«سيبقى سقف طموحات شباب الإمارات دائماً هو السماء»، بهذه الكلمات أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، عن فخره واعتزازه بنجاح إطلاق القمر الاصطناعي «غالب»، وهو أول قمر اصطناعي إماراتي مخصص لتتبع الحياة البرية، وذلك على يد مجموعة استثنائية من شباب دولة الإمارات، ضمن استراتيجية الدولة لتمكين القطاع الخاص.
وجرى إطلاق القمر الاصطناعي «غالب» المطور من قبل شركة «مارشال إنتك» الإماراتية بنجاح مطلع يوليو الماضي من قاعدة «كيب كانافيرال» بولاية فلوريدا الأمريكية بواسطة شركة «سبيس إكس»، وتم تسريح القمر الاصطناعي في مداره الصحيح الذي يبعد مسافة 550 كيلومتراً عن سطح البحر.
ويعكس إطلاق القمر الاصطناعي «غالب» الإسهام القوي للشركات الخاصة الإماراتية في مجال الصناعات الفضائية، والدور الذي تلعبه الكوادر الوطنية الشابة في هذا القطاع، وذلك تأكيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بتوفير كافة سبل الدعم لترسيخ دور القطاع الخاص ليصبح شريكاً أساسياً في دعم الاستراتيجية الوطنية للفضاء، بما يعزز مكانة الدولة بوصفها المركز الرائد والأكثر تطوراً في القطاع الفضائي في المنطقة.
فريق من رواد الأعمال والكوادر المتخصصة من شباب الإمارات
ويعكس المشروع إنجازات رواد الأعمال الشباب من أبناء الإمارات، ومشاريعهم التي ألهمت الكثيرين للتحول إلى رواد في القطاعات الاقتصادية الناشئة والمستقبلية، حيث يضم الفريق الخاص بالمشروع مجموعة من الكوادر الوطنية الشابة المتخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة كالهندسة الكهربائية والميكانيكية والبرمجيات والاتصال وتصميم الإلكترونيات، وهم محمد بن غالب رئيس المجموعة، وعمر بن غالب مسؤول الصناعات والمشاريع، وحمد بن غالب مهندس إلكترونيات، وعائشة بن غالب مسؤولة أنظمة المستخدم المطورة، ومطر بن غالب مهندس إلكترونيات، وسارة بن غالب مسؤولة المحطة الأرضية، وعلياء العمراني الشامسي مسؤولة البرمجيات.
تتبع الحياة البرية للحفاظ على التنوع البيولوجي
ويهدف القمر الاصطناعي «غالب» إلى تتبع الحياة البرية لدراسة أنماط هجرة الطيور والحيوانات في المناطق النائية، وإجراء الدراسات والبحوث اللازمة لضمان تكاثرها وهو ما يتفق مع الاستراتيجيات والخطط الوطنية التي تطلقها الدولة للحفاظ على التنوع البيولوجي الذي يحظى على الدوام باهتمام خاص في دولة الإمارات.
وخلال المرحلة القادمة ستقوم «مارشال إنتك»، الشركة الإماراتية المتخصصة في بناء الأقمار الاصطناعية بالتأكد من فاعلية كافة الأنظمة والبرمجيات الأساسية وقدرتها على استلام البيانات ومن ثم حفظها وبثها.
وقد قامت الشركة خلال المرحلة الماضية بتطوير الأجهزة والأنظمة الإلكترونية الرئيسية للقمر الصناعي، علاوةً على جهاز الإرسال المخصص للتركيب على ظهر الطيور التي يتم تتبعها، وأنظمة المحطات الأرضية التي تستقبل البيانات وتعمل على تحليلها.
مدار منخفض واستهلاك طاقة أقل
ويتسم «غالب» بالعديد من الخصائص الفريدة والمتطورة التي تميزه عن الأقمار الاصطناعية الثابتة، كونه قمراً اصطناعياً ذا مدار منخفض يدور حول الأرض في مدار قطبي من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ما يسمح له بتغطية مساحات أوسع من الكوكب، بالإضافة إلى استهلاك طاقة منخفضة على عكس الأقمار البعيدة التي تحتاج إلى طاقة هائلة عند القيام بعمليات الاستقبال والإرسال.
يتكون فريق عمل شركة «مارشال إنتك» التابعة لمجموعة شركات بن غالب، من مجموعة من الكوادر الوطنية الشابة المتخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة كالهندسة الكهربائية والميكانيكية والبرمجيات والاتصال وتصميم الإلكترونيات.
وبدأت استعدادات فريق عمل شركة «مارشال إنتك» لإطلاق القمر الاصطناعي الأول «غالب» قبل نحو أربع سنوات، وذلك بهدف تقديم إضافة مهمة لجهود الدولة في قطاع البحث والتطوير وتصميم برامج تكنولوجية فضائية تعزز عمليات جمع البيانات وتحليلها، وتسهم في تسريع تطوير وتبني تكنولوجيا الفضاء، علاوةً على الإسهام في تتبع الحياة البرية في الإمارات بشكل دائم والحفاظ عليها.
وخلال المرحلة الماضية قامت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية بتقديم الدعم اللازم لشركة «مارشال إنتك»، حيث ساهمت الهيئة في الحصول على الموافقات اللازمة مع المكتب التنسيقي في الأمم المتحدة لاستخدام ترددات الاتصال، فضلاً عن التنسيق مع العديد من البلدان للحصول على الموافقة لاستخدام الترددات في نطاق أراضيها.
دعم الصناعات الفضائية في دولة الإمارات
وتعد شركة «مارشال إنتك»، التابعة لمجموعة شركات «بن غالب»، جزءاً من النجاحات المتواصلة لقطاع الصناعات الفضائية في دولة الإمارات، والذي يعد الأكثر تطوراً والأسرع نمواً في المنطقة من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع، حيث تحتضن الدولة أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة مختصة في قطاع الفضاء، بما في ذلك شركات عالمية وشركات ناشئة.
ويقدر حجم استثمارات الإمارات في قطاع الصناعات الفضائية أكثر من 22 مليار درهم، ويشمل ذلك المشاريع الفضائية المختلفة، وتحديداً فيما يتعلق باستكشاف الكواكب وتطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تطبيق أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء للاستخدامات الأرضية.