منذ بدء وباء فيروس كورونا المستجد، ضربت دولة الامارات العربية المتحدة وتضرب المثل والقدوة، في تجسيد التضامن الإنساني في مواجهة هذا الفيروس، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
أولا: على المستوى الداخلي:
مثل وباء كورونا فرصة لكي تعبر الامارات عن نهج التعايش والتسامح والإنسانية الذي ميزها منذ إنشائها في عام 1971 بشكل عملي، وهو ما وضح من تعاملها مع المقيمين بها من الجنسيات المختلفة وطبيعة نظرتها إليهم في ظل الظروف الصعبة التي أنتجها الوباء، وهو ما يمكن بيانه في الاتي:
«لا يحتاج أحد أو يجوع أحد أو يمرض أحد على أرض دولة الامارات»: تلك هي الرسالة الإنسانية التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى كل من يعيش في الإمارات من مواطنين ومقيمين، بمناسبة إطلاق سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، حملة «10 ملايين وجبة»، أكبر حملة مجتمعية وطنية من نوعها لتقديم وجبات الطعام أو ما يعادلها من طرود غذائية وتموينية لدعم الأفراد المحتاجين والأسر المتعففة في مختلف أنحاء الإمارات، في ظل فيروس كورونا، وذلك للتخفيف من معاناة الفئات التي تعاني أكثر من غيرها في هذا الظرف الاستثنائي الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «حملة الـ10 ملايين وجبة هدفها ترسيخ التعاون والتعاضد في المجتمع الإماراتي لعبور هذه الأزمة العالمية ونحن أكثر قوة»، لافتاً سموه بأن «القطاع الحكومي.. والقطاع الخاص.. والقطاع الإنساني.. اليوم يعملون بروح الاتحاد لتمكين مجتمعنا من عبور هذه الأزمة العالمية دون أن يتعثر أو يحتاج أي فرد يعيش في دولة الامارات».
وقال سموه «في الشدائد تظهر معادن الرجال، ومعادن المؤسسات، ومعادن المجتمعات.. وهذه الأزمة أظهرت معدن دولتنا الأصيل.. وروح الخير المتجذرة في الجميع»، لافتا سموه إلى أن «توفير الطعام للجميع وخاصة ونحن على أبواب الشهر الفضيل أولوية إنسانية ومجتمعية تفرضها ظروف أكبر أزمة يمر بها العالم من حولنا.. وستمر الأزمة التي أظهرت أصالة الإنسانية في مجتمع الامارات».
«نحن في الإمارات نفخر بمواطنينا والمقيمين على أرضنا ونتشرف بخدمتهم.. ونحن محظوظون بوجودهم بيننا ومشاركتهم هويتنا»: وهذه هي الرسالة الإنسانية والحضارية التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الى المقيمين في الدولة بقوله «في هذه الأزمة.. نفخر بمواقف المواطنين والمقيمين، ولنا الشرف بخدمتهم.. ونعتز بأخوتنا المقيمين الذين نسعد بهم على أرضنا.. قمة الوفاء حين نراهم يرددون النشيد الوطني الإماراتي في هذا الوقت الصعب.. نحن محظوظون بالجميع في وطننا.. وبمشيئة الله سنتجاوز معاً هذه المرحلة»، وأضاف “إذا كانت الأمم تتفاخر بأهلها وسكانها.. فنحن في الإمارات نفخر بمواطنينا والمقيمين على أرضنا ونتشرف بخدمتهم.. ونحن محظوظون بوجودهم بيننا ومشاركتهم هويتنا..”. مشيراً إلى سعادته وتأثره وهو يستمع إلى المقيمين وهم يرددون النشيد الوطني لدولة الإمارات في وسائل التواصل الاجتماعي خلال تنفيذ برنامج التعقيم الوطني في مختلف مناطق الدولة.
إعفاء المقيمين في الإمارات من الغرامات حتّى نهاية العام: حيث أعلن مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة صاحب السمو محمد بن راشد، مجموعة من القرارات والتسهيلات، التي تسهّل حياة السكان في ظلّ الظروف الحالية المتعلقة بفيروس كورونا.
