار لما يقرب من 50 % من الكائنات الحية الدقيقة أثناء انتشار الهباء الجوي أو فقدان ما يصل إلى 90 % أثناء انتشار المتفجرات.
خامساً: دفاعات الهندسة الوراثية
مهدت الثورة في الهندسة الوراثية طريقاً للتغلب على المشكلات التي يمكن استغلالها لنشر وتصعيد الهجوم البيولوجي إلى جائحة. أولاً، أمكن توفير أدوات لتحليل وتعديل DNA أو RNA للكائنات الحية الدقيقة لتكون في المتناول في جميع أنحاء العالم. كما تم إدخال التكرارات العنقودية القصيرة المتناوبة المنتظمة (CRISPR) – وهي تقنية تعمل كمقص أو قلم رصاص لتغيير تسلسل الحمض النووي ووظائف الجينات – في عام 2013، مما يجعل الدفاع البيولوجي أكثر فاعلية، وإن كان بمثابة سلاح ذي حدين، حيث إنه في الوقت الذي يكافح فيه الباحثون المتمرسون للسيطرة على التكرارات العنقودية المتناوبة القصيرة المنتظمة ومنع الآثار المتعمدة أو غير المتعمدة، فإنه يمكن للجهات الفاعلة الخبيثة أن تصل إلى التقنيات المكتشفة حديثاً ومحاولة التلاعب بالعوامل الموجودة لزيادة العدوى وتحسين مقاومة المضادات الحيوية واللقاحات ومضادات الفيروسات أو تعزيز بقاء عنصر السلاح البيولوجي في البيئة أو تطوير وسائل الإنتاج على نطاق واسع.
سادساً: الإرهاب البيولوجي
من أبرز خصائص الأسلحة البيولوجية أنه «لا يمكن رؤيتها بسهولة، وذات فعالية عالية وقدرة كبيرة على الانتشار والعدوى بسهولة نسبياً». ويمكن في ضوء هذه المعطيات توقع أن تكون الأسلحة البيولوجية خياراً مغرياً للغاية ليس فقط على مستوى الدول ولكن على مستوى التنظيمات الإرهابية. يتزامن هذا مع عدم الجاهزية على مستوى المجتمع الدولي أو الدول بشكل منفرد لمجابهة الإرهاب البيولوجي. شهدت العقود الماضية عدداً من الهجمات الإرهابية البيولوجية الشهيرة:
1 المُعلم الهندي المنفي: في الثمانينات من القرن الماضي، استقر أتباع المُعلم الهندي المنفي بهاجوان شري راجنيش بمزرعة في مقاطعة واسكو بأوريغون الأمريكية. وحاولوا بسط سيطرتهم السياسية في جميع أنحاء المقاطعة من خلال قمع إقبال الناخبين في بلدة داليس الأكثر اكتظاظاً بالسكان. وتسببت هجماتهم في إصابة ما لا يقل عن 751 شخصاً بالمرض. ولم يتم اكتشاف المؤامرة إلا بعد عام من شن الهجوم في سياق اعترافات على لسان أحد المشاركين.
2 طائفة أومشنريكيو اليابانية: في الفترة من أبريل 1990 إلى يوليو 1995، استخدمت عناصر تابعة لطائفة أومشنريكيو اليابانية المتطرفة أسلحة بيولوجية وكيميائية لشن هجمات إرهابية ضد أهداف في اليابان. ولم تكلل الهجمات البيولوجية بالنجاح إلى حد كبير، لأن أعضاء الطائفة المتطرفة لم يتقنوا علم وتكنولوجيا الحرب البيولوجية. ولكنهم حاولوا شن أربع هجمات باستخدام الجمرة الخبيثة وست باستخدام توكسين البوتولينوم على أهداف مختلفة، من بينها قاعدة بحرية أمريكية في يوكوسوكا.
