كيف نحمي أنفسنا من فيروس كورونا المستجد؟ (2)

كيف‭ ‬نحمي‭ ‬أنفسنا‭ ‬من فـيـروس «‬كورونا‮»‬ المستجد؟

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تنتشر‭ ‬فيه‭ ‬الأخبار‭ ‬وتتزاحم‭ ‬فيه‭ ‬التقارير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانتشار‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ (‬COVID-19‭) ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬بدأ‭ ‬ينتاب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬لمجرد‭ ‬العطس‭ ‬أو‭ ‬السعال‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الشعور‭ ‬بالتعب‭ ‬والصداع،‭ ‬وأصبحت‭ ‬هواجس‭ ‬الإصابة‭ ‬بهذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬لدى‭ ‬الصغير‭ ‬قبل‭ ‬الكبير،‭ ‬بسبب‭ ‬تشابه‭ ‬بدايات‭ ‬أعراضه‭ ‬للإنفلونزا‭ ‬الخفيفة،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬علاج‭ ‬ينهي‭ ‬الإصابة‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬لقاح‭ ‬يقي‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬به‭.‬

وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬بات‭ ‬يشكل‭ ‬“حال‭ ‬طوارئ‭ ‬صحية‭ ‬ذات‭ ‬بعد‭ ‬دولي”،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لموقع‭ ‬المنظمة‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬فإن‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬سلالة‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬تحديدها‭ ‬لدى‭ ‬البشر‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس”حيواني‭ ‬المصدر”‭.‬
الأعراض‭ ‬وسبل‭ ‬الوقاية
وتتمثل‭ ‬أعراض‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬بالحمى‭ ‬والصداع،‭ ‬وألم‭ ‬في‭ ‬الحلق،‭ ‬والسعال،‭ ‬وصعوبة‭ ‬في‭ ‬التنفس‭.‬
وقد‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ووقاية‭ ‬المجتمع‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬علاج‭ ‬فعال‭ ‬لهذا‭ ‬المرض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعراضه‭ ‬يمكن‭ ‬معالجتها،‭ ‬ويعتمد‭ ‬العلاج‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬السريرية‭ ‬للمريض‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬سألت‭ ‬“الجندي”‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬نصير،‭ ‬استشاري‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬بمعهد‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كليفلاند‭ ‬أبوظبي‭ ‬عن‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬الوقائية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تجنب‭ ‬الأشخاص‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروسات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وعن‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشارها‭.‬
وقد‭ ‬نصح‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬نصير‭ ‬“بعدم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬يصيب‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي،‭ ‬وعدم‭ ‬التردد‭ ‬في‭ ‬استشارة‭ ‬طبيب‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المريض‭ ‬يشك‭ ‬في‭ ‬تعرضه‭ ‬لفيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬فعليه‭ ‬الاتصال‭ ‬بالطبيب‭ ‬أو‭ ‬المستشفى‭ ‬ليتم‭ ‬تقييمه”‭.‬
وأوصى‭ ‬بتجنب‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬ينتشر‭ ‬فيها‭ ‬الفيروس‭ ‬وضرورة‭ ‬اتباع‭ ‬التوصيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ووقاية‭ ‬المجتمع‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬ودائرة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬وهيئة‭ ‬الصحة‭ ‬بدبي،‭ ‬ومركز‭ ‬أبوظبي‭ ‬للصحة‭ ‬العامة،‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تظهر‭ ‬عليهم‭ ‬أعراض‭ ‬الأمراض‭ ‬التنفسية‭ ‬كالسعال‭ ‬والعطس‭.‬
وتتمثل‭ ‬الإرشادات‭ ‬الصحية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬الصحية‭ ‬المختصة‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭:‬
•‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون‭ ‬لمدة‭ ‬20‭ ‬ثانية‭ ‬باستمرار،‭ ‬واستخدام‭ ‬مطهر‭ ‬الأيدي‭.‬
•‭ ‬تجنب‭ ‬السلام‭ ‬باليد‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بإلقاء‭ ‬التحية‭.‬
•‭ ‬عدم‭ ‬السلام‭ ‬بالأنف‭.‬