جعل العلاج والفحوصات التي تجرى للمقيمين مجانية في كافة المستشفيات والعيادات الخاصة. بمعنى معاملة الوافدين كالمواطنين في كل الإجراءات الخاصة بالتعامل مع فيروس كورونا من حيث العلاج والكشف والإجراءات الاحترازية.
تمكين العمال الوافدين من مغادرة الدولة والعودة إلى البلد الأم بعد حصولهم على «إجازة مبكرة»، تشمل حجز تذكرة سفر (ذهاب وعودة)، مع استمرار العلاقة التعاقدية بين صاحب العمل والعامل، واعتبار الإجازة المبكرة إجازة غير مدفوعة الأجر، مع احتفاظ العامل بما تبقى له من مستحقات مقررة وفق قانون علاقات العمل.
إطلاق العديد من المبادرات الحكومية والخاصة بخصوص اعفاء الوافدين المتضررين من إيجارات منازلهم طوال الأزمة، وتقديم الدعم لهم ماليا وغذائيا، ودفع أو تخفيض أقساط رسوم المدارس الخاصة
لم تعمل دولة الإمارات بسياسة “مناعة القطيع” في التعامل مع العمالة الوافدة، خاصة في أماكن العمل كثيفة العمال التي يعمل فيها ملايين الموظفين والعمال، حفاظا على صحتهم وسلامتهم.
ثانيا: على المستوى الخارجي
الدعوات المتكررة للتضامن الإنساني بين الدول والمجتمعات والشعوب في مواجهة الفيروس. حيث لا تخلو أي مكالمة هاتفية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع قادة الدول المختلفة في الشرق والغرب، من دعوة الى التضامن والتكاتف في التصدي لهذا الخطر المشترك، وإبداء استعداد دولة الامارات لتقديم الدعم والمساعدة للدول التي تحتاجها للسيطرة على تداعيات كورونا على المستويات المختلفة. ولعل ما قاله سموه بمناسبة اتصاله مع بابا الفاتيكان وبحث أزمة كورونا وسبل تفعيل مبادئ وثيقة الإخوة الإنسانية، يلخص بجلاء رسالة الإمارات الإنسانية في ظل وباء كورونا، حيث قال سموه “ستبقى دولة الإمارات جسر الخير والسلام والعون لشعوب العالم”
السمو فوق الخلافات السياسية، وهو ما يبدو، بشكل خاص في:
تقديم مساعدات لإيران لدعمها في التصدي لفيروس كورونا، على الرغم من الخلاف السياسي معها.
اتصال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أكد ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية وتغلب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعا، وشدد على أن “سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة والحرجة”.
إجلاء العالقين من رعايا الدول المختلفة بسبب كورونا: وهو ما يتضح في الاتي:
قامت الامارات بإجلاء 215 من رعايا عدد من الدول من بينهم رعايا دول عربية من مقاطعة هوبي الصينية وفق طلب تقدمت به حكوماتهم حيث تم نقلهم إلى “المدينة الإنسانية” في أبوظبي. وقد أشاد متحدث باسم منظمة الصحة العالمية بالمبادرة الإنسانية لدولة الإمارات بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مدينة “ووهان” الصينية إلى أرض الوطن، ووصف المتحدث الدعم الذي تقدمه الإمارات للدول الأخرى مع اتباع توصيات وإرشادات منظمة الصحة العالمية بالخطوة الإيجابية جداً.
قامت دولة الإمارات بإجلاء 11 مواطناً من رعايا دول صديقة تشمل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا وهولندا وسويسرا، كانوا عالقين في جزيرة سقطرى اليمنية أثناء زيارتها للسياحة، وذلك بسبب فيروس كورونا.
تقديم المساعدات للدول المختلفة:
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات حملت 8 أطنان من المستلزمات الطبية إلى قبرص، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي.