3 تنظيم القاعدة الإرهابي: أظهر عملاء القاعدة اهتماماً بتطوير واستخدام أسلحة بيولوجية، وقاموا بتشغيل معمل لإنتاج الجمرة الخبيثة في أفغانستان قبل أن تجتاحه قوات التحالف الدولي العاملة في 2002-2001. في عام 2001، أودت هجمات الجمرة الخبيثة بحياة 5 أمريكيين وعلاج 22 بالمستشفيات بينما اضطرت السلطات الأمريكية إلى إخلاء مباني مكاتب الكونغرس وحاكم نيويورك، بالإضافة إلى مقر العديد من شبكات التلفزيون وصحف التابلويد. وتكبدت الولايات المتحدة خسائر تقدر بمليارات الدولارات تم إنفاقها على تكاليف التنظيف والتطهير والتحقيقات. في أوائل عام 2010، وبعد أكثر من ثماني سنوات على آخر الهجمات، قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إغلاق التحقيقات، بعد أن خلص إلى أن الجرائم تم ارتكابها بواسطة عالم ميكروبيولوجي، عمل في مشروع دفاع بيولوجي تابع للجيش الأمريكي لسنوات، والذي قام بالانتحار في عام 2008 بعد أن تم إدراج اسمه في قائمة المشتبه بهم خلال التحقيقات الفيدرالية.
سابعاً: المخاطر عبر الإنترنت
تم نشر المعلومات المتعلقة بتصنيع الأسلحة البيولوجية والكيميائية على نطاق واسع على الإنترنت، كما أن المعلومات العلمية الأساسية في متناول العديد من الباحثين في المعامل والمختبرات البيولوجية حول العالم. ويحذر الخبراء من احتمال أن تصبح السموم والعوامل المُسببة للأمراض أسلحة إرهابية في المستقبل، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جادة وحاسمة من قبل الحكومات بشكل جماعي ومنفرد لدرء خطر وحظر مثل هذه الأنشطة الإلكترونية.
ثامناً: اتفاقية الأسلحة البيولوجية
تحظر اتفاقية الأسلحة البيولوجية بشكل فعال تطوير وإنتاج وحيازة ونقل وتخزين واستخدام الأسلحة البيولوجية والتكسينية. وكانت أول معاهدة متعددة الأطراف لنزع السلاح تحظر فئة كاملة من أسلحة الدمار الشامل. وتعد اتفاقية الأسلحة البيولوجية عنصراً أساسياً في جهود المجتمع الدولي للتصدي لانتشار أسلحة الدمار الشامل والتي أرست معياراً قوياً ضد الأسلحة البيولوجية. وصلت الاتفاقية إلى عضوية شبه عالمية، حيث بلغ عدد الدول الأطراف فيها 183 دولة وأربع دول موقعة.
تعرف الاتفاقية رسمياً باسم «اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدمير تلك الأسلحة». وتفاوض بشأنها مؤتمر لجنة نزع السلاح في جنيف بسويسرا. فُتح باب التوقيع عليها في 10 أبريل 1972 ودخلت حيز التنفيذ في 26 مارس 1975. وتكمل اتفاقية الأسلحة البيولوجية بروتوكول جنيف لعام 1925، الذي حظر استخدام الأسلحة البيولوجية فقط.
تعهدت الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية بعدم تطوير أو إنتاج أو تخزين أو حيازة أو الاحتفاظ بأي طريقة أخرى على الإطلاق وفي ظل أي ظرف من الظروف:
- العوامل الجرثومية أو العوامل البيولوجية الأخرى، أو التكسينات أياً كان مصدرها أو طريقة إنتاجها، من الأنواع والكميات التي ليس لها ما يبررها من سبل الوقاية أو الحماية أو الأغراض السلمية الأخرى.
- الأسلحة أو المعدات أو وسائل الإطلاق والنشر المُصممة لاستخدام مثل هذه العوامل أو التكسينات لأغراض عدائية أو في نزاع مسلح.
سعت الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية إلى ضمان بقاء الاتفاقية فعالة، على الرغم من التغييرات في العلم والتكنولوجيا والسياسة والأمن منذ دخولها حيز النفاذ. خلال السنوات الفاصلة، اجتمعت الدول الأطراف كل خمس سنوات تقريباً لمراجعة عمل اتفاقية الأسلحة البيولوجية. وفي الفترات ما بين انعقاد مؤتمرات المراجعة وجهود استعراض الأنشطة، اتبعت الدول الأطراف أنشطة ومبادرات مختلفة لتعزيز فعالية الاتفاقية وتحسين سبل تنفيذها. وتم عقد ثمانية مؤتمرات منذ المؤتمر الأول في عام 1980. ومن المقرر عقد المؤتمر التاسع في نوفمبر .2021
تاسعاً: 6 طرق علمية لتعزيز الدفاع البيولوجي
1 فهم الجينوم البشري: تسهم مشروعات أبحاث الجينوم البشري في تحقيق تأثير عميق على وتيرة أبحاث البيولوجيا الجزيئية، وتساعد في حل أكثر عمليات الحياة غموضاً وتعقيداً. ومن المتوقع أن تسمح التكنولوجيا الحيوية الجديدة بتحليل السلسلة الكاملة للأحداث التي تحدث في خلية بشرية بعد الإصابة بمسببات الأمراض أو امتصاص جزيء سام. وبالتالي، ستتضح بشكل أفضل الظروف التي تسببت في قابلية إصابة الأفراد بالأمراض المعدية، بخاصة أن وظائف ما يقرب من نصف جميع الجينات البشرية مازالت غير معروفة في الوقت الحاضر. ولذا، فإنه ينبغي أن تقوم دراسات حول وظائف الجينوم البشري بحل الألغاز المجهولة بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تصميم استراتيجيات جديدة محتملة للوقاية والعلاج في شكل لقاحات وعقاقير مضادة للميكروبات.
2 تقوية جهاز المناعة: يوفر التسلسل الكامل للجينوم البشري أيضاً نقطة انطلاق جديدة لفهم أفضل وإمكانية لتقوية وتعزيز جهاز المناعة البشري، بما يعطي أملاً كبيراً في التصدي لأي حرب بيولوجية. بعد سنوات من الجهد المبذول في جامعة فلوريدا ستيت الأمريكية لإجراء أبحاث هندسة وراثية تتناول مسببات الأمراض في سياق الحرب البيولوجية. يعمل الباحثون على توفير الحماية والدفاعات ضد استخدام العوامل البيولوجية. تركز الدراسات على التوصل إلى آليات لتعزيز جهاز المناعة للدفاع عن الجسم ضد الأمراض المعدية. واشتمل أحد المشاريع البحثية الأولية، في هذا المجال، على إجراء البحوث الخلوية التي يمكن أن تؤدي إلى الحماية من الجمرة الخبيثة والوقاية من أعراضها. وتحمل الأبحاث المناعية المماثلة في مختبرات أخرى وعوداً كبيرة لزيادة الاستجابة المناعية البشرية العامة المضادة لأي هجوم ميكروبي في محاولة لتجاوز النهج التقليدي المتعلق بإنتاج عقار معين لمكافحة عامل بيولوجي ضار واحد.
3 فهم الجينومات الفيروسية والبكتيرية: يمكن أن تسلط نتائج المشاريع البحثية حول الجينوم الضوء وتشرح بإسهاب العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تعد سبباً لتمتع مسببات الأمراض بخصائص الفوعة (السمات الضارة للجراثيم والفيروسات) أو مقاومة الأدوية. وسيكون إنشاء الحد الأدنى من الجينوم معلماً مهماً في الهندسة الوراثية، لأنه سيثبت القدرة على إنشاء كائنات حية ببساطة من مخطط جينوماتها. وبالتالي تتوافر نظرة ثاقبة لأصول حياة البكتيريا وتطورها وفهم العمليات الخلوية لأطوارها الأكثر تعقيداً. يمكن أيضاً تعديل البكتيريا لإنتاج منظِّمات بيولوجية ضد مسببات الأمراض. على سبيل المثال، تمت هندسة الإشريكية القولونية وراثياً لإنتاج كميات تجارية من الإنترفيرون، وهو بروتين طبيعي له نشاط مضاد لمجموعة متنوعة من الفيروسات.
4 التكنولوجيا الحيوية: يحتاج علماء التكنولوجيا الحيوية إلى تطوير معدات كشف أكثر دقة وسرعة وتلقائية باستمرار، بغض النظر عما إذا كانت البكتيريا قد تمت هندستها وراثياً أم لا. إن القدرة على مقارنة الجينومات باستخدام أجهزة لقياس الحمض النووي متاحة وممكنة بالفعل، ويمكن أن يعد تفكيراً منطقياً أن يتم تطوير رقاقة DNA دقيقة لتحديد أهم مسببات الأمراض البشرية عن طريق فك رموز الجينومات البكتيرية والفيروسية. ويمكن أن توفر مثل هذه الأجهزة معلومات عن المكمل الجيني الكامل لأي عامل سلاح بيولوجي حتى لو كان يحتوي على جينات أو بلازميدات من أنواع أخرى، أو إذا كانت لديه ضراوة غير عادية أو خصائص مقاومة للمضادات الحيوية، أو كان عنصراً اصطناعياً مبنياً من الجينات المكونة. إن القدرة على التعرف بسرعة على عامل الأسلحة البيولوجية المحتمل وتوصيفه باختبار واحد سيقلل بشكل كبير من مشكلات التأخير الزمني في طرق الكشف الحالية.