•‭ ‬تجنب‭ ‬العناق‭ ‬أو‭ ‬التقبيل‭.‬
•‭ ‬تغطية‭ ‬الأنف‭ ‬والفم‭ ‬عند‭ ‬العطس‭ ‬والسعال‭ ‬أو‭ ‬بباطن‭ ‬الكوع‭.‬
•‭ ‬تجنب‭ ‬لمس‭ ‬العينين‭ ‬أو‭ ‬الأنف‭ ‬أو‭ ‬الفم‭ ‬دون‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭.‬
•‭ ‬تطهير‭ ‬الأسطح‭ ‬التي‭ ‬تتلوث‭ ‬سريعا‭.‬
•‭ ‬عدم‭ ‬السفر‭ ‬أثناء‭ ‬وجود‭ ‬أعراض‭ ‬مرضية،‭ ‬والبقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وتجنب‭ ‬الاختلاط‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬
•‭ ‬تجنب‭ ‬الاتصال‭ ‬بالحيوانات‭ ‬عند‭ ‬السفر‭ ‬لمناطق‭ ‬ظهر‭ ‬فيها‭ ‬فايروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭.‬
الأقنعة‭ ‬الطبية‭ ‬الواقية
ودفعت‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬أعداداً‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬ارتداء‭ ‬أقنعة‭ ‬الوجه‭ ‬الطبية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬أو‭ ‬المطارات‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منهم‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬العدوى‭ ‬الفيروسية،‭ ‬كما‭ ‬بدأ‭ ‬النقاش‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬كفاءة‭ ‬هذه‭ ‬الأقنعة‭ ‬وضرورة‭ ‬ارتدائها‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬نصير،‭ ‬“لا‭ ‬توجد‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لارتداء‭ ‬القناع‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المفتوحة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الرذاذ‭ ‬المتطاير‭ ‬من‭ ‬فم‭ ‬المريض‭ ‬عند‭ ‬السعال‭ ‬أو‭ ‬العطس‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة”،‭ ‬ولكنه‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬“ضرورة‭ ‬ارتداء‭ ‬القناع‭ ‬الطبي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الخطورة‭ ‬العالية‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مثالية‭ ‬لانتقال‭ ‬العدوى”،‭ ‬ويشدد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬“ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يرتدي‭ ‬أخصائيو‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬القناع‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بتصفية‭ ‬الجزئيات‭ ‬الصغيرة‭ ‬مثل‭ ‬قناع‭ ‬درجة‭ (‬N95‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬قطيرات‭ ‬العدوى‭ ‬قد‭ ‬تنتقل‭ ‬للشخص‭ ‬السليم‭ ‬عبر‭ ‬التنفس‭ ‬عند‭ ‬وجوده‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬مريض‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مغلق”‭.‬
المضادات‭ ‬الحيوية
ولأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬يلجأ‭ ‬العديدون‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬أدوية‭ ‬ومضادات‭ ‬حيوية‭ ‬ظناً‭ ‬منهم‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬حمايتهم‭ ‬وتقوية‭ ‬مناعتهم،‭ ‬وهنا‭ ‬يحذر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬تناول‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أعراض‭ ‬تستدعي‭ ‬تناولها،‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مناعة‭ ‬الجسم‭ ‬وتسبب‭ ‬الإسهال‭ ‬وتلف‭ ‬الكبد‭ ‬ورد‭ ‬الفعل‭ ‬التحسسي‭ ‬والطفح‭ ‬الجلدي‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬فالمضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬علاجها‭ ‬أو‭ ‬الوقاية‭ ‬منها،‭ ‬لأنها‭ ‬عدوى‭ ‬فيروسية‭.‬
وأردف‭ ‬قائلاً‭: ‬“تشكل‭ ‬مقاومة‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬تهديداً‭ ‬متزايداً‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬تفقد‭ ‬فعاليتها‭. ‬عندما‭ ‬تصبح‭ ‬البكتيريا‭ ‬مقاومة،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬محاربتها‭ ‬وبذلك‭ ‬تتكاثر‭ ‬البكتيريا”‭. ‬
وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬نصح‭ ‬استشاري‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬بمعهد‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كليفلاند‭ ‬أبوظبي،‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬مشاكل‭ ‬صحية،‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬المرضى‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬“لقاح‭ ‬الإنفلونزا‭ ‬السنوي”‭. ‬

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض