في الوقت الذي تنتشر فيه الأخبار وتتزاحم فيه التقارير المتعلقة بانتشار فيروس “كورونا” المستجد “كوفيد 19” (COVID-19) في مختلف بلدان العالم، بدأ ينتاب الكثير من الناس الخوف والقلق لمجرد العطس أو السعال أو حتى الشعور بالتعب والصداع، وأصبحت هواجس الإصابة بهذا الفيروس الشغل الشاغل لدى الصغير قبل الكبير، بسبب تشابه بدايات أعراضه للإنفلونزا الخفيفة، وعدم وجود أي علاج ينهي الإصابة بهذا المرض ولا حتى لقاح يقي الناس من الإصابة به.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس “كورونا” المستجد بات يشكل “حال طوارئ صحية ذات بعد دولي”، ووفقاً لموقع المنظمة الإلكتروني، فإن فيروس “كورونا” المستجد سلالة جديدة لم يسبق تحديدها لدى البشر حيث إن هذا الفيروس”حيواني المصدر”.
الأعراض وسبل الوقاية
وتتمثل أعراض فيروس “كورونا” المستجد في الشعور بالحمى والصداع، وألم في الحلق، والسعال، وصعوبة في التنفس.
وقد أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة أنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال لهذا المرض، إلا أن العديد من أعراضه يمكن معالجتها، ويعتمد العلاج على الحالة السريرية للمريض.
وفي هذا السياق، سألت “الجندي” الدكتور أحمد نصير، استشاري الأمراض المعدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى كليفلاند أبوظبي عن أفضل السبل الوقائية التي من الممكن أن تجنب الأشخاص الإصابة بالفيروسات بشكل عام وعن أفضل السبل للحد من انتشارها.
وقد نصح الدكتور أحمد نصير “بعدم الخوف من أعراض المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي، وعدم التردد في استشارة طبيب مختص في هذه الحالات، أما إذا كان المريض يشك في تعرضه لفيروس “كورونا” المستجد فعليه الاتصال بالطبيب أو المستشفى ليتم تقييمه”.
وأوصى بتجنب الذهاب إلى المناطق التي ينتشر فيها الفيروس وضرورة اتباع التوصيات الصادرة عن كل من وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودائرة الصحة في أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، في كيفية التعامل مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الأمراض التنفسية كالسعال والعطس.
وتتمثل الإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات الصحية المختصة بدولة الإمارات بشكل عام في:
• غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية باستمرار، واستخدام مطهر الأيدي.
• تجنب السلام باليد والاكتفاء بإلقاء التحية.
• عدم السلام بالأنف.
• تجنب العناق أو التقبيل.
• تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال أو بباطن الكوع.
• تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم دون غسل اليدين.
• تطهير الأسطح التي تتلوث سريعا.
• عدم السفر أثناء وجود أعراض مرضية، والبقاء في المنزل وتجنب الاختلاط مع الآخرين.
• تجنب الاتصال بالحيوانات عند السفر لمناطق ظهر فيها فايروس كورونا المستجد.
الأقنعة الطبية الواقية
ودفعت المخاوف من فيروس “كورونا” المستجد أعداداً كبيرة من الناس إلى ارتداء أقنعة الوجه الطبية، سواء في الشوارع أو المطارات وحتى في المدارس والمستشفيات في محاولة منهم للوقاية من العدوى الفيروسية، كما بدأ النقاش يدور حول كفاءة هذه الأقنعة وضرورة ارتدائها من عدمه.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور أحمد نصير، “لا توجد حاجة ملحة لارتداء القناع الطبي في الأماكن المفتوحة، إذ أن الرذاذ المتطاير من فم المريض عند السعال أو العطس لا يبقى لفترة طويلة”، ولكنه يؤكد على “ضرورة ارتداء القناع الطبي بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في المناطق ذات الخطورة العالية والتي قد تكون مثالية لانتقال العدوى”، ويشدد في الوقت نفسه على “ضرورة أن يرتدي أخصائيو الرعاية الصحية الذين يعملون بالقرب من المرضى القناع الطبي الذي يقوم بتصفية الجزئيات الصغيرة مثل قناع درجة (N95)، حيث إن قطيرات العدوى قد تنتقل للشخص السليم عبر التنفس عند وجوده مع شخص مريض في مكان مغلق”.
المضادات الحيوية
ولأن الكثير من الأشخاص يبحثون عن سبل للوقاية من الأمراض، يلجأ العديدون إلى استخدام أدوية ومضادات حيوية ظناً منهم أنها قد تساعد على حمايتهم وتقوية مناعتهم، وهنا يحذر الدكتور أحمد من خطورة تناول المضادات الحيوية دون وجود أعراض تستدعي تناولها، إذ أنها قد تؤثر على مناعة الجسم وتسبب الإسهال وتلف الكبد ورد الفعل التحسسي والطفح الجلدي والعديد من الآثار الجانبية الأخرى، وفي حالة الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد فالمضادات الحيوية لن يكون لها أي تأثير في علاجها أو الوقاية منها، لأنها عدوى فيروسية.
وأردف قائلاً: “تشكل مقاومة المضادات الحيوية تهديداً متزايداً في جميع أنحاء العالم، حيث تفقد فعاليتها. عندما تصبح البكتيريا مقاومة، لا تستطيع المضادات الحيوية محاربتها وبذلك تتكاثر البكتيريا”.
وبشكل عام، نصح استشاري الأمراض المعدية بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى كليفلاند أبوظبي، كبار السن والأشخاص الذين لديهم مشاكل صحية، وأولئك الذين يعملون على رعاية المرضى بالحصول على “لقاح الإنفلونزا السنوي”.