على سبيل المثال، قام علم الوراثة بفك شفرة جينوم بكتيريا الجمرة الخبيثة الموجودة في الرسائل الإرهابية في أعقاب 11 سبتمبر 2001. وأكدت اختبارات الحمض النووي أن الجمرة الخبيثة في كل حرف كانت من سلالة «أميس». بحث علماء الطب الشرعي أيضاً عن الحمض النووي البشري الذي ربما يكون داخل الحروف. وتم توظيف المعلومات المستخلصة لخدمة كل من التحقيقات الفيدرالية جنائياً ولإجراء مزيد من البحوث الطبية للتشخيص والعلاج.
ويمكن رؤية المزيد من البحث والتطوير باستخدام أجهزة استشعار جديدة، بما يشمل تطبيقات الرصد وتحديد النقاط والكشف والتعريف المتكامل بأجهزة خفيفة الوزن. على سبيل المثال، يتم الترويج لنظام الكشف البيولوجي المشترك الجديد باعتباره أول نظام من نوعه، وأنه سيكون قادراً على توفير الكشف عن السحب وتحديد المدى والتتبع والتمييز لسحب الهباء الجوي التي تحمل عناصر بيولوجية مضرة. وعلى سبيل المثال، يتوافر أيضاً جهاز استشعار آخر عبارة عن نظام للكشف التكتيكي البيولوجي المشترك الذي يمكن التعامل معه بسهولة، لاكتشاف مصادر الخطر والتحذير منها إلى جانب توفير تحديد افتراضي وجمع عينات للتحليل والمتابعة. وفي الآونة الأخيرة، دخلت مجموعة من معدات إزالة التلوث الجديدة الخدمة. تم بناء عائلة أنظمة إزالة التلوث الجديدة على أساس مفهوم أنه لا يمكن أن يكون هناك حل واحد يناسب كل الأشياء والمخاطر. ستشمل العائلة الجديدة مجموعة من معدات وإجراءات إزالة التلوث من بينها مواد إزالة التلوث وتحديد العوامل والطلاءات، جنباً إلى جنب والتطبيقات اللازمة لدعم العملية برمتها.
5 لقاحات جديدة: يمكن أن تكون هجمات الحرب البيولوجية أقل فعالية أو غير فعالة على الإطلاق، إذا تم تطعيم الأشخاص المستهدفين ضد العامل المسبب للمرض المحدد المستخدم في الهجوم البيولوجي. تركز الأبحاث الطبية أيضاً على تطوير الإجراءات المضادة لجعل العلاجات المُسبقة والعلاجات التالية والتشخيصات فعالة، بما يعني تطوير لقاحات متعددة العوامل توفر الحماية للمتلقين من مجموعات فريدة من عوامل التهديد البيولوجي.
6 مضادات حيوية وفيروسية جديدة: يحمل التقدم في علم الجينوم الميكروبي وعداً كبيراً في تصميم عقاقير جديدة مضادة للميكروبات. تستهدف المضادات الحيوية الحالية ثلاث عمليات في الخلايا البكتيرية: تخليق الحمض النووي وتخليق البروتين وتخليق جدار الخلية. ومن المعلومات حول الجينوم، التي تم فك شفرتها، تبين أن أي بروتين ضروري لبقاء الخلية هو هدف محتمل لفئة جديدة من المضادات الحيوية. وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية الأولى من نوعها ربما تكون بمثابة «الرصاص الفضي» لعامل معدٍ معين، فإن المعلومات المكتسبة ربما تؤدي إلى عوامل واسعة النطاق مضادة للميكروبات بشكل عام. وإذا كانت الخمسينات من القرن الماضي يطلق عليها تسمية «العصر الذهبي للمضادات الحيوية»، فإن العقد الحالي هو «عصر مضادات الفيروسات». ومع فك شفرة الجينوم الفيروسي، يعمل العلماء حالياً على فك شفرة كيفية تسبب الفيروسات في المرض، وأي مرحلة من عملية إنتاج المرض يمكن القضاء على الفيروس خلالها. وبالفعل، فتحت الأفكار المستقاة من الجينوم البشري والجينوم الفيروسي المجال واسعاً أمام تطوير فئات جديدة كاملة من الأدوية المضادة للفيروسات.