أرسلت دولة الإمارات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية طائرة تحمل 33 طنًا من الإمدادات الطبية إلى إثيوبيا لمساعدة نحو 33 ألفا من العاملين في القطاع الطبي، وشملت الشحنة 15 طنا مقدمة من دولة الإمارات لأثيوبيا ونحو 3 أطنان مقدمة من الدولة لمنظمة الاتحاد الافريقي و15 طنا مقدمة من منظمة الصحة العالمية لدعم إثيوبيا ودول أفريقية أخرى في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
أرسلت الدولة طائرة مساعدات تحمل 10 أطنان من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى كولومبيا، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي.
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات تحمل 13 طنا من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى كازاخستان، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي.
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات تحمل نحو 10 أطنان من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى إيطاليا يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي.
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات تحمل 13 طناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى كازاخستان، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي.
أرسلت دولة الامارات طائرة مساعدات تحمل 11 طن من مختلف المستلزمات الطبية إلى أوكرانيا، لدعمها في مواجهة فيروس كورونا. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، أن المساعدات المرسلة من المقرر أن يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي في أوكرانيا.
أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل 18 طناً من الإمدادات الطبية والغذائية إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تتضمن معدات اختبار وأجهزة طبية وإمدادات غذائية، ويستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية في موريتانيا لدعم جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات تحتوي على 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى جمهورية جنوب أفريقيا، يستفيد منها نحو 7 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات تحتوي على 20 طنا من الإمدادات الطبية إلى إندونيسيا، يستفيد منها أكثر من 20 ألفا من العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
أرسلت دولة الإمارات، طائرة مساعدات تحتوي على 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى أرمينيا، يستفيد منها أكثر من 7 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات على متنها 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى السودان، يستفيد منها أكثر من 7 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية في السودان لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
إشادات دولية:
أشادت منظمة الأمم المتحدة بالدعم السخي الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها الإنسانية لنقل الإمدادات الطبية والوقائية من فيروس “كورونا” الناشئ “كوفيد 19” إلى دول القارة الأفريقية.
أكد برنامج الغذاء العالمي أن دولة الإمارات، من خلال المركز اللوجستي الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في دبي، لعبت دورًا رئيسيًا في تحضير هذه المستلزمات وشحنها إلى حيث تحتاجها أكثر. من جانبها، قالت إليزابيث بيرز ، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ، في مؤتمر صحفي في جنيف إن أكبر شحنة منذ بداية تفشي وباء “كورونا” بدأت من الإمارات إلى مطار بولي في أديس أبابا بإثيوبيا.
- قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جبريوس ، إن رحلة التضامن إلى إثيوبيا هي جزء من جهد أكبر لشحن الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى 95 دولة، معربا عن شكره لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي وحكومة إثيوبيا وجميع الشركاء لتضامنهم مع الدول الأفريقية في هذه اللحظة الحرجة من التاريخ.
قالت منظمة الصحة العالمية إن مركزها اللوجستي في دبي يوظف فريقا من سبعة أشخاص على مدار الساعة لإرسال أكثر من 130 شحنة من معدات الوقاية الشخصية ومستلزمات المختبرات إلى 95 دولة في المناطق الستة لمنظمة الصحة العالمية.
أثبتت دول الإمارات ريادتها في العمل الإنساني حول العالم، وأغاثت الكثير من الدول التي تفشى فيها فيروس كورونا.
فمنذ بداية أزمة هذا الوباء الذي أصاب العالم، لم تتوقف دولة الإمارات عن مد يد العون والمساعدة لمعظم دول العالم..
وهذه المساعدات مستمرة ولم تتوقف حتى القضاء على هذا الوباء، الذي أصاب البشر جميعاً..
ومن الأمثلة التي من الصعب حصرها، تقديم 60 طناً من المساعدات الطبية، في اليوم الأخير من شهر أبريل الماضي، إلى المملكة المتحدة الصديقة لمساعدتها في القضاء على هذه الجائحة..