عاشراً: أدوات الدفاع العسكري
يُقصد من معظم العوامل البيولوجية القاتلة المستخدمة في الأسلحة أن يتم إطلاقها في شكل رذاذ، مما يمكن أن يتسبب في حدوث عدوى عندما يتم استنشاقها بواسطة الأفراد المستهدفين. ولهذا السبب، فإن أكثر وسائل الدفاع فعالية ضد الأسلحة البيولوجية هو القناع الواقي الجيد المزود بمرشحات قادرة على منع البكتيريا والفيروسات والجراثيم، التي يزيد حجمها على ميكرون واحد (ميكرومتر واحد أو واحد على مليون من المتر) في المقطع العرضي من الدخول إلى الممرات الأنفية والرئتين. كما تعد الملابس الداخلية الواقية، وكذلك الأحذية والقفازات، من الوسائل المفيدة في منع العوامل البيولوجية من ملامسة الجروح المفتوحة أو الشقوق في الجلد. ويمكن للمطهرات ومضادات التلوث أن تساعد في تحييد تأثير العوامل البيولوجية في المناطق المصابة بالجسم بعد هجوم بيولوجي.
1 مجسات وأقنعة: إن تطوير وإدخال أجهزة استشعار فعالة للأسلحة البيولوجية يمكن أن يطلق إنذاراً يسمح للأفراد بارتداء أقنعة قبل التعرض للخطر، وكذلك سرعة ارتداء ملابس واقية والاحتماء بأماكن مغلقة، والتي يُفضل أن تكون ملاجئ حماية جماعية معقمة وخالية من السموم. ويمكن للفرق الطبية بعدئذٍ أن تباشر على الفور عملها في إجراء فحص وعلاج أولئك الذين ربما تعرضوا للفيروس.
2 التكتيكات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية: تتمثل إحدى مهام برنامج الدفاع البيولوجي الكيميائي الأمريكي CBDP في دمج مناطق منفصلة من نظم الدفاع المضادة للأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية من خلال أجهزة الاستشعار وأنظمة المعلومات وأنظمة الحماية وأدوات إدارة النتائج للتعامل مع المواقف الخطرة معاً نحو نظام واحد يتيح اتخاذ قرارات سريعة على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي والوحدة. وكرؤية للتدابير المضادة للمستقبل، يعمل الجيش الأمريكي أيضاً على تطوير مجموعة وقائية متكاملة تعتمد على التقارب بين تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات والعلوم المعرفية. تعتمد هذه الاستراتيجية على توظيف أنظمة استشعار المواد الخطرة لإطلاق نفير الإنذار، وتبدأ بعدها في اتخاذ تدابير مضادة وتوفر وعياً في ساحة المعركة في الوقت الفعلي لمن يرتديها وتنبيه القيادة وموافاتها أولاً بأي تطورات أو تداعيات.
3 معدات الكشف: تتمثل الخطوة الأولى لتحييد الخطر في رصده وفهم سببه ومكوناته، وبالتالي ينبغي أن تكون طرق اكتشاف المواد الخطرة فعالة ودائمة ودقيقة، بما يعطي الثقة لفرق الكشف عن عوامل الخطر البيولوجي في تلقيهم القراءات الصحيحة لتحديد خطواتهم التالية. وبالإضافة إلى الموثوقية، تم تصميم العديد من الأجهزة التي تتحمل الظروف القاسية، مثل ظروف المناخات شديدة البرودة أو الحارة، لضمان إمكانية استخدامها حيثما كانت هناك حاجة إلى خدماتها. ويؤخذ في الاعتبار عند تصميم المعدات الواقية أن تكون سهلة الاستخدام، بما في ذلك القفازات الضخمة.
كما طور الباحثون أجهزة الإنذار المبكر لأي خطر محدق من هباء حيوي، والتي يمكنها اكتشاف العديد من الملوثات البيولوجية المحمولة جواً. أظهرت الاختبارات المعملية أن هذه المستشعرات يمكن أن تشير إلى وجود الهباء الجوي والهباء الحيوي (على سبيل المثال، الغبار المنزلي والبكتيريا والدخان وبعض الفيروسات) تتراوح من 0.15 ميكرون إلى أكثر من 5 ميكرون (قابل للتعديل بناءً على التطبيق) في الوقت الفعلي. يتيح التصميم البسيط استخدام هذه الكاشفات بشكل فردي أو ربطها بالشبكات في مصفوفات موزعة تتيح المراقبة المستمرة في الوقت الحقيقي للمناطق الحرجة لوجود الملوثات المحمولة جواً. تكتشف بعض المستشعرات المتطورة الملوثات البيولوجية المحمولة جواً من خلال تصميم مبتكر يستخدم تقنية الليزر للتمييز بسهولة بين الجسيمات العضوية وغير العضوية. وعندما يضيء بواسطة الليزر، فإن الهباء الحيوي الذي يحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو جراثيم فطرية تصدر فوتونات بإشارة فلورية مميزة. تقوم الجسيمات غير العضوية ببساطة بتشتيت ضوء الليزر من دون إصدار فوتونات فلورية. وعندما يمر الهواء عبر الليزر داخل الكاشف، يتم جمع الفوتونات المتألقة والمبعثرة وحسابها بشكل منفصل لتمييز الهباء الجوي، حتى في وجود غبار متداخل محتمل وجزيئات غير عضوية أخرى.
4 مركبات سترايكر: توفر مركبة سترايكر طراز M1135 النووية والبيولوجية والكيميائية والاستطلاعية (NBCRV) خدمات الكشف والمراقبة لرصد المخاطر في ساحة المعركة.
اعتاد العسكريون على استخدم عربة القتال المدرعة ثمانية الدفع، في تدريبات على التصدي للتهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في ساحة المعركة. ومرت المركبة بعدة تعديلات تضمنت استخدام مستشعرات الكشف عن المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وأصبحت تُعرف باسم مركبة الاستطلاع النووية والبيولوجية والكيميائية NBCRV. وجرى تطوير ترقيات مجموعة المستشعرات في مركبات سترايكر، بحيث تم تحويلها إلى حزمة مستقلة تسمح بممارسة المهام في أي موقع، مع ميزة توفير حماية متزايدة للجنود، حيث تم إضافة تقنيات التحكم والكشف عن بُعد جنباً إلى جنب مع إمكانية الكشف أثناء الحركة البطيئة بما يحافظ على سلامة الجندي.
5 حماية الجهاز التنفسي: تعتبر معدات التنفس الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية أمراً حيوياً للحماية من السموم والعوامل الكيميائية المحمولة جواً. يحتاج الأفراد المكلفون بعمليات الإنقاذ في مناطق الكوارث أيضاً إلى حماية الجهاز التنفسي من الغبار وجزيئات الحطام الأخرى، حيث يمكن أن يؤدي التعرض لمثل هذه الملوثات إلى مضاعفات صحية طويلة المدى. ومن الملاحظ أن تصميم أنظمة الترشيح التنفسي الحديثة أصبح يراعي عناصر خفة الوزن لتقليل تداخل الحركة بالإضافة إلى سهولة وسرعة الارتداء.
6 معدات الحماية الشخصية: يجب أن تضمن معدات الحماية الشخصية PPE السلامة من التلوث المحتمل والأذى الجسدي. ومن الضروري الحصول على معدات الوقاية الشخصية عالية الجودة المصنوعة من مواد معتمدة. كما يجب أن تضمن معدات الحماية الشخصية أقصى قدر من سهولة الحركة وأن توفر لمرتديها عزلاً تاماً من الأذى دون إعاقة قدرته على إكمال المهمة.
7 زي مُطور تكنولوجياً: طور فريق من الباحثين في مركز لويل للمواد المتقدمة بجامعة ماساتشوستس الأمريكية مادة جديدة متعددة الوظائف تم تصنيعها من خلال معالجة مزيج من النايلون والقطن المتوفر تجارياً مع مواد كيميائية غير سامة، لإنتاج زي عسكري مقاوم للحريق وللحشرات. قطعت الأزياء العسكرية شوطاً طويلاً منذ أيام كانت وظيفتها الرئيسية تقتصر على تحديد الجانب الذي ينتمي إليه الجندي وتمييز العدو. وعلى الرغم من اللقطات الفوتوغرافية توضح أن الزي العسكري في تلك الأيام كان مثيراً للإعجاب وملوناً، لكنه كان أيضاً غير مريح ويصعب تنظيفه وصيانته، ولم يكن عملياً في الاستخدام والحركة سواء في المهام القتالية أو حتى الروتينية اليومية. أصبح الزي العسكري حالياً عالي التقنية بشكل متزايد، بخاصة مع استخدام تقنيات التمويه الرقمي والحماية من العوامل البيولوجية والكيميائية بل والحماية من الانفجارات.
حادي عشر: دور القوات المسلحة
تولي الجيوش اهتماماً هائلاً للحفاظ على صحة الأفراد العاملين في الخدمة، من خلال خطط تشغيلية مستوحاة من «كوفيد-19»، بما يشمل بروتوكولات الفحص والحجر الصحي. وتسهل هذه الخطط الاستجابات العاجلة والمستمرة لحالات الطوارئ والعمليات القتالية. وتقوم الجيوش أيضاً بتقديم المساعدة في الدعم المدني وإنفاذ القانون وتنظيم دوريات الحدود والدفاع عن البنية التحتية الحيوية. وعلى الصعيد الدولي، تقوم وزارات الدفاع بدورها كقوة لوجستية، أما على المستوى المحلي، فإنها تمتلك القوة البشرية والخبرة للمساعدة في مجموعة متنوعة من قطاعات الأمن الوطني، إلى جانب المساعدة في دعم خدمات المرور وتوصيل المياه إلى الفئات السكانية الضعيفة وتعزيز تنفيذ أوامر إنفاذ القانون لحظر التجول والحجر الصحي.
وبالنسبة للبنية التحتية الوطنية الحيوية، تكون الجيوش بمثابة المستجيبين الأوائل للقضايا المكتشفة حديثاً مع أي مشكلات يمكن أن تطرأ في مجالات توليد الكهرباء وتنقية المياه والصرف الصحي وتكنولوجيا المعلومات.
ويمكن للجيوش أن تستفيد من التخطيط العسكري والتدريبات العسكرية للقوات الجوية لتكون جاهزة لتنسيق الجهود اللوجستية لنقل الإمدادات الطبية من وإلى الخارج. وينبغي على الجيوش استخلاص الدروس من الاستجابات الدولية السابقة للأوبئة، حيث أظهر تفشي الكوليرا، بين نصف مليون مواطن في هايتي في أعقاب زلزال عام 2010، أن القوات المسلحة يمكن أن تعمل مع نظرائها العسكريين الدوليين لتجديد البنية التحتية الحيوية في البلدان الأخرى.
كما أدى تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا في عام 2014 إلى توسيع هذا التعاون ليشمل المنظمات غير الحكومية مثل الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود ومشروع الأمل.
ويؤمل أن يؤدي التعاون العسكري الناجح في الخارج إلى تلبية الاحتياجات الدولية الأساسية وبناء الثقة من أجل التعاون العلمي السلمي، وتركيز الانتباه على قضايا مستقبلية مثل ما إذا كان السلاح البيولوجي يتحول، وكيف تؤثر العوامل البيئية على انتشاره، وما إذا كان الأشخاص المصابون قد تمكنوا من تحقيق مناعة قصيرة أو طويلة الأجل، وما هي جهود التخفيف لوطأة الهجوم البيولوجي بشكل فعال. ويمكن من هذا المنطلق أن تسهم القوات المسلحة من خلال الدفاع الناجح في الموقع على سد الثغرات متعددة التخصصات سواء في الردع أو التعطيل، بينما سيحدد نهج متعدد الأفرع والطبقات مدى جودة أداء العالم خلال الجائحة الأكثر خطورة حتى الآن، بما يخدم في حماية شعوب العالم في المستقبل. وفي الختام، قال الصحافي والروائي البريطاني جورج أورويل ذات مرة، إن «الحياة عبارة عن سباق بين التعليم والكوارث»، في حين ذكر جين كرانز، مدير رحلات «أبولو» الفضائية في وكالة ناسا، مقولة شهيرة مفاداها أن «الفشل لا يمكن أن يعد خياراً محتملاً تحت أي ظرف من الظروف».